6/5/2006

تعتمد رؤية الأجهزة الأمنية منذ تفجيرات فندق طابا ونويبع والجورة الأولي والثانية ودهب.. على أن تنظيماً إرهابياً ضخماً يضم أكثر من 100 متهم، ينتظمون في خلايا عنقودية لا تعرف بعضها بعضاً، ولا يعرف أفرادها بعضهم البعض في كثير من الأحيان، وأن بناء التنظيم استغرق عامين، وتستبعد هذه الرؤية أن يكون هذا التنظيم امتداداً لتنظيم إرهابي خارج البلاد، يتلقي منه التعليمات والتكليفات والأوامر.

و حددت الأجهزة الأمنية خطة المواجهة والتي بدأت بالتجريدة الأمنية البشعة التي شنتها على أبناء سيناء عقب تفجيرات طابا والتي وسعت دائرة الاشتباه وأصبح حينها كل مواطن في سيناء مشروع معتقل ومطارد وتم اعتقال الأطفال والنساء والشيوخ والأبرياء واتخاذهم رهائن.

وإذا كانت الأجهزة الأمنية قد أرتكنت إلي أنها اكتشفت التنظيم وقتلت من تدعى أن قائده هو طبيب الأسنان خالد مساعد والقائد العسكري له سالم خضر الشنوب، وتقديمها 15 متهم للمحاكمة في قضيتي طابا متهمان والجورة الأولي وشرم الشيخ 13 متهم من 24 متهم اعتقلتهم على ذمة تفجيرات شرم الشيخ، وتعتمد في توجيه الاتهام لشهادة الشهود والاعتراف تحت وطأة التعذيب والتي وثقتها منظمات حقوق الإنسان المصرية والعالمية، إذ تم القبض على 15 شخص مقبوض عليهم على ذمة المحاكمة، و11 بمعتقل طره، 56 في سجن دمنهور، و8 قتلى في مواجهات بالأسلحة النارية و طبقا لرؤية الأجهزة الأمنية قد تم معرفة أعضاء التنظيم المائة وعليه كان يجب أن يعود الهدوء لسيناء وتنتهي التفجيرات نهائيا.

ولكن جاءت تفجيرات دهب والجورة والشيخ زويد لتطرح تساؤلا من المسئول عن تلك التفجيرات، وأخر لماذا لم يقدم أفراد التنظيم جميعا للمحاكمة حتى تظهر الحقيقة جلية.. ومن الممول لها، وهل أنهت ممارسات الشرطة أي تفجيرات جديدة بإعلان قتله ثلاثة من الهاربين في المغارة وجبل الحلال، ناهيك عن من أعلنت أن هناك أشلاء لهم في حادثي الجورة والشيخ زويد، وما مصير عبد الرحمن أحمد سلامة الكاشف، محمد عبد العزيز نافع يعقوب التي تدعي تحريات الداخلية أن الأول اختفى عقب التفجيرات وجارى البحث عنه.. كما تم توزيع صورته على كافة الأكمنة الأمنية لسرعة ضبطه, وأن الثاني مختفي منذ فترة.. وقد تم أخذ عينات الحامض النووي من أسرته لتطابقها مع نتائج تحاليل الحامض النووي هل هم من قتلوا أم الهاربين من التنظيم.

أما عن الوضع الحالى فى سيناء بعد التفجيرات ، فجارى القبض على كل من يمتلكون سيارات ماركة تويوتا نصف نقل حمراء لما تردد عن أن سيارة بالمواصفات السابقة لها دور في تفجير مطار الجورة، فقد وردت إلينا بعض الأسماء التي جرى القبض عليها بدون أسباب واضحة وهم من منطقة الشيخ زويد وبطبيعة أعمالهم يترددون على مناطق جنوب سيناء بقصد النقل والتجارة.

حيث تم اعتقال أياد سليمان حسن حسين، وأياد محمد سالم هويشل.. ومهدد أي شخص يدعى أياد بالاعتقال، وفتحي سالم سلامة هويشل، وخمس أشقاء هم ناصر وخالد وسليم وسامي حمادة أبو لهلوب، و30 شخص من عائلة القرم بقرية الغراء، وكل من يحمل بطاقة سجل مدني الشيخ زويد تقوم نقاط التفتيش بتوصيله العريش ترحيل بعد انزاله من وسيلة المواصلات التي يستقلها، ومن العريش ميسر والسيد عبده السيد طه تم القبض عليهما ليلة عودتهما من القاهرة، وكان ميسر أحد المعتقلين بعد تفجيرات طابا وأفرج عنه في الآونة الأخيرة، بشير جبارة، ميسر عبد العزيز موجه بالمعاش الذي يقيم نجله محمد بالخارج وللضغط لحضور الأخير من الخارج، وهل هناك علاقة بين محمد وشخص يدعي موسي أيوب يقيم في قطر ويقوم بتمويل التنظيم الجماعة حسب أقوال يونس.

