5 مارس 2004
تلقت الجمعية المصرية لمناهضة التعذيب ببالغ الغضب سيل أنباء التعذيب التي أعلن عنها خلال الخمسين يوما الماضية و التي بلغت حصيلتها 7قتلى و 83 ضحية تعذيب في اقل من شهرين . ورغم ان هذه البيانات مفجعة في حد ذاتها إلا إنها دلت أيضا على عدة مؤشرات علي جانب كبير من الخطورة: فهناك أولا حقيقة ارتفاع معدل التعذيب وعنفوان شدته إلى الحد الذي اصبح يؤدى بحياة مواطن كل أسبوع وينتج ضحية تعذيب كل يوم تقريبا – وذلك وفقا للبيانات المتاحة فقط – ليصبح الأحد الأدنى سنويا لضحايا التعذيب 52 قتيلا و365 ضحية للتعذيب.. فمن المعروف جيدا أن وقائع التعذيب الفعلية إلى لا تصل أخبارها إلى الإعلام أو مراكز حقوق الإنسان تبلغ أضعاف هذه الأرقام .
وهناك ثانيا التعميم الجغرافي للتعذيب الذي عكسته البيانات و التي شملت تسع محافظات هي: القاهرة والجيزة والإسكندرية والفيوم والشرقية والغربية والقليوبية والدقهلية والمنوفية وذلك في 15 قسم بوليس وهناك ثالثا تواتر وقائع التعذيب الجنسي للمحتجزين و خصوصا النساء الذي اصبح احتجازهن كرهائن وهتك أعراضهن و التحرش الجنسي بهن لإجبار ذويهن علي الاعتراف ممارسة متكررة من قبل رجال الشرطة و يمثل ظاهرة خطيرة و جديدة على المجتمع المصري .
على الرغم من انه على مدى سنوات طويلة تناولت تقارير منظمات حقوق الإنسان المحلية و الدولية مئات من حالات التعذيب والوفاة. وأثبتت ذلك تقارير اللجنة الدولية لمراقبة تنفيذ اتفاقية مناهضة التعذيب، وتكررت توصيات اللجنة للحكومة المصرية بضرورة الالتزام بالاتفاقية و أدانت سياسات الحكومة و تقاعسها في هذا الشان. إلا انه لم تتخذ أية إجراءات فعالة للقضاء على هذه الجريمة . إلا إنها لمن المفارقات المبكية ان يتزامن هذا التصاعد المروع في وقوع جرائم التعذيب مع إعلان الحكومة المصرية عزمها تشكيل المجلس القومي لحقوق الإنسان و مع رفع شعار حقوق المواطن
ان استشراء و تفشى التعذيب في مقار الحجز على هذا النطاق ليجزم بان جرائم التعذيب ليست مجرد تجاوزات فردية، وان جرمها لا يقع على عاتق زبانية التعذيب و حدهم و إنما تتحمل مسئوليتها الحكومة بكاملها. ان النظام الذي يمنح رجال الشرطة والأمن السلطة الواسعة عير المقيدة و الصلاحيات و الحصانة بموجب قانون الطوارئ الذي نرزح تحته منذ 23 عاما ، و الذي يبقي علي التشريعات العاجز ة عن ملاحقة مجرمي التعذيب و جلاديه رغم قصورها عن كافة الاتفاقيات الملزمة للدولة ، و يحرم المواطن من حقه الطبيعي في مقاضاتهم ، النظام الذي لا يقيل او يعزل رجاله ممن اثبت القضاء ارتكابهم جريمة التعذيب، و الذي يتغاضى عن ممارسات رجاله المخلة بالقوانين و الأعراف بل و المخلة بالشرف البسيط كما يراه المواطن العادي، و الذي يصم آذانه عن صرخات الضحايا و نداءات المنظمات و الأفراد الذين يروعهم ما يحدث ، ليتحمل نفس عبء الجريمة. قد بات المجتمع المصري في مواجهة غول توحش وفقد إنسانيته متمثلا في جلادي التعذيب وأولئك المسئولين الذين يتولون حماية جلادي التعذيب . إن الجمعية المصرية لمناهضة التعذيب تدعو جميع المواطنين إلى التضامن لمواجهة هذه الكارثة وتطالب:
1- إلغاء حالة الطوارئ و دعم الديمقراطية
2- تعديل مواد القانون التي تحرم الضحية من حق التقاضي المباشر باعتبارها تمثل حماية للمتهمين في جرائم التعذيب،لتجريم كافة أفعال التعذيب ليشمل أيضا كافة المشاركين بالتعذيب سواء بالتواطؤ أو بالمشاركة المباشرة او بالتسهيل من خلال الصمت عن وقائع التعذيب التي تتم تحت بصره
3- ملاحقة مرتكبي جرائم التعذيب أمام المحاكم المحلية و الدولية
4- السماح لمنظمات حقوق الإنسان بزيارة أماكن الاحتجاز و السجون و مقابلة المحتجزين
أخيرا نرصد بعض ما نشر من جرائم التعذيب خلال تلك الفترة ، مبتدئين بحالات الوفيات
? المرحوم/محمد عبد الستار الروبي. الوفاة 18/9/2003 مباحث أمن الدولة بالفيوم، مركز ابشواي النشر 1/10/2003 وبيان المنظمة المصرية 20/9/2003
- المرحوم/ محمد عبد القادر السيد. الوفاة 21/9/2003 مباحث امن الدولة بقسم شرطة حدائق القبة. وتعذيب اخية بنفس القسم. النشر: الأهالي 1/10/2003. بلاغ نيابات غرب 1383/2003 . مقدم من مركز المساعدة القانونية
- المرحوم/محمود جبر محمد 25 سنة. الوفاة 4/10/2003 قسم شرطة السيدة زينب. النشر العربي.12/10/2003 محضر بالواقعة 6002/2003
- المرحوم/محمد صبحي محمدي. القبض 4/10/2003 الوفاة 14/10 قسم شرطة المنتزة النشر 9/11 جريدة التجمع
- المرحوم/محمود محمد محمود: قتل فى الشارع، عندما أعتدت عليه قوة من قسم شرطة المرج. النشر: العربى 16/11/2003 مع القبض على عدد من الشباب كرهائن للضغط على الأهل لعدم الابلاغ عن جريمة الشرطة.
