23/4/2005
نشرة أسبوعية يصدرها مركز الجنوب لحقوق الإنسان
العدد الثالث والعشرين 23 ابريل 2005
بعد مرور عشر سنوات على مؤتمر بكين.. أحوال نساء العالم أسوأ!
كتبت: سلمى أنور
في فلسطين وتحت وطأة احتلال لا يرحم ,تبيع النساء أنوثتهن وأمومتهن ويطوقن الخصور الناعمة بالأحزمة المتفجرة.وفي أفغانستان ما تزال النساء يمتن وهن يضعن المواليد (أم تموت في كل 15 عملية وضع) , فالطرق الجبلية الوعرة والملغومة غالبا لا ترحب كثيرا بأطباء قد يؤمل في أن يرعين النساء الحوامل..ومن هؤلاء النساء من تضعن أطفالا كثيرين مثل “جلنامة شمس على” التي تناقلت قصتها وكالات الأنباء ,والتي وضعت تسع أطفال أصحاء..ثم فقدتهم جميعا بسبب سوء التغذية..وفى أفريقيا ما يزال الإيدز يفتك بالنساء في ظل ثقافة تجعل الحديث عن الصحة الجنسية من الممنوعات. وفى البلاد التي ضربتها موجات المد العاتية تسونامي ,النساء كن الضحية..اغتصاب و أعمال عنف في أجواء فوضوية لا يوجد بها حسيب ولا رقيب..وفى الشيشان تبكى النساء أطفالهن الذين تعرضن للتحرش الجنسي على أيدي رجال الجيش الروسي,هكذا شاهدنا على الفضائيات. أما عن المجتمعات العربية فهي ,وفقا لتقرير التنمية البشرية الصادر عن الأمم المتحدة عام 2005 , ما تزال في ذيل قائمة المجتمعات التي تعطى المرأة حقها في الاختيار.
في جنوب العالم ,معدلات الفقر لم تنحسر..والنساء هن غالبا من يدفعن الثمن من صحتهن و نضارة أجسادهن أو كرامة هذه الأجساد.. عالم “معسكر” “معولم” هو عالم اليوم..زادت فيه مبيعات الأسلحة عما كانت قبل عشر سنوات وفتحت فيه الأسواق أبوابها لمنافسة اقتصادية عالمية ضارية يدفع ثمنها من لا يقدر على المنافسة ,وانتشرت فيه جماعات أغلقت عقولها على ما فيها منذ قرون!
التقارير التي تم تقديمها في الأمم المتحدة الشهر الماضي والتي جاءت في إطار محاولة تقويم ما تم إنجازه منذ مؤتمر بكين عام 1995 وحتى الآن,لم تكن مفاجئة بما حوت من حقائق حول تدنى أوضاع المرأة في العالم عامة وفى دول الجنوب خاصة.
في مؤتمر بكين للمرأة قبل عشرة أعوام, شارك حوالي 45,000 مندوب عن الحكومات والمنظمات غير الحكومية ٍ لبحث أفضل السبل لتطوير نساء العالم. وكانت النتيجة خطة استراتيجية عُرفت بإعلان وبرنامج عمل بكين والذي تم تبنيه بالإجماع من قبل 189 حكومة.. . وحددت الوثيقة -التي وصفت بالرائدة إذ كانت الأولى من نوعها- 12 مجالا حيويا لتمكّين المرأة: الفقر والتعليم والصحة والعنف ضد النساء والنزاعات المسلحة والاقتصاد والمشاركة السياسية وحقوق الإنسان والإعلام والبيئة وبناء المؤسسات الملائمة للأطفال ذكورا وإناثا,وبحلول العام 2000 وحين كان العالم يحتفل بانتهاء الألفية الثانية ودخول أخرى ثالثة ,تمت مراجعة ما تم إنجازه من الوثيقة ,وجاءت أهداف جديدة هي أهداف الألفية التي فهمنا منها ضمنا إن الطريق مازالت طويلة..فمازلنا نصوغ الأهداف المرتجى تنفيذها بحلول 2015 والتي تركزت بالأساس على محاربة الفقر وضمان حق المرأة في التعليم وفى السلامة من مرض نقص المناعة المكتسب/الإيدز.
ومن أين للحكومات والشعوب بتحقيق الأهداف الجديدة للألفية مالم تحقق الأهداف التي صيغت قبل عشرة أعوام؟! ربما حدثت نقلة حقيقية في إدراك النساء حول العالم لحقوقهن,كما أشار الأمين العام للأمم المتحدة الشهر الماضي في افتتاح الدورة التاسعة والأربعين للجنة وضع المرأة التابعة للأمم المتحدة , كما انتظم عدد اكبر من النساء حول العالم في سلك التعليم و زادت أجور النساء عامة عما كانت عليه من قبل مقارنة بأقرانهن من الرجال, لكن ما زالت إرادة التغيير الجماعي فيما يبدو غائبة وتناولها في وسائل الإعلام ومجال الدعاية لم يتغير كثيرا,ثم إن ازدياد مناطق النزاعات المسلحة والتوتر الأمني في العالم خاصة بعد أحداث سبتمبر واطلاق الحملة العسكرية الأمريكية ضد الإرهاب , يزيد من حجم العنف والأعمال الوحشية والتحرشات الجنسية التي تتعرض لها النساء عبر العالم ,مثلما هو الوضع في أفغانستان والعراق اللذين فاحت منهما أخبار أعمال الاغتصاب الجماعي وذلك على كون الشعبين محافظين يرفضان تطاير هذا النوع من الأنباء عن نسائهن , إذ يعتبرون صونهن رمزا لكرامة الرجل في المجتمعات المحافظة.,خاصة حين يرتبط الأمر بوضع احتلال عسكري.
على مستوى آخر فان الإحصاءات تشير إلى أن نسبة نساء العالم المصابات بفيروس أتش آي في/الإيدز زادت منذ عام 1995 من 38 في المائة إلى 48 في المائة على الصعيد العالمي، وإلى 58 في المائة في بلدان أفريقيا جنوب الصحراء ,كما ظهرت عمليات تهريب النساء والاتجار بهن كقضية مستقلة في حد ذاتها(نقلا عن تقرير المعهد الدولي للأبحاث والتدريب لتطوير النساء التابع للأمم المتحدة المعد خصيصا لبحث ماتم إنجازه منذ مؤتمر بكين وحتى الان).
