20/1/2009
تعددت أشكال العنف ضد المرآة إبتداءاً من العنف الجسدي وهو الضرب والجرح وكل إيذاء بدني آخر، إلى العنف الحقوقي وهو منع وحرمان المرآة من حقوقها التي أقرها القانون و الشرع لها، إنتهاءاً بالعنف النفسي، والذي يندرج تحته ما يسمى بالعنف المنزلي، وهو الذي يأخذ أشكالاً متعددة ومتنوعة كالشتم والصراخ والتهديد والانتقاد المستمر والتحقير، وكذلك إجبار الزوجة على المعاشرة الجنسية، والذي يعتبر في بعض الدول جريمة يعاقب عليها القانون.
وحيث لا تزال المرآة المصرية تعانى من تداعيات ظواهر العنف الموجودة فى المجتمع، ولم يعد هذا العنف مجرد بضعة صفعات يوجهها الرجل لزوجته أو ابنته للتفيس عن حالة الإحباط التى تعانى منها جميع فئات المجتمع , بل وصل الأمر إلى ضرب يفضى إلى الموت أو القتل فى بعض الأحيان , ولم تعد العقوبة القاسية فى جرائم الاغتصاب رادعة. ومازالت جرائم الشرف موجودة فى مجتمعنا، ففي الكثير من الحالات تدفع المرآة حياتها ثمنا للشك فى سلوكها . وقد رصدت المجموعة النسائية لحقوق الإنسان 7 جرائم اغتصاب ، 3 حالات ضرب أفضى للموت وجريمة شرف و 3 جرائم قتل. وكانت الضحايا فى تلك الجرائم الأم والزوجة والأخت وابنة الزوجة .
مثل هذه الجرائم وعلاقة الضحايا بالجاني وأسباب الجرائم تحتاج وقفة للتحليل، كما تحتاج أيضا موقف ايجابي مناهض ومعارض لممارسات العنف ضد المرآة . وفى هذا الصدد يجب الإشارة إلى الجرائم المرصودة ليست هى كل الجرائم التى ارتكبت خلال شهر ديسمبر، فعلى سبيل المثال ، لا تقوم جميع ضحايا الاغتصاب بالإبلاغ عن الحادث خوفا من الفضيحة أو نظرات اللؤم الموجهة من المجتمع .
وفيما يلي رصد لبعض ممارسات ا لعنف التى تم رصدها خلال شهر ديسمبر :
الاغتصاب:
- فى منطقة فيصل بالجيزة ، استعان سمسار تأشيرات حج وعمرة بزوجته و٤ أشخاص مجهولين واستدرج مديرة شركة سياحية إلى شقته وقام باغتصابها وقامت زوجته بتصويرهما بهاتفها الجوال، ثم أجبرها على التوقيع على إيصالات أمانة وورق على بياض.
- فى قرية عطف حيدر – مركز العدوة بالمنيا ، اختطف مزارع طفلة (5 سنوات )و وضعها فى جوال ثم نقلها إلى منزل مهجور واعتدى عليها، وبعد ساعات، عثرت عليها ربة منزل
- فى السويس عثرت أجهزة الأمن على جثة لفتاة فى العقد الثاني من عمرها، ملقاة فى منطقة صحراوية بالقرب من الطريق الصحراوي. ، وتبين من تحقيقات النيابة إصابة الضحية بآلة حادة فوق رأسها وطعنة فى الرقبة، كما كشفت التحقيقات تعرض الضحية للاغتصاب قبل حادث القتل.
- وفى الشرقية ، خطف ٤ مسجلين خطر ربة منزل أثناء عودتها إلى منزلها بإحدى قرى الشرقية، وتناوبوا اغتصابها تحت تهديد السلاح فى حديقة بطريق زراعي. تمكنت أجهزة الأمن من ضبط المتهمين وبصحبتهم الضحية فى حالة إعياء شديدة تم نقلها إلى المستشفى .
- فى 6 أكتوبر بمحافظة الجيزة ، اختطف غفير ربة منزل وشقيقتها وابنتها وحفيدتها من داخل سيارة ميكروباص واغتصب الابنة وتركهن بعد ساعات من الحادث، وكان المتهم قد استقل سيارة ميكروباص فى طريقه إلى محافظة الفيوم، وفى الطريق طلب من السائق التوقف لقضاء حاجته ثم أخرج سلاحًا ناريًا وخطف الضحايا بعد أن استولى على متعلقات جميع الركاب وتوجه بعدها بالضحايا إلى منطقة صحراوية واغتصب الابنة «١٩ سنة» وأصابها بنزيف حاد.
- فى قرية رمادة بقليوب ، قام ٦ عاطلين باختطاف مضيفة فى كوفي شوب واغتصبوها تحت تهديد السلاح ثم تركوها داخل حديقة موالح وفروا هاربين. وكانت الضحية تستقل «تاكسي» بصحبة صديق لها وفى الطريق اعترض طريقهم ٦ أشخاص يستقلون سيارة ملاكي وقاموا باختطافها تحت تهديد السلاح.
