19/5/2008

بدأت أمس فى مدينة شرم الشيخ فعاليات المنتدي الاقتصادي العالمي ” دافوس ” بمشاركة ١٣ رئيس دولة وملكاً ، إلي جانب عدد من رؤساء الوزراء من ٧٠ دولة ، بالإضافة إلي ١٤٠٠ من رجال الأعمال وممثلي منظمات المجتمع المدني والهيئات والمنظمات الدولية وممثلي وسائل الإعلام.

وأعلن المهندس رشيد محمد رشيد، وزير التجارة والصناعة المصرى ، رئيس اللجنة الحكومية المنظمة لمنتدي «دافوس»، فى بيانه الى الاعلام أن الحكومة المصرية أعدت برنامجاً لـ “الترويج الاستثماري» خلال فترة انعقاد المنتدي، تشارك فيه معظم الوزارات المختصة تحت شعار «مصر بوابة الفرص».

وهنا يأتى السؤال كيف تكون ” مصر بوابة الفرص ” وإستثمارات أبنائها الرئيسية موجودة بالخارج ؛ وكيف تكون بوابة الفرص وعمالتها المهرة يستفيد بها الاخرون ؛ نظرا لعوامل الطرد التى نعيشها ؛ وبيروقراطية الفساد فى ظل حكومة ” التكنوقراط ” ؛ فكان من الأولى على حكومتنا فى مؤتمر إقتصادى عالمى مثل ” دافوس ” الدعوة الى عودة الجذور ؛ مستغلة إستضافتها للمنتدى ومبرهنة لكل أبنائها أن الإستثمار داخل البلد بخير وبذلك تكون مصر اولى بابنائها .

وبعيدا عن المزايدات التى يمكن أن تكون مشاع فى مجال إستضافة مصر وللمرة الثانية على التوالى مؤتمر دافوس الاقتصادى ؛ فإن ما يعيشه الشعب المصرى الأن من حالة غليان أولى أن يذكر حكومتنا التى قامت أجهزتها الأمنية بوضع 22 كمينًا أمنيًا علي الطرق الرئيسية لشرم الشيخ ؛ وقامت بترحيل 1700 عامل لتأمين مؤتمر دافوس ؛ ان تتذكر حالة هذا الشعب الذى تكالبت عليه تداعيات المرض حتى أصبح عبارة عن هيكل عظمى ينخر فى جسده أمراض إرتفاع الأسعار ؛ وإراتفاع معدل الدين الداخلى والخارجى ؛ وزيادة معدلات التضخم حتى وصلت الى 12% ؛ والفساد الذى أصبح نظام عمل يومى فى مصر ؛ والإحتكار الذى طال كل مناحى الحياة لحساب الكبار واصحاب النفوذ ؛ كل ذلك يحدث فى وقت يتدخل فيه كبار المسئولين لحل أزمة لاعب كرة قدم لنرفع بعدها شعار ” خلاص يا مصر نامى مرتاحة كل مشاكلك اتحلت ” ؛ فهل حل أزمة لاعب كرة قدم أولى من حل مشاكل 77 مليون مصرى اكثر من نصفهم يعيش فى فقر مدقع ؛ والنصف الاخر يعانى أمراض الحياة بمختلف اشكالها .

مؤسسة عالم واحد للتنمية ورعاية المجتمع المدنى ترى فى إستضافة مصر لمنتدى دافوس الاقتصادى نجاحاْ كبيراْ ؛ وتتمنى أن يتم استغلال الترويج له بطريقة صحيحة بعيداْ عن أزمة الضمير التى نعيشها ؛ حتى لا تكون نتيجة الفرص فى نهاية المؤتمر أشبه بنتيجة صفر المونديال .

وعلى الجانب الاخر تذكر مؤسسة عالم واحد للتنمية ورعاية المجتمع المدنى حكومة ” البيزنس و اللاب توب ” أنه و فى خلال عشرة أشهر شهدت البلاد 411 احتجاجا تمثلت في 220 اعتصاما و91 إضرابا و65 تظاهرة و 26 وقفة احتجاجية و 9 مرات من التجمهر ؛ وشهدت نفس الفترة فصل وتشريد 39171 عاملا كما لقي 70 عاملا مصرعهم وأصيب 1040 أخرين نتيجة لظروف العمل السيئة وغياب وسائل الأمن الصناعي والصحة المهنية ؛ وقام 26 عاملاْ بالانتحار بعد أن عجزوا عن توفير أدنى المتطلبات الحيايتة لأسرهم فى ظل حكومة لا تعرف رغيف العيش المدعم لكنها تعرف الكافيار والسيمون فيميه .

كما تذكر مؤسسة عالم واحد الحكومة المصرية انه وفى ظل إنعقاد منتدى دافوس الاقتصادى فى مصر تشهد أسعار السلع الاساسية ( الخبز –السكر- الزيت- الارز- اللحوم – الدواجن – الادوية) ارتفاعات بنسب فاقت دخول المواطنين حيث وصل الارتفاع فى بعض السلع الى ما يزيد على 40% من قيمتها .

