16/12/2004

الانتخابات العراقية ومحاولة القفز على الواقع

كتب – صلاح صابر
دقت ساعة الانتخابات فى العراق، بدأت الحملة الانتخابية فى مناطق من ذلك البلد فيما مناطق أخرى تخلو من سكانها الذين شردوا مع المجازر الامريكية ضدهم مثل سكان الفلوجة، ورغما عن طالبى التأجيل من العراقيين أو من غيرهم أو طالبى البحث عن مصالحة وطنية قبل الانتخابات مثل الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى أعلنت المفوضية العراقية للانتخابات أن محاولات تأجيل الانتخابات أصبحت غير مجدية.

وقبل ساعات من اغلاق المفوضية العليا للانتخابات باب الترشيحات اعلن رئيس الحكومة العراقية المؤقتة اياد علاوي لائحته الانتخابية والتى تضم 240 مرشحاً من دون مشاركة رئيس الجمهورية غازي عجيل الياور، والتى أطلق عليها اسم القائمة العراقية وشملت احزاباً وتجمعات عشائرية وشخصيات مستقلة .

وأعرب عدنان الباجه جي رئيس “تجمع الديموقراطيين المستقلين” الذي قدم لائحة تضم 70 مرشحاً، تخوفه من مشاركة ضئيلة للطائفة السنية، واشترط مشاركة واسعة في كل المناطق فى الوقت الذى جددت فيه هيئة علماء المسلمين مقاطعتها الانتخابات طالما اجريت في ظل الاحتلال، واكد التيار الصدري عدم مشاركته أيضاً. وأعلن ائتلاف “تجمع الامة” الذي يضم حزب الآمة بزعامة سعد صالح جبر، وحزب التجمع من اجل العراق بزعامة رعد مولود مخلص، سحب ترشيحه للانتخابات، واكد الحزب الشيوعي العراقى تأييده التأجيل على رغم تقدمه بقائمة تحمل اسم “اتحاد الشعب” تضم 275 مرشحاً.

وصرح متحدث بأسم الحزب بأن الانسحاب من الانتخابات هو الاجراء الانسب حرصاً على الوحدة الوطنية، واشار إلى أن الاصرار على اجرائها في موعدها المعلن سيخلق مشاكل كثيرة وكبيرة لعموم العراقيين”، ولفت إلى أن “الانسحاب لا يعني اطلاقاً عدم الرغبة في المشاركة الا انه بات اجراء ضرورياً في ظل غياب الشروط الامنية الواجب توافرها لاجراء الانتخابات، مثل افتقاد العراق لعامل الامن اللازم لاجراء الانتخابات وتدشين العملية الديمقراطية التى افتقدها منذ عقود، واستمرار وجود مشردين ومهاجرين فى الشتات وفى دول لن تسمح باجراء هذه الانتخابات فى أراضيها واستمرار المقاومة المسلحة ضد قوات الاحتلال واستهداف المصالح الاقتصادية للمحتل وللحكومة الموقتة.

كل ذلك يجعل من الاصرار الامريكى واصرار الحكومة المؤقتة على اجراء الانتخابات فى موعدها أمرا مثيرا للاستغراب ولكن هذا الاستغراب يصبح غير ذى معنى بالنسبة للمراقبين أو المحلليين الذين يرون فى اجراء الانتخابات فى العراق فى موعدها وتحت أى ظرف وباى شكل ضرورة أمريكية بحتة بصرف النظر عن مصلحة الشعب العراقى فمن وجهة النظر الاميركية، فإن الانتخابات في العراق بند أساسي في الاستراتيجية الاميركية، فقد أكدت الولايات المتحدة أنها قامت بغزو العراق لتحريره من صدام حسين، وهي تريد أن تكون الانتخابات أداة لكي يعبر الشعب العراقي عن حقه في تقرير مصيره سواء بالنسبة لشكل النظام السياسي ومكوناته وخريطة العراق السياسية، أو بالنسبة للاحتلال ومصيره ومستقبل العلاقات بين العراق الجديد والولايات المتحدة.

ولذلك أبرز الرئيس بوش في حملته الانتخابية أن إجراء الانتخابات سوف تكون أهم انجازاته في العراق وأنه سوف يقاوم كل التحديات والقوى التي تعرقل الديموقراطية في العراق وعلى رأسها الارهاب والتمرد، على أساس الارتباط الوثيق بين الانتخابات والديموقراطية، وفضلاً عن ذلك، فإن العراق من خلال الانتخابات سيكون قريباً جداً من تصور واشنطن لعراق ما بعد صدام خاصة عندما تجمع الجمعية الوطنية الجديدة والحكومة الدائمة على أنه لاغنى عن الوجود العسكري الامريكي في وجه تحديات الارهاب، وذلك على رأس أولوياتها، ثم يكون تطبيع العلاقات مع إسرائيل هو القرار الثاني، ولا دخل لأحد فيما تقرره الحكومة العراقية الديموقراطية، وحتى لو جرى استفتاء عام على هذا القرار فستؤيده اغلبية الشعب العراقي تأييداً واسعاً والوجود الاسرائيلى ليس جديدا بالنسبة لمناطق العراق الشمالية حيث الاكراد الذين لم يخفوا تعاملهم معهم منذ فترة وهذا الوجود الاسرائيلى أصبح مرصودا بسهولة بعد الاحتلال الامريكى للعراق سواء فى شكل عمليات مخابراتية تستهدف علماء العراق ومصالح العراق الاقتصادية الاستراتيجية أو مخابراتية من خلال عمليات الاستجواب للاسرى والمعتقلين فى السجون التى تديرها قوات الاحتلال ولاسيما سجن أبو غريب أو من خلال العمليات العسكرية ضد العراقيين إلى جانب الجيش الامريكى والحرس الوطنى العراقى فى الفوجة حيث شاء الامريكيين أن يستفيدوا من خبرة الاسرائيليين فى حرب الشوارع والحرب ضد المدنيين تلك الخبرة التى اكتسبوها من خلال حربهم ضد المدنيين الفلسطينيين فى الاراضى الفلسطينية المحتلة بحجة مطاردة عناصر الفصائل الفلسطينية .

ثم إن اجراء الانتخابات أصبح الذريعة الجديدة للولايات المتحدة لضبط سلوك الدول المجاورة للعراق وحملها على منع مساندة المقاومة العراقية تحت ستار التعاون على منع تسلل العناصر الإرهابية عبر الحدود وهو ما أكده مؤتمر وزراء داخلية هذه الدول في طهران، وهو أيضا ما صرح به الرئيس الامريكى جورج بوش أثناء زيارته الاخيرة لايطاليا حيث هدد كل من ايران وسوريا اللتين وصفهما بالمتدخلين فى الشئون العراقية بما لا يخدم المصلحة العراقية وكأنه هو القادم بجنوده عبر الاطلنطى قاطعين آلاف الاميال من حقه التدخل فى شئون العراق الداخلية فيما لا ينسحب هذا الحق على دول جوار العراق التى تربطها بالشعب العراقى مصالح واتفاقيات دفاع، إذ افترضنا فعلا تدخلهما فى هذا الشأن العراقى.

بل يبدو واضحا أن هناك مخاوف داخل فصائل معينة من أطراف الحكومة المؤقتة ومن جاءوا مع الاحتلال من بعضهم البعض إذا يخشى من ارتبطوا بالمخابرات الامريكية من غيرهم ممن كانوا مرتبطين بالمخابرات الايرانية مثل مجموعة عبد العزيز الحكيم التى تقدمت أيضا بلائحتها الانتخابية حيث وصفها البعض من داخل المجموعة العرقية الحاكمة بالقائمة الايرانية.

