12/11/2005

كشفت انتخابات المرحلة الأولي لمجلس الشعب والتي أجريت في ثمان محافظات هي القاهرة والجيزة وبني سويف والمنيا وأسيوط والمنوفية ومرسي مطروح والوادي الجديد عن طرق جديدة ومبتكرة للتزوير وكان أهمها علي الإطلاق هو القيد الجماعي في جداول الانتخابات فقد قام رجل الأعمال محمد أبو العينين باستخراج بطاقات انتخابية لأكثر من ثلاثة آلاف عامل يعملون في مصانعه بالعين السخنة وقيدهم في دائرته الجيزة بالرغم من أن هؤلاء العاملين من محافظة السويس وهو ما تكرر داخل مصنع أحمد عز في العين السخنة أيضا حيث تم قيد العمال في دائرته بالمنوفية , وهو أيضا ما حدث بشركة المقاولين العرب حيث صدرت الأوامر لجميع العاملين بها في المحافظات للتوجه إلي مدينة نصر للتصويت لصالح مرشحي الحزب الوطني , كما تكرر القيد الجماعي في دائرة المعهد الفني بشبرا المرشح فيها يوسف بطرس غالي وأيضا في حلوان المرشح فيها سيد مشعل وزير الإنتاج الحربي وقد لفت انتباهنا أمام اللجان في الجيزة وجود أتوبيسات يملكها محمد أبو العينين مرشح الحزب الوطني قامت بنقل هؤلاء الناخبين إلي مراكز الاقتراع وقد تم ضبط حالات تزوير في اللجان الدائرة الانتخابية بقسم الجيزة وخاصة في اللجان الانتخابية بمدرسة صلاح الدين الابتدائية حيث قام ناخبون من محافظات أخرى بالإدلاء بأصواتهم داخل اللجان رقم 7 , 8 , 9 , 13 في المدرسة , وقام المستشار أسامة صلاح رئيس محكمة الوراق ورئيس الدائرة بتحرير مذكرة أثبت فيها واقعة التزوير وأرسلها إلي رئيس اللجنة العامة , مما دعاه لإلغاء 3500 صوتا من اللجان الانتخابية بمدرسة صلاح الدين , الغريب في الأمر أن واقعة التزوير في تلك المدرسة كان قد سبقها اكتشاف حالات من التزوير بواسطة القيد الجماعي وفي دائرة قسم الجيزة أيضا فقد منع القاضي المكلف بالإشراف علي اللجنة الانتخابية بمؤسسة البنين للأيتام بمنع 60ناخبا من الأداء بأصواتهم بعد أن اكتشف أنهم يحملون بطاقات شخصية صادرة من محافظة الشرقية وجاءوا للتصويت لصالح مرشح الحزب الوطني في الجيزة .

أما الظاهرة العامة في كل اللجان بلا استثناء فهي الأخطاء الفادحة في كشوف أسماء الناخبين والتي تمثلت في وجود أسماء مكرره , ومتوفين , وأسماء غير صحيحة , بالإضافة لنقل أسماء من كشوف إلي كشوف أخري دون علم الناخبين ولذا فقد عاد الكثير من الناخبين إلي بيوتهم بعد أن تم منعهم من التصويت لوجود أخطاء في أسمائهم وقد وصلت المهزلة إلي ذروتها حين اكتشفنا أن الكشوف التي تسلمها المرشحون مختلفة عن تلك الكشوف الموجودة داخل اللجان وقد رصدنا علي سبيل المثال أن في دائرة غرب أسيوط أنه تم نقل 8 آلاف صوت من لجنة الوليدية إلي لجنة الحمراء دون علم الناخبين وهو الأمر الذي أحدث فوضي ودفع الكثير من الناخبين إلي العودة إلي منازلهم دون تصويت , مما يؤكد أن التلاعب في كشوف أسماء الناخبين أصبح وسيلة يستخدمها الحزب الوطني في التزوير . وقد شهدت الانتخابات تجاوزات خطيرة كان أهمها عودة ظاهرة ” تقغيل ” الأصوات من جديد , فقد قام أشرف بدر الدين مرشح الإخوان المسلمين في دائرة أشمون بالمنوفية بشكوى إلي رئيس اللجنة العامة يبلغه فيها بأنه تم تسويد بطاقات 4 لجان انتخابية في قرية شنوان لصالح المرشح المنافس إلا أن رئيس اللجنة لم يحرك ساكنا …! وقد حدث نفس الأمر بدائرة شبرا ومهمشة حيث تم إغلاق باب اللجنتين لتسويد بطاقات الإدلاء لصالح رضا وهدان مرشح الحزب الوطني وفادي الحبشي ” فئات – مستقل ” .

