15/1/2009
يحدث الآن فى فلسطين …يحدث الآن فى غزة من مخيم جباليا إلى بيت لاهيا وبيت حانون مروراً بخان يونس و حى الزيتون وحى السلام برفح تمتلأ الطرقات بدماء الشهداء وأنين الجرحى من أطفال ونساء وشيوخ ورجال بفعل آلة الحرب الاسرائيلية الهمجية .
أقترب عدد الشهداء من الألف بالاضافة إلى الآف من الجرحى . ولكن وبفعل الحصار الاسرائيلى على غزة والذى امتد نحو عشرين شهراً فإن أسس الحياة نفسها تدمر يوماً بعد يوم ، وقد زاد العدوان الأخير من حالة المعاناة والتى تمثلت فى الاستيلاء والسيطرة على منابع المياه العذبه وعلى مصادر الطاقه المختلفه من كهرباء وغاز هذا بالاضافه لما تمارسه إسرائيل من تدمير للأشجار والمزروعات والأراضى الزراعية نفسها وضرب محطات الصرف الصحى ، فمن هنا تصبح الحياة فى حد ذاتها موتاً لمليون ونصف فلسطينى فى غزة فليس فقط القتل بالرصاص ولكن ما هو أشد القتل بمنع أسباب الحياة هذا بالاضافة إلى أنه أصبح من المعروف أن الجيش الإسرائيلى أصبح يستخدم أسلحة محرمة دولياً سواء قنابل فسفورية أو انشطارية أو دخانية لتلويث البيئة فى غزة الفلسطينية.
إن الجرائم البيئية التى ترتكبها إسرائيل فى حق الشعب الفلسطينى و التى بالفعل ترتقى إلى جرائم الحرب المحرمه بموجب المواثيق الدولية خاصة اتفاقية جنيف الرابعة والتى تؤكد على سلامة وحماية المدنيين أثناء الحرب تلك الجرائم التى أصبح من الضرورى محاسبة إسرائيل عليها .
ولن تتوقف هذه الجريمه بوقف هذا العدوان لذا فإن هذه الجرائم يجب التنديد بها والوقوف مع الشعب الفلسطينى ومواجهتها أمس واليوم وغداً .
ومن خلال التقرير المرفق نحاول أن نقدم ما أمكن صورة لوضع الموارد البيئية فى غزة وما وصلت إليه بعد العدوان الاسرائيلى من حالة أصبحت الحياة فيها مستحيلة .
ونحن نطالب وندعو مجلس الأمن بالامم المتحدة بإتخاذ قراراً لوقف هذا العدوان فوراً وبدون شروط كما نطالب الجهات المعنية والمسئولة بفتح المعابر بالدرجة التى تسمح بإدخال كافة المواد الضرورية لحياة الشعب الفلسطينى فى غزة ولمساعدته فى مواجهة نقص الموارد الحاد الذى يعانى منه مع دعم المساعدات الطبية والمدنية المطلوبه . وسوف نحاول خلال الفترة القادمة ليس فقط أثناء العدوان وحتى بعد توقفه أن نطلعكم على أحوال الموارد البيئية فى فلسطين وما تحتاجه من مساعدة فتعالوا بنا نتطلع على هذا التقرير .
تقرير
أثر الحصار والعدوان على البيئة فى غزة
- مياة الشرب : ــ
- نقص مياة الشرب كمورد بيئى نتيجة للسيطرة الإسرائيلية عليه فى قطاع غزة .
- إرتفاع نسبة الكلورايد فى بعض المناطق إلى 1500ملجم / لتر .
- ارتفاع نسبة الأملاح فى مياة الآبار وبالتالى تصبح غير صالحة للشرب فى المنطقة الجنوبية الشرقية وأجزاء من المنطقة الوسطى .
- وصلت نسبة الكبريت إلى ما يزيد على 900 جزء فى المليون وهو يسبب الأمراض الجلدية ، و نسبة الفلوريد وصلت إلى 8,0 ــ 8,3 جزء فى المليون ، وتزايد نسبة النترات الذى يسبب السرطان ( وفقا لعينات من عدد من الآبار لدراسة أجريت فى الفترة من 87 ــ 1989 )
- تزايد التلوث البكتيرى فى مياة الشرب نتيجة نقص مادة الكلور .
- تدمير بعض خزانات المياه .
- تصريف مياه الصرف الصحى ومخلفات المستوطنات والتجمعات السكنية والصناعية باتجاه الأراضى الفلسطينية .
- تم تدمير أكثر من 288 بئراً للمياه العذبة منذ بداية الاحتلال .
- تتحكم إسرائيل حاليا فى أكثر من 85 % من الموارد المائية الفلسطينية وبسبب ذلك انخفض متوسط نصيب الفرد الفلسطينى إلى أقل من 85 متراً مكعباً سنويا .
