30/6/2005

فى الماضي كان الفقراء لا يأكلون الفاكهة لارتفاع أسعارها وضيق ذات اليد، واليوم أصبحوا محرومين منها لأنها صارت مسمومة وكأنه كتب على المصريين إما الحرمان أو الموت 0000!

ففي الأسبوع الرابع من يونيو توفيت سيدتان فى شبرا وشمال سيناء وأصيب العشرات فى محافظة البحيرة ومحافظة المنوفية ومحافظة بنى سويف أما فى محافظة سوهاج فقد إرتفع عدد المصابين إلى 150 حالة فقد استقبل مستشفى البلينا المركزي فى يوم 24 من يونيو 37 شخصا معظمهم من الأطفال والنساء،ووصل مستشفى المنشأة الكبرى 12 مصابا وأستقبل مستشفى جرجا 83 حالة وفى العسيرات خمس حالات ،وقد عانى المصابون من القيء والإسهال وارتفاع درجة الحرارة وقد اعترف الدكتور / محمد نبيل وكيل وزارة الصحة بسوهاج أن حالات التسمم كانت من البطيخ الفاسد نتيجة قيام الفلاحين برش مبيد فسفوري عضوي على الثمار ،وتم قطف البطيخ قبل امتصاص المبيدات مما أصاب المواطنين بالتسمم

وقد أكد الخبراء لباحثي أولاد الأرض لحقوق الإنسان أن بعض المزارعين يقومون برش الفاكهة بمبيدات الاثيريل والديمسويد وبعض الأنواع الفسفورية التى تساعد فى تغيير لون الفاكهة وإنضاجها قبل الأوان وأن مبيد الاثيريل يتسبب فى الفشل الكلوي خلال 7أيام من الرش ،فيما يؤدى الديمسويد والمبيدات الفسفورية إلى الوفاة خلال أسبوعين من رش المبيدات ، وتؤدى الهرمونات التى تضاف لبعض أنواع الفاكهة إلى إصابة الرجال والسيدات بالعقم ،

كما أكد الخبراء أن هناك نوعين من المبيدات ، الأول ينتهي مفعوله مابين يوم وثمانية أيام وهذه المبيدات تؤدى إلى الفشل الكلوي إذا تم تناول الفاكهة خلال هذه المدة والثاني هي المركبات الفسفورية التى يتم رشها على الفاكهة وينتهى مفعولها خلال أسبوعين وتؤدى إلى التسمم والوفاة إذا تم تناول الفاكهة خلال هذه الفترة ،وهذه المركبات يتم رشها على التفاح والخوخ والعنب لتغيير اللون إلى الأحمر والمانجو إلى اللون الأصفر وأنه يجب ألا يتم حصاد تلك الفاكهة قبل فترة زوال مفعول المبيدات ،

الغريب فى الأمر أن معظم المزارعين يقومون برش الفاكهة بالمبيدات وإضافة الهرمونات للفواكه والبطيخ حتى تنضج مبكرا ويقومون بطرحها فى الأسواق للحصول على أعلى سعر فى السوق ،أما المزارعون فى محافظة المنوفية ومحافظة البحيرة فيقومون برش هرمونات تحديد النسل على الخوخ والبرقوق بالرغم من أن هذه الهرمونات أثار مدمرة على السيدات والرجال وتسبب العجز الجنسي

الأغرب أن فوضى المبيدات المحظورة لم تتوقف عند المبيدات التى يتم إستيراها بل إن السوق شهد أنواعا تم تصنعيها محليا ،فقد تمكنت الإدارة العامة لمباحث التموين من ضبط طنين من المبيدات الحشرية الزراعية المغشوشة داخل مخزن غير مرخص بكر داسة منتجة من خامات مجهولة المصدر وغير مطابقة للمواصفات ومنتهية الصلاحية وتأكيدا للفوضى التى يشهدها السوق المصري فيما يخص المبيدات المحظورة ،

أكد عاطف الدسوقى حجاب من قرية عمر مكرم مركز بدر بمحافظة البحيرة فى شهادته لباحثي أولاد الأرض لحقوق الإنسان “أن المبيدات المحظورة والهرمونات متوافرة فى الأسواق وأن كل المزارعين فى مديرية التحرير يقومون باستخدامها بلا استثناء وعلى سبيل المثال فإن مزارعي الموز يتفقون مع التجار على موعد التسليم وقبل الموعد المحدد بساعات يقوم المزارعون برش الموز بالمبيدات والهرمونات فيتحول من اللون الأخضر إلى اللون الأصفر وهذا الأجراء يتم إتباعه مع جميع أنواع الفاكهة أي أن المزارع يتحكم فى نضج الثمار على حسب الموعد الذي التزم به مع التاجر ففي الماضي كان المزراع لا يضرب موعدا للتاجر إلا إذا ضمن أن الثمار ستنضج بطبيعتها ودون رش لأي مبيد أو هرمون أما اليوم فالحال اختلف تماما وأصبح الربح هو المهم أما صحة الإنسان فلم يعد أحد يهتم بها 000000″

ولأن شر البلية ما يضحك فقد خرج علينا الدكتور سعيد عمارة أمين لجنة المبيدات بوزارة الزراعة معلقا على حالات التسمم قائلا ” أن حالات الوفاة بدأت مع إرتفاع درجة الحرارة وليست المبيدات وحدها التى ينتج عنها حالات الإسهال والقئ وأنه لم يثبت بالدليل أن معاملة الفاكهة والخضر بالمبيدات وراء حالات التسمم وأن مراكز السموم المنتشرة فى جميع المحافظات التابعة لمستشفيات وزارة الصحة لم تصدر تقريرا واحدا يؤكد أن حالات التسمم تعود إلى المبيدات ” ويبدو من هذا التصريح الغريب أن وزارة الزراعة لاتقف ضد إستخدام المبيدات والهرمونات فى رش الفاكهة وأنها لن تعترف بخطورتها إلا بعد موت الشعب المصري كله كما أن هذا ” الأمين ” لم يكلف نفسه عناء الاتصال بوكيل وزارة الصحة بمحافظة سوهاج ليتأكد أن حالات الإصابة بالتسمم كانت نتيجة استخدام المبيدات والهرمونات فى رش البطيخ أما تبريره بان حالات القيء والإسهال كانت نتيجة ارتفاع درجة حرارة الجو فهذا تبرير يثير الضحك والشفقة 0000000!

من جانبنا 00 فان أولاد الأرض لحقوق الإنسان تطالب النائب العام بالتحقيق الفوري ومحاسبة المسئولين عن دخول تلك المبيدات المحظورة إلى مصر 00000 سواء كان هؤلاء المسئولين فى السلطة أو خارجها ،كما تطالب وزارة الزراعة بعمل لجان تفتيش تجوب أنحاء مصر لمصادرة ما هو موجود من تلك المبيدات فى الأسواق لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ، كما تهيب أولاد الأرض لحقوق الإنسان بأعضاء مجلس الشعب بعمل مشروع قانون يجرم كل من يقوم باستيراد تلك المبيدات وكل من يستخدمها ويتعامل معها على أن تكون العقوبة رادعة فلا رحمة ولا شفقة بمن يقتل شعبا باكمله 000!