وفى هذا السياق اتهم وزير الدفاع العراقى المؤقت ايران بالعدو الاول للشعب العراقى مسترجعا تاريخ الدولة الصفوية الايرانية التى سيطرت سابقا على العراق قائلا إن هذا العهد لن يعود وهو ما اعتبره مسئولون ايرانيون بانها تصريحات يطلقها الوزير العراقى خدمة لاسياده الامريكان أو بأمر منهم .

ومن ناحية خامسة، فإن هذه الانتخابات هي المبرر الوحيد للرئيس بوش في اتخاذ قرار غريب وهو بدلاً من سحب القوات أو تخفيضها على افتراض تورط الولايات المتحدة عسكرياً في العراق، فإن بوش أعلن أنه سيرسل المزيد من القوات لدعم الانتخابات وتوفير المناخ الامني المناسب لإجرائها. ومن ناحية سادسة فإن هذه الانتخابات والاصرار على أن تكون في موعدها وألا يتجاوز اجراؤها شهر يناير 2005 قد مكن الرئيس بوش من أن يصرف العالم عن جريمة إبادة شعب الفلوجة، وتصويره الاستخدام المفرط للقوة والبطش وقتل المدنيين وهدم منازلهم بدعوى القضاء على المقاومة في الموصل والفلوجة والرمادي على أنه اسهام امريكي مشكور في القضاء على معوقات الانتخابات وتأمين الشارع العراقي لكي يقرر مصيره فيها، ومن ناحية ثامنة فإن الانتخابات هي الكفيلة بإفراز حكومة تسبغ الشرعية على الاحتلال واستمراره.

الانتخابات العراقية تلك الضرورة الامريكية تسير فى طريق قد يؤدى إلى إجرائها فعليا ولكن من المشكوك فيه أن تكون من مصلحة الشعب العراقى فى ظل غيبة حرية امتلاكه لقراره الوطنى الذى سلبه الاحتلال وفى ظل غيبة مصالحة وطنية بين أطيافه وهو أمر فى غاية الاهمية بالنسبة لبلد تتعدد فيه المذاهب والديانات والاجناس بل واللغات أيضا .

وفى ظل غيبة اشراف أممى حقيقى على العملية الانتخابية وبالتالى لن ينتج عنها إلا ما يحقق المصلحة الامريكية ومصلحة أعوان الامريكيين من هؤلاء القادمين على الدبابات الامريكية والذين عينهم بريمر فى مجلس الحكم وأعيد وضعهم فيما سمى بالحكومة المؤقتة والمجلس الوطنى العراقى.

وبالتالى سيظل العراق بلا استقرار سياسى والعنف فيه مرشح للاستمرار أكثر مما هو مرشح للتوقف وسيظل المواطن العراقى وحده يدفع الثمن وزيادة المعاناة بشكل يفوق عشرات المرات معاناته فى ظل حكم صدام حسين.

آثار اتفاقية الكويز بين مصر واسرائيل وامريكا

وقعت مصر واسرائيل والولايات المتحدة يوم 14 ديسمبر الجاري اتفاقا جزئيا للتجارة الحرة قيل عنه انه اهم اتفاق اقتصادي منذ عقدين بين شركاء السلام في الشرق الاوسط.، ويفتح الاتفاق بشان المناطق الصناعية الموءهلة السوق الامريكية امام السلع التي تنتج في مصر باستخدام عناصر انتاج اسرائيلية ويبشر بايجاد فرص عمل للمصريين ويمنح اسرائيل في الوقت نفسه موطيء قدما اقتصاديا رمزيا في اكبر دولة عربية.

وأثناء توقيع الاتفاقية تظاهر نحو الف من عمال واصحاب مصانع النسيج والملابس الجاهزة في مدينة المحلة احتجاجا على استبعادهم من اتفاقية المناطق الصناعية المؤهلة الموقعة مع اسرائيل والتي تمنح المنتجات المصنوعة فيها اعفاء جمركيا كاملا في السوق الاميركية.

وفي مدينة الاسماعيلية اعتزم منتجي وعمال النسيج والملابس الجاهزة في المدينة تنظيم تظاهرة احتجاج للسبب نفسه ولكنهم تراجعوا بعد اتصالات مع الحكومة المصرية التي وعدت بادراج مصانعهم ضمن “المناطق الصناعية المؤهلة” التي تعرف اختصارا بالكويز.

واضاف ان اتصالات اجريت مع اصحاب المصانع في المدينتين وتم الاتفاق معهم على ضم منطقتيهم الى اتفاقية الكويز خلال الشهور المقبلة حتى تتمتع بالقدرة التنافسية نفسها وتتمكن من مواصلة التصدير الى الولايات المتحدة.

ومن جهة اخرى تظاهر نحو 50 صحافيا في نفس اليوم امام مقر نقابتهم في وسط القاهرة احتجاجا على توقيع اتفاقية الكويز التي اعتبروا انها تسريع غير مبرر للتطبيع مع اسرائيل.

وتقضي الاتفاقية بانشاء ثلاثة مناطق صناعية مؤهلة في مصر بشرط الا تقل القيمة المضافة في المناطق الصناعية المؤهلة عن 35% وان تساهم فيها كل من اسرائيل ومصر بنسبة الثلث أي 7,11%.
ووفقا لنص الاتفاقية لا بد ان تقع اجزاء من المناطق الصناعية المؤهلة في اسرائيل واجزاء اخرى في مصر الا انه لا يشترط ان تكون متلاصقة جغرافيا.

وقد يتم توسيعها الى مواقع صناعية اخرى خلال مهلة سنة، وتؤكد الحكومة المصرية ان اتفاقية الكويز تتيح لها زيادة حجم صادراتها من الملابس الجاهزة خصوصا الى الولايات المتحدة. وكانت هذه الصادرات مهددة بالتوقف اذ ستفقد اي ميزة تنافسية نهاية العام الحالي مع انتهاء المهلة التي منحتها منظمة التجارة العالمية لمصر وعدة دول نامية لتصدير حصة من منتجاتها من النسيج والملابس الجاهزة معفاة من الرسوم الجمركية.

وتعد الولايات المتحدة اكبر مستورد من مصر وثاني مصدر اليها. ففي العام 2003 بلغت قيمة الصادرات المصرية الس السوق الاميركية 14,1 مليار دولار معظمها صادارات نفطية بينما استوردت مصر ما قيمته 66,2 مليار دولار.