ولعل اللافت للنظر في هذه التطورات العالمية على صعيد وضع النساء,تلك الفجوة المستفزة بين دول الشمال ودول الجنوب وما حققته النساء هنا وهناك..ولعله يثير دهشة القارئ- بعد العرض الموجز السالف حول أوضاع النساء – أن يعرف أن النساء البريطانيات سوف يستأثرن بنسبة 60% من إجمالي الأملاك في البلاد في مقابل 40 % في قبضة الذكور وذلك بحلول العام 2025 , كما ستصبح رواتبهن أعلى من رواتب الرجال ,ويزيد عدد أصحاب الملايين من النساء اكبر منهم بين الرجال!!(وفقا لأحدث دراسة نشرها أحد أجهزة الخدمات المالية بلندن وبثتها وكالة الأنباء الفرنسية).
وبالرغم من صعوبة الأوضاع التي تعيشها نساء الجنوب ,بخاصة القارة السمراء المبتلاة بمختلف أنواع الابتلاءات , فإن مما قد يرسم الابتسامة على الوجوه,ذلك الإصرار على السعادة وحب الحياة الذي ترجمته النساء المصابات بالإيدز في بتسوانا حيث نسبة الإصابة بالمرض الفتاك تصل 37 % من أصل عدد السكان البالغ 1.7 مليون نسمة فى تنظيم احتفالات سنوية تجمع المصابات بالمرض!
ـــــــــــــــــــــــ
بعد مرور أكثر من 25 عاما على انتصار الثورة الإيرانية
انتفاضة الأهواز صراع قديم متجدد على الثروة والسلطة
يشهد اقليم خوزستان الايرانى الذي تقطنه أغلبية عربية اضطرابات منذ اسبوع حيث تتجدد مطالب الإقليم بالإستقلال عن الدولة الإيرانية. وقد وقعت إشباكات عنيفة على مدار الإسبوع الماضى بين الداعين لإنفصال الإقليم وبين القوات الإيرانية، وقد وقتل 25 جندياً إيرانياً فى آخر المصادمات التى وقعت بين الطرفين والتى إستخدمت فيها القنابل اليدوية. هذا كما اعتقلت السلطات الإيرانية عددا من السياسيين و المثقفين العرب بينهم ناشطون موالون للاصلاح. ويشكل العرب غالبية سكان اقليم خوزستان الذي يضم مصادر الطاقة، ويقولون إنهم يعانون من عدم إنصافهم ويطالبون بحقوقهم الدستورية التي لم يحصلوا عليها بعد مرور أكثر من 25 عاما على انتصار الثورة الاسلامية التي ساهموا في نجاحها عام 1979 .
وتتزامن الانتفاضة في إقليم الأحواز مع الذكرى الثماني لاحتلالها من جانب قوات شاه إيران رضا بهلوي والد شاه إيران محمد رضا بهلوي الذي أطاحته الثورة الإسلامية التي قادها آية الله الخميني في العام 1979 ، وعلى الرغم من أن أهل الأحواز التي تسمى بالفارسية خوزستان وفي تسمية محايدة عربستان رحبوا بالثورة الخمينية أملا بتحقيق ما كانوا يصبون إليه من حكم ذاتي والاعتراف بحقوقهم كأقلية عرقية مثل الأعراق الأخرى الفارسية والتركمانية والبلوشية والكردية والأفغانية ، إلا أن عرب خوزستان لم يحققوا أي من تلك المطالب، على الرغم من مساندتهم لحكومة الملالي في طهران في الوقوف بوجه القوات العراقية التي حشدها الرئيس العراقي صدام حسين في سبتمبر 1980 لغزو إيران والتى لم تحقق مطالبهم بعد انتهاء الحرب تحت ذرائع لجم مبدأ تصدير الثورة التي كانت حكومة الخميني تسعى إلى تنفيذه في دول الجوار الخليجي العربي. وامتدت هذه الحرب ثماني سنوات كارثية راح ضحيتها حوالي مليون شخص من الجانبين، فضلا عن خسائر مالية ونفطية تقدر بحوالي 600 مليار دولار.
وتشير الوثائق التاريخية إلى أن الأحواز منحت في العام 1925 كرشوة من جانب بريطانيا التي كانت تمد نفوذها آنذاك على كل إمارات ومشيخات الخليج العربية كما كانت تمارس انتدابا على العراق الذي تم إعلان كيانه برعاية بريطانية عام 1920 من بعد أن وضعت الحرب العالمية الأولى أوزارها، وكانت بريطانيا تهدف من وراء هذه الرشوة إلى الحد من مطامع الدولة السوفياتية الجديدة على الكتف الشمالي لإيران وتتطلع إلى حيازة نفطها وطرقها الاستراتيجية وصولا إلى منطقة الخليج والبحر العربي.
ومنذ أن ضمت الأحواز إلى سيادة الحكم الشاهنشي فإن ثورات متلاحقة بلغت أكثر من ثمان لم يكتب لها النجاح من أجل نيل الاستقلال أو حتى أبسط الحقوق المشروعة لشعبها المتحدر من أرومات وقبائل عربية، فهذا الإقليم يعود في تاريخه إلى العالم القديم، وكان مسرحا للحروب والمعارك التي جرت قبل الميلاد بزمن طويل ، وفيه الكثير من الآثار والمدن القديمة. وبلغت مدن وبلدات هذا الإقليم أكثر من ألف ولكن اندثر العديد منها.
وحتى تنهي الإمبراطورية الفارسية التي لم تكن تسمى باسمها الحالي إيران اية مطالبة بالاستقلال أو حتى إدارة الحكم الذاتي لذلك الإقليم،فإنها أقدمت في 20 إبريل عام 1925 وهو يوم احتلالها للأحواز على أسر اميرها العربي الشيخ خزعل بن جابر المرداو الكعـبي ا ونقلته إلى معتقله في طهران حيث بقي مسجونا لغاية عام 1936 .وفي تلك الأثناء قام الشاه رضا بهلوي ملك فارس بانتزاع اعتراف بالتنازل عن الأحواز واعلان ضمها لفارس ، ولكن الامير الاسير رفض التنازل . وبعد احدى عشر عاما من المحاولات الفاشلة قرر رضا بهلوى قتل الشيخ خزعل في يوم 26 مايو عام 1936 في معتقله في طهران بعد ان عاش احدى عشر سنة بصحبة ابنه الشيخ عبد الحميد تحت الحراسة المشددة ، حيث كانت احواله المعيشية متردية
وترى حركة التحرير الوطني الأحوازي ان اقليم الاحواز اقليم عربى وان الحركة تناضل لتحرير الأحواز من الاحتلال الفارسي وتحمل بريطانيا وفارس المسؤولية الكاملة على كل ما حدث ويحدث في الأحواز اليوم ، على اعتبار ان بريطانيا هي التي اعطت الضوء الاخضر لرضا بهلوي في احتلال الأحواز وانها كانت شريك مباشر في عملية الاحتلال والغزو وتثبيته في الأحواز. وتطالب الحركة بريطانيا بمراجعة اتفاقياتها واعترافاتها ووعودها وضماناتها السياسية الخاصة بالاحواز واصلاح الامر بحل مشكلة الاحتلال وانهاءه لفض النزاع بين الأحواز وفارس سلميا حقنا للدماء وسلاما جذريا للمنطقة وحلا شاملا للصراع العربي الفارسي لتستقر منطقة الخليج العربي.
