22/9/2008
في أمسية رمضانية عقدها مركز ماعت للدراسات الحقوقية والدستورية أمس في ذكرى الاحتفال بيوم السلام العالمي طرح الأستاذ أيمن عقيل مدير المركز هدف نشر السلام المجتمعي ونبذ العنف بين طبقاته وأفراده كاستراتيجية جديدة للعمل خلال السنوات المقبلة ، تستهدف ضمنيا التركيز علي دمج أفراد أسر السجناء والمعتقلين في المجتمع المصري ، مؤكدا أن يوم السلام العالمي 21 سبتمبر الذي احتفل به العالم في 1981 لأول مرة ، لابد من استغلاله كمناسبة في إطلاق مبادرة محلية لعلاج أسباب غياب السلام داخل المجتمع المصري . وأطلق عقيل خلال ندوة ناقشت أول دراسة أكاديمية يصدرها المركز عن “الاتجاهات المجتمعية نحو أسر السجناء والمحتجزين” ، فكرة عمل “مجموعات أبناء الحرية من أجل السلام” ، التي يقدمها المركز كتطوير لفكرة “أبناء الحرية” التي أفرزتها أفكار الشباب المشارك في أيام ومعسكرات السلام التي عقدها المركز ضمن برنامج ” السلام المجتمعي وإعادة دمج أسر السجناء” . وأكد عقيل علي سعي المركز لدي الجهات المسئولة لعلاج حقيقي لأزمة عمل المفرج عنهم وتحويلهم إلي طاقات منتجة داخل وخارج السجون ، وأشار إلي جهود المركز المتواصلة مع جمعيات قدمت الدعم المادي اللازم لأسر هؤلاء . وقالت الدكتورة مديحة مصطفي أستاذ تنظيم المجتمع بكلية الخدمة الاجتماعية جامعة حلوان – والتي قامت بعرض الدراسة – أنها أنجزت في زمن قياسي – 4 أشهر – ، وأسوأ ما رصدته قلة أعداد الجمعيات المعنية بخدمة أسر السجناء والمعتقلين ، لدرجة أن القاهرة بها جمعية واحدة بلا فروع والإسكندرية أيضا ، وتغلب فريق البحث علي صعوبة اللقاء بالأسر من خلال مقابلاتهم ساعة زيارات ذويهم بالسجون . وأكدت مديحة إن الإسكندرية وصفتها الدراسة بأكثر المحافظات رفضا للتعامل مع أسر السجناء بين 6 محافظات غطتها الدراسة ومنها القاهرة والجيزة والدقهلية والمنيا وأسيوط ، وأكدت إن النبذ المجتمعي لأسر السجناء يزيد شعور أفرادها بالقهر وبالتالي تزيد فرص نمو العنف لديهم ضد المجتمع ، وأشارت إلي ضرورة إعفاء أبناء السجناء والمعتقلين من مصروفات التعليم بجميع المراحل التعليمية ، وعلاج أفراد هذه الأسر علي نفقة الدولة ، وتفعيل دور التضامن الاجتماعي في رعايتهم ، وتغيير السياسات الإعلامية لتدعم فكرة الدمج المجتمعي وتغيير نظرة المجتمع إليهم . وأكد الدكتور كمال مغيث الخبير التربوي بالمركز القومي للبحوث التربوية اتساع دائرة العنف ومداه داخل المجتمع المصري بين الفقراء والأغنياء علي السواء ، ولفت إلي حادث قيام طبيب شهير بتقطيع جسد خصم له بطريقة بشعة ، واتهام أحد رجال الأعمال في جريمة قتل مطربة معروفة ، وقال إن العنف ظاهرة إنسانية وليست حيوانية اخترع معها البشر أنواع شتي من فنون التعذيب والقتل، وأكد إن الحرب نشأت دائما لأسباب مختلفة بينها الصراع الديني والعرقي ، وأن الأديان حملت رسائل السلام إلا أن البشرية لا تلتزم بها طويلا ، لكنه لفت إلا أن القوة المفرطة لا تمنع تعرض أقوي الدول وبينها أمريكا من العنف ، وقال إن ظلال قضايا السلام في أي بقعة بالعالم تلقي بمشكلاتها علي العالم المتقدم مهما حدث . وفيما وصف الدكتور فاروق عبد العال الأستاذ بمركز بحوث الصحراء الدراسة بالأقوي والأقرب إلي مشكلات المجتمع المصري ، مؤكدا تكدس المكتبات المصرية بدراسات غير ذات قيمة ، وحاجة مصر إلي أفكار تنشر السلام كبديل تستمكل علي أساسه عمليات التنمية والتطور .. ، قال الدكتور عصام عبد الله إسكندر أستاذ فلسفة التسامح – مدير مركز دراسة الحضارات المعاصرة بجامعة عين شمس ، إن دراسات “ماعت” وأفكاره تستحق التعاون التام من الجامعات المصرية معها لنشر أفكار السلام بين الشباب وطلاب الجامعات . وقال عصام إن الإنسان مخلوق قابل للخطأ ويجب التحول بالأخلاق والقيم الدينية إلي فلسفة يستفيد بها في نبذ العنف وإعمال العقل ونشر التسامح بين الأديان والمختلفين سياسيا وثقافيا ، وأكد إن صنع السلام يبدأ من داخل المجتمعات المحلية ، وأن الغرب حول القيم الدينية والأخلاقية من شعارات إلي معادلات عقلية ، وأكد إن السجناء أصبحوا من علية القوم ويتميزون عن غيرهم داخل سجون بعينها ، وحذر من استمرار النظر لأسر السجناء والمعتقلين باستعلاء ، وضرورة حل مشكلاتهم بجهود مجتمعية مدعومة من صناع القرار . واكد عقيل على ضرورة التعاون مع القيادات الطبيعية والمحلية وخاصة لاستكمال شوارع السلام بجهود الشباب المتطوع مرفق مختصر نتائج الدراسة للاطلاع على الدراسة بالكامل على الرابط مركز ماعت |
[an error occurred while processing this directive]