- قيام قوات الاحتلال بعمل مصائد للمياه الجوفية ما بين الخط الأخضر وقطاع غزة لضخ المياه للزراعة وحقن الخزان الجوفى لديهم .
- تدمير الخط الناقل بين آبار المغراقة ومدينة النصيرات بعد قصف الطيران الإسرائيلي لهذا الخط والموجود بمحاذاة جسر الزهراء النصيرات وبالتالي حرمان حوالي 30.000 مواطن في مدينة النصيرات من التزود بالمياه.
- تدمير كلي لبئر الإدارة شرق مدينة جباليا واستشهاد مشغل هذا البئر بفعل القصف الإسرائيلي شرق مدينة جباليا وبالتالي حرمان سكان منطقة شرق جباليا من هذا المصدر الهام للمياه والذي يغذي حوالي 25.000 مواطن.
- تدمير خط 12 أنش حديد لتزويد سكان مدينة غزة من بعض آبارها في المنطقة الشمالية لمدينة غزة التي تشكل 40% من مجموع إنتاج مدينة غزة للمياه وبالتالي حرمان حوالي 200.000 من سكان مدينة غزة من مصدر هام لمياه الشرب.
- مجموع ما يتم استهلاكه من المياه 150 مليون متر مكعب يتم سحبه من الخزان الجوفى الساحلى ومنها حوالى 62 مليون متر مكعب سنويا للاستهلاك المنزلى حيث يبلغ نصيب الفرد الفلسطينى من 80 ـ 90 لتر فى اليوم مقارنة مع استهلاك الفرد الإسرائيلى الذى يصل الى 250 لتر فى اليوم / وذلك قبل قصف غزة .
- الصرف الصحى : ــ
- عدم توفر الديزل لتشغيل محطات المعالجة للصرف الصحى .
- تدمير بعض محطات معالجة الصرف .
- بسبب تمركز الجيش الإسرائيلي في منطقة نتساريم فان محطة معالجة الصرف الصحي في مدينة غزة الواقعة في جنوب الشيخ عجلين قد توقفت تماما عن العمل ولم يعد هناك إمكانية في التخلص من مياه الصرف الصحي وتصريفها إلى البحر مما ينذر بكارثة إنسانية وصحية وبيئية بسبب احتمال كسر أحواض التجميع في أي لحظة مما يعرض حياة وممتلكات المنطقة المحيطة لخطر فيضان مياه الصرف الصحي.
- تدمير خط مجاري في مدينة بيت حانون والذي لا زال حتى تاريخه يسبب مكره صحية لسكان مدينة بيت حانون بسبب عدم تمكن مصلحة المياه من إصلاحه .
- استهداف مولد الكهرباء لمحطة الصرف الصحي في منطقة المشروع في بيت لاهيا مما يسبب شلل في مقدرة مصلحة المياه على تجميع مياه الصرف الصحي من المنطقة المحيطة لهذه المضخة بالإضافة إلى وجود أعطال في كثير من خطوط الصرف الصحي في مدينة بيت لاهيا بفعل القصف المستمر.
- الطاقة : ــ
- سوء جودة الأغذية المقدمة للمرضى نتيجة لنفاذ الغاز الطبيعى بالمطابخ .
- عدم وصول الوقود لمحطات توليد الكهرباء لغلق معبر ” ناحال العوز ” والذى يؤثر على الأجهزة الطبية .
- توقف المغاسل المركزية مما يؤدى لانتشار العدوى بين المرضى لعدم غسل الشراشف والملاءات والمعدات الطبية .
- تعطل حواسيب خدمات المرضى وخاصة بستشفى النصر ومستشفى أبو يوسف النجار وناصر .
- توقف محطات معالجة مياه الصرف .
- تعطل الأجهزة اللازمة للعناية المركزة لحضانات الأطفال والكبار .
- ضرب محول كهرباء بئر الشيخ عجلين (( بئر الأمن الوقائي)) وحرمان حوالي 40.000 مواطن من سكان جنوب غرب تل الهوى والأبراج السكنية المحيطة لهذا البئر.
- حرب الاستيلاء على الاحتياطى الهائل من آبار الغاز على سواحل غزة حيث تم اكتشاف سنة 2000 شركتى ( بريتش جاز البريطانية ، العالمية للمقاولين المتحدين / مقرها اليونان ) ، وتملكها عائلات الصباغ وكورى اللبنانية .
- طبقا للام المتحدة دخل قطاع غزة 362 ألف لتر من الوقود و 270,118 لتر من الديزل مما مكن هيئة الطاقة من العمل فى نهاية يوم 10 يناير وللمرة الأولى منذ إغلاقها يوم 30 ديسمبر بعد نفاذ الوقود .