ـــــــــــــــــــــــ
بول فوتز يتعهد بمكافحة الفقر
قال بول وولفويتز، الرئيس الجديد للبنك الدولي، إن الهدف الأساسي الذي يود تحقيقه هو إحراز “نجاح حقيقي” في استئصال شأفة الفقر، لا سيما من إفريقيا. وقد تأكد تعيين وولفويتز رئيساً للبنك الدولي فى الإسبوع الماضى بعد فوزه بالمساندة الكاملة من الاتحاد الأوروبي. وقد صرح بأن خفض معدلات الفقر سيكون “المهمة الأساسية” للبنك في فترة رئاسته له.
وقد أثار ترشيح وولفيتز نائب وزير الدفاع الأمريكي جدلاً كبيراً بسبب دوره في الحرب على العراق وعدم خبرته في مجالات التنمية. غير أنه قال:”أنا في غاية الاستعداد لكي استمع للأخرين كما أنني مستعد لأن أتحول إلى رجل مدني دولي”. وأنكر وولفويتز، 61 عاماً، والذي سوف يتقلد مهام منصبه الجديد في الأول من يونيو القادم، أنه سيستغل منصبه لتنفيذ سياسات الولايات المتحدة الخارجية مثل نشر الديمقراطية وحرية الأسواق. وأضاف:”في الحقيقة، عندما يتعلق الأمر باستئصال الفقر، فإن المسألة لا تكون متعلقة بالسياسة الخارجية للولايات المتحدة أو بريطانيا أو جنوب إفريقيا، إنها هدف موحّد وإيماني بذلك قوي”. وعلى الرغم من الاعتراضات التي أبداها مديرو البنك، والذين يمثلون 184 قطراً، على ترشيح وولفويتز، إلا أنهم وافقوا على أن يكون وولفويتز الرئيس العاشر لهيئتهم المالية الدولية. وعادة ما تتولى الولايات المتحدة ترشيح رئيس البنك الدولي، في حين يتولى الاتحاد الأوروبي ترشيح رئيس صندوق النقد الدولي. غير أن البعض نظر لطرح اسم وولفويتز من قبل البيت الأبيض على أنه محاولة لإخضاع الهيئة الدولية لسيطرة الولايات المتحدة. وقد وعد وولفويتز بالسعي لتكوين “فريق حقيقي” للإدارة الدولية؛ ولكنه لم يمنح أوروبا أي وعود بشأن منصب نائبه.
ـــــــــــــــــــــــ
وزراء الدول السبع يناقشون تخفيف الديون عن الدول النامية
في كلمة له أمام اجتماع للجنة التنمية التابعة للبنك الدولي في واشنطن قال وزير الخزانة الأمريكي جون سنو إن هناك حاجة إلى خطوات حاسمة ومناسبة لتخفيف عبء الديون على الدول النامية . وفي الاجتماع نفسه قال الرئيس السابق للبنك الدولي جيمس وولفنسون إن الأهداف التي وضعها المجتمع الدولي لمعالجة مشكلة الفقر في العالم الثالث والمعروفة باسم أهداف التنمية في الألفية الجديدة لن تتحقق مالم تتخذ الدول الغنية قرارا حاسما بهذا الشأن هذا العام.
يأتي هذا بعد يوم واحد من تأكيد الدول الصناعية السبع الكبرى على ضرورة إعفاء الدول الفقيرة من ديونها. وكان وزراء مالية مجموعة السبع الكبرى قد قالو ا إنهم مستعدون لتقديم إعفاءات على الديون بنسبة 100 في المئة لبعض الدول، لكنهم لم يعلنوا خلال اجتماعهم بواشنطن عن أي إجراءات ملموسة لكيفية القيام بهذا. وكانت جماعات التنمية قد انتقدت مجموعة السبع “لتفويتها فرصة أخرى” لإعفاء الدول الفقيرة من بعض ديونها كما تعهدت في لندن في فبراير شباط الماضي.
وجاء البيان المشترك لوزراء المالية بعد محادثات استضافها سنو ورئيس البنك المركزي آلان جرينسبان. وحذر وزراء المالية ومحافظو البنوك المركزية لدول مجموعة السبع من أن ارتفاع أسعار النفط تعوق النمو الاقتصادي، لكنهم قالوا إن المؤشرات تشير إلى نمو اقتصادي صلب في عام 2005. وتعهدت مجموعة السبع باتخاذ “إجراءات قوية” لمعالجة مشكلات عدم التوازن في الاقتصاديات العالمية وتعزيز النمو.
وتضم مجموعة السبع الولايات المتحدة واليابان وألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة وايطاليا وكندا.
وقال الوزراء إن مشاوراتهم تأتي استعدادا لقمة مجموعة الثماني، وهي مجموعة السبع بالإضافة إلى روسيا، التي تعقد في بريطانيا في يوليو. لكنهم لم يشيروا إلى اقتراح بريطاني يدعو إلى بيع صندوق النقد الدولي لبعض مخزونه من الذهب لإعفاء الدول الفقيرة من ديونها له.
وكانت أسعار النفط الخام قد ارتفعت لما يزيد عن 55 دولارا للبرميل الشهر الماضي مما دفع منظمة أوبك إلى رفع حصص الانتاج بمعدل 500 ألف برميل يوميا. إلا أن الكثير من الخبراء يعتقدون أن الإنتاج قد يرتفع مرة أخرى أخذا في الاعتبار التوازن الدقيق بين العرض والطلب.
وقال وزراء مجموعة السبع إن الزيادة الأخيرة كانت بمثابة “ريح معاكسة” للنمو، ورحبوا بالجهود المبذولة لتحسين وضع سوق النفط بالإضافة إلى جهود تحسين إمدادات النفط. كما شدد البيان على ضرورة معالجة الولايات المتحدة للعجز التجاري المتنامي وعلى ضرورة توصل أوروبا واليابان لحل للمشكلات التي تعيق النمو.
ـــــــــــــــــــــــ
مشروع عنان للإصلاح .. طموحات كبيرة وواقع دولى صعب
انتقدت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس بشدة الامم المتحدة، مشيرة الى ان المنظمة الدولية لا يمكنها “ان تستمر كقوة حيوية للسياسة الدولية”، من دون القيام بالاصلاحات الضرورية . وقالت رايس امام المؤتمر السنوي للجمعية الاميركية لرؤساء تحرير الصحف “لا يخفى على احد ان الامم المتحدة لا يمكنها ان تستمر كقوة حيوية للسياسة الدولية من دون اصلاح “.