واعتبرت واشنطن ان الاتفاقية تندرج في اطار مبادرتها الاوسع لتدعيم الروابط الاقتصادية بين اسرائيل وجيرانها في العالم العربي. فقد وقع نائب رئيس الوزراء وزير التجارة الاسرائيلي ايهود اولمرت ووزير التجارة والصناعة المصري رشيد محمد رشيد اتفاقية انشاء المناطق الصناعية المؤهلة -المعروفة اختصارا باسم كويز- التي تتيح لمنتجات صناعية مصرية دخول السوق الاميركية من دون رسوم جمركية شرط ان تكون 7,11% من مكوناتها مصنوعة في اسرائيل. وحضر مراسم التوقيع التي جرت في مقر مجلس الوزراء الممثل الاميركي للتجارة روبرت زوليك ورئيس الوزراء المصري احمد نظيف ووزير الخارجية احمد ابو الغيط، واعتبر الوزير الاسرائيلي ان هذه الاتفاقية تطور كبير في العلاقات المصرية-الاسرائيلية. واكد انها تكتسب اهمية “ابعد بكثير من التجارة والاقتصاد, انها اعلان من قبل قوتين اقليميتين في الشرق الاوسط بانهما تعتزمان التوجه نحو تعاون اكبر بمساعدة الولايات المتحدة”. واضاف اولمرت انه بتوقيع هذه الاتفاقية “يمكن ان تكون لدينا ثقة كبيرة في استمرارية واستقرار العلاقات بين مصر واسرائيل”.
واعتبر ان من شأن هذه الاتفاقية تعزيز الاعتقاد بامكانية تحقيق “حلم تغيير المناخ في الشرق الاوسط”.
وقال رشيد للصحافيين ان هذه الاتفاقية تندرج في اطار “العلاقات الاستراتيجية للغاية” التي تربط مصر بالولايات المتحدة واصفا اياها بانها “خطوة مهمة تجاه تعزيز علاقاتنا الاقتصادية” مع اسرائيل.
واكد ان “هذه المبادرة ستساهم بشكل ايجابي في تحقيق ازدهار اقليمي والتوصل الى سلام عادل وشامل” في الشرق الاوسط. وينتظر ان تؤدي الاتفاقية الى زيادة المبادلات التجارية بين مصر واسرائيل من 44 الى 70 مليون دولار سنويا.
وجاء توقيع اتفاقية “الكويز” متزامنا مع اجراءات مصرية عدة اعادت الدفء الى علاقاتها الباردة مع اسرائيل.
فقد استجابت القاهرة الاسبوع الماضي لمطلب اسرائيلي قديم ومتكرر بافراجها عن عزام عزام الذي امضى سبع سنوات من عقوبة بالسجن 15 عاما لادانته بتهمة التجسس لصالح الدولة العبرية في مقابل افراج اسرائيل عن ستة طلاب مصريين.
كما اعلنت القاهرة عزمها على اعادة سفيرها قريبا الى اسرائيل وعلى التوقيع قريبا على اتفاقية لتصدير الغاز الى اسرائيل.

اما ممثل التجارة الاميركي فحرص على الاشارة بعد اجتماعه مع مبارك الى ان توقيع اتفاقية “الكويز” يندرج في اطار مبادرة اوسع اطلقها الرئيس الاميركي جورج بوش عام 2003 لانشاء منطقة تجارة حرة في الشرق الاوسط بحلول العام 2013 وهي مبادرة تستهدف تحقيق التكامل التجاري ودمج اسرائيل اقتصاديا في المنطقة. وفي بيان وزع على الصحافيين اكد زوليك “انها اهم اتفاقية اقتصادية توقعها مصر واسرائيل خلال عقدين من الزمن وهي نتاج ملموس وعملي لخطة الرئيس لتدعيم الاواصر التجارية بين الولايات المتحدة والشرق الاوسط بما يقوي عملية التنمية والانفتاح والروابط الاقتصادية السلمية بين اسرائيل وجيرانها”. وجاء في البيان ان هذه المناطق الصناعية “توفر فرص يومية لاقامة علاقات عمل وعلاقات شخصية تجمع المصريين والاسرائيليين والاميركيين”.
وقال زوليك للصحافيين “هناك فرصة للبناء على اتفاقية المناطق الصناعة المؤهلة

من اجل العمل باتجاه اتفاقية تجارة حرة مع مصر” مشيرا الى ان المفاوضات بين القاهرة وواشنطن حول هذه الاتفاقية ستستأنف في كانون الثاني”يناير المقبل في واشنطن. وكانت الولايات المتحدة تطالب مصر بتوقيع اتفاقية “الكويز” قبل المضي قدما في مفاوضات منطقة التجارة الحرة معها كما ان واشنطن تطالب بمزيد من الاصلاحات الاقتصادية في مصر وخصوصا للجهاز المصرفي التابع للدولة. وتأتي هذه الاتفاقية التي سبق للاردن ان وقع على اتفاقية مماثلة لها في العام 1999, بناء على تصريح منحه الكونغرس الاميركي عام 1996 لرئيس الولايات المتحدة

بالسماح لمصر والاردن بتصدير منتجات معفاة من الجمارك الى السوق الاميركية طالما انها تضم مكونات من اسرائيل, حسب بيان وزعته اليوم الثلاثاء السفارة الاميركية في القاهرة. وتقضي الاتفاقية بانشاء ثلاث مناطق صناعية مؤهلة في مصر بشرط الا تقل القيمة المضافة في المناطق الصناعة المؤهلة عن 35% وان تساهم فيها كل من اسرائيل ومصر بنسبة الثلث اي 7,11%. ووفقا لنص الاتفاقية لا بد ان تقع اجزاء من المناطق الصناعية المؤهلة في اسرائيل واجزاء اخرى في مصر الا انه لا يشترط ان تكون متلاصقة جغرافيا. وقد يتم توسيعها الى مواقع صناعية اخرى خلال مهلة سنة حسب ما ذكر الوزير المصري. وتؤكد الحكومة المصرية ان اتفاقية “الكويز” تتيح لها زيادة حجم صادراتها من الملابس الجاهزة خصوصا الى الولايات المتحدة. وكانت هذه الصادرات مهددة بان تفقد اي ميزة تنافسية اذ تنتهي في نهاية العام الحالي المهلة التي منحتها منظمة التجارة العالمة لمصر وعدة دول نامية لتصدير حصة من منتجاتها من النسيج والملابس الجاهزة معفاة من الرسوم الجمركية.

أبو مازن يدعو الفلسطينيين للتخلي عن الكفاح المسلح
قال الزعيم الفلسطيني محمود عباس انه ينبغي للشعب الفلسطيني أن يتخلى عن العنف في نضاله من أجل الاستقلال فيما يمثل تغيرا واضحا في الاستراتيجية من أجل السلام مع اسرائيل بعد وفاة ياسر عرفات الشهر الماضي. وشدد عباس “ابو مازن” الذي يعد المرشح الاول للفوز في انتخابات الرئاسة الفلسطينية المقررة في التاسع من يناير المقبل خلفا للرئيس الراحل ياسر عرفات على “ضرورة ابتعاد الانتفاضة عن السلاح لان الانتفاضة حق مشروع للشعب من أجل التعبير عن رفضه للاحتلال بالوسائل الشعبية والاجتماعية”. وقال عباس “لا بد للرأي من تطبيق وأحد التطبيقات ضرورة ابتعاد الانتفاضة عن السلاح لان الانتفاضة حق مشروع للشعب من اجل التعبير عن رفضه للاحتلال بالوسائل الشعبية والاجتماعية وهذا ما حصل في الانتفاضة الاولى في الثمانينات”. وقال في مقابلة مع صحيفة الشرق الاوسط ان “استخدام السلاح كان مضرا ويجب أن يتوقف.”