- الأراضى الزراعية : ــ
- انتشار أمراض زراعية نتيجة لنقص فى الاسمدة والمبيدات .
- انتشار بعض الأمراض فى الثروة الحيوانية لنقص اللقاحات والأمصال .
- مصادرة مزارع وأشجار الزيتون نتيجة للتهجير القصرى للسكان الفلسطينيين .
- تجريف بعض الأراضى لإقامة أنشطة استيطانية .
- تجريف شبكات الرى الفلسطينية .
- إتلاف مساحات من الغطاء النباتى الفلسطينى نتيجة لتصريف مياه الصرف الصحى ومخلفات المستوطنات الإسرائيلية .
- منذ بداية الاحتلال تم اقتلاع أكثر من نصف مليون شجرة 80% منهم أشجار زيتون ، وتدمير وتجريف 90 % من مساحة المناطق الخضراء الفلسطينية .
- تضرر 75 ألف دونم من مساحة الأراضى المزروعة بالزيتون فى الضفة الغربية .
- منع سلطات الاحتلال لوصول مياه الأمطار الساقطة داخل الخط الأخضر إلى قطاع غزة وذلك بإقامة مصائد المياه وحجزها فى برك خاصة مما أدى لجفاف وادى غزة .
- بعد فك الارتباط عن غزة بقى فيها 43 ألف دونم من المساحة المزروعة بالبرتقال والتى كانت تقدر بـ 90 ألف دونم فى عام 1967 .
- قيام إسرائيل بسرقة التربة الطينية الصالحة للزراعة من قطاع غزة ما مقداره مائتا ألف مكعب من أراضى دير البلح .
- سرقة الرمال وبيعها لصالح إسرائيل مما يؤثر على الزراعة لآن الرمال من أهم مصائد الأمطار فى فصل الشتاء .
- قصف الأراضى الزراعية شرق خان يونس .
- قصف على حقل زراعى فى منطقة أبو ريدة شرق خزاعة .
- نوعية الأسلحة : ــ
- استخدام القنابل المصنوعة من الفسفور الأبيض ضد المدنيين وهو ممنوع وفقا للقانون الدولى .
- قنابل دخانيه فى منطقة السلاطين .
- القمامة والملوثات الآخرى : ــ
- دفن النفايات الخطرة والمواد السامة فى الأراضى الفلسطينية .
- نقل المصانع الملوثة من مناطق سكنية إسرائيلية إلى مناطق حدودية قريبة من التجمعات السكنية الفلسطينية .
- التهديد الذى يمثله مفاعل ديمونة المتهالك لجميع سكان المنطقة .
- 28% من التجمعات الفلسطينية تعانى فى مجال جمع النفايات نتيجة للحصار ، مما يدفع الأهالى لحرق النفايات وذلك ما وصفه الجهاز المركزى لإحصاء الفلسطينى بأنه غير صحى .
- تعوق قوات الاحتلال عملية استيراد التكنولوجيا لمعالجة النفايات الصلبة الناجمة عن قطاع الصناعة الفلسطينى .
- عثر على 230 برميلاً من النفايات الكيمياوية مدفونة فى ام التوت فى محافظة جنين سنة 1999 .
- انتشار التلوث الأشعاعى نتيجة للنشاط النووى الإسرائيلى ويصل نتيجة لذلك عدد المصابين بالسرطان فى فلسطين قد ازداد وخاصة فى بئر السبع .
- نقل إسرائيل لأطنان من النفايات إلى قرية ” دير شرف ” مما يهدد خمسة آبار محيطه بمكب النفايات .
- صهاريج تخزين الوقود والمواسير قد ينتج عنها سفك فوائض الوقود على الأرض .
- تبخر الغازات السامة من الأرض الملوثة ومن المياه الجوفية .
- نقص الموارد والمستلزمات الطبية : ــ
- اعتقال الصيادين أو تقطيع شباكهم أو إغراق قواربهم أو منعها من الابحار .
- نقص الأدوية وخاصة لمرضى ارتفاع ضغط الدم والقلب والربو والسكر والسرطان والفشل الكلوى و الكبدى كنتيجة لغلق المعابر .
- نقص المستهلكات الطبية ( لوازم الغيار والعمليات والتعقيم ، الأدوات الجراحية ، وهذا النقص يصل لأكثر من 30 % .
- نقص المحاليل والأصباغ ولوازم المختبرات لتشخيص الأمراض .
- نقص أجهزة التعقيم وقطع الغيار اللازمة لسيارات الأسعاف .
المصادر :
- مركز الميزان لحقوق الانسان
- شبكة حقوق الارض والسكن.
- المصرى اليوم.
- جريدة البديل.
- قناة الجزيرة.
- إيلاف.
- اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار.
- سلطة الجودة البيئة الفلسطينية .