وعبرت رايس عن دعمها لجون بولتون، المرشح الذي اختاره الرئيس الاميركي جورج بوش ليكون مندوب الولايات المتحدة لدى الامم المتحدة. وقد اثارت تسميته موجة من الاحتجاج بسبب مواقفه السابقة المنتقدة للمنظمة الدولية . وارجىء التصويت في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الاميركي على تعيين جون بولتون بناء على طلب المعارضة الديموقراطية التي انتقدت مواقف بولتون وادائه المتشددة، الى الاسبوع المقبل. ويشغل بولتون حاليا منصب نائب وزيرة الخارجية لشؤون مراقبة التسلح .
وقالت وزيرة الخارجية الاميركية “ان قول اشياء جميلة عن الامم المتحدة امر جيد ” ، ولكن “مهما كانت المنظمة مهمة، يجب ان نقول ان هناك امورا لا تجري بشكل جيد فيها ” ، مشيرة خصوصا الى الممارسات الادارية . وتابعت ان مهمة بولتون ستكمن في المساعدة على “تحديث واصلاح وتعزيز” الامم المتحدة. وقالت رايس “اذا اردتم ان تكون الامم المتحدة قوية، عليكم ان تتحلوا بالنزاهة لرؤية حدودها وان تحاولوا ان تزيلوا هذه الحدود لجعلها تتناسب مع القرن الواحد والعشرين “.
ويأتي كلام رايس وسط توتر بين واشنطن وانان يعود الى فضيحة “النفط مقابل الغذاء ” في العراق التي تتحدث الولايات المتحدة عن تورط انان فيها . وقال الامين العام للامم المتحدة الخميس ان “معظم الاموال التي حصل عليها صدام حسين جاءت من عمليات التهريب الخارجة عن برنامج النفط مقابل الغذاء في ظل رقابة اميركية وبريطاني “. ويخضع برنامج “النفط مقابل الغذاء” لتحقيق مستقل تجريه لجنة يرأسها رئيس البنك الاحتياطي الفدرالي الاميركي بول فولكر . واصدرت اللجنة حتى الان تقريرين اوليين اتهما مدير البرنامج بينون سيفان بالتصرف غير الاخلاقي واثارا اسئلة حول تعاملات نجل انان، كوجو .
وكان الامين العام للمنظمة الدولية كوفي انان قد اعلن الشهر الماضي عن خطة اصلاحية واسعة داخل المنظمة. وعلى الرغم من ان مشروع الاصلاح الذى طرحه انان يلقى تجاوبا بصورة عامة، غير ان عنصره الرئيسي وهو توسيع مجلس الامن يصطدم بعقبات . فخلال مناقشات علنية في الجمعية العامة استمرت ثلاثة ايام تعرض طرح الامين العام القاضي بالموافقة على مشروع الإصلاحات بمجمله لضربات إذ بدأت وفود الدول الاعضاء تختار من الإصلاحات ما يناسبها وترفض ما تبقى . وكان انان قدم تقريرا في 21 مارس ضمنه سلسلة اقتراحات لمساعدة العالم على مواجهة تحديات ورهانات صنفت تحت اربعة عناوين هي “العيش بمأمن من العوز والعيش بمأمن من الخوف والعيش بكرامة وتعزيز الامم المتحدة “. ويأمل انان في ان يتم اقرار اقتراحاته في يونيو او يوليو على ان تصادق عليها الدورة السنوية للجمعية العامة التي تتزامن هذه المرة مع الذكرى الستين لانشاء الامم المتحدة . ويدعو انان الجميع الى تقديم تضحيات والموافقة على مشروعه ككل ما سيسمح لكل دولة باحراز مكاسب، مشددا على تطلع العالم الى التغيير وعلى وجوب عدم تبديد مثل هذه المناسبة الرمزية . وفي حال تعذر هذا السيناريو المثالي القائم على الاجماع، فقد دعا انان الى طرح المشروع للتصويت .
وتنص بعض الاصلاحات المقترحة على تعديل ميثاق الامم المتحدة ما يستوجب تصويت الجمعية العامة بغالبية ثلثي اعضائها، ثم مصادقة البرلمانات الوطنية بغالبية الثلثين بما فيها البرلمانات في الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن وهي الولايات المتحدة والصين وفرنسا وبريطانيا وروسيا . غير ان الصين والولايات المتحدة وروسيا رفضت فكرة فرض “مهل مصطنعة”، مؤكدة ان بعض الاصلاحات المطروحة يمكن اعتمادها قبل حلول الصيف، كما دعت الى التوصل الى اوسع اجماع ممكن، في موقف بدا وكأنه يستبعد فكرة التصويت . وثمة نقطتان على الاقل من مشروع انان تحصلان على تأييد واسع وهما تشكيل “مفوضية لتعزيز السلام” مهمتها مساعدة الدول الخارجة من نزاعات وتشكيل مجلس دائم يحل محل مفوضية حقوق الانسان التي فقدت مصداقيتها . كما تحقق احد طلبات انان الاربعاء مع اقرار الجمعية العامة بالاجماع اتفاقية دولية لمكافحة الارهاب النووي بعد مناقشات استمرت سبع سنوات .
ولقي تحديد انان للارهاب قدرا من الاهتمام غير ان موسكو وواشنطن حذرتا من الخلط ما بين الاعمال الارهابية و”العمليات العسكرية التي تقوم بها الدول” في اشارة واضحة الى الشيشان بالنسبة لروسيا والعراق بالنسبة للولايات المتحدة . ويعتبر اقتراح توسيع مجلس الامن الى 24 عضوا في مقابل 15 حاليا وفق نموذجين محتملين لتوزيع المقاعد، من اكثر الاقتراحات دقة وهو يثير خلافات كثيرة . وان كانت الولايات المتحدة اكدت تأييدها لاجراء اصلاح، الا انها اشترطت ان يزيد هذا الاصلاح من فاعلية مجلس الامن . ويمكن تفسير هذا الموقف على انه ينطوي على معارضة لمشروع التوسيع، خصوصا وان المجلس باعضائه الـ15 حاليا يواجه صعوبات في اتخاذ بعض القرارات . اما المانيا التي تطالب مع البرازيل والهند واليابان بمقعد دائم لكل من هذه الدول الاربع في مجلس موسع، فقد اعلنت عزمها على تقديم مشروع قرار بهذا الصدد باسم ” مجموعة الاربع” الى الجمعية العامة في مايو او يونيو .