وجاءت تصريحات عباس بعد يومين من أكثر الهجمات فتكا على القوات الاسرائيلية منذ مايو الماضي. وسبق أن دعا عباس الى انهاء الانتفاضة التي بدأت قبل أربع سنوات ضد الاحتلال الاسرائيلي للضفة الغربية وقطاع غزة. لكن تصريحاته الان تعد الاولى منذ توليه رئاسة منظمة التحرير الفلسطينية خلفا لعرفات الذي توفي الشهر الماضي. وعباس هو المرشح الذي تؤيده الولايات المتحدة. وقال عباس أيضا في المقابلة ان الاجهزة الامنية الفلسطينية بحاجة الى احكام السيطرة عليها. وقال “بكل صراحة الاجهزة “الامنية” الفلسطينية بحاجة الى ضبط وربط وهناك انفلات أمني” مشيرا الى وجود حوارات مع مختلف المنظمات الفلسطينية من أجل انهاء “فوضى السلاح”.

وهدمت القوات الاسرائيلية عددا من المنازل الفلسطينية وداهمت معقلا لنشطاء اسلاميين في مدينة غزة، ورغم موقف عباس من العنف أدى تصاعد الاشتباكات في قطاع غزة المحتل الى تضاؤل امال تحقيق انفراجة في عملية السلام بعد وفاة عرفات يوم 11 نوفمبر.

فقد قتلت القوات الاسرائيلية شرطيا فلسطينيا في رفح على الحدود بين غزة ومصر. وأصيب شرطي اخر بجروح، وأصدرت اسرائيل أوامر بتصعيد ملاحقة واستهداف النشطاء بعد هجوم فلسطيني أسفر عن مقتل خمسة جنود اسرائيليين يوم الاحد الماضي. وذكرت مصادر طبية وعسكرية اسرائيلية ان قذائف مورتر أطلقها ناشطون فلسطينيون على مستوطنة يهودية في قطاع غزة قتلت عاملة مزرعة تايلاندية واصابت اثنين اخرين، من ناحية اخرى صرح وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز أثناء تفقده أنقاض النقطة العسكرية التي فجرت في الهجوم عند الحدود بين غزة ومصر بان اسرائيل ستستمر في القتال حتى تبدأ السلطة الفلسطينية في التحرك ضد الجماعات المسلحة. وقال للصحفيين “سنواصل هذه الحرب ضد الارهاب الى حين قيام اخرين بمحاربة الارهاب.
” وذكر شهود عيان فلسطينيون أن الجنود نسفوا سبعة منازل في مخيم خان يونس للاجئين بجنوب غزة بعد أن أمروا السكان بمغادرتها. وقال الجيش انه دمر مبان كانت تستخدم كستار لاطلاق صواريخ وقذائف مورتر على مستوطات يهودية. واقتحمت دبابات اسرائيلية فيما بعد حي الشجاعية بمدينة غزة وهو معقل للنشطاء.واندلعت معركة بالاسلحة النارية بين الجنود والنشطاء الذين هرعوا الى الموقع.
ولم يتسن على الفور الحصول على تقارير عن حجم الخسائر البشرية. وأعلن الجيش الاسرائيلي أن جنديا أصيب عندما أطلق نشطاء صاروخا على مزرعة جماعية قرب قطاع غزة. وتصاعد الصراع في غزة قبل انسحاب اسرائيلي متوقع العام القادم من القطاع الذي احتلته الدولة اليهودية عام 1967 لكن الهجمات الاخيرة هي استعراض لقوة النشطاء وجعلت الزعماء الفلسطينيين يدركون مدى قوتهم. ورفض متحدث باسم حركة المقاومة الاسلامية “حماس” التي انضمت الى احدى فصائل حركة فتح في شن هجوم يوم الاحد فكرة القاء السلاح. وقال سامي ابو زهري “اعتقد ان اجماع الشعب الفلسطيني يتناقض مع هذه التصريحات.” واضاف “استراتيجيات الشعب الفلسطيني يجب ان تناقش من خلال حوار جاد وشامل.
” ومن المقرر اجراء انتخابات الرئاسة الفلسطينية في التاسع من يناير كانون الثاني لاختيار خليفة لعرفات. وفي حل لواحدة من القضايا محل النزاع قبل الانتخابات اتفقت اسرائيل مع الفلسطينيين على أن يدلي سكان القدس الشرقية بأصواتهم في مكاتب البريد بالمدينة كما حدث خلال اخر انتخابات فلسطينية عام 1996. ووعدت اسرائيل بالمساهمة في ضمان اجراء الانتخابات بصورة سلسة لكن ارييل شارون رئيس وزراء اسرائيل قال أمس الاثنين ان اسرائيل لن تجري محادثات مع زعماء فلسطينيين ما لم يتمكنوا من كبح جماح النشطاء وهو ما فشل فيه عرفات. وقال صائب عريقات وزير شؤون المفاوضات الفلسطيني منتقدا أحدث هجوم للجيش الاسرائيلي ان الرصاص ستكون نتيجته المزيد من الرصاص والكراهية ستولد مزيدا من الكراهية.

وحث الحكومة الاسرائيلية على استئناف عملية سلام ذات مغزى. وبغض النظر عن أي مفاوضات يعتزم شارون الانسحاب من جميع مستوطنات غزة الى جانب أربع من بين 120 مستوطنة في الضفة الغربية العام القادم بموجب خطة الانسحاب من جانب واحد، يخشى الفلسطينيون من أن يكون الهدف الفعلي لخطة شارون هو تقوية قبضة اسرائيل على الضفة الغربية مقابل التخلي عن غزة الفقيرة وان كانت دول غربية تدعم الخطة باعتبارها خطوة ممكنة نحو السلام.

دراسة تتساءل عن مسئولية فقراء العالم عن أوضاعهم

في مقدمة كتاب “من الحداثة الى العولمة” يحاول مؤلفاه تفسير الاسباب التي تجعل “البلدان الفقيرة فقيرة” معيدين سؤالا قديما أثاره مفكرون وفلاسفة ورجال دين عما اذا كان الفقراء ضحايا أم مسؤولين عن فقرهم.
وقال عالما الاجتماع الامريكيان تيمونز روبرتس وأيمي هايت في الكتاب الذي ترجمته الكاتبة السورية سمر الشيشكلي ان الفجوة مازالت تتسع بين فقراء العالم وأغنيائه حيث “يعيش واحد من كل أربعة أشخاص في العالم في فقر مدقع” بمعنى عدم القدرة على تأمين القوت الكافي وبقية ضرورات المعيشة. والكتاب الذي حمل عنوانا فرعيا هو “رؤى ووجهات نظر في قضية التطور والتغيير الاجتماعي” صدر الجزء الاول منه في 280 صفحة في نوفمبر الماضي عن سلسلة عالم المعرفة بالكويت ويصدر الجزء الثاني الشهر الجاري. وأشار المؤلفان الى أن سوء التغذية يعيق نمو وتطور 40 بالمئة من الاطفال تحت الثانية في البلاد الاكثر فقرا.

