31/12/2008

بدأت احداث يوم الأربعاء 31/12/2008 من المناطق المتاخمة لميدان التحرير حيث كان من المقرر تنظيم مظاهرة احتجاجية أمام جامعة الدول العربية تصدت قوات الأمن للمتظاهرين ومنعتهم من دخول ميدان التحرير مما داعهم الى العودة إلى شارع رمسيس فى اتجاه نقابة المحامين حيث جرى اعتقال بضع اشخاص قليلة من الشارع . ولم يتبقى سوى عشرات الأشخاص تجمعوا داخل نقابة المحامين ونظموا مظاهرة صغيرة نوعا ما .. بينما فرض الأمن حصار على النقابة وقام بالإطلاع على كارنيهات عضوية النقابة ورفض إدخال غير المحامين مما أدى إلى حدوث مناوشات واشتباكات مع المحامين على بوابة النقابة .

فى حدود الساعة الثانية ظهرا بدأت مجموعات منظمة فى الظهور فى الشارع تصدى لها الأمن ومنعها من الوصل إلى نقابة المحامين .. وظلت هذه المجموعات تتجمع حتى تحولت إلى مظاهرة فى الشارع فى المنطقة ما بين دار القضاء العالى ونقابة المحامين قام الأمن بمحاصرتها والتعامل معها عن طريق فرق الكراتية حيث تم الاعتداء بالضرب والسحل على العشرات وتم القبض عليهم ووضعهم فى سيارات ترحيلات .

واثناء ذلك تجمعت مجموعة أخرى أمام نقابة المحامين فتم القبض عليهم على الفور منهم نشطاء سياسيين وشباب حركة 6 أبريل .

وفجأة بدأت تظهر مجموعات مختلفة تأتى من جهات مختلفة فى شارع رمسيس فمنهم مجموعة جأت من ناحية صيدلية الإسعاف ومجموعة من ناحية ميدان عبد المنعم رياض وأخرى من شارع الجلاء .. مما أربك حركة الأمن وأدى إلى تجمع مظاهرات متفرقة فى الشارع استطاعت أن تضم على بعضها لتتجمع مظاهرة ضخمة جدا فى وسط شارع رمسيس من أمام دار القضاء العالى حتى نقابة المحامين يقدر عدد المتظاهرين فيها بعدة آلاف كان من الواضح أنهم من جماعة الإخوان المسلمون .

ولم يمر وقت طويل حتى كانت جحافل المتظاهرين قد سيطرت تماما على الشارع واضطر الأمن للتراجع ليتسع الكردون الأمنى من ناحية دار القضاء العالى وحتى نقابة المحامين تارك الشارع للمتظاهرين الذين سيطروا عليه تماما .. وذلك رغم ما تخلل هذه الاحداث من مصادمات واشتباكات عنيفة بين المتظاهرين والأمن تم خلالها ضرب وسحل عشرات المتظاهرين والقبض على أعداد كبيرة لا تقل عن مائة وثلاثون متظاهر من هذه المنطقة فقط .

ومع مرور الوقت شهد الشارع تعاطف من الجمهور والمارة الذين انضموا لهذه المظاهرة بعضهم استطاع الدخول الى داخلها والبعض بدأ فى التجمع خارجها من ناحية إشارة الإسعاف وترديد الهتافات المؤيدة لفلسطين وغزة والرافضة لموقف النظام المصرى المتخاذل .

وفى حدود الساعة الرابعة ظهرا حدث فجأة حالة انسحاب متبادل بين المتظاهرين من جماعة الإخوان والأمن فى ذات الوقت فى مشهد تمثيلى يوحى بحدوث صفقة لتصفية المظاهرة وإنهاء اليوم فقام المتظاهرين من جماعة الإخوان بالانسحاب فى اتجاه ميدان رمسيس بينما فى ذات الوقت قامت قوات الأمن بانسحاب مفاجأ وسريع فى اتجاه ميدان التحرير .. وفى ظرف عشر دقائق على الأكثر تبخرت كل هذه المشاهد فلا متظاهرين ولا أمن وسادت حالة هدوء سريع ومريب وكأن شىء لم يكن . وقد أثار هذا المشهد الانسحابى التمثيلى غضب ودهشة المتظاهرين من غير جماعة الإخوان حيث لم يبقى غيرهم فى الشارع ولا يزيد عددهم عن عشرين متظاهر على الأكثر .

وهكذا شهد شارع رمسيس فى مدة لا تتجاوز الربع ساعة مشهدين متناقضين تماما فمن مشهد يوحى بأنه ثورة شعبية فى الشارع إلى فراغ تام وهدوء تام فى عشر دقائق فقط . وكأنه لم يسحل ويضرب العشرات منهم منذ بضع دقائق .. وكأن الذين اعتقلوا داخل سيارات الأمن بالعشرات ليسوا منهم .

ويبقى مصير المعتقلين مجهول حتى الآن رغم ما ورد من أنباء عن اعتقالهم بمعسكرات الأمن المركزى .
ومن جانبنا جارى متابعة أخبار المعتقلين استعدادا للحضور معهم فى النيابة حال عرضهم عليها .

مركز الحرية
للحقوق السياسية ودعم الديمقراطية

http://freedomcenter.blogspot.com