وعلى الاثر، قامت مجموعة من الدول المنافسة تعرف داخل الامم المتحدة بـ”نادي القهوة”، بجمع وفود اكثر من مئة دولة في فندق في نيويورك الاثنين الماضي بهدف اطلاق حركة تحت شعار “متحدون من اجل الاجماع “. وتؤكد هذه المجموعة التي تتزعمها ايطاليا وتناهض ترشيح المانيا، معارضتها لاجراء تصويت، مشددة على وجوب تحقيق اجماع .
وعلى صعيد متصل، دعت سويسرا في اختتام أعمال لجنة حقوق الانسان الدولية التابعة للأمم المتحدة إلى عقد مؤتمر دولي تحضره زهاء 60 دولة لمناقشة خطط الإصلاح المعروضة على اللجنة وذلك في الثاني من شهر مايو المقبل في مدينة لوزان السويسرية.
وقال سفير سويسرا لدى الأمم المتحدة بيلزى جودى ان هذه الدعوة جاءت في اليوم الأخير من اجتماعات اللجنة لتنسجم مع المبادرة السويسرية الداعية إلى إصلاح اللجنة وفقا لتقرير الأمين العام كوفي عنان مشيرا إلى ان الاجتماع سيضم الدول الأعضاء في اللجنة وعددها 53 دولة.
وكانت لجنة حقوق الإنسان الدولية قد اختتمت أعمال دورتها الحادية والستين اليوم بمشاركة 3000مندوب من كافة الدول.وتبنت اللجنة تقريرها الذي يتضمن كافة القرارات التي اعتمدتها خلال الدورة الحالية والتي استغرقت ستة أسابيع وتناولت فيها مختلف قضايا حقوق الإنسان المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية.كما أقرت اللجنة أكثر من 140 مشروع قرار.
وتميزت هذا الدورة بدراسة مقترحات الأمين العام للأمم المتحدة حول ضرورة إصلاح اللجنة حسبما جاء في تقريره والكلمة التي ألقاها امام اللجنة في الأسبوع الرابع من الاجتماعات حيث أكدت الاقتراحات ضرورة دعم لجنة حقوق الانسان ورفع مستوى كفاءتها.وقد تراوحت مشاريع الاقتراحات بين تأسيس مجلس خاص بحقوق الإنسان تنتخبه الجمعية العامة وبين الإبقاء على اللجنة وتعزيز دورها وسيتقرر مصير اللجنة خلال دراسة تقرير المدير العام الذي سيعرض على قمة الألفية التي ستجتمع في شهر سبتمبر المقبل.
ـــــــــــــــــــــــ
اطفال فقراء فى الدول الغنية
حذر صندوق الامم المتحدة للطفولة (اليونيسف) من ان فقر الاطفال تزايد منذ التسعينات في 17 من 24 دولة غنية تشكل منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية حيث 40 الى 50 مليون طفل يعيشون حاليا تحت مستوى الفقر داعيا الدول المعنية الى التحرك . وقال تقرير اصدره مركز «اينوسنتي» التابع لليونيسف في مدينة فلورنسا بايطاليا ان “نسبة الاطفال الذين يعيشون في الفقر ارتفعت في 17 من الدول الاربع والعشرين الاعضاء في منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية منذ بداية التسعينات “.
ولاحظ التقرير ان “اربع دول فقط هي استراليا والنروج وايطاليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، شهدت تراجعا فعليا” في هذا الاطار منذ هذا التاريخ . واضاف “بين هذه الدول قامت المملكة المتحدة بخفض معدل الفقر بشكل ملفت فيما تعتبر النروج الدولة الوحيدة حيث يمكن وصف الفقر بانه متدن جدا وماض في التراجع “. وفي كندا واليونان وفرنسا تراجع المعدل ايضا ولكن بشكل طفيف لكنه تزايد في سبع عشرة دولة خلال العقد الماضي من فنلندا (+ 0.5 %) الى بولندا (+4.3%) مرورا باسبانيا (+2.7 %) او لوكسمبورغ (+4.2 %).
وفي الاجمال كما يوضح التقرير فان النتائج تعني ان هناك “40 الى 50 مليون طفل يكبرون وسط الفقر في الدول الاغنى في العالم “. وفي بلدان شمال اوروبا (الدنمارك وفنلندا والنروج والسويد) تدنى عدد الاطفال الفقراء الى اقل من 5 %. وعلى العكس سجلت اسوأ النتائج في المكسيك (27.7 %) والولايات المتحدة . (21.9 %). وبلغت ايطاليا الخط الاحمر الاوروبي مع (16.6%). فيما لا يزال هناك في بريطانيا 15.4 % من الاطفال الفقراء على الرغم من الارادة الطيبة التي عبرت عنها حكومة توني بلير . وتحتل النسبة في فرنسا الموقع الاقرب الى بلدان الشمال مع (7.5 % ) واستنادا الى التحديد الذي يعتمده اليونيسف فان الطفل الفقير هو الذي يعيش ضمن عائلة مداخيلها اقل من نصف متوسط الدخل الوطني . وشدد التقرير على ان الفقر ليس مصيرا محتوما لا يمكن التصدي له مؤكدا “ان بامكان الحكومات ان تخفض معدلات فقر الاطفال “. ولفت الانتباه الى انه “كلما انفقت الحكومات اكثر على العائلة والتقديمات الاجتماعية كلما تراجعت نسبة فقر الاطفال “. واشار في هذا الاطار الى ان الدنمارك وفنلندا والنروج التي تمثل النسبة الاقل في مجال فقر الاطفال “تخفض نسبة الفقر الناجم عن عوامل السوق بمعدل 80 % او اكثر “. ولكن في العديد من الدول كما يؤكد التقرير “فان الانفاق الاجتماعي الشامل على الاطفال والعائلة تراجع في الواقع بين اوائل التسعينات والعام 2000 “. وطالب التقرير بالحاح “جميع حكومات منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية الى وضع اهداف وجداول زمنية ذات صدقية لخفض فقر الاطفال شيئا فشيئا “. واوضح “ان الهدف الواقعي بالنسبة للكثير من الدول الغنية هو جعل الفقر اقل من نسبة 10% ، وبالنسبة للدول التي بلغت هذا المعدل (سويسرا وتشيكيا وفرنسا وبلجيكا والمجر ولوكسمبورغ وهولندا) فان الهدف المقبل يمكن ان يكون “تجاوز نسبة 5% كما في بلدان الشمال “.