وتساءل الكتاب “لماذ تبقى بعض البلاد فقيرة ومتخلفة على رغم الانفتاح على الرأسمالية وعلى مظاهر الحياة الاخرى الحديثة. “هل كان منظرو الحداثة يلومون الضحايا بدءا من أواخر خمسينيات القرن الماضي.
” وأشار الى جهود باحثين بارزين منهم المفكر المصري سمير أمين صاحب مصطلح “الاقتصاد المتفسخ” الذي تنتهجه دول يعتمد اقتصادها على تصدير المواد الخام وبيع اليد العاملة الرخيصة وترتب على ذلك نشوء “جيوب من الحداثة في بحر من التخلف فالطبقة الثرية الصغيرة جدا ترغب في منتجات غير منتجة محليا “مستوردة” والجماهير أفقر من أن تشتري أكثر من مجرد الحاجات الضرورية جدا.” وقال الكتاب ان نظرية التبعية قدمت العالم باعتباره قطبين أحدهما دول غنية في المركز الذي تحيط به دول تابعة “وتعني التبعية أن دول المركز تحتاج الى المواد الاولية والى أسواق أضخم لسلعها ووجدت دول المركز حلا مؤقتا لصراع الطبقات فيها بقدرتها الامبريالية على استغلال المحيط “التابع الفقير”. تسلط هذه العملية ضوءا شديدا لا على الطابع العالمي للرأسمالية فقط بل أيضا على حقيقة أن توسعها ليس نتيجة نماء اقتصادي.”

وقدم الكتاب تعريفا للعولمة التي قال انها مصطلح يستخدم بدون توضيح موضحا أنها “مجموعة من الاجراءات تجعل العالم أكثر اندماجا. وعلى الرغم من أن العالم كانت تربطه منذ زمن بعيد روابط عالمية مهمة فان العولمة تشير الى دمج تعتمد فيه الشركات بعضها على بعض كما تعني سيطرة نخبة سياسية واقتصادية جديدة غير خاضعة للمحاسبة الى حد بعيد على صنع القرار. “هي بشكل أكثر تحديدا ووضوحا وول ستريت – الخزانة الامريكية – ومجموعة صندوق النقد الدولي والبنك العالمي “الدولي”.” وأشاد المؤلفان بتجارب محلية قادرة على تحقيق التنمية كما حدث في كوبا قائلين انه “تحت الحصار الناشيء عن انهيار الامبراطورية السوفيتية والحصار الاقتصادي الذي فرضته الولايات المتحدة الامريكية قادت الزراعة الكوبية على سبيل المثال أكبر تجربة على الاطلاق في الزراعة العضوية.” وسمر الشيشكلي التي زارت القاهرة في الاونة الاخيرة قالت ل ان الباحثين مهتمان بدراسة الاثار البيئية والاجتماعية للعولمة وأجريا بحوثهما في بعض دول الجنوب كالمكسيك والبرازيل.

وأضافت أن أهمية الكتاب تنبع من صراحة المؤلفين في تحميل الحكومات بالدول المتقدمة ودول العالم الثالث المسؤولية عن استمرار الفقر في دول الجنوب مشيرة الى أن الدعم الممنوح للعالم الثالث لا يحقق الحرية “ولكنه يوفر سلطة. ويخلق حكومات تستطيع أن تحكم وتسيطر لصالح دعم دوامها.” وقالت ان النخبة في الدول الفقيرة تربط نفسها “بالمصالح الاجنبية لمنفعتها الخاصة كما تجلب الاذى للجماهير الفقيرة في بلادها بتكريس تبعيتها للدول الغنية.”

طالبو لجوء في استراليا يخيطون شفاههم

قال مسئولون بالحكومة الاسترالية ان عددا من طالبي اللجوء المحتجزين في مركز احتجاز بمنطقة نائية خيطوا شفاههم في اطار اضراب عن الطعام احتجاجا على رفض استراليا منحهم حق اللجوء.
وقال متحدث باسم وزارة الهجرة ان عددا من محتجزين في مركز باكستر النائي في ولاية جنوب استراليا خيطوا شفاههم. ولم يحدد عدد المحتجزين الذين فعلوا ذلك أو الدول التي جاءوا منها.
وأضاف المتحدث “تزعم مجموعة من المحتجزين انهم قرروا عدم تناول أي طعام ونحن نحث المحتجزين على انهاء هذا العمل في أسرع وقت ممكن.” ويوجد حاليا 252 محتجزا في مركز باكستر الذي يستخدم بشكل أساسي لاحتجاز المهاجرين الذين يفدون على متن قوارب بشكل غير مشروع.
وقالت جماعة بروجكت سيفكوم المدافعة عن حقوق اللاجئين في بيان ان ثلاثة رجال خيطوا شفاههم في حين أن ثلاثة أضربوا عن الطعام على سطح صالة الالعاب الرياضية بمركز الاحتجاز، وأضافت أن بيانها صدر باسم 70 ايرانيا محتجزين في باكستر.
وتطبق استراليا واحدة من أكثر سياسات الهجرة صرامة وتحتجز كل طالبي اللجوء والعاملين بشكل غير مشروع وأي أفراد يتخطون مواعيد انتهاء التأشيرات داخل معسكرات محصنة في الوقت الذي ينظر فيه في قضية كل منهم وهي عملية قد تستغرق سنوات.

الخرطوم تطرح “الحكم الفدرالي” حلا لآزمة دارفور

اعلن وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان اسماعيل ان حكومته ستطرح خلال المفاوضات التي استؤنفت هذا الاسبوع في ابوجا مع متمردي دارفور “الحكم الفدرالي” كاطار للحل السياسي في الاقليم.
وقال اسماعيل في تصريحات للصحافيين ان “جولة المفاوضات الحالية في ابوجا ستناقش اعلان مبادئ للحل السياسي الذي يتمثل في حكم فدرالي يتيح للاقليم وضع دستور لا يتعارض مع الدستور الاتحادي”.
واضاف ان الحكومة السوانية ستقترح كذلك خلال مفاوضات ابوجا “ان تتولى حكومات الولايات الشئون الداخلية ومشاركة في مجلس الوزراء الاتحادي وتمثيله بنسبة ثقله السكاني”.
واتهم الوزير السوداني متمردي دارفور بانهم “تحولوا الى النهب والسلب عندما شعروا أن هناك ضغوطا على الحكومة السودانية”.

وقال انهم “بدأوا فى نهب املاك المدنيين والاعتداء على قوافل الاغاثة” مؤكدا ان الحكومة السودانية “بدأت فى تنفيذ قرار مجلس الأمن لحماية المدنيين وفتح الطرق التى نجح المتمردون فى اغلاقها من قبل”.
وتتبادل الحكومة السودانية وحركتا التمرد في دارفور الاتهامات بخرق وقف اطلاق النار والتسبب في تصاعد العنف في الاقليم خلال الاسابيع الثلاثة الاخيرة.
وفي ابوجا، قال المتحدث باسم الاتحاد اساني با للصحافيين ان هذا الاجتماع سيتيح خصوصا “استعراض التطورات الميدانية”.
كما يتوقع ان يتيح “انهاء المباحثات حول اعلان المبادىء السياسي الذي يضع الخطوط الكبرى للمبادىء التي يجب ان تجرى على اساسها المفاوضات المستقبلية والتي تشكل الاساس لتسوية كاملة ودائمة وعادلة لنزاع دارفور”، على حد قوله.
وتضم المفاوضات مندوبي الحكومة السودانية وحركتي المعارضة المسلحة الرئيسيتين، حركة العدل والمساواة وحركة تحرير السودان اللتين سبق ان شاركتا في جلسات المفاوضات السابقة في ابوجا.
ويفترض ان تفضي مباحثات ابوجا الى تسوية سلمية للنزاع الدائر في اقليم دارفور منذ فبراير 2003 والذي اوقع حتى اليوم حوالى سبعين الف قتيل وادى الى نزوح اكثر من مليون شخص ونصف المليون مثيرا ازمة انسانية خطيرة.

