22/10/2005

تلقى مركز الجنوب ببالغ الحزن والأستياء الأنباء الواردة من محافظة الاسكندرية بشأن احداث الفتنة التي اندلعت منذ يوم الجمعة الماضي وتطورت بالأمس إلى مواجهات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الشرطة بما أدى إلى مقتل ثلاثة متظاهرين وأصابة 35 شخصاً أخرين من بينهم 20 من قوات الشرطة التي حاولت منع المتظاهرين من اقتحام كنيسة مار جرجس احتجاجا على عرض مسرحية يقولون انها تسيء إلى الاسلام.

وتعد هذه ثاني مظاهرة كبيرة عند الكنيسة بشأن المسرحية منذ الأسبوع الماضي وتأتي بعد يومين من قيام شاب بطعن راهبة ورجل أمن في المنطقة قبل القبض عليه، وقد استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع في محاولة لتفريق الحشد الذي رشق الشرطة بالحجارة وأعاد التجمع في عدة مناسبات بعد أوقات الصلاة طوال يوم أمس،

وقد شكلت الشرطة طوقا لمنع المتظاهرين من الاقتراب من كنيسة مار جرجس مما دفع بعض المتظاهرين إلى محاولة اقتحام كنيسة اخرى قريبة واحرقوا سيارة للشرطة وسيارة خاصة وعدة متاجر في المنطقة، واستمرت المواجهات حتى ساعة متاخرة من الليل.

إن مركز الجنوب لحقوق الإنسان إذ يدين اللجوء إلى العنف من جانب المتظاهرين والاستخدام المفرط للقوة من جانب قوات الشرطة فإنه يحذر من تفاقم الأوضاع وتدهورها الى منحدر خطير إذا استمر التعامل مع أحداث الفتنة الطائفية في الاسكندرية بطريقة أمنية فقط، ويطالب بفتح تحقيق شامل في هذه الأحداث للتعرف على أسبابها ومحاكمة المسئولين عن تفجرها وتطورها.

إن مركز الجنوب لحقوق الإنسان إذ يرصد تنامي دعوات الفتنة وامكانية انتشارها السريع فإنه يدعو كافة الأحزاب والقوى السياسية منظمات المجتمع المدني للمشاركة في التصدي لدعوات الفتنة التي تهدد الأمن والحياة ببذل أقصى جهد ممكن من أجل ترسيخ قيم المساواة والتسامح والحرية الدينية، وشل أيادي العابثين الذين يروجون للفتنة بدعوى الدفاع عن الدين الإسلامي لإحباط محاولاتهم الخبيثة حتى لاتسيل دماء المصريين مسلمين أو مسيحيين.