9/6/2009

تستنكر مؤسسة عالم واحد للتنمية ورعاية المجتمع المدني تدني لغة ومستوي الحوار بين أعضاء مجلس الشعب، والتراشق بالفاظ لا تليق بممثلي الأمة، حيث شهدت جلسات البرلمان مؤخراً وعلى مدار فترات سابقة صراعات ومشاجرات بين النواب تحولت معها المؤسسة التشريعية الكبرى إلى ساحة للقتال والتنابذ بالألفاظ، وهو الأمر الذي تنأى به مؤسسة عالم واحد للتنمية ورعاية المجتمع المدني عن مؤسسة عريقة كمجلس الشعب.

وكان آخر هذه الممارسات وصف أحد النواب إلى زميله بـ “العاهرة”، وذلك رداً على وصف الأخير له بأنه “امرأة لعوب”!، وهى ليست الواقعة الوحيدة حيث سبقتها ممارسات أخرى وصلت إلى الاشتباكات بالأيدي بين بعض نواب المجلس في ديسمبر 2009، وحادثة رفع “الحذاء” الشهيرة داخل المجلس في يناير 2009.

ووفقاً للدستور فإن دور مجلس الشعب هو دور تشريعي ورقابي، وهو ما جاء في المادة (86) حيث “يتولى مجلس الشعب سلطة التشريع ويقرر السياسة العامة للدولة والخطة العامة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والموازنة العامة للدولة كما يمارس الرقابة على أعمال السلطة التنفيذية، وذلك كله على الوجه المبين فى الدستور”، كما نص الدستور على حرية اعضاءه في ابداء الآراء والأفكار وذلك في مادته رقم (98) “لا يؤاخذ اعضاء مجلس الشعب عما يبدونه من الافكار والاراء فى أداء اعمالهم فى المجلس أو فى لجانه”، فهل يعي اعضاء مجلس الشعب بأهمية الدور الذي يقومون به وهل يحترمون هذه الحرية التي كفلها لهم الدستور، أم ستحتاج السلطة التشريعية التي تقوم بالدور الرقابي إلى رقابة على سلوك أعضاءها؟؟

كما تتساءل عالم واحد عن قرار تحويل أحد النائبين إلى لجنة القيم إثر الواقعة الأخيرة دون تحويل الآخر!

ومؤسسة عالم واحد للتنمية ورعاية المجتمع المدني تهيب بمجلس الشعب المصري بإعادة النظر في مستوى الحوار بين أعضاءه، وترَّفُع ممثلي الشعب عن هذه الممارسات واستخدام مثل هذه الألفاظ التي يرصدها المواطن المصري بمختلف أعماره وتشكل نواة للحوار بين أفراد الشعب الذي انتخبهم للتعبير عن مطالبهم، ورغم تحفظنا على الأداء الفعلي للنواب ومدى نجاحهم في تلبية هذه المطالب، إلا أن الصورة الذهنية لعضو مجلس الشعب لدى العامة مازالت تحمل الاحترام وتتخذه قدوة، بالإضافة إلى أن هذه الممارسات لا تخدم الديمقراطية في شيئ بل وتعد رِدة لما كانت عليه هيبة قبة هذا المجلس.