1/3/2010

حتشبسوت.. أعظم ملكة فرعونية

كانت الحضارة الفرعونية في مقدمة الحضارات التي احترمت حقوق الأنسان وكفلت له الحق فى البقاء والصحة والتعليم وغيرها من الحقوق ، وطبقتها عبر العصور .

و اختصر الفراعنة في بداية عصر الدولة القديمة مفهوم حقوق الإنسان في كلمة واحدة هي ” ماعت” وتعني العدل والصدق والحق ، ومن مظاهر احترام حقوق الإنسان في الحضارة الفرعونية القديمة الإعتراف بالحق في الحياة فكان قدماء المصريين يؤجلون تنفيذ حكم الإعدام في المرأة الحامل إلى أن تضع حملها . و قد عرف المصريون مبدأ المساواة بين جميع المواطنين فكان المصريون جميعا أمام القانون سواء؛ أما عن التعليم ثبت أن مصر الفرعونية شجعت أبناءها ذكوراً و إناثا على التعليم.

وكانت للمرأة في عهد الفراعنة حقوق لم تحصل عليها إمرأة أخرى في الحضارات السابقة فكانت تشارك في الحياة العامة ، و تخرج بدون غطاء للشعر، وكانت تحضر مجالس الحكم، بل وتتولى الحكم. وتمتعت بحقوق اجتماعية واقتصادية وقانونية وسياسية مساوية للرجل وكان بإمكانها أن تدير ممتلكاتها الخاصة وتدير الممتلكات العامة، وقد شغلت المرأة المصرية العديد من المهن والحرف، مثل منصب قاض ووزير، ودخلت مجال الطب والجراحة وشغلت مهنة سيدة أعمال .

ومن أشهر أسماء النساء التي عرفها المصري القديم، الإلهة حتحور وهي الأم الأولى للآلهة بصفتها «البقرة السماوية» التي ولدتهم وأرضعتهم جميعاً، وهي أيضاً حتحور ربة الحب التي يشبهها الإغريق بإلهتهم «افروديت».

أما إيزيس فهي أكثر النساء شهرة في التاريخ الفرعوني بل إنها أحياناً ترمز إلى مصر نفسها، وهي قرينة أوزوريس التي صاحبته وساندته وقامت بعده بنشر عقيدته ؛ كما عرف الفراعنة تكريم الأم قبل خمسة آلاف عام.

ومن أشهر أسماء النساء التي عرفها المصري القديم أيضاً الملكة حتشبسوت التي حكمت مصر عشرون عاما و ملكات كانت تحكم مصر بجانب أزواجهن مثل زوجة اخناتون نفرتيتي – جميلة الجميلات و زوجة أمنحوتب – السمراء- تي و أشهرهن آخر ملكة لمصر و هي كيلوبترا التي أصبحت بعد ذلك بطلة للروايات و الأفلام. الملكة الفرعونية حتشبسوت أنثي تجلس على كرسي الفراعنة 1490 – 1469 ق.م الاسم الأصلي : حـتشـپسوت ويعني باللغة الفرعونية : أميز النساء ، بفضل آمون أو هى ” غنمت آمون حتشبسوت ” ويعنى : درة الأميرات ؛ وهي إبنة الملك تحتمس الأول وزوجة تحتمس الثاني وزوجة أب تحتمس الثالث حيث أنجب تحتمس الثاني تحتمس الثالث من أحد (حريم) البلاط الملكي. تعتبر الملكة حتشبسوت من أعظم ملكات مصر الفرعونية ؛ و تأتي كأعظم شاهد على دور المرآة المميز وقدرتها على الإدارة والحكم ، على الرغم من كثرة الرافضين لوجود إمرأة على كرسي العرش.

تمكنت حتشبسوت من حكم البلاد لمدة عشرين عاماً، نعمت فيها البلاد بالكثير من الرخاء والازدهار، وعندما كثرت عليها الضغوط من الكهنة وقادة الجيش تنازلت عن العرش فقط من اجل مصلحة البلاد.

والملكة “” حتشپسوت “” كان لها دور بارز فى حكم البلاد اهتمت بالأسطول التجاري المصري فأنشأت السفن الكبيرة ؛ واتسم عهدها بالرفاهية في مصر والسلام، وقامت بالعديد من الحملات العسكرية منها حملة تأديبية على النوبة في بداية حكمها، وحملة تأديبية على سورية وفلسطين، مضافا إليها حملة ضد تمرد في النوبة. وحملة تأديبية في السنة 12 من حكمها ؛ وحملة ضد تمرد في النوبة في العام 20 من حكمها ؛ وحملة تأديبية على ماو Mau بالقرب من منطقة فرقة Firka بين السنتين 20 و 22 من حكمها.وارسلت العديد من البعثات التجارية منها بعثة بلاد بونت ؛ و بعثة أسوان .

و من أبرز أعمالها إعادة استخدام قناة تربط بين النيل عند نهاية الدلتا بالبحر الأحمر، حيث قامت بتنظيف هذه القناة بعد أن حفرها المصريون أيام الدولة الوسطى وذلك لتسيير أسطول مصر البحري بها ليخرج إلى خليج السويس وبعدها إلى مياه البحر الأحمر.

، كما أعادت العمل في مناجم النحاس في شبه جزيرة سيناء، و احتفلت بعيد “ الحب ” أو عيد توليها العرش، وكان ذلك في العام الخامس عشر من حكمها؛ وأمرت ببناء سفينة كبيرة رسمية لكي ينتقل بها الناس على صفحة النيل من معبد الكرنك أثناء الاحتفال بعيد النيل وصولا إلى الشاطئ الآخر .

توفت الملكة “”حتشبسوت “” في 10 من الشهر الثاني لفصل الخريف – 14 يناير 1457 قبل الميلاد- خلال العام 22 من فترة حكمها. وقدر المؤرخ المصري القديم مانيتو فترة حكمها بـــــ 21 سنة وتسعة اشهر.

و الجمعية الوطنية للدفاع عن الحقوق والحريات تؤكد للجميع أن المرأة المصرية التى يعترض الكثير هذه الأيام على تقلدها المناصب القيادية وعدم الإعتراف بها كقاضية ومحامية ورئيس جامعة بل ورفض توليها منصب رئيس الجمهورية أو أن تكون شخصية قيادية ريادية فى الحياة العامة ؛ عليهم ان يراجعوا تاريخ المراة فى الحياة الفرعونية ليعرفوا من منهن اللاتى مهدن طريق المشاركة وإن تمكين المرأة ودعمها أمر كفلته المواثيق ؛ ومرت به المرأة على مدار العصور .