29/3/2005

توفي طارق فتوح الامام وهو شاب في الثلاثينات من العمر في حجز قسم شرطة جنوب ببورسعيد وذلك قبيل الافراج عنه بأيام . وكانت أسرته قد شاهدته لآخر مرة في قسم الشرطه أثناء زيارة شم النسيم يوم 2 /5/ 2005 وذكروا أنه كان بصحة جيدة وكان مبتهجا بقرب خروجه بعد أن انهي قضاء خمس سنوات بالحبس هي مدة عقوبتة. إلا ان الاسرة فوجئت يوم الخميس بخبر وفاة طارق منتحرا بشنق نفسه في قسم الشرطة.

ففي صباح يوم 5 الخميس 5/5/2005 ، توجهت أم طارق و أخيه (حسن) الى نيابة بورسعيد لانتظار مجيء طارق لإنهاء اجراءات الافراج عنه، الا انهما لم يعثرا له علي أثر حتي انتصف النهار تقريبا .

فلما رأت أمين شرطة من قسم شرطة جنوب تعرفه شكلا، سألته عن إبنها قال لها “ده قاعد بيستناكي في القسم و حلفان ماطالع إلا لما انتو تروحوا له”!!!

هرعت الام وحسن شقيق طارق الي قسم شرطة جنوب، وهناك أقتيدوا مباشرة الي حجرة ضابط المباحث الذي أبلغهما بأن طارق قد شنق نفسه وأنه ” موت نفسه وريحك وريح نفسه” لم تتمالك الام من أن تصرخ إنتوا اللي قتلتوه .
حينذاك وضع رجال القسم الإبن والأم في قبضة يدهم و لن يتركوهما قبل ان يتم دفن الجثة!!!

يقول حسن” أخذوا بطاقتي و بطافة أمي وقفلوا علينا الاودة من برة، بعد كام ساعة جم وودوني النيابة .

وكيل النيابة سألني سؤال واحد بس، أخوك كان عيان؟ قلت له: لأ. وخلاني أمضي على المحضر، كان المحضر حوالي 6 أو 7 صفحات، ما خلانيش أقراهم ، مضيت، كان حواليا جيش من الشرطة.

بعد كده ودونا على المستشفي الاميري ببورسعيد، دكتور الصحة منعني اشوف الجثة كويس لكن لما دخلت معاه في الغسل كان فيه اصابات حول الرقبة و ايدية ورجليه.خلونا نقعد بره وهما اللي خلصوا كل الاجراءات و ما دفعتش اي حاجة وطلعونا بعربية اسعاف وبوكس للمقابر ودفناه بعد نص الليل”.

تقدم الأهل ببلاغ الى للنائب العام والي المحامي العام بنيابات بورسعيد، يتهمون فيه ضباط شرطة القسم بتعذيب إبنهم حتي الموت ونفوا إقدامه علي الإنتحار، وطالبوا باستخراج الجثة و اعادة تشريحها وطعنوا في صحة كافة الاجراءات القانونية التي تمت في هذا الصدد.

الا ان كل ما تم هو استدعاء الاب من قبل المحامى العام لأخذ أقواله ويتشكك الأب في حيادية التحقيق الذي يشرف عليه المحامي العام المستشار جمال زكي فقد تسائل المحقق في براءة “إحنا هانعمل إيه ما هو اللي شنق نفسه والجماعة اللي وياه شهدوا ؟”ورد عليه الاب أيضا بتساؤل مقهورا “هي الحكومة بتفرق شيلان على المساجين يشنقوا بيها روحهم،وهم الجماعة اللي شهدوا دول محبوسين خايفين يجرالهم زيه ولا خرجوا؟”

يذكر محامو الاسرة ان النيابة تتباطا وتماطل في الاجراءات و انهم يخشون من ضياع الادلة ورغم تقدم محامي الاسرة بشكوي ضد المحامي العام لهذه الاسباب فحتى الان لم يتم إستخراج الجثة ولم يتم استدعاء ضباط القسم للتحقيق. و نحن نتسائل مع الاب:

!! شاب في ريعان الشباب ينتظر الحرية بعد خمس سنوات من السجن يشنق نفسه لماذا ؟؟

!! شاب يشنق نفسه في الحجز وهو في رعاية الشرطة المسئولة عن سلامته فهل توزع الشرطة أحبال المشانق علي المحتجزين؟؟

!! زملاؤه الذين شهدوا علي الواقعة لماذا لم يمنعوه وما مدي إطمئنان النيابة لشهادة هؤلاء المحبوسين تحت رحمة نفس السجانين؟؟

!! الشرطة تتبرع بإنهاء كافة الإجراءات ولا تكلف الاسرة قرشا فهل أصبحت الشرطة جهة خيرية لدفن الموتى؟؟ !! تقوم الشرطة بحراسة الجثة و توفر موكبا من سيارة اسعاف وبوكسا محملا بالحرس يرافق الاسرة حتي المقابرولا تتركهم فبل أن يتم الدفن بعد انتصاف الليل فهل كان المسجون إحدي الشخصيات الهامة؟؟

!! التحقيقات في النيابة مع الأخ تتم في حضور رجال الشرطة وتحت ترويعهم والأهل يطعنون في التحقيقات التى تمت ومع ذلك لم يتم اتخاذ أي إجراء حتى الآن…

إذا لم يكن كل هذا كافيا لاثارة شبهة جنائية فمتي اذا؟؟…..إذا لم يكن كل هذا كافيا لاعادة فتح التحقيقات فمتي اذن؟؟…إذا لم يكن هذا كله يثير شبهة تواطؤ النيابة وإنحيازها للشرطة فمتي اذا؟؟

نحن نطالب السيد النائب العام بإعادة فتح التحقيقات في القضيةعلي وجه السرعة و أن تشرف عليها جهة اخري غير التي تتولاها حاليا ونطالب بتوفير الحماية للأسرة و للشهود وعزل الضباط اللمتورطين في القضية من مناصبهم لحين الانتهاء من التحقيقات.