21/2/2009

د. عبد المنعم المشاط : من الصعب على أوباما حل مشكلات الشرق الاوسط نظراً لتفككه وضعفه .
د. حسن ابو طالب : روسيا تهتم بزيادة مبيعات اسلحتها فى المنطقة و تتحدى النفوذ الامريكى فى الشرق الاوسط والحرص على عدم اضرار علاقاتها باسرائيل.
أد . مصطفى الفقى : لا نتوقع ان تلعب بريطانيا دورا فى القضية الفلسطينية لانهم صانعوها وهم الذين سلموا الارض لليهود واكتفوا بلعب الدور الانسانى .
د. عمرو الشوبكى : السياسة العلمانية فى تركيا اصبح لها انياب واظافر

في إطار الحديث عن دور القادة الجدد فى العالم تجاه قضايا الشرق الاوسط نظمت مؤسسة “عالم واحد للتنمية ورعاية المجتمع المدني ورشة عمل حـول” الشرق الأوسط و جيل جديد من القادة فى العالم .. الأمال و الوعود امريكا – انجلترا – روسيا – تركيا “.

ضمت الورشة نخبة من الخبراء والسياسيين هم : أد . مصطفى الفقى رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب – أد . عبد المنعم المشاط أستاذ العلوم السياسية كلية الاقتصاد – جامعة القاهرة – د. عمرو الشوبكى الخبير بمركز الاهرام للدراسات السياسية – د. حسن ابو طالب الخبير بمركز الاهرام للدراسات السياسية وادار الورشة أد. وحيد عبد المجيد نائب مدير مركز الاهرام للدراسات السياسية.

كشف المشاركون فى الورشة أن معايير القادة الجدد تجاه قضايا الشرق الاوسط تختلف باختلاف العلاقات بين هذه الدول وبين قادة الشرق الاوسط وتوازنات المصالح مع اسرائيل .

فى البداية رأى أد. وحيد عبد المجيد نائب مدير مركز الاهرام للدراسات السياسية أن القادة الجدد فى العالم الأن هم الأكثر إثارة للجدل خاصة فى ظل انتظار الأمل والتوقعات منهم فمثلاً الادراة الامريكية الجديدة حققت التغيير من خلال الشعار الذى رفعته فى الانتخابات ودخلت المسالة بعد ذلك فى حزمة من التساؤلات اهمها هل ستقوم هذه الادراة الجديدة بفتح حوار مع ايران وروسيا وهل ستستطيع ان تضع خطاً جديداً ومساراً مختلفاً للقضية الفلسطينية ؛ وكذلك هناك تساؤلات خاصة باقيادة الجيدية فى بريطانيا وهل سنجد دوراً افضل لها فى منتطقتنا .

يرى د. عبد المنعم المشاط أستاذ العلوم السياسية كلية الاقتصاد – جامعة القاهرة ان للشخصية دور فى صنع السياسية ؛ وهو ما حدث مع أوباما الذى تم اختياره كقائد وهو صاحب بشرة سمراء ووسط الاجتماعى مختلف عما هو متعارف عيله ؛ وصوت البيض لشخص اسود والمساءلة بساطة هى محاولة من الشعب الامريكى للتغير والاقتراب من النظم الاوربية .

والتغيير هذا يتضح فيما سبق مع هتلر الذى انهزم ودخل الحياة السايسية ووصل الى رئاسة المانيا وهو صاحب تعليم بسيط ؛ لكنه اخذ المانيا الى المجهول ؛ وانهزمت وانقسمت بعد الحرب العالمية الثانية ؛ لكن اوباما شخصية مختلفة قوية فى توقعاتها ومحددة فى رؤيتها ؛ وهو شخص مؤثر ولديه مصداقية لدى المواطنين مثل الشخصية الكاريزمية لعبد الناصر وكاسترو ؛ وعلى الرغم أن البعض يرى انها قدرات الاهية الا اننى ارى انها قدرات فردية ومن ثم فهو شخصية كاريزيمة تشاورية وفريدة ومختلفة ؛ فهو الرئيس رقم 44 فى تاريخ الولابت المتحدة الامريكية وعمره 47 سنة ولغته الادبية رفيعة المستوى .