ليبيا تنظم مؤتمرا دوليا حول الهجرة غير المشروعة

أشارت مصادر أمنية إيطالية أنها تقوم حاليا بالتعاون مع جهات أمنية أوروبية أخرى بالتنسيق مع الحكومة الليبية من أجل الاعداد للمؤتمر الدولى حول الهجرة غير المشروعة وسبل مواجهتا دوليا الذى تنظمه ليبيا بداية العام المقبل 2005 بمدينة طرابلس، وكان سيف الاسلام نجل العقيد معمر القذافى قائد الثورة الليبية قد أعلن فى روما عن نية بلاده فى تنظيم مؤتمر دولى فى طرابلس حول الهجرة فى الاسابيع القادمة يشارك فيه رؤساء دول وحكومات الدول المعنية بهذه الظاهرة لاخذ القرارات الضرورية معا.

النقابات توصي بمواجهة العولمة بالعولمة

تقرير من فرانس برس – بعد أن بقيت النقابات على مدى سنوات عاجزة امام عولمة الاقتصاد، بدأت تجد مفاتيح للتحرك على الصعيد الدولي وتضع خطوطا عريضة لاستراتيجيات يمكن اتباعها للتصدي للشركات المتعددة الجنسيات. وبدا الاتحاد الدولي للنقابات الحرة خلال مؤتمره المنعقد في ميازاكي باليابان، واعيا لتهميشه في صفوف معارضي العولمة ومدركا لصعوبة المعركة التي يتحتم خوضها في مواجهة عمليات نقل مراكز الشركات الى الخارج والاصلاحات الليبرالية الجارية في جميع انحاء العالم.

وهذا الوعي الذي يعكس في بعض الاحيان قدرا من خيبة الامل، يقود الى وضع استراتيجيات جديدة تهدف الى “عولمة التضامن” بحسب موضوع المؤتمر، وقد بدأت تلوح مبادرات مماثلة في مناطق متفرقة.

وقالت هيلن كريد النقابية الاسترالية “تردني اخبار نقابات اخرى في دول اخرى تواجه المشكلات نفسها، فتقوم روابط معها”. واضافت “تمكنا العام الماضي من الحصول على زيادات في الرواتب بتنفيذ اضراب بالتضامن مع نقابة امريكية في استراليا والولايات المتحدة لدى شركة وستفيلد، وهي شركة تقوم بتنظيف مراكز تجارية”.

ويعبر السويدي اولف ادستروم العضو في لجنة تابعة لمنظمة العمل الدولية، عن ثقته في المستقبل. ويقول ان المطلوب ازاء عمليات نقل مراكز الشركات الى الخارج ليس “حماية الوظائف بل العمال”، داعيا الى “التساوي بين الجميع في فرص الحصول على دورات اعدادية” حتى يتمكن “العمال وحتى القليلو الكفاءات بينهم، من ايجاد وظيفة”.

كذلك طالب “بحق القيام بعمليات تضامن صناعي”، متوقعا ان يستغرق الامر “ربما 35 او اربعين عاما” قبل الحصول على هذا الحق الذي يأمل في ادراجه في التشريعات الاوروبية.

وهذا الحق سيمكن موظفا ما من “رفض العمل بمواد قادمة من بورما” على سبيل المثال.
ويلمس هذا الخمسيني بوادر تغيير حتى في الصين، البلد الذي يثير مخاوف الحركة النقابية الدولية لجهة قوته الصناعية وعدم اكتراثه لقوانين ومعايير العمل.

وتقيم منظمته الواسعة النفوذ وهي “لاندس اورغانيزاسيونن اي سفيريج” حوارا منذ سنوات مع النقابات الصينية بالرغم من خضوعها للحزب الشيوعي، معتبرة ان اعتماد “سياسة عزلة” لن يكون مثمرا.
ورأى النقابي السويدي ان “الرأسمالية تحقق تقدما حثيثا. وسيتحتم قريبا على النقابات الصينية ان تختار اما ان تخدم مصالح العمال او ان تكون لسان حال الحزب الشيوعي”.

وتعبر الهندية شمبا فيرما الناشطة في العمل النقابي منذ 16 عاما عن الايمان ذاته في المستقبل، ورددت في كلمة القتها خلال المؤتمر ولقيت تصفيقا حارا “لا نريد نقابات للنساء ونساء في النقابات”.
وقالت ان النقابات في الهند حيث 90% من النشاطات الاقتصادية غير معلنة، تقوم بعمل شاق ودؤوب لتعبئة يد عاملة مشرذمة.

وتدافع النقابية في راجستان عن الموظفين الذين لا يتمتعون بأي حقوق، من نساء يزاولن اعمالا شاقة لقاء اقل من دولار في اليوم كخادمات أو في مناطق تصدير حرة لحساب شركات كبرى وبدون تغطية اجتماعية او حماية من اي نوع. وتقوم شمبا فيرما يوما بعد يوم بتوعية النساء على حقوقهن وتقابلهن من اجل ذلك خلال يوم العطلة الشهرية الوحيد الذي يمنح لهن. وتقول “علينا ان نتحد لمكافحة العولمة، فمن الاقوى في النهاية؟ العمال، هناك مئة عامل ورب عمل واحد، وان اضربوا، فهل يواصل المصنع عمله؟ وهل تزداد الانتاجية؟”.

الدول الفقيرة الضحية الاولى لالغاء نظام الحصص في اسواق النسيج

تقرير من فرانس برس – يرى خبراء الاقتصاد ان الصين والهند ستكونان اكبر الرابحين من انهاء العمل بنظام الحصص المفروضة على واردات النسيج بينما ستكون البلدان الاكثر فقرا الضحية الاولى لهذا الاجراء. فنظام الحصص المعمول به منذ اربعين عاما بالنسبة للصادرات النسيجية للدول الصناعية سيتوقف بعد العام 2004 بموجب اتفاق دولي تم التوصل اليه قبل عشر سنوات.
لكن العديد من الدول الفقيرة التي بنت صناعتها حول قطاع النسيج تشعر بالخوف مع اقتراب الاول من يناير موعد الغاء نظام الحصص استيراد المنسوجات في الدول الغنية خشية من تدفق السلع الصينية. فالدول التي استطاعت حتى الان استخدام نظام الحصص لتصريف منتجاتها في اسواق البلدان الاوروبية قد ترى نفسها مستبعدة من قبل الصين التي تعد المصدر الاول في العالم في قطاع الملبوسات حيث تبلغ حصتها 28% من الاسواق العالمية، مقابل 19% في العام 1995.

ويعبر خبير في سفارة بنغلادش لدى منظمة التجارة العالمية عن “قلقه الشديد” في هذا الصدد اذ ان زوال نظام الحصص يعرض للخطر صناعة تستخدم مليوني شخص بصورة مباشرة وعشرة ملايين بصورة غير مباشرة. معظمهم من العاملات اللواتي لا تتوفر لديهن مؤهلات كبيرة واللاتي سيواجهن صعوبات في ايجاد وظيفة في قطاعات اخرى”. وحذر جان بول ساجو المسئول عن قطاعات النسيج والملابس في مكتب العمل الدولي من ان “الصدمة الاقتصادية والاجتماعية ستكون كبيرة جدا في البلدان الاكثر فقرا التي لا تملك القدرة على النهوض مثل الولايات المتحدة او الاتحاد الاوروبي”.