- المرحوم/مسعد سيد محمد قطب. القبض 1/11/2003 الوفاة 4/11 مباحث أمن الدولة بالجيزة. تاريخ النشر التجمع والعربي 9/11/2003 وبيان المنظمة المصرية في 6/11/2003 محضر إداري قسم الدقي 9214/2003 تسجيل الإصابات : مستشفى أم المصريين.
- المرحوم/أسامه. قسم أول الزقازيق تم حجزه مع تاجر مخدرات كان أسامة قد أبلغ عنه وقد حذرت أخت المجني عليه ضابط القسم من خطورة حجزه مع تاجر المخدرات. قيل أن التاجر قتله في الحجز.
- المواطن علي إسماعيل علي أبو غنيم. قسم شرطة مطوبس، طنطا، غربية. الجاني نائب مأمور القسم. تاريخ الواقعة 4/11/2003 تاريخ النشر 10/11/2003 صوت الأمة.
- المواطن عبد الناصر حنفي طه الليثي. ناهيا، كرداسة. محتجز كرهينة لحين أن يسلم أخيه نفسه.
- قسم شرطة المنشية الإسكندرية تحرشات بأسرة منذ عام، وحتى الآن لإجبارهما على سحب قضية تعذيب. بعد ضرب وخلع ملابس وهتك عرض في الشارع لكل من وجيه السيد، ومحمد إبراهيم ثم تعذيب بقسم الشرطة لإجبارهما علي الاعتراف علي شخص مطلوب. النشر: العربي 2/11/2003
- المواطنة مبروكة إبراهيم مصيلحي 60 سنة كفر شكر، تعذيب في قسم الشرطة، بعد التعدي عليها بالضرب في المنزل والشارع. النشر: الأحرار 1/11/2003
- ديرب نجم/ الشرقية، الخفير يضرب المواطنة فاطمة محمد السعيد بحجر في رأسها والشرطة تعذب أخويها عاطف ومحمد، وتهدم المنزل وبداخله والدتها الكفيفة. النشر: الأهالي 5/11/2003
- كفر الزيات، تعذيب أربعة من أسرة واحدة لإجبارهم علي الاعتراف علي أن واحد من الأسرة قتل واحد من نفس الأسرة. منهم سيدتين تعرضتا للتحرش الجنسي، ومحاولة اغتصاب. النشر : العربي 19/11/2003 المواطنون جلال الحصاوي وحرمه (60 سنة) خالد جلال الحصاوي وحرمه. القتيلة زوجة ابن أخو جلال. التهمة قتل بغرض السرقة. علما بان العائلة تجار واصحاب عقارات. والشهود نفوا جميعهم التهمة الموجهة لخالد بما في ذلك ابن القتيلة (5 سنوات)
- قسم شرطة حلوان تعذيب أسرة بكاملها ليعترفوا علي أحد أفراد الأسرة المشتبه في ارتكابه جريمة قتل. الحدث 11/10/2003. النشر العربي 2/11/2003
- قسم شرطة الباجور الحدث 28/10/2001 المواطنة سمية أحمد البغل. تعذيب وتحرش محضر تعذيب 44226/2002 مازال التحرش مستمرا للضغط عليها لسحب الشكوى.
- قسم الازبكية. تعذيب حسام السعيد محمد عامر لانه قال للضابط “الريس لا يرضيه إهانة الناس”. الحدث 13/10/2003 . النشر 26/10/2003 العربي.
- مركز نبروه/ الدقهلية، تعذيب عبد القادر ياسين وزوجته وأخيه رضا ياسين وابنه بالثانوي التجاري للاعتراف علي عبد القادر المشتبه في ارتكابه جريمة قتل.
- مركز شرطة الجيزة تعذيب أربعة أفراد من أسرة واحدة بقرية ترسا “أبو النمرس” للاعتراف علي ارتكاب أحد أفرادها جريمة قتل. النشر الأهالي 10/9/2003
- أحداث جامعة حلوان: الحرس الجامعي يستعين بالأمن المركزي لضرب طلاب الجامعة أثناء الإعداد ليوم رياضي بالجامعة.