ـــــــــــــــــــــــ
وأطفال الدول الفقيرة يعانون من نقص فرص التعليم
قالت مجموعة الحملة العالمية من أجل التعليم إن البلدان الغنية قد عجزت عن توفير المال اللازم للتعليم في البلدان النامية. وتم نشر تقرير مجموعة الحملة أثناء انعقاد الاجتماع الوزاري لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي في واشنطن، حيث من المتوقع أن تناقش الوفود المشاركة فيه الجهود اللازمة لتحقيق التعليم الابتدائي في العالم بأسره. وكان زعماء العالم قد وافقوا على توفير التعليم الابتدائي لكل أطفال العالم بحلول 2015، وجاء ذلك ضمن ما يعرف بأهداف الألفية التنموية التي صادقوا عليها خلال قمة عقدت في الأمم المتحدة منذ خمس سنوات.
وقالت مجموعة الحملة العالمية إن مائة مليون طفل في العالم لا يذهبون إلى المدرسة وتلقي المجموعة باللائمة على البلدان الغنية لفشلها في توفير المال الضروري لذلك. وتضع المجموعة 22 من هذه البلدان الغنية فيما تسميه بترتيب “بطاقة التقرير المدرسي”، بحيث تحتل كل من النرويج وهولندا المرتبة الأولي في الوقت الذي تجد فيه الولايات المتحدة وأستراليا نفسيهما في المرتبة السفلي من تصنيف المجموعة. ويتم التقييم بناء على ما تنفقه البلدان على المساعدة التنموية عامة وقطاع التعليم خاصة. كما أدرجت المجموعة هدفا متوسط المدى لهذه السنة لضمان حصول الفتيات على نفس فرص التعليم الإبتدائي والثانوي، وقالت المجموعة إنه من المحتمل أن يفشل تحقيق هذا الهدف وهذا يعد فضيحة. وتقول الولايات المتحدة إن برنامجها للمساعدات التنموية يركز بشدة على التعليم الأساسي وعلى تحسين فرص الفتيات.
ـــــــــــــــــــــــ
حقوق السود فى أمريكا تتراجع
اظهر تقرير الرابطة المدنية الوطنية حول وضع اميركا السوداء عن العام 2005 ان الاميركيين السود لا يزالون خلف البيض في ما يتعلق بوضعهم الاقتصادي وذلك بعد جيل من تشريع تصويت السود . وقال رئيس الرابطة مارك موريال في مؤتمر صحافي خصص لعرض نتائج التقرير “نواجه خطر زوال العديد من المكاسب التي حققناها “. واضاف “انها مسالة الحقوق المدنية الاساسية للقرن الحادي والعشرين “. وافادت الدراسة ان معدل اموال الاميركيين السود يبلغ 6100 دولار فيما يصل الى 67 الف دولار للبيض. وهناك 48% فقط من السود يملكون منازلهم مقابل 75.4% للبيض . وقالت الدراسة ان البيض يملكون بمعدل ثلاث مرات اكثر من السود شركة ولديهم فرص اكبر بمعدل الضعفين لايجاد عمل . ودعت الرابطة خصوصا الرئيس الاميركي جورج بوش والكونغرس الاميركي الى اعادة تقييم الحد الادنى للاجور في الساعة لرفعه من 5.15 الى 7.25 دولارا والى زيادة برامج المساعدة للسود لكي يتمكنوا من اقتناء مسكن والانطلاق في عالم الاعمال .
ـــــــــــــــــــــــ
الكويت تغلق صحيفة تنتقد واشنطن
صرح خلف منشدى صاحب صحيفة المنارة العراقية ان الكويت حظرت طباعة الصحيفة في الدولة الخليجية بسبب مزاعم بأنها تنتقد السياسة الامريكية والبريطانية في العراق. وأضاف ان وزارة الاعلام في الكويت أبلغته بأنها أنهت طباعة الصحيفة التي توزع في العراق فقط. وقال المنشدي الذي تطبع صحيفته في الكويت منذ يوليو عام 2003 قالوا ان سبب الاغلاق هو ان الصحيفة انتقدت السياسة الامريكية في العراق والجيشين الامريكي والبريطاني هناك. وقالوا ان هذا يضر بعلاقات الكويت مع الولايات المتحدة وبريطانيا . وكانت الكويت وهي حليف للولايات المتحدة نقطة بدء الحرب التي قادتها واشنطن ضد العراق وتستضيف ما يصل الي 30 الف جندي امريكي.والكويت ايضا هي نقطة الانتقال الرئيسي للقوات الاجنبية التي تدخل العراق.
ـــــــــــــــــــــــ
ملف الهجرة واللاجئين..ورقة ضغط لا بأس بها!
تقرير: سلمى أنور
برغم الانتكاسات الصحية المتعددة التي داهمته والتي عزيت إلى ما يواجهه من ضغوط تتعلق بالكرسي الذي يشغله , فان رئيس الوزراء البريطاني تونى بلير شدد مؤخرا على انه لا تنازل عن الفوز في الانتخابات العامة في مايو المقبل.
وبرغم أن كثيرين كانوا قد تنبأوا اثر غزو العراق وما تلى ذلك من غضب في الشارع البريطاني بل الأوروبي ومن اتهامات طالت بلير ورجالاته ,بأن مستقبل بلير السياسي قد انتهى ,فان ما تشير إليه استطلاعات الرأي التي أجرتها الصحف البريطانية الرئيسية مختلفة بعض الشيء..إذ تظهر الاستطلاعات التي نشرتها صحف الصنداي تليجراف والصنداي تايمز والاوبزرفر حتى الآن أن حزب العمال برئاسة بلير يحتل الصدارة لدى الناخبين, الذين إذا منحوا أصواتهم هذا العام لبلير سيجعلون منه أول رئيس وزراء عمالي يبقى في منصبه لثلاث فترات متوالية..هو الذي أعلن زهده في فترة رابعة مكتفيا بثلاث فقط!
والواضح أن بلير قد نجح في استرضاء “الأسرة البريطانية” بما حققه من نمو اقتصادي ملحوظ في السنوات القليلة الماضية , ليبقى أمامه الملف الأكثر سخونة في بريطانيا وأوروبا بأسرها وهو الملف الأمني المتخم بهواجس كثيرة تتعلق باللاجئين والهجرة الوافدة إلى أوروبا ,القارة التي غدت تستقبل ما يزيد على ثلاثة أضعاف ما تستقبله كندا من لاجئين سنويا..
وكان بلير قد بذل مساعيه لتظهر حكومته بمظهر القابضة على الأمور بقبضة من حديد , وترجمت حكومته هذا إلى مشروع القانون الذي عرف باسم “قانون أوامر السيطرة” الذي تقدمت به الحكومة للبرلمان البريطاني قبل أسابيع عدة والذي يزيد من شدة الإجراءات الأمنية في مواجه “المشتبه” في تورطهم في أعمال إرهابية بل , و يطلق أيدي رجال الأمن في مواجهة هؤلاء المشتبه فيهم بحيث يكون لرجال الأمن الحق في توقيفهم وتحديد إقامتهم لمجرد الاشتباه ومن دون محاكمة.