وعلى سبيل المثال فان الغاء حصص دخول المنتجات النسيجية الى الولايات المتحدة مع بداية 2005، قد يسفر عن منح مزايا هائلة للمنتجات الاسيوية، حيث كلفة التشغيل متدنية، على حساب الصادرات المصرية التي تواجه رسوما جمركية تتراوح بين 10 و39%.
فانتهاء نظام الحصص جعل مصر تعيد النظر في موقفها الرافض للتوقيع على اتفاق تجاري وصناعي مع اسرائيل باعتبار ان الاجواء السياسية لم تكن ملائمة.
لكن يبقى من الصعب جدا قياس وقع انتهاء نظام الحصص كما يقول ساجو الذي يشير الى انه بالنسبة لبلد مثل بنغلادش فان عدد الوظائف المهددة بالالغاء يتراوح بين 80 الفا ومليون تبعا للدراسات. وبحسب دراسة نشرتها منظمة التجارة العالمية في اغسطس الماضي فان حصة الملبوسات الصينية من اجمالي واردات هذه السلع في الولايات المتحدة ستشكل 50% بعد زوال نظام الحصص، مقابل 16 حاليا. وحصة المكسيك ستتراجع من 10% الى 3%.

وفي ما يتعلق بالاتحاد الاوروبي فان حصة الملبوسات الصينية في واردات الملبوسات ستزداد من 18% الى 29% فيما حصة تركيا ستنخفض من 9% الى 6%. اما الهند وباكستان فقد تستفيد ايضا لكن بدرجة اقل من الصين. “فعندما تقرر الغاء نظام الحصص قبل عشر سنوات لم يكن احد يتصور ان الصين ستصبح منافسا قويا وتتطور بهذه السرعة” على قول دنيس اوديه الخبير الاقتصادي في منظمة التعاون والتنمية في اوروبا. واوديه هو كاتب دراسة واسعة حول نتائج الغاء الحصص على المستوى العالمي. والمفارقة هنا هي ان الدول الاقل تطورا التي كانت تعتقد انها ستكون الاكثر الافادة من انهاء نظام الحصص هي في الواقع الاكثر تضررا.

اما الدول الغنية التي كانت تخشى ان تكون الخاسر الاكبر فقد عملت على اعادة بناء صناعتها وركزت على القطاعات الاعلى من حيث القيمة المضافة وستستمر في الهيمنة على السوق بفضل دور الازياء الكبرى وشبكاتها المهمة للبيع بالقطاعي.

وحتى الان تستورد دول مثل جزر موريشيوس او مدغشقر منسوجات اوروبية او صينية او هندية وتقوم بحياكتها في مصانعها مستعينة بيد عاملة رخيصة، ثم ترسلها الى البلدان الغنية لتسويقها.
وهذه الدول تحظى بمعاملة تفضيلية لدخول اسواق الدول الغنية بفضل نظام الحصص، لكنها قد تفقد قدراتها التنافسية بسبب منافسة الصين والهند اللتين تملكان المواد الاولية ناهيك عن صناعة نسيج قوية.
وفي هذا السياق لفت اوديه الى ان “قميصا مصنوعا في الصين من قماش صيني يكون انتاجه وتسليمه اسرع”.
وترى منظمة الامن والتنمية في اوروبا انه امر حيوي ان تبذل البلدان الراغبة في الاستمرار في تصدير منتجاتها النسيجية جهودا هائلة لتحسين بناها التحتية بغية تقصير مدة دخول منتجاتها الى الاسواق.
ويتوقع مع ذلك ان تعاني جمهورية الدومينيكان رغم وجودها على ابواب السوق الامريكية الشمالية من المنافسة الصينية والهندية بسبب نقاط ضعفها في هذا المجال. الا ان تأثير الغاء نظام الحصص يبدو اقل وقعا في الدول المتقدمة التي، بمعزل عن بعض الاستثناءات وخصوصا البرتغال واليونان، استبقت الحدث عبر تخليها عن تشكيلة المنتجات الادنى في السوق.
وبحسب ارقام منظمة التعاون والتنمية في اوروبا فان حوالى اربعة ملايين وظيفة الغيت في قطاع النسيج في الدول الغنية خلال السنوات الاخيرة.
وقال دنيس اوديه “اعتقد ان الاسوأ قد مر. هناك ضحايا لكن هناك ايضا مزيدا من الرابحين. ان البلدان المتقدمة وضعت حدا لانشطتها في مجال الخياطة لكنها ما زالت تتولى التصميم وتسيطر على التوزيع”. وهذه الميزة يتوقع ان تستمر. ولفتت منظمة التجارة العالمية في هذا الخصوص الى ان “الصين لم تظهر بعد قوتها التنافسية في قطاعات التصميم والموضة”.

الفاو: “الجوع” يقتل خمسة ملايين طفل سنويا

يتسبب “الجوع” وسوء التغذية فى معاناة إنسانية مروعة تودي بحياة خمسة ملايين طفل سنويا، فيما يكلف الدول النامية مليارات الدولارات من الخسائر في الانتاجية المهدورة والدخل الوطني.
وجاء فى التقرير السنوي حول الجوع لمنظمة الاغذية والزراعة للامم المتحدة أن “أكثر من 20 مليون طفل يولدون ناقصي الوزن سنويا في الدول النامية حيث يواجه هؤلاء الأطفال مخاطر مضاعفة للموت في المراحل الأولى من الطفولة، بينما يستمر أولئك الذين لازالوا على قيد الحياة بالمعاناة من عوائق جسدية طوال حياتهم بالاضافة الى معاناتهم من مشاكل القدرة على الادراك.
وأكد التقرير ان تحمل المعدلات الحالية من سوء التغذية لدى الاطفال سيسبب خسائر في الانتاجية والدخل تترواح بين 500 مليار دولار الى تريليون دولار محسوبة بالقيمة الحالية. وحذر التقرير من انه في الوقت الذي يرتفع فيه عدد الجياع في العالم الى 852 مليونا للفترة 2000 -2002، بزيادة 18 مليونا مقارنة بفترة منتصف التسعينات، فإن التكاليف الانسانية والاقتصادية للجوع ستزداد اذا لم يتم ايقاف التدهور الحاصل وعكس مساره. ويشمل مجموع الجياع: 815 مليون شخص في الدول النامية، و28 مليونا في الدول التي تمر بمرحلة انتقالية، و9 ملايين في الدول الصناعية.
ونوه تقرير الفاو حول الجوع إلى أن أكثر من 30 دولة تمثل حاليا نصف سكان الدول النامية، تقدم برهانا على امكانية تحقيق التقدم السريع, فضلا عن الدروس المستنبطة من سبل تحقيق التقدم” حيث ساهمت هذه الدول في خفض نسبة الجياع بالعالم بما لا يقل عن 25 بالمائة خلال عقد التسعينات. وفي تعليق للسيد السيد هارتفيك دي هان, المدير العام المساعد مسؤول قطاع الشؤون الاقتصادية والاجتماعية في المنظمة أنه “من الممكن ألا يكون المجتمع الدولي قد فهم تماما المردودات الاقتصادية التي يمكن ان يحصل عليها اذا ما استثمر في مجال تخفيض الجوع , فالمعلومات المتوفرة عن سبل محاربة الجوع وافية، وان الوقت قد حان لاغتنام الفرصة من أجل تحقيق الهدف, وهو أمر يتعلق بتوفر الارادة السياسية ووضع الأمر في إطار الأولويات”.