أما حوادث العنف فقد تراوحت ما بين التحرش واستخدام السنج والمطاوي , فقد اشتكي مرشحو الإخوان في محافظة المنوفية ” 11 مرشحا ” بأنهم منعوا من دخول لجان الانتخابات وأكد مرشحهم في دائرة أشمون أنه تم التحرش به وبأنصاره من قبل أمين مبارك مرشح الحزب الوطني , وفي بولاق أبو العلا استخدمت السنج والمطاوي بين أنصار المرشحين ومنع الناخبين من الإدلاء بأصواتهم إلا لصالح مرشحين بعينهم …

وقد شهدت انتخابات المرحلة الأولي قيام بعض المرشحين خاصة من الحزب الوطني والمستقلين بشراء أصوات الناخبين في بعض الدوائر مثل إمبابة وقصر النيل والمنيل والسيدة زينب والجمالية والجيزة , وتم استخدام البطاقة الدوارة لضمان تصويت الناخب الذي تم شراء صوته , وتراوح ثمن الصوت الواحد ما بين 20 إلي 400 جنيها في دوائر عابدين ومدينة نصر وقام المرشحون بتوزيع وجبات غذائية , أما في الجمالية فكان يتم شراء الصوت الواحد ب 20 جنيها وبطانية ..! .

وقد رصدت أولاد الأرض لحقوق الإنسان حدوث بعض التجاوزات من رؤساء اللجان الفرعية في دائرة إمبابه فقد تم طرد مندوب مرشح حزب الغد من لجنة باحثة البادية في الساعة الواحدة والنصف ظهرا , ولم تتوقف هذه الانتهاكات ففي لجنة الفرز بدأت عملية الفرز دون وجود المرشحين أو مندوبيهم وتم طرد المرشح كمال خليل من لجنة الفرز بعد احتجاجه علي الطريقة التي تتم بها عملية الفرز , وكذلك طرد كلا من يحيي فكري ومحمد العجاتي من لجنة الفرز وهما مندوبي أولاد الأرض لحقوق الإنسان لمراقبة الانتخابات , وقد حرر المرشح كمال خليل محضرا بما حدث من تجاوزات في دائرة إمبابة وخاصة ما تم كشفه من قيد جماعي في الدائرة , فقد تم إضافة أسماء ناخبين من محافظة الإسماعيلية للتصويت لصالح مرشح الحزب الوطني بإمبابة , كما أن رؤساء اللجان بمدرسة الميثاق ومدرسة باحثة البادية بإمبابة كانا من النيابة العامة وليسا من القضاء الجالسين .

وفي تلا بمحافظة المنوفية بدأ عمل اللجان رقم 107, 117 , 105 في الساعة التاسعة والنصف , وفي دائرة الباجور تم التعدي بالضرب علي صبري عبد العزيز ( فئات – مستقل ) أثناء وجودة باللجنة رقم 15 حيث حرر محضر بمركز شرطة الباجور أتهم فيه بعض أعوان الوزير كمال الشاذلي .

وفي اللجنة رقم 74 بدائرة المنيل سمحت رئيسة اللجنة أمينة محمد إبراهيم بالتصويت من خلال صور ضوئية للبطاقات الشخصية وقد اعترض علي ذلك الصحفي المرشح مجدي أحمد حسين .

ومن المؤكد أن الأجهزة الأمنية التزمت الحياد الكامل وتواجدت خارج حرم اللجان الانتخابية وهو أمر جيد … غير أن هذا الحياد وصل حدا من السلبية أتاح للبلطجية تروبع الناخبين والتأثير عليهم ..!