17/3/2005

مثل كل النساء القرويات كانت نفيسه تصحو مع الفجر لتحلب البقرة الوحيده ، تشعل النار لتصنع ارغفه من الخبز الطازج، تذهب مع زوجها الى الحقل لتشاركه فى الزراعه،لم نقرا عنها يوما فى صفحه الحوادث او فى اخبار المجتمع الراقى،ولم نعرف عنها أنها تنتمى إلى تنظيم سرى أو امتلكت يوما سلاحا ناريا أوأ ببض أو أسود 00 نفيسه زكريا محمد المراكبى000 قرويه بسيطه تبلغ من العمر أربعين عاما 000 لم تخرج يوما من قريه سراندو التابعه لدمنهور بمحافظة البحيرة 00 وعالمها محدود بين البيت والحقل مثل كل القرويات فى مصر المحروسه 00 غير ان ذلك لم يمنع جحافل شرطه دمنهور أن يقتحموا بيتها فى يوم الاحد الموافق 13/3/2005 وأن ينتزعوها عنوه من بين اهلها حيث قام الضابط /محمد عمار من مباحث مركز دمنهور بضربها وركلها وتكفل الزبانيه بجرجرتها والقبض عليها ،وفى مركز دمنهور قاموا بتعذيبها وتكالبوا عليها كالذئاب ،يوم كامل ونفيسه تنظر اليهم ولا تفهم 00 استعطفتهم واستحلفتهم بكل ماهو عزيز لديهم أن يرحموها00 وأن يتركوها000 غير أن غلاظ القلوب دأبوا أن يزداد نهمهم الوحشى مع الاستعطاف وتزداد متعتهم بالتعذيب مع الدموع000 هكذا ظلت نفيسه تتلقى الضربات والاهانات حتى اخلى سبيلها فى صباح يوم الاثنين 14/3/2005 ،

عادت نفيسه الى قريتها سراندو وقد أصبحت أطلال إمراه 000 ظلت صامته طوال النهار00 وفى المساء اكتشف أهلها أنها اصيبت بالشلل 00 سحقوا كرامه نفيسه تحت أحذيتهم الغليظه وقتلوا فيها البراءه التى استمدتها من رحابة الحقول 00 فانهارت مثل شجرة صفصاف رقيقه امام عصف الريح، استدعوا لها الطبيب الذى نصح بتحويلها الى مستشفى دمنهور000 وبعد ساعات من وصولها الى المستشفى ماتت نفيسة 000 ولكى يتم اخفاء الجريمه 00 نقلت جثتها سياره اسعاف من المستشفى الى المقابر مباشرة وتم دفنها دون أن يعرف أهلها فلم يحضر احد منهم مراسم دفنها أو رأى الجثه000

حدث ذلك فى قريه سراندو استكمالا لمسلسل ترويع فلاحيها ومن المخزى أن تقوم بتلك الانتهاكات الجهه المسئوله عن منعها لصالح حفنه من كبار الملاك من عائله نوار ،فقد تعرض فلاحى قريه سراندو فى الفترات السابقه الى العديد من الانتهاكات00 أخرها كان القبض على سبعه من رجالها وخمسه وعشرين من نسائها فى مشهد يعيد مصر الى العصور المظلمه فقد تم ربط ضفائر كل امرأه بامرأه اخرى وفرض حظر التجوال على القريه وتحويلها الى ثكنه عسكرية وقطع الاتصالات عنها وعزلها عن العالم الخارجى حدث ذلك فى اليوم الثالث والرابع من شهر مارس الحالى ، وقد ظل العشرات من أهالى القريه رهن الاحتجاز دون سند قانونى وظل البعض الاخر مقيد الحريه رغم قرار اخلاء سبيله بمعرفه قاضى التجديد منذ 6/3/2005 وحتى كتابه هذه السطور كما حدث مع المواطن أبو زيد محمود الفقى ،فى حين انه قد جرى احتجاز كلا من محمد عبد الله أبو العلا ومحمود عبد الله ابو العلا ومحمد عسران ابو العلا منذ يوم 9/3/2005 دون ان يتمكن ذويهم من معرفه اى شئ عنهم او يعرضوا على النيابه العامه 00 وتلك الاسماء التى اوردناها هى التى تمكنا من معرفتها الا ان ذلك لا يمنع من وجود اخرين محتجزين بدون وجه حق 00 ثم اكتملت الماساه بموت نفيسه زكريا محمد المراكبى متأثرة بما لاقته من صنوف التعذيب فى مباحث شرطه دمنهور وتم دفنها سرا 00 وكان شيئا لم يكن 000

ومن جهتنا 00 تقدمت أولاد الارض ببلاغ الى النائب العام للتحقيق الفورى والعاجل فى جريمتى ضرب السيده/ نفيسه زكريا محمد المراكبى مما ادى الى وفاتها والاحتجاز بدون وجه حق للمتهم ابو زيد محمود الفقى والمخلى سبيله فى القضيه رقم 776 لسنه 2005 جنح مركز دمنهور والاخرين المحتجزين بدون وجه حق وبدون سند من القانون 00 كما تناشد اولاد الارض كل منظمات المجتمع المدنى بالوقوف امام كل الانتهاكات التى تقوم بها الشرطه ضد الفلاحين البسطاء فى قريه سراندو والذين بلا ذنب غير الدفاع عن ارضهم 00 مصدر رزقهم الوحيد فى مواجهه بقايا عائله تتخذ من بطش الشرطه وسيله لفرض عهد الاقطاع من جديد