16/1/2006

تواترت الأنباء مساء أمس واليوم عن أن حاملة الطائرات الفرنسية (كليمنصو)، والتي انتهت مدة خدمتها قد عبرت قناة السويس فعلا، وذلك على الرغم من كل المحاذير التي أطلقها نشطاء البيئة في مصر والعالم ،تلك المحاذير التي تتجاوز مجرد توافر شروط الأمان لهذه السفينة أثناء عبورها لقناة السويس ،وتصل إلى ضرورة وقف تجارة المخلفات والنفايات السامة القادمة من الشمال إلى الجنوب الفقير والامتثال الجاد والحقيقي لشروط معاهدة بازل الخاصة بالنفايات الخطرة ،

وفى حالتنا هذه الوقوف إلى جانب المواطنين بمدينة الانغ ونشطاء البيئة هناك وفى سائر أنحاء العالم والذين يرفضوا انتقال هذه السفينة إلى ميناء الانغ في الهند،والتساؤل الذي يثور حول هذا الموضوع إذا كانت هذه السفينة التي توجد بها كميات كبيرة من مادة الاسبستوس الخطرة فلماذا تذهب إلى الهند لتقطيعها هناك ولا تقوم فرنسا بهذا الدور ،خاصة وأنه من المؤكد أنها تملك الإمكانيات التي تؤهلها للقيام بهذه المهمة بأقل أضرار ممكنة لكن بدلا من هذا تصدرها إلى بلد فقير يمكن أن تؤدى عملية تقطيع السفينة فيها إلى أضرار بالغة0 وإذا كان المسئولين في مصر قد أعلنوا بأن هذه السفينة لا تحمل أي مواد خطرة أو ملوثة ولا يوجد ما يمنع مرورها في قناة السويس،

ومن الواضح أنهم اعتمدوا فقط على مجموعة من الأوراق الواردة من الجانب الفرنسي إلى مصر وكنا نعتقد انه من الضروري أن يكون هناك تفتيش دقيق لهذه السفينة خاصة وان المعلومات الواردة في أوراق الجانب الفرنسي مشكوك في مصداقيتها، وكما ذكرنا في بياننا السابق بان الشركة التي قامت بتنظيف هذه السفينة بميناء طولون في فرنسا قد أكدت أن السفينة ما يزال عليها حوالي 500 طن من الاسبستوس وليس 45 طن فقط كما تقول الأوراق الفرنسية ! كذلك فان وجود حكم قضائي في الهند بمنع دخول هذه السفينة إلى ميناء الانغ يجعل الموافقة السابقة من السلطات المحلية هناك محل نظر!

وإننا نطلب من الجهات المسئولة عندنا سواء الخاصة بالبيئة أو قناة السويس التشديد في مثل هذه الحالات عند طلب المرور من قناة السويس ليس فقط للحفاظ على مياهنا الإقليمية وإنما حرصا على التطبيق الحازم لمعاهدة بازل بصفتنا شركاء فيها ومساهمة منا في حماية الشعوب الأخرى من هذه الاخطار0

كما أننا نعلن تضامننا مع منظمة جرينبيس ونشطاء البيئة في فرنسا والهند في مطالبة السلطات الفرنسية بوقف رحلة سفينة كليمنصو إلى الهند والأمر بعودتها مرة أخرى إلى فرنسا للتعامل معها هناك حسب الحالة خاصة وان هذه السفينة طبقا للأوراق الفرنسية مازالت معدة حربية تابعة للحكومة الفرنسية !