ومن اجل أن يمرر البرلمان هذا القانون انخرطت حكومة بلير في مفاوضات وصفت بالماراثونية استمرت لساعات طوال,اضطرت الحكومة في نهايتها إلى تقديم تنازلات كان أبرزها الاستجابة لمطلب المحافظين الأساسي وقتها والذي تمثل في خضوع القانون للمراجعة السنوية.
والمعروف أن المحافظين اليمينيين هم من يولون الاهتمام لقضايا الأمن ويمنحونها الأولوية على اجندة عملهم ولو على حساب القضايا الاقتصادية ,وهو ما يرجح كفتهم لدى كثير من البريطانيين خاصة في المرحلة الحرجة الراهنة.
ولان المحافظين يدركون قوة “ورقتهم” في وقت تتصدر فيه قضية الهجرة واللاجئين ما عداها من القضايا حتى على اجندة العمل الأوروبي ,فإنهم تستخدمونها في مواجهة حزب العمال خلال هذه المعركة الانتخابية بثقة اكبر هذا العام..وجاءت الأزمة التي أثارتها إدانة طالب لجوء سياسي جزائري بالتورط في مؤامرة فاشلة للقاعدة,جاءت فرصة على طبق من فضة للمحافظين الذين استغلوها لتهييج الرأي العام البريطاني ضد حكومة بلير على اعتبار إنها لم تتخذ قرارا صارما بترحيل الربع مليون طالب لجوء إلى بريطانيا الذين يهددون أمن البلاد,والذين كان الإرهابي الجزائري واحدا منهم.
من ناحية أخرى,فان ورقة اللاجئين قد استغلت فيما يبدو من جهة أطراف أخرى وذلك عندما تخفى مراسل تلفزيون البى بى سى ليمضى ثلاثة اشهر في بأحد مراكز اللجوء في كامبردج يضم أجانب رفضت طلباتهم للجوء ,صور خلاها فيلما وثائقيا يظهر الموظفين البريطانيين يهزءون باللاجئين ويسيئون معاملتهم ,ما زاد حكومة بلير إحراجا على إحراج!
و أود الإشارة هنا إلى حقيقة تتعلق بقضية الهجرة واللاجئين على مستوى أوروبي:الدول الأوروبية حتى هذه اللحظة لا تملك سياسة موحدة في هذا المجال بل إن الدول التي تخشى على سيادتها في مواجهة المفوضية الأوروبية إذا تعلق الأمر بالمسائل الأمنية ,تفضل الاكتفاء بالتعاون الاستخباراتى فيما بينها ,وهو ما يلقى بجل حمولة الأزمة على الحكومات فرادى..وما يجعل منها بالتالي ورقة ضغط تصلح للاستخدام على الجبهات الداخلية حين تحين مواسم الانتخابات,ويثير السؤال:من يدفع الثمن؟
ـــــــــــــــــــــــ
استجواب رجال فى الحكومة الألمانية السابقة بتهمة تسهيل الهجرة
فى الثانى والعشرين من ابريل الجارى تمت استجواب وكيل الوزارة السابق في الخارجية الألمانية لودغر فولمر وعدد من السفراء الالمان والمدير السابق لمكتب الوزير يوشكا فيشر لمدة 17 ساعة بسبب بفضيحة منح أكثر من 380 ألف تأشيرة دخول إلى ألمانيا ما بين عامي 1999 و2003دون تفحص طلبات المتقدمين لها بشكل جيد مثل توفر بطاقة عودة أو حجة السفر او الامكانيات الاقتصادية.
قد حاول فولمر اثناء الاستجواب تبرئته وحزبه من تهمة ” التراخي” في منح تأشيرات الدخول والتواطوء مع عصابات تهريب البشر لادخال عشرات الآلاف معظمهم من أوكرانيا، البلد الأكثر استفادة من فضيحة التأشيرات والتى تصدر إلى ألمانيا ودول الاتحاد الأوروبي أعدادا هائلة من العاملين والنساء اللواتي يجبرن على ممارسة البغاء بسبب الوضع الاقتصادي في بلادهن.
واتهم فولمر أثناء الإستجواب أحزاب المعارضة بشنها حملات ” قتل وتحريض” وقرأ رسائل من نواب معارضين يطلبون منه المساعدة في حصول أشخاص على فيزا دخول.وعلى الرغم من ذلك قال إنه يتحمل مسؤلية قرار توسيع صلاحيات القناصل في منح تأشيرات الدخول الذي أصدره في الثالث من شهر مارس عام 2003 لكن لم يكتبه ولم يكن على علم بقرار صدر خريف عام 1999 يدعو لإدخال تعديلات عليه. فحمل بذلك وبشكل غير مباشر المسؤولية إلى وزير الخارجية فيشر على الرغم من قوله ان تخفيف إجراءات منح الفيزا يعود إلى عهد الحكومة المحافظة في الثمانيات.
ومن بين من تم استجوابهم أيضاً مارتين كوبلر مدير مكتب فيشر وسفير ألمانيا في القاهرة والذى قال ان سياسية منح تأشيرات الدخول ما بين عامي 1999 و2000 كانت متأثرة بالأوضاع السياسية الدولية، فوزارة الخارجية كانت تواجه ضغط عمل ضخم بسبب الحرب في إقليم كوسوفو والمشاكل في الموزمبيق وخطف جماعة أبو سياف للعائلة الألمانية فلرت، عدا عن ذلك تسلمت برلين في النصف الثاني من عام 1999 رئاستي الاتحاد الأوروبي ومجموعة الدول الصناعة الثمان معا.
ومن المقرر أن يدلى وزير الخارجية فيشر بنفسه يوم الإثنين 25 ابريل بدلوه في قضية فضيحة التأشيرات ويكون بذلك الوزير الأول في تاريخ ألمانيا الذي يستجوب مباشرة أمام الناخبين.
وعلى صعيد آخر وفى إطار ما يعرف بالتصدي للإرهاب يصدر وزير الداخلية الالماني أوتو شيلي القانون تلو الآخر للمراقبة مما دفع بالعديد من المؤسسات الاجتماعية إلى لفت نظره لأن تنفيذها أصبح ينتهك حرمة الفرد. ولهذا السبب انتقد مفوض حماية البيانات الشخصية بيتر شار زيادة مراقبة المواطنين عن طريق تقنيات متطورة وجديدة وقال “مراقبة المواطن في ازدياد مطرد والمثل على ذلك كاميرات الفيديو المخفية والمزروعة في كل الأماكن العامة بشكل يدعو إلى القلق ويقلل الحرية الشخصية. عدا عن ذلك يتم بشكل منتظم تبادل المعلومات مع مكتب المساعدات الاجتماعية والدوائر المالية ومركز مراقبة حركة السيارات بالكاميرات على الطرق السريعة”. ويشكك بان الاستيلاء على هذه معلومات يساعد في القبض على الجناة أو من تحوم حولهم الشبهات باقتراف أعمال إرهابية او التخطيط لها .
