6/6/2009
استمرارا لحالة الاحتقان التي تعاني منها كافة فئات المجتمع المصري، أوفد المركز المصري للتنمية والدراسات الديمقراطية والجمعية المصرية لدعم التطور الديمقراطي، أ/ خالد الجمال و،أ /محمد عبد الله لمعرفة مجال وظروف عمل عبارات الحوامدية النهرية بعد ورود شكاوي الي المركز والجمعية من المواطنين يشكون فيها من تهالك تلك العبارات و تشكيلها خطرا كبيرا علي حياتهم، ولما تأكد لدي المركز والجمعية أن وسائل النقل النهري بمحافظات مصر تمر بأزمة حقيقية يعاني منها كافة المواطنين الذين تنقلهم تلك العبارات يوميا من والي مقار اعمالهم، و نظرا لتعدد الحوادث الناجمة عن تهالك تلك العبارات عامي 2007 و 2008 كحادث معدية جزيرة الشورانية وغرق 9 مواطنين بينهم 4 سيدات و5 اطفال من اثناء عبورهم من المراغة الى الجزيرة (محافظة …)، و غرق 21 مواطن اثناء محاولتهم ركوب لنش امام مرسى ابو قرقاص يوم عيد الفطر ،بالاضافة الى حادثة معدية قرية الحاج قنديل بدير مواس بالمنيا والتى اسفرت عن غرق 19 مواطن .كان من الضروري رصد معاناة مواطني مدينة الحوامدية وكافة مرتادي تلك العبارات من اجل الوقوف علي حقيقة الوضع داخل هذا المرفق.

تحولت العبارات العاملة فى نهر النيل بمختلف محافظات مصر وبالاخص محافظات الصعيد (بني سويف – اسيوط – سوهاج – المنيا) إلى واقع اليم، يحمل رائحة الموت والخطر فى كل لحظة على متنها. أكد الركاب أنهم يعيشون رحلة عذاب يوميا في تنقلاتهم ، وأرواحهم مهددة بالخطر بسبب تهالك العبارات النيلية التي تنقلهم وهو ما يهدد بحدوث كارثة في اي لحظة. تعتبر عبارات الحوامدية (1، 2 ، 3 طوارئ) همزة الوصل الوحيدة بين محافظتي حلوان (مدينة المعصرة) و6 اكتوبر (مدينة الحوامدية) وتفتقد تلك العبارات لأعمال الصيانة والتطوير ولا تتوافر بها معايير السلامة والأمان اللازمة لتسييرها، وأصبحت متهالكة، مما يشكل خطراً كبيرا على أرواح المواطنين.

منذ عام 1980 تاريخ تاسيس مرفق عبارة الحوامدية تعتبر شركة النيل العامة للنقل النهري والتي تأسست من خلال عدة قرارات جمهورية وانتقلت تبعيتها للعديد من الشركات والهيئات الي ان انتهت تبعيتها فى أغسطس 2005 الى الشــــركة القابضــة للنقل البحــرى والبرى والتى تتبع وزارة الإستثمار مسئولة عن اجراء عملية الصيانة الدورية علي العبارات النيلية ، حيث يوجد بشركة النيل العامة للنقل النهرى عدد 4 قزق لسحب الوحدات من المياه الى البر لإمكان إجراء عمليات الإصلاح والصيانة لوحدات الشركة بالإضافة إلى إصلاح وصيانة الوحدات السياحية والعبارات.الا ان تلك العبارة تتم الصيانة الدورية عليها ومراجعة تراخيصها كل ثلاثة اعوام وغالبا ما تتمحور اعمال الصيانة في دهانات ولحامات للاجزاء المتهالكة دون اجراء اي تجديد يضيف لتلك العبارات الصلاحية اللازمة.

(اهدار حقوق العاملين)
يقول أحد العالمين رفض ذكر أسمه : انه يعمل منذ ثمانية سنوات داخل مرفق العبارة كعمالة مؤقتة ومذكور ذلك ببطاقته الشخصية ، حيث تم تحرير عقود عمل مفتوحة لكافة العاملين داخل المرفق ، ولم يتم تثبيت اي عامل حتي الان منذ تاسيس المرفق في عام 1980.

