19/1/2008
فؤاد الخفش- كاتب وباحث متخصص في شؤون الأسرى الفلسطينيين 19 /1/2008
مما لا شك فيه أن آلاف الأسرى الموزعين على عشرات السجون ،ومن اليوم الأول الذي أعلن فيه عن أسر الجندي الإسرائيلي “جلعاد شاليط” في العملية التي أطلق عليها حينها “الوهم المتبدد”، أنهم يعيشون حاله من الترقب لم يسبق لها مثيل ، وخصوصا إذا ما علمنا أنها المرة الأولى التي تتمكن فيها فصائل المقاومة من أسر جندي داخل الأرض المحتلة منذ بداية الصراع مع المحتل .
وتزداد أهمية هذه العملية بنوعيتها، فللمرة الأولى التي يشعر فيها الأسير العربي والفلسطيني أن صفقة حقيقية من الممكن أن ترى النور ويكتب لها النجاح بعد صفقة احمد جبريل عام 1985 ، ومن ذاك التاريخ حتى اللحظة لم تحدث أي افراجات حقيقية من الممكن أن تلامس شغاف قلوب الأسرى وذويهم ،وليس هناك دليل اكبر ولا أكثر من استمرار بقاء سعيد العتبه للعام 31 في الأسر وكذلك فخري ونائل البرغوثي ، وغيرهم المئات ممن يطلق عليهم خطأً أسرى ما قبل أوسلوا في محاوله لوصف الأسرى القدامى ، وكأن الذي أعتقل في عام 1994 أي بعد الاتفاقية أصبح من الأسرى الجدد.
ما دفعني لكتابة هذا المقال وهذا النداء أمور عده ولن أسترسل في الشرح وسأكتفي بذكرها موضحا وجوب التعامل مع قضية الجندي المختطف بطريقة أخرى أكثر فاعليه وديناميكيه .
من وجهة نظري وكمراقب ومتابع لقضية الأسرى منذ زمن طويل أقول: أن إتمام هذه العملية لن يكتب له النجاح كاملا، ولن يسجل في التاريخ إلا إذا ما تمت هذه الصفقة إن شاء الله ، ولذلك على خاطفي الجندي اخذ كافة السبل الاحتياطية وان يتوقعوا أن إسرائيل ستحاول وفي كل اللحظات تحرير الجندي وعدم إتمام الصفقة وخصوصا إذا ما علمنا أن إسرائيل تعتبر صفقة احمد جبريل من الأخطاء التاريخية التي قام بها الاحتلال.
- من وجهة نظري إن صفقة “شاليط” يجب أن لا تتم في ظل حالة الانقسام الحالية ويجب أن تتم بعد الحوار والتئام الجرح الفلسطيني، لأنها ستكون أقوى بكثير وسيخرج الأسرى في ظل حاله من الفرح والسرور ولن يكون هناك ما ينغص عليهم ويزيد آلامهم، كذلك ستبقي القطاع بالرغم من عشرات الشهداء الذين يرتقون يوميا في حاله من الأمان وبيده ورقة ضغط قوية .
- على خاطفي الجندي “شاليط” ومن خلفهم ممن يفاوض من ساسه أن يعلموا علم اليقين أنهم أقوياء ويملكون ورقة رابحة جدا وستبقى رابحه طالما بقي هذا الجندي على قيد الحياة ولا يستطيع العدو أن يصل إليه ،لذلك يجب أن لا يبدوا أي مرونة، فعامل الوقت لصالحهم وعليهم أن لا يقبلوا أن يخرج أي أسير إلى غير مكان سكنه ،وأسرى الضفة يجب أن يخرجوا إلي بيوتهم وبيوت ذويهم وان لا نوافق على أن يتم إبعادهم إلى قطاع غزه .
- يجب أن تشمل الصفقة شروط ومعايير تتضمن سلامة هؤلاء المحررين وعدم التعرض لهم بالاعتقال مره أخرى بعد الإفراج عنهم وان يكون ذلك بضمانات دوليه ومن قبل مؤسسات وجمعيات حقوقيه .
- يجب أن يتم توثيق طلبات آسري الجندي “شاليط” من خلال إشراك اكبر عدد ممكن من الفصائل والتجمعات الوطنية حيث إنني أقترح على المجتمعين في مؤتمر دمشق القادم أن يطرحوا قضية “شاليط” على جلسات المؤتمر وأن تطرح مطالب آسرو “شاليط” ويتم التأكيد عليها ، فالاحتلال الذي يجتمع كل يوم ويعقد جلسات مصغره ومكبره ويعرض الأمر على حكومته وبرلمانه ويغير المعايير ويضع الشروط ليس أفضل منا ولا بأي حال من الأحوال ، يجب أن تعرض قضية “شاليط” على مؤتمر دمشق في رسالة واضحة للاحتلال أن الأمر لا مجال للتنازل فيه .
- أمر آخر لا يقل أهميه، النواب والوزراء ورؤساء وأعضاء البلديات ومن اعتقل على خلفية الانتخابات والعمل مع ممثلي الشرعية الفلسطينية، هؤلاء الذين اختطفوا بعد أسر “شاليط” واختطف معهم العديد ممن يعمل معهم من مدراء مكاتب ومستشارين، يجب أن يتم الإفراج عنهم مع النواب والوزراء وهم ليسو كثر ولكن إن تركناهم لوحدهم وأفرجنا عن الوزراء والنواب تعتبر ضربه قويه لهم وأمر محبط لعائلاتهم.
- الأسرى الإداريون جرح غائر ومصاب جلل وأشخاص منسيون لا يقلون أهميه عن الأسيرات والأطفال والمرضى، يجب أن يتم وضح حد لمعاناتهم وأمرهم لن يأخذ الكثير وطلب لا يعتبر كبير ، ولكن من شأنه أن يوقف حد لمعاناة كبيره وبالذات القيادة منهم ولن أنسى الشيخ صالح العاروري ووليد خالد ومحمود عزام المعتقل منذ 10 سنوات من دون أي تهمه تذكر ولن أتطرق لأسرى القدس والداخل بل سأفرد لهم مقال خاص وموضوع خاص .
- أعلم علم اليقين أن المطالب لا تنتهي ولكن المطالب دوما تكون وكما يقولون حسب العشم، وعمشنا بكم كبير واعلموا أن الأسرى وعائلاتهم تتطلع إليكم وألسنتهم تلهج بالدعاء أن يحفظكم الله ويوفقكم.