13/10/2009

ينعي مركز القاهرة لدراسات لحقوق الإنسان إلى كل المتطلعين للحرية والعدالة والكرامة الإنسانية، وفاة المفكر الكبير والحقوقي البارز د. محمد السيد سعيد، الذي وافته المنية بعد رحلة كفاح طويلة، ظل خلالها نصيرا لكفاح الشعوب في مصر وعالمنا العربي على وجه الخصوص، سواء في معارك الدفاع عن استقلال الأوطان والتحرر من صنوف شتى من التبعية الاقتصادية أو السياسية أو العسكرية، والدفاع عن حق الشعوب في تقرير مصيرها، وفي إدارة مواردها أو في التصدي لصنوف القهر التي تمارسها النظم التسلطية على شعوب هذه المنطقة.

وإذا كان مركز القاهرة لدراسات لحقوق الإنسان، يظل مدينا في مسيرته بالدور الريادي للراحل العظيم في تأسيس المركز، وتحديد منطلقاته الفكرية والعملية بوصفه مستشارا أكاديميا لمركز القاهرة، فإن إسهامات سعيد الفكرية قد لعبت دورا ملهما في تطوير ديناميات وبرامج عمل عشرات المؤسسات الحقوقية في عالمنا العربي. كما أثرت حركة حقوق الإنسان بأجيال جديدة انخرطت في صفوف المدافعين عن حقوق الإنسان، وتأثرت إلى حد بعيد بعطائه الفكري والإنساني.

فقد وضع د. سعيد لبنات نظرية خاصة للدفاع عن حقوق الإنسان في العالم العربي، تعترف بعالمية حقوق الإنسان، وتقر في نفس الوقت بعناصر معينة من الخصوصية الثقافية، وهي تلك التي لا تؤدى إلى إهدار الكرامة الإنسانية.

وبرغم ما يمثله فقدان د. محمد السيد سعيد من خسارة فادحة لنا في مركز القاهرة، ولكل القوى والتيارات المناهضة للاستبداد، والمناصرة لعالمية مبادئ وقيم حقوق الإنسان، فإن العطاء الفكري والإنساني للفقيد الراحل سيظل يضئ الطريق لكل القوى المتطلعة للحرية والعدالة، ولكل الطامحين من أجل أن تتمتع مجتمعاتنا العربية بذات الحقوق الإنسانية التي يتمتع بها أقرانهم في مناطق شتى من العالم.