20/11/2005
سوف تظل كثيرا ذكري هذا اليوم 20/11/2005 الأسود الذي استباحت فيه كل القيم الإنسانية وسقطت كل مبادي حقوق الإنسان امام قسوة العنف وبطش السلطة وداست أقدام السلطة الغليظة القانون.
لن نتوقف في هذا اليوم أمام انتهاكات من نوعية علنية التصويت واستخدام الحبر الفسفوري وأخطاء الكشوف الانتخابية الكثيرة وما إلي ذلك فالأمر أصبح اخطر كثيرا من مجرد مجموعة انتهاكات شابت العملية الانتخابية، لماذا يتحول يوم هو من المفترض عيد للديمقراطية إلي مأتم لها؟
تسع محافظات مصر بملايين أبنائها تقف شاهدا علي بطش وقسوة الانتخابات والقائمين عليها وإراقة دماء أبنائها علي أسفلت الطرقات القاسي .
أن دماء المصريين اغلي من أي شي، اغلي من البرلمان ومقاعده وحصانته.
تابعت الجمعية المصرية بحزن عميق فعاليات يوم التصويت للمرحلة الثانية ورصدت أهم ملامح ما يسمي بالانتخابات في تسع محافظات مصرية لم ننسي هذا اليوم.
أولا : العنف الانتخابي أو لبننة الانتخابات المصرية
في ظل أجواء حسرة مشحونة بتوتر مكتوم ينتهز الفرصة ليحرق الأخضر واليابس وترقب بين أطراف المعركة الانتخابية لانطلاق أول شرارة ليخرج العنف المكبوت كالنهر الغادر في واحد من أطول أيام مصر في العقود الأخيرة.
أي ديمقراطية نتحدث عنها تجري داخل إطار كامل من العنف المنظم من قبل أجهزة الأمن وعنف عشوائي من قبل بعض المرشحين الآخرين.
ان دماء الأبرياء التي سالت اليوم لوثت نهر الديمقراطية الذي ما كاد يتدفق في مصر.
لتظل ممارسات جهاز الأمن المصري الذي واجبه الاسمي أن يحمي دماء المصريين وكرامتهم هو المسئول الأول عن سحق أدمية المصريين وكرامتهم
ويدفع في الصفوف الأولي بالبلطجية فاضح متناقض جدا بين ديمقراطية أساسها الحوار ورؤيتها الصندوق الانتخابي ومحترفي الإجرام بما يملكون من قسوة وغلظة وعنف في وجه الأبرياء. المصريون علي مذبح الانتخابات تراق دمائهم وتحطم ضلوعهم باسم انتخابات يديرها النظام في مصر وفقا لرؤاه الخاصة ودون ادني اعتبار لما يسمي بالإرادة الحرة للمواطنين أي إرادة وأي مواطنين في بلد تختزل فيه معاني الوطنية في خدمه النظام فقط.
هذا الوطن لا يقبل القسمة حتي علي اثنين فالا صوت يعلو في الانتخابات إلا أصوات رجال الحزب الوطني في بلد يعتبرونها بلدهم فقط ، اين كل قيم المواطنة وحرية الرأي والتعبير واحترام الأخر.
أن العنف قيمة تقف دون أعمال كل قيم حقوق الإنسان بدءا من الحق في الحياة وانتهاءا بقيم التسامح ولقد أعملت قيم العنف اليوم بكل صورها وإشكالها وأدواتها في مشهد رهيب لن تنساه الذاكرة المصرية طويلا فقد رصد مراقبوا الجمعية وقائع عنف اقل ما توصف به أنها مرادفة للجنون والحمقة والبطش الرهيب ففي لجنة …..
ثانيا : نظرية الاواني المستطرقة
ونشرب اذا اردنا الماء صفوا………………………. ويشرب غيرنا كدرا وطينا شعار الحزب الوطني منذ تاسيسا في اواسط السبعينات في مصر.
وللحقيقة – من وجهة نظرنا – ان الازمه ليست في الحزب الوطني او سياسته او رجاله او منطقة السلطة او المعارضة بكافه اشكالها بل ان الامر يتعلق بازمة ثقافية ومجتمع وتربية وتراث طويل يمتد بجزورة في عمق تركيب الشخصيه المصرية.
– نحن لا نحاكم احدا – ولا حتي التراث فقط نحاول ان نتجاوز مظاهر الازمة الي مضمونها ان الوصول الي ديممقراطية حقيقية يتم اعمال منظمومه حقوق الانسان من خلالها يستلزم- جديا – ليس فقط تعبير السياسات والقوانين بل تغير البنية الاجتماعية والثقافية للمجتمع المصري .
ان اعتماد مفاهيم نفي الاخر واستبعاده بل وقهرة وشيوع قيم الاستسهال والفردية وتغلب المصالح المادية المباشرة ومصادرة حق الاخرين في التعبير عن ارائهم كفيله بتفجير بركان العنف وتكريس نظرية الراي الواحد والصوت الواحد في عملية قتل منظم لمفهوم الديموقراطية ناهيك عن مضمونها.
ان ما شهدته العملية الانتخابية البرلمانية المصرية نوفمبر 2005 في محاوللتها الثانية يؤكد- يقينا – علي ان مستقبل هذه الامه في خطر
فهل نذعم لنصف قرن مضي من الحكم الشمولي تم اقصاء الديمقراطية فيه عن اروقة الدولة ونفوس مواطنيها ليلقي بظلاله علي نصف قرن اخر قادم.
ان الاستخفاف بالقانون وتغيب قيم الحوار واعتماد العنف وسيله – حتي في رسم خلافاتنا السياسيه – وغلب صوت المال علي كل قيم المجتمع وتضاؤل قيم المحبه والتسامح واحترام الاخر مظاهر تكاد تصبيب الديمقراطية في القلب منها قيمه الانسان بما تحمله انسانيته من معان بالشلل التام.
ليقف المجتمع المصري بكل طوائفة وفئاته علي حافة منحدر رهيب اتمني الا تنزلق اقدامنا باردتنا اليه.
ت : 3353270
ف : 3389537 / 02
البريد الالكتروني: easd_2004@hotmail.Com