( اهدار المال العام)
أكد أحد العاملين داخل العبارة (ميكانيكي) رفض ذكر اسمه أن رئيس المجلس المحلي لمدينة الحوامدية قد قام باسناد مهمة التفتيش علي تذاكر ركوب العبارة للعاملين داخل العبارة من اجل رصد اي عملية اختلاس للمال العام من قبل القائمين باعمال التحصيل ،وتمت هذه العملية لمدة شهر كامل تبين من خلالها ان القائمين علي اعمال التحصيل لا يقومون بتسليم تذاكر للركاب مقابل الرسوم المسددة وان اجمالي المبالغ المحصلة بدون تذاكر والغير موردة للخزانة العامة بلغت ما يقرب من 30000 جنيه مصري ،واكد علي ان هذه المبالغ توزع فيما بين محصلي الورديتين و البالغ عددهم 16 محصل.الا ان عملية المراقبة تلك لم تستمر ، الامر الذي يجعل الامور تعود الي سابق عهدها وهو ما ينذر بمزيد من اهدار للمال العام.

(عدم توافر وسائل الامان )
أن هذه العبارات تفتقد كثيراً من وسائل الأمان من أطواق النجاة وطفايات الحريق وقوارب الإنقاذ، وهناك ضرورة للرقابة عليها وصيانتها دورياً. حيث اكدت «ربة منزل» إن هذه العبارات تهدد أرواحنا بسبب تحميلها أكثر من طاقتها الفعلية، بالإضافة إلى أنها تحمل على متنها كل شىء بدءاً من البشر مروراً بالسيارات الملاكى والنقل الثقيل انتهاءً بالمواشى والدواب بمختلف أنواعها، لافتاً إلى أنه لا توجد بها طفايات حريق، كما أن مخلفاتها من الزيوت تلقى مباشرة فى النهر، والمسئولون عنها لا يلتزمون بتعريفة الركوب.

( اقامة الباعة الجائلين والمتسويلن داخل العبارة)
اكد محمد حامد – محاسب ان العبارة تكاد تكون منزل لاسرة من الباعة الجائلين والمتسولين حيث يصطدم يوميا بمجموعة من البنات الصغيرات اللاتي تتراوح اعمارهن ما بين الاربع سنوات والخمسة عشر عاما يقومن برعاية والدتهم ببيع الترمس والذرة المشوية كما ان هناك العديد من المتسولين والجميع لا يفارق العبارة حيث يجدهم بداخلها في اي وقت يستقل فيه العبارة.

واضاف الاستاذ / عبد المجيد عزب – بالمعاش ويعمل بالحوامدية – ان المرفق يحتاج الي نظافة وتوفير وسائل امان ويرغب في كوبري لسرعة الانتقال ويتضرر من وجود باعة جائلون ومتسولون.

واكد عادل محمد موظف بشركة بالمعصرة ومقيم بالحوامدية علي انه يتم تنظيف العبارة يوميا بعد انتهاء موعد تشغيلها وطالب بضرورة وجود وسيلة افضل واسرع للانتقال بين الحوامدية والمعصرة واشار علي ان كلا من مدينة الحوامدية ومدن محافظة حلوان هي مدن صناعية وهناك نسبة كبيرة من العاملين بكلا الضفتين يحتاج الي العبور الي الضفة الاخري ومع تاخر العبارات في العبور تحدث اضرار كبيرة لهؤلاء العمال.

