28/3/2005
لم تكتف الحكومه بشركه الدلتا للاسمده الكيماويه التى ابتلى بوجودها اهالى مركز طلخا ومدينه المنصورة وذلك منذ قررت نقل مصنع سماد النترات من مدينه السويس الى محافظة الدقهليه فى اوائل السبعينيات ووقع الاختيار على قريه ميت عنتر التابعه لمركز طلخا حيث تقع اراضيها الزراعيه ضمن طرح نهر النيل استنادا فى ذلك الوقت على احتياج الشركه الى 1300 متر مكعب من المياه يوميا وتم انتزاع 400 فدان من اراضى القريه الزراعية حيث تم انشاء مصنع نترات طلخا (1) على مساحه منها ثم افتتاح وتشغيل مصنع سماد اليوريا طلخا
(2) على جزء اخر وطوال السنوات الماضيه وحتى الان تتعالى صرخات مواطنى قريه ميت عنتر وطلخا والمنصو! رة من التلوث الناتج عن المصنعين وبالرغم من ذلك فان الحكومه لم تكتف بذلك بل انها وافقت على بناء مصنع ثالث للاسمده ضمن حيز الشركه وفى نفس الموقع لتضيف كارثه ثالثه للمحافظة بدعوى الحفاظ على نسبه التصدير وتوفير الاحتياجات المحليه من الاسمده الغريب ان هدا المصنع الاستثمارى يتم بنائه داخل شركه قطاع اعمال والاغرب ان اجهزة الدوله تطارد اصحاب الورش والصناعات الصغيرة وتطالب بنقلها الى المناطق الصناعيه للحفاظ على البيئة فى الوقت الذى لم تحاول فيه اجهاض هذه الجريمه قبل ان تصبح امرا واقعا رغم وجود منطقه صناعيه كبرى بمحافظة الدقهليه
ولكى ندرك حجم الاثار السلبية على صحه الانسان والنبات والحيوان فى محافظة الدقهليه فان نظرة سريعه على ما خلفه المصنعان طلخا2،1 من أثار تعطى مدلولا خطيرا لما ينتظر الناس فى محافظة الدقهليه بعد بناء المصنع الثالث فبالرغم من ان الحكومه قد الزمت المصانع بتوفيق اوضاعها البيئية واعلان الدلتا للاسمده الكيماويه بانها قامت بتركيب فلاتر ومعالجه التلوث الذى يعانى منه المواطنون فان تقرير جهاز شئون البيئة يكذب ذلك فقد تبين بعد فحص عينات عشوائيه من مصرف الطويله الذى يلق! ى فيه الصرف الصناعى للشركه وينتهى جزئيا بالنيل فى شربين ارتفاع تركيزات النترات بواقع 140 ميللجرام بمخرج الصرف الصناعى لمصنع طلخا (1) وتزيد الى 160 ميللجرام بمخرج صرف طلخا (2) فى الوقت الذى حدد فيه القانون 48 لسنه 82 ان الحد الاقصى لا يجب ان يتجاوز 40 ميللجرام
ويؤكد الدكتور محمد الوكيل رئيس قسم امراض النبات بجامعه المنصورة ان الشركه التى تضم المصنعين الحاليين تخزن مواد متفجره تهدد منطقتى طلخا والمنصورة باكملها مع حدوث اى خطأ او اهمال حيث يتم تخزين 60 الف طن يوريا وخمسة الاف طن من النترات بالاضافه الى خزانات الامونيا التى تستوعب عشره الاف طن
ويشير الدكتور /محمد الوكيل ان اختلاط الامونيا بالهواء يسبب انفجارها عندما تختلط بنسب معينه وان غازات الامونيا من الغازات السامه للانسان والحيوان ،كما ان المصنعين يبثان غاز ثانى اكسيد النيتروجين السام كناتج ثانوى – ذا اللون البنى المميز- حيث يذوب هذا الغاز فى بخار الماء مكونا حامض النيتريك الحارق للنبات والجلد وان عدم الاحساس بغاز الامونيا لا يشير الى خلو الجو من هذا الغاز حيث يفقد الانسان الاحساس بالرائحه بعد! فتره .
ويضيف محمد جاد عبد المولى من قريه ميت عنتر فى شهادته لباحثى اولاد الارض لحقوق الانسان ان الحكومه لاتهتم بالانسان من قريب او بعيد فكيف وافقت على بناء مصنع ثالث للاسمده الكيماويه ونحن نعانى الامرين من المصنعين السابقين اللذين تسببا لنا باضرار بالغه فقد انتشرت امراض الحساسيه والالتهابات الجلديه وغيرها من الامراض بين اطفالنا وذلك بخلاف التلوث السمعى
وبالرغم من ان الشركه قد اعلنت انها قامت بمعالجه التلوث فان الواقع يكذب ذلك ، حيث لاتزال مستمره فى صرف المياه المحمله بالامونبا والأحماض فى مصرف الطويله الذى يلتقى جزئيا بالنيل حيث تتكاثف هذه الاحماض وتتساقط على الزرع وتتسرب المياه الملوثة بها الى التربه فتحدث أضرار بالغة لتهدد صحه الانسان والحيوان .
وفى شهادته لباحثى اولاد الارض لحقوق الانسان يقول المزارع /فتحي نور الدين محمد لقد تسبب التلوث الناتج من الشركه فى اتلاف المحاصيل مما دعا العديد من المزارعين باقامه قضايا ضد الشركة ومازالت اذكر حتى الان ما حدث فى عام 1994 حين اشتعلت النيران فى احد مخازن الشركة ولم يتم السيطرة عليها الا بتدخل القوات المس! لحه
ويؤكد احد ابناء القريه من الذين كانوا يعملون بالشركه وقام بتسويه معاشه ان الشركه تضطر الى اخراج الضغوط المحمله بالغازات والاحماض فى حاله حدوث اى اعطال مفاجئه فى الكهرباء منعا لحدوث الانفجارات كما كشف عن كارثه تحدث يوميا حين يقوم العاملون بالتخلص من كميات اليوربا الناتجه عن عدم مطابقه شكائر التعبئة للمواصفات عن طريق دفعها بالمياه لتخرج مع مياه الصرف التى تلقى بمصرف الطويله وهذه الكميه لا تقل عن 50 كيلو جرام يوميا مما يلوث المياه والهواء بشكل خطير
فى حين يؤكد الدكتور/ محمد جاب الله نائب رئيس جامعه المنصورة لشئون البيئة ان المصنع الجديد يشكل خطرا حقيقيا على البيئة والصحه العامه وانه يجب اقامه هذا المصنع بالمنطقه الصناعيه التى تبعد عن ميناء دمياط بــ 10 دقائق كما ان جميع المرافق والمقومات التى يتطلبها المصنع الجديد متوافره فى المنطقه الصناعيه علاوة على ان سرعه الرياح بها لا تسمح بالتلوث الذى نعانى منه فى حاله انشاء مثل هذه المصانع داخل الكتله السكنية مشيرا الى ان الدول المتقدمه تشجع مثل هذه الصناعات بدول العالم الثالث وتدعمها حفاظا على بيئتها كما ! ان بعض الدول الناميه لم تعد تسمح بوجود هذه الصناعات داخل الكتله السكنيه ودول اخرى تشترط وجود 80 كيلو مترا بين المناطق السكنية والمناطق التى تقام بها مثل هذه الصناعات
ومن جهتنا تؤكد اولاد الارض على حق الانسان الاصيل فى ان يعيش فى بيئة نظيفه خاليه من التلوث وتطالب رئيس الحكومه بوقف بناء مصنع الاسمده الكيماويه الجديد احتراما للدستور والقانون والمواثيق الدوليه ونقل مصنعى طلخا (1) وطلخا(2) الى المنطقه الصناعيه وذلك حفاظا على حقوق الناس فى محافظة الدقهليه فى كونهم ينتمون الى الانسانيه