28/5/2005

و’لأن المستقبل يحمل سحبا قاتمة لا تمطر ،ولأن الحكومات المتعاقبةفى مصر لا تضع خططا مستقبلية فنحن نؤكد أن مستقبل مياه مصر أصبح في قلب الخطر ، و من اليقين إلا يجد أولادنا ماء للشرب،وألا يجد الزرع في عمق الأرض غير الجفاف 000!

فوفقا لأرقام منظمة الصحة العالمية يعيش حاليا 1700 مليون نسمة فى العالم ليس لديهم مياه شرب كافية، بينما يعيش 3000 مليون مواطن دون مياه نقية كما أن نسبة ماء الشرب النقي الصالح للاستهلاك الآدمي لا تزيد عن 6% فى العالم ، وقد وضع الخبراء حدودا لخط الفقر المائي وهو أن استهلاك الفرد يجب الا يقل عن ألف متر مكعب سنويا

وقد أعلن المؤتمر الدولي للمياه والبيئة الذي عقد فى دبلن أن 25%من سكان العالم لا يجدون الماء ، وأن الدول النامية تستهلك 85! % من المياه رغم أن احتياجاتها لا تزيد على 40% وأنه إذا أعيد استخدام المياه في الدول الصناعية يمكن توفير 50% من هذه المياه

وفى مصر فان الأرقام تعطى مدلولا للمستقبل أكثر قتامة بالرغم من وجودنا الأن ضمن الحد الأمن للمياه فإجمالي مواردنا المائية 73 مليار متر مكعب منها 55,5 مليار من النيل و 5مليار م3 من المياه الجوفية بمناطق الوادي الجديد وشرق العوينات وسيناء والخزان الجوفي تحت الدلتا و8 مليار م3 من المياه المعاد استخدامها من مياه الصرف الزاعى والصناعىو 2,5 مليار م3 من نتيجة المرحلة الأولى لقناه جونجلى ولكن هذا مرتبط باستقرار الأوضاع في جنوب السودان وقد تراجعت حصة الفرد من المياه في مصر بشكل ينذر بالخطر ففي عام 1950 كانت حصة الفرد 2600 متر مكعب سنويا وفى سنة 1980 هبطت إلى 1500 متر وفى سنة 1997 هبطت إلى 900 متر أما الان فان نصيب الفرد أصبح 800 متر فقط أي تحت خط الفقر المائي , الغريب في الأمر أن الاستهلاك المنزلي يصل إلي 5.5 مليار م 3سنويا منه 2 مليار م 3 تستخدم في غسيل السيارات ورش الشوارع والحدائق في الوقت الذي تؤكد فيه الدراسات أن إستهلاكنا من المياه سيزيد ! حتى عام 2017 بما نسبته 20% فإذا أخذنا في الاعتبار أن 85% من المياه يتم أستخدامها في الزراعة وأن أحتياجات الفدان من المياه تصل إلي 6 آلاف م 3 مكعب سنويا فإن المحصلة النهائية لتلك الإحصائيات هي النقص الحاد في نصيب الفرد من المياه وعدم القدرة علي أستزراع الأراضي القابلة للاستصلاح والزراعة في مصر والتي تصل إلي 3.4 مليون فدان لندرة المياه مما يشكل تهديدا خطيرا لمستقبل التنمية الزراعية في مصر.

ويزداد الأمر صعوبة إذا علمنا أن إجمالي موارد المياه في مصر تعرض للنقص في السنوات السابقة وحتى اليوم فبعد أن تم شق ثلثي قناة التحويل لقناه جو نجلي كمرحلة أولى تم وقف العمل بها بسبب العمليات العسكرية في جنوب السودان مما أدي إلي نقص التقديرات السابقة حوالي 2 مليار م 3 , ولم يتوقف نقص المياه عند هذا الحد بل إن مواردنا تعرضت لنقص حوالي 4 مليار م 3 من مياه الصرف بسبب تلوثها بالرغم من إنشاء 39 محطة لإعادة أستخدام مياه الصرف الصحي بعد معالجتها كل ذلك يؤكد أن مصر دخلت تحت خط الفقر المائي و أنه حان الوقت لوضع خطط مستقبلية لمواجهة نقص المياه خاصة إذا علمنا أن أثيوبيا تخطط لإقامة 23 مشروع ! في مجال الري والطاقة وفي حالة إتمام هذه المشروعات فإن أثيوبيا ستستهلك حوالي 17.5 مليار م 3 سنويا مما يؤثر علي موارد مصر المائية وهناك أنباء عن تعاون إسرائيلي أثيوبي لإقامة خزانات علي النيل الأزرق وإذا تمت هذه الخزانات فقد تحجز 39% من مياه النيل الأزرق التي تقدر بحوالي 53.8 مليار م3 سنويا مما يؤثر تأثيرا خطيرا علي موارد النيل من المياه.

من جانبنا.. فإن أولاد الأرض لحقوق الإنسان تطالب الحكومة المصرية بالتحرك الفوري والسريع خلال محورين , المحور الأول وهو الخاص بزيادة إيراد نهر النيل ويتمثل في إنهاء المرحلة الأولى لمشروع جونجلى وأيضا الدخول فى المرحلة الثانية بعد أن أستقر الوضع فى جنوب السودان مما يوفر 4.4 مليار م3 مكعب سنويا وأيضا الاشتراك فى مشروع النشار والتحويلة الشمالية والجنوبية لبحر الغزال مما يوفر 5 مليار م3 مكعب سنويا خاصة وأن تلك المشروعات لن تزيد تكلفتها عن 100 مليون جنيها أما المحور الثاني فيتمثل فى أستغلال مياه البحر المتوسط والبحر الأحمر وتحويلها الى مياه صالحة للزراعة باستخدام الطاقة الشمسية وطاقة الرياح

كما تطالب أولاد الأرض لحقوق ا! لإنسان أن يتم تعميم الطرق الحديثة في الري وذلك لتغيير نمط الري بالغمر لترشيد إستهلاك المياه مع التوعية الدائمة للمواطنين بأهمية قطرة الماء في حياتنا