ولغرض تلبية الإلتزامات إزاء مؤتمر القمة العالمي للأغذية وأهداف الألفية الجديدة في التنمية, أوصى التقرير الدول باعتماد برامج واسعة النطاق للارتقاء من الناحية الأولية بالتنمية الزراعية والريفية التي يعتمد عليها معظم الفقراء والجياع في حياتهم.
وخلص التقرير الى ضرورة اعطاء الاولوية ايضا للاجراءات التي من شأنها أن تؤثر مباشرة على الأمن الغذائي لملايين الأشخاص المعرضين للمخاطر.”

اثيوبيا تجاهد لاطعام سكانها بعد 20 عاما من المجاعة

تقرير من رويتر – خرجت مجموعة من الاطفال مثل الاشباح من وسط الغيوم في منطقة جبلية في اثيوبيا ملقية بحزم من الجزر على سيارة تنقل أجانب.
وصاح الاطفال “انت انت أعطني قلما.أعطني مالا. أعطني سيارتك.” اهتزت رؤوس الاجانب لا مبالية لكن الاطفال الذين ارتدي بعضهم اوشحة ثقيلة تقيهم البرد لم يردعهم هذا الفتور.
وقال أحد الاطفال الاكبر سنا متنازلا “حسنا أعطني سيارة صغيرة.” وكانوا يمدون أيديهم واحدا تلو الاخر طلبا للمساعدة وهم يقضمون الجزر من الحزم التي فشلوا في بيعها.
كانت اثيوبيا على مدى عقود مثل هؤلاء الاطفال تمد يدها للمانحين الاجانب وهي تجاهد لاطعام سكانها المتزايدين الذين يبلغ عددهم نحو 70 مليون نسمة أغلبهم من الفلاحين وسط الفقر والجفاف المتكرر. وتقول الحكومة انه يجب على اثيوبيا أن تكف عن الاعتماد على دول أخرى والا اعتبرت وعاء الاستجداء الافريقي للابد.

وقال تيامرات بيلاي وهو مسؤول محلي في أقليم تيجراي الشمالي “دخلت اعراض الاعتماد على المساعدات في ثقافتنا وقضت على كرامة أبناء شعبنا.
بعض الناس باعوا ما كان لديهم من ماشية وأغنام وماعز ليصبحوا من المؤهلين للحصول على المعونات.” وأضاف “كان ذلك في الماضي أمرا مخزيا. كان من المحرمات. ونحن الان ندين هذا الاسلوب في التفكير. الان يتعين علينا اللجوء لارضنا ولعمالنا.”

ويقول الاثيوبيون ان ثقافة الاستجداء نتجت عن المجاعة التي شهدتها البلاد عام 1984 والتي أودت بحياة نحو مليون شخص أغلبهم من منطقة كورم احدى أهم مناطق انتاج الغذاء أو المناطق المحيطة بها. وأرسل المجتمع الدول الذي صدمته صور أجساد الفلاحين الهزيلة من الجوع الاف الاطنان من الغذاء وجمع ما يصل الى مليار دولار لاطعام من يموتون جوعا. وينحي النقاد باللائمة على حكومة منجيستو هيلا مريم الماركسية في تجاهل المجاعة حتى خرجت عن نطاق السيطرة. وتفاقمت الازمة باتساع نطاق تاكل
التربة وموجات الجفاف المتلاحقة وسياسات الاراضي التي لا تعطي حوافز تذكر للمزارعين الافراد. وبعد 20 عاما تعاني البلاد ميراث المجاعة وهو ثقافة الاعتماد على الغير التي تحاول الحكومة جاهدة القضاء عليها. وقال نتسانيت اسفاو وزير الدولة لشؤون الاعلام لرويترز “لن نتطلع الى المساعدات بعد الان. نحن عازمون على تغيير حياة المزراعين.” وأضاف “أساليبنا في الزراعة لم تتغير منذ ثلاثة الاف عام. مازلت ترى الثور يحرث الحقول. يجب أن يتغير ذلك.”
وقد بدأ التغير ولكن ببطء، انتشرت الجسور والخنادق المدعمة ببطانة من البلاستيك السميك لجمع مياه الامطار وشبكات صغيرة من قنوات الري في اقليم تيجراي أحد الاقاليم التي كانت الاكثر تضررا بالمجاعة في 1984. وأصبح بامكان المزارعين الحصول على بذور مقاومة للجفاف وذات انتاجية أعلى في محاولة لتمكينهم من اطعام انفسهم. وفي الحقول التي كانت من قبل لا تزرع سوى الذرة والشعير تخضر الارض الان بزراعات الملفوف “الكرنب” والبطاطس “البطاطا” والثوم والطماطم “البندورة” في اطار محاولتهم تجربة زراعة الخضروات. ورغم هذا التحسن الطفيف تقول وكالات اغاثة مثل أوكسفام وبرنامج الغذاء العالمي ان ما يصل الى خمسة ملايين اثيوبي غير قادرين بشكل مزمن على اطعام أنفسهم. ويقول كثيرون من مجتمع المانحين ان بمقدور الحكومة ان تفعل المزيد لاصلاح سياسة الاراضي التي تعتبر السبب الاساسي وراء اضطرابات الغذاء.
وقال ماندي وودهاوس مسؤول أوكسفام في اثيوبيا لرويترز “موقف اوكسفام هو أن الرجال والنساء يجب ان يتمتعوا بفترات أطول من السيطرة على الاراضي حتى يتمكنوا من الاستثمار فيها واستغلالها للحصول على قروض للاستثمار.”

ويستأجر الفلاحون الاراضي من الحكومة ولكن لا يمكنهم شراءها، ويقول منتقدو هذه السياسة ان الافتقار للملكية يغرس بذور الاحساس بعدم الامان ويخمد حماس المزارعين للقيام باستثمارات طويلة الاجل.
لكن الحكومة تختلف مع هذا الرأي قائلة “اذا بيعت الارض في اثيوبيا نحن نعلم ان الاغنياء سيشترونها وسنعود الى نقطة البداية نعمل كالعبيد.”
وفي الماضي كانت الحكومة تتعامل مع مشكلة نقص الغذاء عن طريق اعادة توطين الاثيوبيين بالاكراه بعيدا عن مناطق الجفاف وفي مناطق أكثر خصوبة.
وعندما يصلون الى هناك يكتشف كثير منهم أنهم لا يملكون الادوات المناسبة أو المعرفة اللازمة لزراعة أنواع المحاصيل التي تلائم المنطقة.
وتعيد اثيوبيا تجربة اعادة التوطين لكن بشكل طوعي هذه المرة في اطار خطة تستغرق ثلاث سنوات لاعادة توطين 2ر2 مليون نسمة. وسيثبت الزمن ما اذا كانت هذه المحاولة سينجح.
وحتى اذا نجحت فستكون قد جاءت بعد فوات الاوان بالنسبة للمزارع الامايو اكيراو 60″ عاما” الذي يقترب على الارجح من الموت بالمعايير الاثيوبية.
ويتذكر الامايو وهو يقف حافي القدمين في حقل للذرة كيف غيرت المجاعة حياته الى الابد.
لا يهم الامايو أن تبني الحكومة سدا ليروي زرعه أو أن يحصل على بذور خاصة يمكنها تحمل الجفاف فقد فقد ابناءه الثلاثة أثناء المجاعة وهو الان ينتظر الموت.
ويقول “حتى لو كان هناك الكثير من الطعام. هذا لا يعني لي شيئا.”