وتلفت مؤسسة عالم واحد نظر حكومتنا العصرية الى التقارير الحقوقية التى تكشف عن إرتفاع نسب البطالة بين الشباب ؛ حيث زاد عدد العاطلين عن 6 مليون مواطن بالرغم من احتياج مجتمعنا الى 900 الف فرصة عمل سنوية ؛ للقضاء على البطالة لكن الواقع يؤكد أن هناك اكثر من 500الف (خريجين جدد ) يدخلون لسوق العمل دون توفير فرص عمل للمتعطلين من السنوات السابقة.

مؤسسة عالم واحد للتنمية ورعاية المجتمع المدنى تذكر حكومة نظيف – والتى وصفت من كل أطراف المجتمع المصرى ( معارضة ومجتمع مدنى حتى أعضاء مجلس الشعب المنتمين للحزب الوطنى ) بفشلها فى إدارة شئون مصر – تستضيف أكبر تجمع إقتصادى عالمى أنه فى الوقت الذى تناقش فيه نجاحاتها الوهمية وتصرح على صفحات جرائدها بمانشتيات ” قطعت مصر شوطاً كبيراً فى التخلص من التضخم الإقتصادى ” ؛ ” قناة السويس حققت اعلى إيرادات لها هذه السنة ” ؛ ” تحقيق نمو إقتصادى غير مسبوق فى قطاعات كذا وكذا ” ؛ فى هذا الوقت يعيش حوالى 45% من سكانها على دولارين فى اليوم ؛ ويحصل مواطنيها على رغيف الخبز بالدماء فى طوابير ترفع شعار الداخل مفقود والخارج مولود ؛ وأن خرج مولوداْ من طابور الحصول على الحياة ؛ سوف يدخل فى طابور الموت بالبتروكيماويات فى صفقة مصنع اجريوم تلك الصفقة التى اقل ما يقال عليها أنها صفقة حكومية مشبوهة أبسط خسائرها ضياع 5.10 مليون متر مكعب من المياه سنوياْ فى وقت أعلن فيه وزير الرى والموارد المائية المصرى أن مصر فى طريقها الى الفقر المائى .

ومؤسسة عالم واحد ترى أن شعار المواطنين بعد العلاوة العرفية التى منحتها الحكومة لهم ” يا زيادة ما تمت خدها الــ ……. ( الغلاء ) وطار ” ؛ هى اصدق تعبير على خداع الحكومة لمواطنيها ؛ ففى الوقت الذى تعلن فيه الحكومة انه لا مساس بالسلع الرئيسية التى يعيش عليها المواطن البسيط ؛ ما هى الا ساعات معدودة وإرتفاع الأسعار يطال الوقود وتعريفة المواصلات ؛ وابسط إحتياجات المواطن البسيط ؛ فكم انت صبور ايها المواطن !

وكأن مشاعر هذا المواطن لا تساوى فضلات ذبابة عند الحكومة النظيفة ولا أصدق على ذلك من إستفزازها لمشاعر كل المصريين عندما يخرج علينا الرئيس التنفيذى لهيئة البترول معلناْ تصدير الغاز لإسرائيل وانه فى بدايات مرحلة التشغيل ؛ وبكل بساطة وكان اسرئيل هى القلب الحانئ والدافى الذى يجمع كل المصريين .

مؤسسة عالم واحد أذ تذكر الحكومة الرشيدة أن إستضافة مصر لمنتدى دافوس الاقتصادى يأتى فى وقت تنتهك فيه كل حقوق المصريين الإقتصادية والإجتماعية ؛ وبفعل فاعل ؛ والفاعل هنا هو نفس الحكومة التى تدعو كل زعماء العالم ومن على أرضها بإحترام اقتصاديات الشعوب .

مؤسسة عالم واحد تدين السياسات التى تنتهجها الحكومة الحالية لانها وصلت بالبلاد من حال سئ الى أسؤ ؛ وتذكرها دوماْ خلال جلسات عمل المنتدى الإقتصادى بالإنتهاكات التى تمارس كل يوم وعلى مختلف الأصعدة ؛ من كبت للحريات وحبس للصحفيين ؛ وصدور أحكام بالسجن والغرامة على رؤساء تحرير بعض الصحف ؛ وإنتهاك لحرية الرأى والتعبير ؛ وإهانة حرية التنظيم فى مطاردتها للمنظمات الحقوقية والسعى الى اغلاقها ؛ وغياب لتعهدات الحكومة فى خطوات الإصلاح السياسي.

وتطالب عالم واحد كل القوى الشرعية ومنظمات المجتمع المدنى من التكاتف لتدشين إئتلاف يطالب الحكومة المصرية بتنفيذ اتفاقيات العهد الدولى للحقوق الإقتصادية والإجتماعية الذى وقعت وصادقت عليه مصر ؛ والإعلان العالمى لحقوق الانسان .