19 فبراير 2006

في يوم الجمعة الماضي فوجىء المواطنون من كل مكان في مصر ،بإعلان الحكومة أن أنفلونزا الطيور قد ظهرت في ثلاث محافظات هي القاهرة والجيزة والمنيا ،وظهرت هذه الحالات خاصة في الطيور التي تربى في المنازل !

ونحن لن نتحدث الآن عن مدى فاعلية الإجراءات التي اتخذتها الحكومة في السابق لمواجهة هذا الخطر ،ولكننا نلقى الضوء الآن على الإجراءات التي أعلنت عنها لإدارة هذه الأزمة ،
تلك الإجراءات التي تحددت في مطالبة المواطنين بالآتى :
– ذبح الفراخ والحمام والبط والوز الموجود لديهم بالمنازل إذا كان سليما!

– في حالة اكتشاف أيا من هذه الدواجن مريضا ،الاتصال فورا بعدد من الأرقام التليفونية المنشورة بالصحف0

– التأكيد على أنه حتى الآن لا توجد إصابات بين البشر ،مع وجود طوارىء في المستشفيات 0

ونظرا لغموض التصريحات حول هذا الموضوع ، قد أصيب المواطنون بحالة من الهلع ،خاصة وأن أيا من الإجراءات المعلنة لم توضح كيف سيتعرف الناس في منازلهم على الطيور المريضة ،وإذا شك أحد المواطنين في أن هناك طيور مصابة ، فكيف يكون التعامل مع البشر الموجودين في المكان !

كذلك يتساءل المواطنون أين المصل الواقي من هذا الفيروس ،وهل الأدوية المعالجة لهذا المرض متوفرة أم لا! خاصة أن أيا من المسئولين الذين تحدثوا عن هذه الكارثة ،لم يشر من قريب أو بعيد إلى هذا الموضوع0

إننا نطلب من كل من:
السيد رئيس مجلس الوزراء / السيد وزير الصحة / السيد وزير الزراعة / السيد وزير الدولة لشئون البيئة،

أن يعلنوا للمواطنين وبشكل واضح الآتى:-
– متى يتوفر المصل والدواء الخاص بفيروس أنفلونزا الطيور ( تاميفلو) ،ومن أين يحصل عليه المواطنين ،وما هو دور الدولة في توفيره للفقراء0

– إن وصول فيروس أنفلونزا الطيور إلى المنازل لهو شيء غير مفهوم للجميع ،
لذا فانه من الضروري أن يعلن للمواطنين ما هي أسباب وصول هذا الفيروس إلى المنازل ،
وكيف يواجه المواطنون هذه الأسباب؟
كما أننا نطالب باتخاذ الإجراءات الآتية :
– ضرورة توفير عدد كافي من أرقام التليفونات التي يمكن أن ترد على المواطنين فعليا للاستفسار أو الاستنجاد، بدلا من وجود هذه الأرقام المنشورة والمشغولة دائما ، ويمكن أن تكون هناك أرقام خاصة بكل حي في المدن أو بكل مركز في المحافظات 0

– بدلا من دعوة المواطنين إلى للتخلص بما لديهم من الطيور ،عند ظهور الإصابات التي أدت إلى مزيد من الهلع لديهم ،فإننا نرى ضرورة تشكيل لجان على مستوى الأحياء بالمدن والمراكز بالمحافظات ،تتشكل من أطباء مكاتب الصحة يرافقهم أطباء بيطريين ومسئولي البيئة بالحي ،مع دعوة المنظمات الأهلية للمشاركة في هذه اللجنة ،وذلك للمرور على المساكن أولا للتأكد من خلوها من الطيور ،ولإعطاء المواطنين الإرشادات اللازمة والتهدئة من روعهم 0

إننا نأمل أن تكون هناك إدارة رشيدة لهذه الأزمة ،نظرا لخطورتها الشديدة ،

كما نأمل أن تكون هناك شفافية حقيقية في تناول هذا الموضوع ،مع إتاحة الفرصة لمشاركة فعالة من جانب المنظمات الأهلية 0