10/9/2005

يعرب مركز الجنوب لحقوق الإنسان بعد متابعته لوقائع المسرحية الهزلية للانتخابات الرئاسية عن ضرورة الإستمرار في النضال السياسي من جانب كافة فعاليات المجتمع المدني ومنها الأحزاب والنقابات والجمعيات الأهلية حتى يتحقق الإصلاح الحقيقي الحدذري والشامل لكي يعرف كتاب السيناريو للمسرحية الهزلية أن في مصر رجال ونساء وشباب يرفضون الهزل ويرغبون في تحقيق اصلاح سياسي وديمقراطي حقيقي ويعرفون أن استمرار نضالهم من أجل انتزاع حقوقهم الديمقراطية هو السبيل الوحيد لتحقيق أحلامهم في وطن يعيش في ظل حكم القانون.

ويدعو المركز إلى الاستمرار في سياسة فضح كافة الإدعاءات بشأن بدء التحول الديمقراطي التاريخي في مصر والتي حاول كل صاحب مصلحة في ترويجها، وضرورة التأكيد على أن ماحدث لايعدو سوى مهزلة مباركة من المانحين الدوليين سواء للنظام أو لمؤسسات المجتمع المدني التي قبلت تمويل انشطتها الرقابية بأموال مبادرة الشرق الأوسط المشبوهة أو غيرها.

فهاهو الراعي الأمريكي يظهر استحسانه لمسرحية الانتخابات والإتحاد الأوروبي يؤيد نتائجها ويتمنى على النظام الموافقة على الرقابة الدولية حتى تظهر أكثر نزاهة في المرة القادمة، توقعنا ذلك وهو ماحدث بالفعل

فالنظام غير مهتم بالمصالحة التاريخية مع جماهير الشعب التي فهمت خواء مسرحيته من المضمون فلم تتوجه الى صناديق الانتخاب لتكشف عورات النظام على عكس ماحدث مثلاً في فنزويلا حيث كانت نسبة المشاركة في الانتخابات أكثر من 80% بينما يحاول أذناب النظام ايهامنا بأن نسبة 23 % هي نسبة معقولة وتوجد في اكثر البلاد ديمقراطية!!!.

ونقول إلى الذين يأملون في تعهدات النظام بالاصلاح أنكم إما واهمون أو منتفعون من استمراره، لقد اعلنت منظمات حقوقية ومنها مركز الجنوب لحقوق الإنسان رفضها لإعاة انتخاب الرئيس مبارك وذلك ايماناً بأن التغيير الحقيقي والإصلاح الحقيقي كان يمكن تحقيقه طوال ربع قرن ولكنه لم يحدث أي تغيير، وأنما مجرد محاولة لتجميل وجه النظام لكي يظهر بـ “نيولوك” يرضي المانحين الدوليين

بينما يزيد من غضب واختناق الشعب المصري الذي ظل وسيظل يعاني تحت وطأة قانون الطواري وترسانة القوانيين المقيدة للحريات طوال ازهي عصور الديمقراطية التي شهدت آلاف المعتقلين السياسيين وحظر تأسيس الأحزاب بدون اللجوء للقضاء وتجميد الأحزاب واغلاق الصحف وتكسير الأقلام والعظام.

إن التغيير الحقيقي المنشود لايمنح ولكن ينتزع عبر النضال السياسي والجماهيري السلمي ونعرف أنه طريق طويل وشاق وملئ بالمخاطر ولكننا نعرف أيضاً أن هناك كثيرون غيرنا يرغبون في استكمال مسيرة النضال حتى يتحقق الإصلاح السياسي والديمقراطي الحقيقي في بلادنا.