17/6/2007
التأم المكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، بالمقر المركزي بالرباط يوم الأحد 17 يونيو 2007، في أول اجتماع له بعد الهجمة القمعية التي تعرضت لها الجمعية على إثر مشاركتها في الوقفة الاحتجاجية المنظمة يوم 15 يونيو من طرف الهيئة الوطنية للتضامن مع معتقلي فاتح ماي 2007 وانصب النقاش في هذا الصدد على عدد من الإجراءات والخطوات التي ستتخذها الجمعية للرد على هذه الاعتداءات الوحشية و اللامسؤولة، وسيعلن عنها في ندوة صحفية سينظمها المكتب المركزي يوم الثلاثاء 26 يونيو في الساعة العاشرة صباحا.
وينعقد هذا الاجتماع كذلك أيام قليلة قبل الذكرى 26 لمجزرة 20 يونيو بالدار البيضاء، حيث تطرق بشأنها المكتب المركزي لاستمرار غياب الحقيقة حول الانتهاكات الجسيمة المرتكبة في حق المواطنات والمواطنين خلال تلك الأحداث، وقد سبق لهيئة الإنصاف والمصالحة – وبعد انتهاء صلاحيتها- أن أشرفت على تحويل رفات ضحايا الانتفاضة من المقبرة الجماعية بثكنة الوقاية المدنية إلى مقابر فردية دون احترام المساطر القانونية والمعايير الدولية ذات الصلة. وبمناسبة هذه الذكرى يجدد المكتب المركزي مطالبه بشأن ملف الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان الذي لن يجد حله إلا على أساس إعمال المعايير الدولية ذات الصلة والمرتكزة على الحقيقة الشاملة ــ بشأن الكشف عن كافة الانتهاكات و تحديد المسؤوليات عنها ــ وعدم الإفلات من العقاب، والإنصاف بمختلف جوانبه (جبر الضرر الفردي والجماعي، حفظ الذاكرة، الاعتذار الرسمي والعلني للدولة)، وبناء دولة الحق والقانون كأساس لعدم تكرار الانتهاكات الجسيمة مستقبلا، وكذا على أساس معالجة الانتهاكات الجسيمة في مجال الحقوق السياسية والمدنية بموازاة مع معالجة الانتهاكات الجسيمة الناتجة عن الجرائم الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للمواطنات والمواطنين.
و في موضوع ملف تفويت أرض بتارودانت لصالح السيد منير الماجيدي بثمن رمزي، فإن المكتب المركزي يطالب باحترام اتفاقية محاربة الفساد التي صادق عليها المغرب منذ أيام. ويطالب بالمساءلة الإدارية والقضائية للسيد الماجيدي ولوزير الأوقاف والشؤون الإسلامية وبإرجاع الأرض المفوتة فورا للأوقاف.
وبشأن استضافة القيادة العسكرية الأمريكية لإفريقيا من طرف المغرب فإن المكتب المركزي يسجل إيجابية التكذيب الذي أدلت به وزارة الشؤون الخارجية والتعاون المغربية، وذلك نظرا لما يشكله أي مشروع من هذا النوع من مس بسيادة المغرب و من خرق واضح لحق الشعب المغربي في تقرير مصيره و من خطر ارتهان بلادنا بالسياسة الإمبريالية الأمريكية .
ويسجل المكتب المركزي باستنكار كبير صدور حكم جديد بالإعدام من طرف محكمة الاستئناف بسلا يوم 12 يونيو في حق أمين لمريني المتهم بقتل مواطنة هولندية، في الوقت الذي تطالب فيه الحركة الحقوقية المغربية بإلغاء عقوبة الإعدام من المنظومة القانونية المغربية وتحويل عقوبة الإعدام إلى عقوبات محدودة المدة.
وتطرق المكتب المركزي للمفاوضات التي ستنطلق بين المغرب والبوليزاريو ابتداء من 18 يونيو، وبهذه المناسبة يذكر أن الجمعية سبق و عبرت عن استيائها لاستمرار هذا النزاع منذ عشرات السنين مع ما نتج عنه من ضحايا ومن إهدار للطاقات الاقتصادية ومن عرقلة لبناء الوحدة المغاربية المنشودة. و يؤكد موقف الجمعية بشأن الحل الديمقراطي للنزاع حول الصحراء وبشأن التصدي لكافة الانتهاكات الناتجة عن النزاع مهما كان مصدرها. وفي هذا الإطار يتمنى المكتب المركزي أن تشكل هذه المفاوضات فرصة للحل الديمقراطي لهذا النزاع من خلال المفاوضات الجارية الآن بين الطرفين تحت إشراف الأمم المتحدة لفتح المجال لوحدة الشعوب ولتنمية المنطقة المغاربية لما فيه خدمة حقوق الإنسان والديمقراطية.
وفي ملف معتقلي القصر الكبير وأكادير وبني ملال أكد المكتب المركزي على مطالبته بالإفراج الفوري عن المعتقلين و رفع المتابعات عن المناضلين المتابعين في حالة سراح ويذكر باستعداد الجمعية للنضال المستمر حتى تحقيق ذلك مهما كانت المضايقات والتعسفات والاعتداءات والتضحيات. و يجدد تحيته لهيئة الدفاع التي تطوعت لصالح المعتقلين ويلتمس من المحامين والمحاميات المزيد من الدعم والمؤازرة. كما يحيي كل الهيآت الديمقراطية المتضامنة مع المعتقلين بالداخل و الخارج و خصوصا منظمة العفو الدولية التي تبنت هؤلاء المعتقلين كمعتقلي رأي يجب إطلاق سراحهم دون قيد أو شرط..
ويعبر المكتب المركزي عن ألمه لما آلت إليه الأوضاع بين المكونات السياسية للشعب الفلسطيني والتي ساهم فيها الحصار المضروب على هذا الأخير و يناشد هذه القوى إلى وقف الاقتتال واللجوء إلى الحوار الديمقراطي لحل الخلافات و مواصلة نضالها من أجل الحق في العودة و تقرير المصير و بناء الدولة المستقلة و عاصمتها القدس، علما أن هذه الأوضاع لا تخدم إلا أعداء حقوق الإنسان والمشروع الصهيوني الاستعماري و الأهداف الإمبريالية بالمنطقة.
وتوقف المكتب المركزي عند الوضعية الصحية للأخ محمد البارودي المناضل المنفي منذ عشرات السنين ببلجيكا والذي يوجد حاليا بالمستشفى، وقد سبق وزاره ببروكسيل المكتب المركزي في شخص رئيسة الجمعية خديجة رياضي و الأخ حميد البوهدوني، والمكتب المركزي إذ يتمنى للأخ محمد البارودي الشفاء العاجل فإنه يعبر عن استعداد الجمعية للمشاركة في أي مبادرة لتكريم هذا المناضل دعما له وتضامنا معه.
و تابع المكتب المركزي الترتيبات الجارية للأنشطة المبرمجة في إطار اليوم العالمي لمساندة ضحايا التعذيب و في إطار إحياء الذكرى 28 لتأسيس الجمعية والمخيمات الحقوقية، والجامعات التكوينية و الشبكات التي تشارك فيها الجمعية : النسيج الجمعوي لمراقبة الانتخابات، الائتلاف المغربي لمناهضة عقوبة الإعدام، لجنة حقوق المرأة للشبكة الأورومتوسطية لحقوق الإنسان، الإئتلاف من أجل حقوق العاملات، لجنة متابعة توصيات اللجن الأممية المعنية بالعهود و الاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان…