22/10/2005

في سبتمبر 2001 قام المركز بعقد لقاء مع مجموعة من الخبراء والمنظمات الأهلية لمناقشة أسباب وأبعاد التلوث الحاد لهواء القاهرة الكبرى والخطوات المطلوبة لمواجهة هذا التلوث والذي تداوله الصحف والجماهير تحت اسم السحابة السوداء .

وبعد مرور سبع سنوات …. ما هو وضع السحابة السوداء اليوم وهل نحن في انتظارها مثل كل عام أم أن الموقف سوف يختلف ؟

في ضوء ذلك وفي إطار حملتنا المستمرة من اجل تفعيل القوانين والإجراءات ودفع المسئولين لمواجهة هذه الظاهرة ، ونظرا لضرورة وجود أوسع مشاركة مجتمعية لبلورة وتفعيل الإجراءات والتشريعات اللازمة لقيام الجهات المسئولة بدورها نقوم بطرح استطلاع الرأي هذا والذي سوف ننشر نتائجه تباعا بين الخبراء والمنظمات الأهلية المعنية ، وهو يتضمن التساؤلات التالية :
1ـ ما رأيك في الإدارة الحكومية لازمة السحابة السوداء ، والى أي مدى أسهمت الإجراءات الحكومية في التخفيف من حدة الظاهرة ؟
2ـ وهل استفادت الحكومة فعليا من آراء الخبراء والمعنيين التي طرحت خلال السبع سنوات الماضية ؟
3ـ ما هي الخطوات والإجراءات التي تراها ضرورية لمواجهة ظاهرة السحابة وتخفيف حدتها والحد من أثارها .

وقد كانت ردود الخبراء كالتالي :

* د/ محمد عبد الفتاح القصاص :

ـ ردا على السؤال الأول :
هناك جهات متعددة تابعة للحكومة مثل وزارة البحث العلمي ووزارة البيئة وأكاديمية البحث العلمي ساهمت بشكل فعال في عمل دراسات وأبحاث وتقارير علمية خاصة بهذه الظاهرة وهي تعتبر خطوة فعالة في حل المشكلة . أما عن الإجراءات التي تقوم بها الحكومة فانا أرى أنها غير مكتملة العناصر لأننا ننادي بان علاج المشكلات المختلفة وخاصة المشكلات البيئية تحتاج إلى حزم من الإجراءات التكنولوجية والاقتصادية والقانونية وهذه الإجراءات لم تتم جميعها وبالشكل المطلوب .

ـ ردا على السؤال الثاني :
الحكومة تستفيد بآراء الخبراء بقدر لا باس به وهي تحاول استخدام التكنولوجيا في حل هذه الظاهرة أو التخفيف منها مثل الاتجاه إلى تحويل مسببات السحابة السوداء إلى منتجات أخرى مفيدة كتحويل قش الأرز إلى سماد عضوي ، ورق ولكن الحكومة وحدها لا يمكنها التخلص نهائيا من هذه الظاهرة وإنما لابد من تعاون الجهات المعنية المختلفة ومنظمات المجتمع المدني من اجل نشر الوعي بين الجماهير عن خطورة هذه الظاهرة وكيفية علاجها والحد من أثارها .

ـ ردا على السؤال الثالث :

بالنسبة للإجراءات المفروض إتباعها لمواجهة ظاهرة السحابة السوداء فهي تنقسم إلى :
إجراءات تكنولوجية تتضمن :

(1) إزالة نصف السيارات الموجودة في شوارع القاهرة ومراقبة عوادم السيارات الباقية بشكل جدي .
(2) استخدام طرق لمعالجة المخلفات الصلبة وإعادة تدويرها مثل القمامة والتي يتسبب حرقها بشكل أساسي في حدوث السحابة السوداء .
(3) استخدام طرق لإعادة استخدام مخلفات الزراعة في إنتاج الطاقة مثل البيوجاز .

إجراءات اقتصادية وتتضمن :
(1) إقامة مشروع قومي تشارك فيه كل قوى الشعب من اجل تخفيف حدة هذه الظاهرة ويكون العمل عن طريق الحوافز الايجابية والسلبية مثل تشجيع المواطنين على إصلاح سياراتهم لتخفيف العوادم أو عدم حرق القمامة …… وذلك مقابل تخفيف الضرائب عنهم وهكذا .

إجراءات اجتماعية وتتضمن :
(1) تعاون اجتماعي بين الشعب والحكومة من الجل مصلحة الوطن والمواطنين والحقيقة أن ظاهرة السحابة السوداء ظاهرة عالمية ولا توجد في مصر فقط ، والدليل على ذلك وجود ما يسمى بظاهرة ” الخفوت العالمي ” وهي انخفاض نسبة الضوء الواصل إلى سطح الأرض بنسبة 20% عن الماضي وذلك بسبب وجود سحابات سوداء تغطي سماء العالم كله وتمنع وصول الضوء بالشكل الكافي .

إلا أن في مصر تمثل بؤرة حمراء في هذا الخفوت ومن اجل المساهمة في حل هذه الظاهرة لابد من الإطلاع على الأبحاث والتقارير الدولية الخاصة بهذه الظاهرة في العالم كله وتجارب الدول الأخرى من اجل حل هذه الأزمة .