وتشهد منطقة الشيخ زويد هدوءا حذرا ولوحظ قله رواد الشوارع العامة والمحال التجارية وذلك خوفا من الملاحقة العشوائية التي قد تطال المناطق وأيضا لتركيز المحللين في القنوات الفضائية على أن أبناء سيناء مسئولون تماما عن أفعال التفجيرات دون غيرهم.

ولا تزال الإجراءات الأمنية مشددة على المنطقة حيث يتم حصار الطرق والمدقات وتمشيط مراكز ومدن المحافظة, مع التركيز على المناطق والتجمعات التي يسكنها المطلوبين والهاربين منذ أحداث تفجيرات طابا وشرم الشيخ.. وفرض طوق أمني على الطريق الدولي السويس / نخل / نويبع, والطرق الرئيسية والفرعية.. بالتنسيق بين مديريات أمن جنوب وشمال سيناء والسويس والإسماعيلية.. ويتم تفتيش السيارات العابرة والتأكد من شخصية مستقليها والأماكن القادمين منها أو المتجهين إليها. وتكثيف للتواجد الأمني على جميع الطرق الرئيسية والفرعية بشمال سيناء وعلى مداخل ومخارج المحافظة, والطرق والمدقات المرورية التي تربط بينها وبين محافظات جنوب سيناء والإسماعيلية والسويس.

تم تشديد الإجراءات على المناطق الحدودية بين مصر وفلسطين المحتلة حيث تم إغلاق منفذ كرم سالم جنوب ميناء رفح البرى والموصل بين الجانبين والمسيطر عليه قوات الاحتلال.. وهو المنفذ المخصص لعبور الشاحنات والمساعدات إلى مناطق الحكم الذاتي الفلسطيني.

وكانت وزارة الداخلية يوم السبت الماضي قد قامت بمنع دخول وخروج أي مركبة في نطاق شبه جزيرة سيناء من قناة السويس حتى رفح لمدة ساعتين مما أصاب المنطقة حينها حالة شلل تام وهذا على أثر قيام سيارة باختراق أحد الأكمنة على طريق القنطرة/ العريش.. وبعدها قامت حملة مكونة من 17 سيارة لوري ” للأمن المركزي” محملة بالجنود و3 سيارات مصفحة بالعتاد الكامل بالتحرك من أمام مبني إدارة مباحث أمن الدولة بالعريش لتطارد السيارة وتمشيط منطقة وسط سيناء وبالفعل حدثت اشتباكات مع المطاردين في منطقة جبل المغارة بدأت الساعة 9 مساء نفس اليوم حيث تم اعتقال 4منهم تم ترحيلهم للإدارة العامة لمباحث أمن الدولة بالقاهرة ومقتل واحد مودعه جثته مشرحة العريش وفر شخصين تم مطاردتهم حتى منطقة جبل الحلال التي شهدت اشتباكات منذ صباح اليوم التالي الأحد الماضي لقي فيها أثنين مصرعهم وجاورت جثتيهما الأولي بمشرحة العريش.. وهو ما أعلنت عنه وزارة الداخلية في بيانها التي أعلنته في الساعات الأخيرة من يوم الأحد الماضي.. وقد تعرف بعض المشايخ والأهالي على شخصية قتيل المغارة سليم عطا الله زيود، وأحد القتيلين في منطقة جبل الحلال ويدعى سالمان محمد سليم زيود وهما من منطقة المزرعة بالعريش.. ولم يتم التعرف على صاحب الجثة الثانية لعدم وجود الرأس.. لا تزال جثتي الذين لقيا مصرعهما في حادثي تفجير الجورة بمشرحة المستشفى أيضا في انتظار تحليل الحامض النووي لتحديد شخصيتهما.

ولقي رائد مباحث أمن الدولة مصرعه وإصابة أميني أثناء قيامهم بتمشيط منطقة ” خشم المستن ” بالريسان شمال منطقة المغارة بوسط سيناء عاجلهم أحد المطاردين بطلقات نارية. وتوفت يوم الاثنين الماضي مريم حسين سليمان 65 عام من ضحايا تفجيرات دهب ولم تسلم جثتها لأهلها للتعنت في إنهاء التصريح لها بالدفن، ومازالت سالمه سلامه حسن 50 عام مصابة وتتلقي العلاج.

وانتهت نيابة شمال سيناء إلى تحديد ملابسات واقعة الجورة والشيخ زويد كحادث إرهابي يستهدف النيل من أمن البلاد وتعريض حياة المواطنين للخطر, إلى جانب سبق الإصرار والترصد للاعتداء على أجانب في المنطقة، إلا أن انتهاكات الشرطة لم تنتهى فى سيناء.