وحسب قوله تزداد مراقبة الهواتف والرسائل الإلكترونية من دون تمييز وتخزن، والسيء في الأمر تسجيل أسماء مواطنين غير مشتبه فيهم وتصرفاتهم عادية وبعيدة عن الشكوك، كما تؤدي مراقبة التقنيات الجديدة مثل الهواتف النقالة والانترنت والدفع ببطاقات الائتمان الى تخزين سيول من المعلومات والبيانات الشخصية، لذا لا يجب الاستغراب عند إبداء دوائر الأمن ومصلحة الضرائب الرغبة في الحصول عليها أو الدخول إلى بنك المعلومات في اي وقت تشاء واستخدامها لصالحها.وشاركه الرأي اولريش شلنبيرغ عميد اتحاد المحاميين الألماني الذي أظهر قلقا لتراجع استعداد السياسيين بشكل كبير عن المحافظة على قيمة الحيز الخاص للمواطن ، وأبدى تخوفه مما يخطط له الاتحاد الأوربي ، فهناك فكرة تأسيس ما يسمى بمخزون معلومات لكل الاتصالات الهاتفية في دوله مما يوفر إمكانية للدوائر الأمنية إذا ما اقتضى الأمر مراقبة خطوط هاتف مواطنين أبرياء.
نقلا عن إيلاف
ـــــــــــــــــــــــ
الأمرته تهدد العمال الأجانب فى الإمارات
أدت الجهود التي تبذلها الإمارات العربية المتحدة لفرض حصص على الشركات الأجنبية والمكاتب الحكومية لتوظيف مزيد من سكان البلاد إلى قلق كثير من أصحاب العمل؛ ففى إطار مجموعة من البرامج المماثلة في المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان فإن البرنامج هنا -ويعرف باسم “الأمرتة”- يهدف إلى وضع مزيد من مواطني البلاد في سوق العمل، وخلق مزيد من التوازن في القوى العاملة . ولكن الفرق بين برنامج العمالة القومية فى الإمارات ودول خليجية أخرى هو أن -مع الأخذ في الاعتبار الطفرة الاقتصادية الهائلة في الإمارات، وخاصة دبي- هناك القليل من المخاوف من تأثر الجاليات الأجنبية الموجودة على الأقل في الأمد القصير .
ويقدر عدد سكان الإمارات بـ4 ملايين نسمة، ولكن السكان المحليين يشكلون نحو 17% فقط. والقوى العاملة المحلية الماهرة أقل عددا؛ حيث إن نحو 40% فقط من السكان حاصلون على درجات جامعية، ونسبة كبيرة منهم من الرجال الذين يديرون مشاريعهم الخاصة .
وقالت مصادر مشروعات محلية وأجنبية إن ما يثير الجدل هو الطريقة التي تنتهجها الحكومة لفرض نظام حصص، والاختلافات بين ما يحتاجه سوق العمل ونوع المهارات والتوقعات لدى المتقدمين للحصول على الوظائف . فالمشكلة الأولى هي أن البلاد تفتقر لمتخصصين مهرة، وبينما يتزايد عدد العاطلين فقد يتعين على الحكومة اللجوء إلى أرقام حصص اعتباطية؛ للسيطرة على البطالة . ووفقا للأرقام الرسمية هناك حاليا قرابة 32 ألف عاطل في البلاد، مع ما يقدر بـ6 آلاف آخرين من خريجي الجامعات يدخلون السوق كل عام . ومن بين المشكلات الأخرى أن الموظفين المحليين يرفضون وظائف مثل مكاتب الاستقبال أو الخدمات المعاونة التي تعتبر عادة أعمالا روتينية وضيعة .
ومن نقاط الخلاف الأخرى بين الحكومة والقطاع العام فرض حصص، حيث أصدرت الحكومة ونفذت حصصا أعلى بكثير للحكومة والقطاعات الخاضعة للرقابة، بالرغم من أنه لم تستهدف كل المجالات؛ لأن الحكومة تعترف بعدم توافر عمال محليين بما يكفي. وفي القطاع الخاص وجهت أوامر فقط حتى الآن إلى قطاعي التأمين والبنوك بزيادة تعيين مواطنيهم بنسبة 5 و4% على التوالي كل عام .
وقالت خبيرة مخضرمة في مجال الضيافة “الأمرتة لعبة. إنها لعبة أرقام. إنها تتعلق بكيف يمكنك جلب مزيد من أصحاب البلد، وكيف تجعل مؤسستك تبدو جيدة “. وأردفت “نحاول أن نكون متجاوبين قدر الإمكان، ولكن كيف يمكنك تعيين محليين لا يلمسون الكحوليات ويشعرون أنه غير جدير بهم ترتيب أسِرّة الفندق؟ إذا ما حاولوا فرض حصة رسمية على هذه الصناعة فستكون مهزلة “.
وحتى الآن للقوى العاملة المحلية تأثير قليل على كل من المغتربين المتواجدين هنا بالفعل، أو انجذابهم المتزايد لدولة الإمارات. ولكن هناك مخاوف من أنه إذا فشلت الحكومة وكيانات القطاع الخاص في الاستعانة بمزيد من المواطنين الإماراتيين فإنه قد يتعين عليها تسريح بعض من العاملين الموجودين حاليا للوفاء بحصتها . وفى هذا الاطار قامت شركة “اتصالات” -وهي شركة اتصالات شبه حكومية- بتسريح نحو 150 من قوتها العاملة، ومعظمها من الآسيويين؛ حتى يمكنها زيادة حصتها المفوضة من 43% إلى 50 %.
عن البى بى سى
ـــــــــــــــــــــــ
فيلم مصرى عن المهاجرين إلى إيطاليا
سيعرض قريباً على شاشات السينما المصرية فيلماً بعنوان حرب إيطاليا يقوم ببطولته أحمد السقا يناقش قضايا المغتربين العرب في إيطاليا، حيث يقوم السقا بشخصية محام يهرب من شبح البطالة في مصر إلى إيطاليا بحثا عن عمل مناسب يحقق من خلاله طموحة وأحلامه. وينبهر بالحياة في إيطاليا، ويحقق نجاح كبير، ويتبنى الدفاع عن المظلومين في إيطاليا، خاصة من أصول عربية، وممن تدفعهم ظروفهم في الغربة إلى التورط في مشاكل بعيدا عن طبيعتهم، وهو ما يخلق له أعداء اعتادوا على استغلال ظروف البشر في جرائمهم .