28/4/2009
لم يكن ميلاد نقابة العاملين بالضرائب العقارية مجرد إعلان عن كيان تنظيمى جديد ينضم للتنظيمات المصرية، لكنه كان تعبير عن إنتصار إجتماعى ونقابى وسياسى بالغ الأهمية ، لما يحمله من مضامين نضالية عكست كفاح العمال والموظفين طوال ثلاث سنوات من أجل مساواتهم بزملائهم فى الضرائب العامة تارة، وإنشاء كيان نقابى مستقل يعبر عنهم تاره أخرى، ولم يكن ببعيد عن زهن كل المتابعين للحالة العمالية والنقابية المصرية أن حركة موظفى الضرائب العقارية تمثل حالة نوعية وإستثنائية فى حركة الطبقة العاملة المصرية، وأمام هذه الحالة العمالية والنقابية الفريدة فإن شعار الضرائب العقارية “اللوجو” يجب أن يكون معبرا عن هذا الكفاح المشرف ، وفى هذا الاطار فإن اللجنة التنسيقية للحقوق والحريات النقابية والعمالية تدعوا فنانى مصر لمشاركة العمال فى هذا الحدث التاريخى بوضع تصميم الشعار، وسوف يختار موظفى الضرائب أبرز شعار يعبر عنهم من بين التصميمات التى سترسلوها.
ومن الجدير بالذكر أن حركة موظفى الضرائب العقارية بدت أولى إرهاصاتها مع انتخابات النقابات العمالية أكتوبر و نوفمبر 2006 عندما حاولت النقابة العامة للعاملين بالبنوك والضرائب حرمان أبرز قيادات العمال من خوض الإنتخابات و كان منهم القيادى كمال أبو عيطه الذى إستطاع خوض الإنتخابات بموجب حكم قضائى مستعجل الإ أن عمليات التزوير حالت دون إعلان نجاحه رغم شعبيته الطاغية بين زملائه، وعلى أثر هذه الإنتهاكات توطدت علاقات موظفى الضرائب العقارية ببعضهم البعض وعلى مختلف مواقعهم مما دفعهم للتقارب والإتفاق على تنظيم صفوفهم من أجل رفع المعاناه التى تهدر حقوقهم منذ 1974 بنقل تبعيتهم المالية لوزارة الإدارة المحلية فقد كانوا تابعين فنيا إلى وزارة المالية أما إداريا وماليا فكانت تبعيتهم للمحليات الأمر الذى أهدر حقوقهم المالية مقارنة بباقى العاملين بالضرائب سواء العامة أو المبيعات، فطالبوا بصحيح وضعهم المالى بنقلهم إلى وزارة المالية ، وقد بدأت حركتهم أمام مجمع المصالح الحكومية بالجيزة فى 10 سبتمبر2007، ثم أمام محافظة الدقليهه والتى تضم أكبر عدد من العاملين بالعقارية فى المحافظات فى 24 سبتمبر من نفس العام، ثم أمام وزارة المالية فى 21 أكتوبر2007،وأخيرا أمام مقر مجلس الوزراء وبالقرب من مجلسى الشعب والشورى إعتصام شارع حسين حجازى فى ديسمبر2007 والذى استمر 11 يوما و يعد أول إعتصام عمالى فى شوارع القاهرة وانتهى باستجابة الحكومة لمطالبه وضمهم للمالية مما ساهم فى تحسن وضعهم المالى، واستمرت حركتهم فى التصاعد التنظيمى فمع الذكرى السنوية الأولى لإعتصام شارع حسين حجازى أعلنوا عن تأسيس أول نقابة عمالية مستقلة عن الإتحاد العام لنقابات عمال مصر فى ديسمبر 2008، ثم خاضوا معركة إشهارها القانونى حتى تحقق لهم ذلك بإيداع الأوراق لدى وزارة القوى العاملة فى 21 إبريل 2009 ، وهو التاريخ الذى حفر فى ذاكرة الطبقة العاملة المصرية والتاريخ الإجتماعى المصرى لأنه أعاد للطبقة العاملة حقها فى إنشاء النقابات دون إذن من الدولة وهو الحق الذى ضاع من العمال منذ الخمسينيات.
واللجنة التنسيقية إذ تدعوا فنانى مصر للمشاركة فى هذا الحدث فإنها تقدم لهم عظيم إعتزازها وتقديرها لفنهم وتضامنهم مع العمال فى عيدهم، وتوضح أنها ستتلقى التصميمات حتى 18 مايو 2009 على مقر اللجنة المؤقت بمركز هشام مبارك للقانون الكائن 1 ش سوق التوفيقية بمنطقة الاسعاف، وسوف يعلن عن التصميم الذى حاز على رضاء موظفى الضرائب العقارية فى مؤتمر صحفى إحتفالى يوم 25 مايو .
اللجنة التنسيقية للحقوق والحريات النقابية والعمالية