وبسؤال قائد العبارة الريس / صلاح ابراهيم حسين – بالمعاش ويعمل حاليا علي قيادة العبارة – حول ما ورد من شكاوي للمواطنين بخصوص عبارات الحوامدية ،اكد قائد العبارة علي ان تلك العبارات بدات عملها منذ عام 1980 وهي تابعة لمجلس مدينة الحوامدية واشار الي انه لا تتم اي صيانة داخل العبارة الا كل ثلاث سنوات عندما يتطلب الامر تجديد تراخيصها وانها هذه الايام علي اعتاب الصيانة لكون تراخيصها قد انتهت بتاريخ 27/5/2009.كما ان شرطة البيئة والمسطحات المائية تقوم بالتفتيش علي العبارة وتحرير محاضر للعديد من المخالفات ، وتحرر ايضا محاضر لقائدي العبارة وهو ما يري انه ظلم جائر حيث انه لا دخل له فيس اي عيب من العيوب المتوافرة بتلك العبارات وان المجلس المحلي لمدينة الحوامدية هو المسئول عن تلك المخالفات وهو المطالب بازالتها وليس قائدي العبارات.

وحول ما اكده المواطنين من خطورة العبارات واحتمالية غرقها بعد قيام بعض سيارات شفط المياه التابعة للمجلس المحلي منذ قرابة ثلاثة اسابيع قبل تحرير التقرير بشفط المياه من داخل العبارة وتوقف تلك العبارة عن العمل لاعمال الصيانة بها ، اكد قائد العبارة علي ان العبارة كان بها بعض الثقوب نتيجة تفكك بعض اللحامات الامر الذي ادي الي تسرب المياة بداخلها مما تطلب معه ضرورة شفط تلك المياة من داخل جسم العبارة واعادة لحام تلك الاجزاء ، ونفي احتمالية غرق العبارة نظرا لان جسم العبارة السفلي مقسم من الداخل الي حجرات مغلقة وبالتالي فانه في حالة حدوث اي تسريب للمياة داخل جسم العبارة فانه يكون داخل احدي هذه الحجرات فقط وليس داخل جسم العبارة السفلي كله .

اما بالنسبة للمواتير التي تعمل بها العبارة واللازمة لتسيير العبارة وسهولة ارسائها علي كلا من الشاطئين وما ورد علي لسان المواطنين من ان تلك المواتير كثيرة الاعطال وبالتالي فانه يوميا هناك احتمال عمل العبارة بموتور واحد فقط ، الامر الذي يزيد من بطء العبارة في العبور الي الاتجاه الاخر وكذلك يصعب من عملية الارساء ، وهو الامر الذي انكره قائد العبارة واشار الي انه يقوم بالقيادة بموتور واحد فقط فور اصابة اي من الموتورين بعطب ما الي ان يصل الي الشاطئ ويتوقف لحين اصلاحه ، لكنه عاد واستسلم لاقوال المواطنين عندما اكدوا علي انه يسير بموتور واحد فقط ويستمر بهذا العطل لحين انتهاء ورديته.

وبسؤاله حول وجود اي مشكلات تواجهه مع المواطنين ، اكد علي انه يواجه مشكلات عديدة مع قائدي السيارات نظرا لوجود بعض الحالات المخالفة التي ترغب في العبور قبل السيارات التي تلتزم بدورها في العبور مما يشكل مشادات عديدة بين قائدي السيارات والعاملين داخل المرفق، واشار الي انه تتعدد الحالات المخالفة فهناك حالات الوفاة والاسعاف وهناك السيارات التابعة للشرطة وقيادات المجلس المحلي للحوامدية ،وتعتبر تلك الحالات يومية ولكنها متجاوز عنها من قبل المواطنين ولكن في حالة ما اذا كان هناك سيارة علي معرفة او قرابة باي شخصية مسئولة بالمجلس المحلي او لها ثقلها داخل مدينة الحوامدية فهنا تتفاقم الامور.

هذا وقد تلخصت مطالب العاملين داخل مرفق عبارات الحوامدية في توفير بند في العقد ينص على التثبيت بعد فترة محددة . بينما تلخصت مطالب المواطنين في الاتي:

  1. بناء كوبرى بديل عن العبارة
  2. اذا لم يكن فى الامكان بناء كوبرى طالبوا بتغيير العبارات بعبارات جديدة بديله عن العبارات التى تعمل منذ عام 1980
  3. توفير وسائل امان بالعبارة تحسبا لحدوث اى كارثة
  4. زيادة عدد العبارات التى تعمل لان الوقت الذى يستغرقه الوصول بواسطة العبارة يتجاوز النصف ساعة الي جانب تضخم اعداد السيارات
  5. منع اصطحاب الحيوانات داخل العبارة مع المواطنيين
  6. منع الباعة الجائليين والمتسوليين من التواجد داخل العبارة
  7. الحفاظ على نظافة العبارة
  8. توفير اماكن لانتظار المواطنين داخل العبارة تتسم بالادمية بعيدا عن المقاعد الخشبية المتهالكة والمظلة المليئة بالاتربة والظلام الذي يضيئه مصباح كهربائي صغير جدا والسور المعدني المحيط والمتهالك من كثرة اعمال اللحام به.

وفى هذا الصدد يناشد المركز المصري للتنمية والدراسات الديمقراطية والجمعية المصرية لدعم التطور الديمقراطي كافة الجهات المختصة بالعمل علي تنفيذ مشروعا لاقامة كوبري علوي يربط كلا من مدينة الحوامدية التابعة لمحافظة 6 اكتوبر ومدينة المعصرة التابعة لمحافظة حلوان ، وهو الامر الذي سيساعد علي وجود فرص عمل عديدة لقائدي المركبات خاصة وان هناك جزء كبير من المواطنين بمدينة الحوامدية يعملون بمدن حلوان والمعادي ومصر القديمة ومصانع الحديد والصلب والاسمنت وغيرها كما ان هناك جزء كبير من طلبة جامعة حلوان من مدن الحوامدية والعياط وبعض محافظات الصعيد كما سيعمل علي ربط المحافظتين وصعيد مصر بمحافظتي حلوان والقاهرة.

وقد نصت الاتفاقيات والمعاهدات الدولية على الحق في الحياة والامان الشخصي حيث يمثل الحق في الحياة والحرية والأمان الشخصي حقاً أساسياً من حقوق الإنسان المقرة في القانون الدولي لحقوق الإنسان، وتنص المادة الثالثة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على أن: “لكل فرد حق في الحياة والحرية وفي الأمان على شخصه”. كما تنص المادة السادسة من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية على أن ” الحق في الحياة حق ملازم لكل إنسان، وعلى القانون أن يحمي هذا الحق.

التوصيات :
إيمانا منا بضمان حقوق الإنسان وكرامتة وضعنا توصيات داعين جميع الجهات المعنية إلى تحقيقها من أجل الوصول إلى النمو والانتماء كأحد شروط ترسيخا لمبدأ المواطنة وتعزيزا لكرامة الإنسان في وطنه، وهي:

  • سرعة انشاء كوبري علوي يعبر نهر النيل يربط كلا من مدينة الحوامدية بمحافظة 6 اكتوبر ومدينة المعصرة بمحافظة حلوان للتيسير علي المواطنين.
  • التفتيش والمراجعة الدورية على مرفق العبارات النيلية في حالة استمرار عمله من قبل الجهات المعنية لضمان وجود وسائل الحماية والامان للمواطنين والسيارات المستخدمة لهذا المرفق.
  • التفتيش والمراجعة المالية والإدارية الدورية على مرفق العبارات النيلية من قبل الجهات المعنية لضمان وصول الحقوق إلى مستحقيها.
  • الاهتمام بنظافة المرفق وخلوه من الباعة الجائلين والمتسولين
  • الاهتمام بحقوق العاملين داخل المرفق بصرف النظر عن موقعهم الوظيفي.

إعداد
خــالد الجمـال
محمــد عبد الله
في حالة الرغبة في الحصول علي اي صور خاصة بموضوع التقرير برجاء الاتصال علي الارقام التيلفونية التالية او ارسال رسالة بريدية علي الايميل :khaled_elgmmal@yahoo.com

العنوان :5 شارع 162 المعادي أمام محطة مترو حدائق المعادي
ت/ف : 25288832 – 25288834 /02
بريد الكتروني:e_ecdds2006@yahoo.com