واوباما دخل العمل العام فى 2004 ولفت انظار المرشحين الديمقراطيين وبعدها رشح نفسه فى مجلس الشيوخ وكلها عوامل اضافت لقدراته ولفت الانتباه بحملته الانتخابية ورؤيته المستقبيلة لامريكا وتصحيح صورتها فى الخارج واصلاح النظام الديمقراطي من الداخل ؛ ومن ثم اسنخدم الانترنت والفاس بوك للوصول الى الجماهير واوباما رئيس يسعى للمشاركة وليس للسيطرة وجعل النظام عنده تعددى وليس فردى .

وفيما يتعلق بالشرق الاوسط فان اوباما ابدى اهمية خاصة به ؛ خاصة فى ظل المصالح مع اسرائيل ووجود لوبى يهودى وصهيونى فى امريكا ؛ ولكن من الصعب ان نتوقع منه حل مشكلات الشرق الاوسط نظرا لتفكك الشرق الاوسط وضعفه ومن ثم علينا الا نتفائل كثيرا لان الكرة فى ملعبنا اى الملعب العربى لكن الكارثة اننا ولا حتى قادتنا نجيد اللعب .

ويضيف د. حسن ابو طالب الخبير بمركز الاهرام للدراسات السياسية أن القيادة الجديدة فى روسيا لابد ان ننظر اليها من 3 زوايا اولها خصوصية الحالة الروسية فى اختبيار الرئيس وعلاقته بالرئيس السابق ؛ والثانية كيف يتم تشكيل وتصعيد الرؤساء فى روسيا ؛ والزاوية الثالة هى التطورات الروسية فى القضية العربية مع امريكا ومع ايران .

فالرئيس الحالى هو المنتخب من الناحية القانونية ولكن ليس الانتخاب هو العامل الاوحد فى المساءلة وانما مرتبطة اساساً بصعوده وهو دعم بوتين له منذ ان كان محاميا فاعجب به واقنعه بالعمل معه فى الكرملين ثم دفع به ليكون رئيس شركة غازبروم والتى اصبحت اكبر الشركات فى اكتشاف وصناعة الغاز عالميا وهى مسئولة عن 22 % من الدخل القومى لروسيا .

ويرى ابوطالب ان روسيا حالة خاصة فى عملية اختيار الرئيس لان الرئيس السابق كانت له يد فى اختيار خليفته خاصة وان بوتن كان يرفع شعار استعادة الهيبة لروسيا خاصة وان يلسن كان مسؤول عن انهيار الاتحاد السوفيتى وكانت له بصماته السيئة على كل المؤسسات الروسية وكان لعية فى يد الغرب فخضع لضغوطهم .

ويرى المحللين انه بعد قيام الرئيس الروسى الحالى بتعيين الرئيس السابق فى رئاسة الوزراء اصبحت المسالة تبادل للداوار ؛ ورغم ذلك فان هناك مجموعة من الاهتمامت فى حقيبة الرئيس الروسى الجديد اهمها بناء القوات الروسية واستحداث مجموعة من الاليات الدولية والاقليمية تستطبع روسيا من خلالها ان يكون لها تاثيرفى المنطقة لدفع النظام العالمى الى تعددية الاقطاب والخروج من تبعية امريكا وان تصبح شربك لها اما فيما يخص قضايا الشرق الاوسط فهى تتمثل فى اهتمام روسيا بالدرجة الاولى فى زيادة مبيعات اسلحتها فى المنطقة وتريد ان تتحدى النفوذ الامريكى فى الشرق الاوسط والحرص على عدم اضرار علاقاتها باسرائيل بل وتقوم روسيا الان بمد يدها لادارة اوباما وتضع فى اعتبارها ان هناك توازن للقوى فى المنطقة لا تريد ان تغيره بشكل من الجراة والتعاون الروسى الامريكى المنتظر قد يسهل فى حل ملف الشرق الاوسط .