- وفى الإسماعيلية، قطع خطران الطريق على فتاة أثناء سيرها بصحبة خالها فى الإسماعيلية، هدداهما بالأسلحة البيضاء ونجحا فى اختطافها إلى الزراعات، وقبل أن يكملا جريمتهما بالاعتداء، أخبرتهما بأنها لا تمانع فى صداقتهما إلا أن هناك موانع صحية تحول دون إتمام رغباتهما فأطلقا سراحها.
الضرب أفضى إلى الموت :
- وأنهى سماك حياة حماته أثناء الاحتفال بسبوع ابنه، قذفها بدراجة أطفال بعد مشاجرة بينهما لتصاب بكسر فى الجمجمة ونزيف بالمخ وتلقى مصرعها. وكانت الخلافات العائلية مستمرة بين تاجر سمك «٣٠ سنة» ووالدة زوجته «٧١ سنة» ونشبت مشاجرة عنيفة بينهما يوم الاحتفال بسبوع ابنه فقام بقذفها (بعجلة) لتفقد الوعي وتلفظ أنفاسها قبل وصولها المستشفى.
- وفى شبرا الخيمة بالقليوبية ، قتل عامل زوجته (23) بسبب الخلافات الزوجية، حيث ضرب رأسها فى الحائط.. فسقطت قتيلة، اعترف المتهم بارتكاب الجريمة، وقال فى التحقيقات «لم أقصد قتلها.. كنت أعاتبها فقط». وكانت الضحية متزوجة من عامل بأحد المصانع منذ عام، طلب زوجها منها الجماع فرفضت لأنها مازالت فى فترة النفاس بعد الولادة فشك الزوج أنها لا تريد أن يجامعها فقام بإمساك رأسها وظل يضربها فى حائط المنزل، حتى فارقت الحياة
- وفى حلوان قتل عاطل زوجته عمدًا بضرب رأسها فى الحائط، وتسبب فى إصابتها بنزيف داخلي، وحبسها يومين داخل حجرة مدعيًا إصابتها بأنفلونزا الطيور، على خلفية قيام الضحية «بغسل سجادة» بمناسبة قدوم عيد الأضحى المبارك، وفى الوقت نفسه إصابة طفلتهما بارتفاع فى درجة حرارتها، و ظل الزوج يوجه لها اللوم، ويتهمها بأنها سبب إعيائها وتعامل معها بقسوة شديدة معتديًا عليها بضرب رأسها فى الحائط وضربها «بملة السرير».
جرائم الشرف :
- وفى الفيوم ، قتل طالب ثانونى شقيقته خنقا بعدما فوجئ برؤيتها فى أحضان شخص لا يعرفه، والذي بدوره فر هارباً وقفز من نافذة المنزل، و أمسك المتهم برقبة شقيقته، ولم يتركها إلا جثة هامدة.
القتل :
- وشهدت منطقة المرج جريمة قتل بشعة، عاد موظف من عمله، فوجد زوجته مذبوحة بطعنات فى الرقبة والبطن، وكان الزوجان قد تزوجا منذ شهر ونصف فقط.
- وفى السويس قتل شاب والدته بسبب رفضها مساعدته على عكس ما كانت تفعله مع أشقائه، مما أدى إلى وقوع العديد من المشاجرات بينهم.وفى يوم الحادث، طلب منها أن تقرضه ١٠٠ جنيه لقضاء إجازة العيد، إلا أنها رفضت فأمسك بسكين المطبخ وانهال عليها فأصابها بطعنات فى الرقبة وسقطت على الأرض قتيلة.
- وفى بورسعيد ، دفعت تلميذة «١٣ سنة» فى بورسعيد حياتها دفاعًا عن أمها أثناء مشاجرة مع زوجها «سائق». حيث دفع الزوج الأم فسقطت على الأرض واستل مطواة لذبحها فقفزت الصغيرة واحتضنت أمها فسكنت المطواة فى ظهرها، ولم يكتف الزوج بقتلها بل حاول قتل أمها وأصابها بعدة طعنات، ثم فر هاربًا .
- ومما سبق من عرض لجرائم العنف الموجهة ضد النساء ، نجد أن معظم حوادث القتل ترجع للمشاجرات عائلية . فمن بين 7 جرائم قتل تعرضت 5 نساء للقتل على خلفية المشاجرات العائلية ، وجريمة قتل بدافع السرقة و جريمة قتل بسبب الشرف . أما عن علاقة الضحية بالجاني ، فمن 3 جرائم ضرب أفضى إلى الموت كانت الزوجة هى الضحية فى جريمتين . أما فى جرائم القتل كانت العلاقة ما بين الضحية بالجاني (مجهول بدافع السرقة) ، الأم و ابنة الزوجة . فى جرائم الشرف كانت الأخت هى الضحية.
- أما عن حوادث الاغتصاب ، لم تكن تربط بين الضحية والجاني أى روابط أسرية ، ولكن ربطت علاقة عمل ما بين الجاني والضحية . وفى هذا الصدد ، نود أن نذكر أن فى 3 جرائم اغتصاب كانت الضحية بصحبة أما العائلة ، الخال أو صديق ، أما فى باقي الجرائم ، تم استدارج ضحية إلى منزل الجاني أو تم اختطاف الضحية. الملفت إلى النظر فى حالات الاغتصاب ، اختطاف الجاني لطفلة عمرها 5 سنوات .