15/6/2005
مثل كل الأشياء التي كانت تميزنا ثم تسربت من بين أصابعنا 00 تارة بإهمالنا 00 وتارة بعدم مبالا تنا 00 سقط مشمش العمار،إقتلع المزارعون أشجار المشمش من جذورها بعد سنوات من المعاناة والخسائر 00 وكان عليهم مرغمين أن يسدلوا الستار على ذلك الحلم الجميل الذي عاش به أهالي 15 قرية بمحافظة القليوبية منذ عشرات السنين 000!
كان هذا العام هو القشة التي قصمت ظهر البعير فمنذ سنوات وإنتاجية الفدان تتراجع حتى وصلت إلى أقل من الطن الواحد وكانت في الماضي القريب تزيد على 4 أطنان
في المقابل فان تكلفة الفدان وصلت إلى2000 جنيها بين حرث وسماد ومبيدات ليجد أهالي قرى العمار وكفر الفقهاء وبرشوم والصفا وطنط الجزيرة وكفر الرجالات وكفر العمار ومنشأة العمار والسيفا وبرشوم الصغرى وغيرها من القرى المجاورة والتي تمتد مزارع المشمش بها إلى ما يقرب من ثلاثة الاف فدانا 00 أنفسهم يخرجون من الموسم خاسرين والمصائب تحاصرهم من كل جانب 00
فقد حصلوا على قروض من بنك التنمية والائتمان الزراعي وصلت إلى خمسة ملايين جنيها 00 وكان أملهم أن يسددوا بعد بيع إنتاج المشمش 00 ولأن الرياح جاءت بما لا تشتهى السفن فقد أصبحوا عاجزين عن السداد 00 البنك يطالبهم 00 والعجز يحاصرهم 0000 والسجن في الانتظار 000!
يقول محمد عبد الجواد من قرية العمار لباحثي أولاد الأرض لحقوق الإنسان “المشمش بالنسبة لنا هو المحصول الرئيسي ونعتمد عليه في تسيير حياتنا طوال العام ، ومنذ سنوات بدأت الأمراض تعرف طريقها إليه فارتفعت معدلات الإصابة بالندوة الصفراء والعنكبوت والمن والبياض وذبابة الفاكهة وحفارات السيقان التي أدت إلى تأكل الأشجار وكان من الطبيعي أن تنخفض إنتاجية الفدان من 4 طن إلى أقل من طن واحد
وكان من المفروض أن يقوم المرشدون الزراعيون بجولات ميدانية فى الحقول للوقوف على حقيقة الافات التي أصابت أشجار المشمش وتوجيه المزارعين وإرشادهم بالمبيدات التي لها فاعلية لمكافحة هذه الأمراض والقضاء عليها ، ولكن ذلك لم يحدث وكانت النتيجة أن المبيدات التي استخدمت بدلا من أن تقضى على الافات تسببت في إصابة الأشجار بالشلل ”
أما فتح الله محمود على من قرية برشوم فيقول لباحثي أولاد الأرض لحقوق الإنسان ماذا نفعل وقد خسرنا هذا العام كل شئ إن تكلفة فدان المشمش تزيد عن 2000 جنيها وقد وصل إنتاج الفدان الذي أمتلكه إلى 0.25طن فقط ، ابنتي الكبرى كانت تستعد للزفاف هذا العام بعد موسم المشمش واليوم وبعد تلك الخسارة لا أدرى كيف أستطيع أن أشترى لها مستلزمات الزواج ، إنني أشعر بالخجل منها 00 ومن خطيبها وأهله لأنني أصبحت عاجزا عن الوفاء بعهدي معهم ”
ويضيف عبد الباري حسنين من قرية كفر النخلة لباحثي أولاد الأرض لحقوق الإنسان ” لقد اقتلعت أشجار المشمش من حقلي بعد الخسائر التي أصابتني هذا العام ولدينا مثل يقول ” الشجرة التي لاتظلل على أهلها لا تستحق غير قطعها “وما حدث أن أشجار المشمش كانت توفر لنا كل شئ طوال العام ومنذ سنوات وإنتاجية الفدان في إنخفاض مستمر
وهذا العام وصلت إنتاجية الفدان إلى الدرجة أنه لم يأت بمصاريف نقله لقد فقد مشمس العمار شهرته التي كان يتمتع بها ،وكان على أن أحاول بزراعة محاصيل أخرى لعلها تأتى بجزء من الربح الذي كنا نحصل عليه من المشمس في عصره الذهبي”
ويقول عبد المنعم سيد فوده من قرية طنط الجزيرة لباحثي أولاد الأرض لحقوق الإنسان “لقد أخذت قرضا من بنك التنمية على أمل أن أسدده بعد موسم المشمش ولكنني بعد هذه الخسائر أصبحت عاجزا عن السداد ، البنك يطالبني وأنا لعجزي أماطل في السداد ، أعرف أن البنك سوف يرسل بالشيكات إلى المحكمة وأن السجن في انتظارى00 ولكن بالله عليكم أخبروني 00 ما العمل 000؟!
من جانبنا 00 فإن أولاد الأرض لحقوق الإنسان تطالب وزير الزراعة بمد أجل القروض المستحقة على مزارعي المشمش في محافظة القليوبية وجدولتها من جديد مع تخفيض قيمة الفائدة وذلك حماية لأسر هؤلاء المزارعين من التشرد والضياع خاصة بعد أن ثبت باليقين أن تقصير المرشدين الزراعيين كان سببا مباشرا في تفاقم إصابة أشجار المشمش بالأمراض والآفات التي أجهزت عليها