ويضيف د. مصطفى الفقى رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب أن العالم يكاد يعيد صياغة بعض ابعاده خاصة فى بعض مشاكله الكبرى فالصراع العربى الاسرائيلى يدخل فى اطار جديد والأزمة المالية العالمية لها تاثير كبير على الاحداث لانها ادت الى تغيير فى سياسات بعض الدول .

وفيما يخص الجانب البريطانى فان بريطانيا بلداً يختلف فى سياسته بحكم تاريخه الطويل ؛ وهى تقف رواء معظم مشكلات العالم وتترك بصمات طويلة المدى ؛ حتى اصبحت بريطانيا فى وقوفها وراء معظم مشكلات العالم عالة على امريكا .

والنظام البريطانى يتميز بالثبات النسبى خاصة وان لديها هامش قليل للتغيير لانها ارتبطت بالتقاليد فهم ما زالوا قابضين على بعض المسائل النسبية ؛ فليس لديهم دستور مكتوب ولكن العرف هو الذى يصنع ملامحها . مما جعلها تقع بين نوعين من الرؤساء رئيس الوزراء ووزير المالية ؛ والشعور بالتفرد لديهم ادى الى خصومة النظام البريطانى لذلك نتج عنه شعور انها ليست جزءا من القارة الاوربية ؛ لذا لم تدخل نظام التعريفة الموحدة وهو ما يجعلنا نتوقع عدم تغيير فى سياستها فى المنطقة ؛ فتونى بلير دوره كان مكروه حتى عند البريطانيين فهو كان يدافع ويبرر افعال الولايات المتحدة الامريكية وجاء ساركوزى ليكمل هذا الدور .كما ان مفاتيح العمل السياسي فى الشرق الاوسط لا زالت فى ايدى بريطانيا .

الامر الاخر ان بريطانيا كانت امبراطورية عظيمة وبالطبع موقفها من احداث غزة هو عارض ولا يممكننا البناء عليه لانها اكثر تشدداً من الولابات المتحدة الامريكية تجاه الارهاب والقضية الفلسطسنينة فهى ليست دولة تقوم سياسيتها على المشاعر ؛ لذلك لا نتوقع ان يلعبوا دورا فى القضية الفلسطينية لانهم صانعوها وهم الذين سلموا الارض لليهود واكتفوا بلعب الدور الانسانى .

اما فيما يخص تركيا أشار د. عمرو الشوبكى الخبير بمركز الاهرام للدراسات السياسية أن موضوع تركيا أصبح مرتبط بالأحداث الجارية خاصة بعد غزة وأصبح فتح هذا الملف يثير الجدل بعد عودة الدور التركى وتحولات السياسة التركية ؛ وإفراز قيادة جديدة وأصبحت السياسة العلمانية فى تركيا لها انياب واظافر ؛ وأصبحنا أمام ثلاث محطات رئيسية الاولى هى الجمهورية التركية التى تأسست عام 1923 والتى أسسها مصطفى اتاتورك وأثار لغط داخل العرب حتى داخل القطاعات الاسلامية وهذه التجربة استمرت حتى عام 1946 حيث كان النظام تسلطى واسس النظام الجمهورى ولكن بدأت التعددية .

أما المحطة الثانية فتم فيها الأنقلاب فى السبعينات والثماننيينات من نجم الدين اربكان الذى اسس الحزب الجمهورى الذى تم حله ثم عاد ليؤسس للمرحلة الثالثة مع حزب الرفاة بعد انقلاب عام 1980 وتوفى عام 1983ثم بدأت الامور تتغير مع ظهور جديد لحزب الرفاة التركى عام 1983 الذى نجح فى تحالف مع احزاب يمينة للوصول الى السلطة فى البلاد واستكمل واصبح امتداد للتيارات المعادية فى تركيا ووصف اربكان بانه الطبعة التركية لتجربة الاخوان فقى العالم العربى .

مؤسسة عالم واحد