27/8/2008
أنتقد محللون برلمانيون ونشطاء مجتمع مدنى أداء الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين واتهموا أعضائها بالارتجالية والسعى وراء الضجة والظهور الأعلامى أكثر من الممارسة البرلمانية والحقيقية ، وقالوا أن الإخوان شركاء أسياسيون فى جريمة قتل الاستجواب البرلمانى كأحد الوسائل الرقابية ، واتهموهم أيضاً بمحاباة رجال الأعمال والدفاع عن هانى سرور فى قضية أكياس الدم الملوثة .
جاء ذلك خلال الندوة التى عقدها المعهد الديمقراطى المصرى أمس لتقييم الأداء البرلمانى لنواب الإخوان المسلمين ضمن سلسلة من الندوات لتقييم الأداء البرلمانى المصرى ، وشارك فيها الأستاذ صبحى صالح والمهندس اشرف بدرالدين نائباً الإخوان المسلمين والمحرر البرلمانى ونائب رئيس تحرير مجلة صباح الخير والأستاذ رامى حافظ مدير وحدة التدريب بالمعهد الديمقراطى المصرى ، وشريف الهلالى مدير المؤسسة العربية لدعم المجتمع المدنى .
دافع نواب الإخوان عن أداء كتلتهم البرلمانية بصورة كبيرة وأكدوا أنهم استخدموا كافة الوسائل الرقابية وتقدموا بأكثر من ألف طلب إحاطة واستجواب وسؤال ، وأشاروا الى مشاركتهم فى كافة مناقشات المجلس وتصديهم بكافة التشريعات التى حاولت الحكومة تم تمريرها رغم تعارضها مع مطالب المواطنين أو مخالفتها للدستور والشريعة الإسلامية على حد قولهم .
انتقد المشاركون فى الندوة ما اعتبروه تناقض للإخوان المسلمين فى معارضة قانون الطفل خاصة فيما يتعلق بختان الإناث ونسب الطفل خارج نطاق الآسرة مع ما يقولونه من احترام حقوق الإنسان والسعى الى إقراراها ، وأكدوا أن العمل البرلمانى الإخوان اتسم بالانتقائية سواء فى القضايا أو الوزراء الذين هاجموهم بشدة .
فى البداية عرض رامى حافظ رؤية المعهد الديمقراطى المصرى حول أداء الإخوان مؤكداً أن أداء الإخوان كان به إيجابيات وسلبيات ، أما إيجابياته فرصدوها فى الحضور الدائم للجلسات وإحراج أعضاء الحزب الوطنى والحكومة واستخدام كافة الوسائل الرقابية ، وقال رامى : أن سلبيات أداء الإخوان تنحصر فى الاهتمام بقضايا دولية مثل قضية فلسطين على حساب قضايا داخلية وأنشغالهم بالمحاكمات العسكرية بصورة فئوية وكأنها قاصرة على الأخوان فقط وكذلك غياب رؤية واضحة للأداء البرلمانى للكتلة وتخبط أدائهم ما بين الليبرالية أحياناً والاشتراكية أو القومية أو الإسلامية أحياناً أخرى ، وأخيراً معارضتهم غير المبررة لمشروع قانون الطفل رغم إعلانهم الدفاع عن حقوق الإنسان .
عقد عبد الجواد ابوكب مقارنة بين أداء الإخوان المسلمين فى هذا الفصل التشريعى وأدائهم فى الفصل التشريعى السابق ، وقال عندما كان عدد الإخوان 17 عضو فقط فى البرلمان كان أدائهم أفضل منه الآن وهم 88 عضو ، وقال كنا فى السابق نرى 17 برلمانى يعملون بصورة حقيقية أما الآن فأغلب نواب الإخوان الـ 88 لا نعرف ماذا يفعلون رغم إننا كنا نعتقد العكس .
انتقد ابوكب ترويج الإخوان لفكرة أنهم تقدموا بألف طلب إحاطة وسؤال واستجواب واعتبار ذلك دليلاً على الأداء المتميز ، وقال : الأداء البرلمانى الحقيقى ليسا بعدد ما استخدم من الوسائل الرقابية فهذا اهتمام بالكم على حساب الكيف وإنها هو بمدى فاعلية استخدام الأدوات الرقابية ، وقال : قد شارك الإخوان كمتهم أول فى قتل الاستجواب البرلمانى وافقداه قيمته لأنهم استخدموه بصورة سيئة بداعى وبدون داعى فأصبحت استجواباتهم فارغة من المضمون وبلا قيمة حقيقية فتحول معها الاستجواب الى وسيلة لبقاء الوزير فى منصبه وتجديد الثقة فيه بدلاً من أداه لاتهامه وإحراجه .
انتقد ابوكب أداء الإخوان فى قضايا الصحة وقال : لم تأخذ هذه القضية نصيبها الحقيقى فى أداء الإخوان وأرجع ذلك إلى شخصية الدكتور حاتم الجبلى وزير الصحة وعدم رفضه أى طلبات للإخوان ، وقال : أن نفس الأمر يسرى على القضايا المتعلقة بوزارة البترول التى قتلها وزير البترول برشوة النواب بوظائف داخل وزراته ، وقال : لقد دافع الإخوان دفاع مرير فاق دفاع نواب الوطنى عن الدكتور هانى سرور فى قضية أكياس الدم الملوثة وهو ما يضع علامة استفهام كبيرة حول علاقة الإخوان برجال الأعمال عموماً وليس هانى سرور فقط .
أضاف ابوكب أن الانتقائية فى التناول كانت الصفة المميزة لأداء الإخوان سواء فى القضايا والموضوعات أو الأشخاص ، وقال : لقد ركز الإخوان عن أزمة تصدير الغاز الأسرائيلى رغم وجود عشرات الكوارث المهمة أيضاً داخل وزارة البترول لم يتحدثوا عنها لان وزير البترول يمنحهم وظائف فيا لأبناء دوائرهم الأنتخابية ، وقال : لقد تعمد الإخوان أيضاً الهجوم على وزير الداخلية تحديداً بسبب المحاكمة العسكرية للإخوان وتعاملوا مع القضية بصورة فئوية متناقضين تماماً مع دورهم كممثلين عن الأمة وتعاملوا وكأنهم ممثلين عن أعضاء جماعة الإخوان المسلمين فقط .
أكد ابوكب أن أداء الإخوان البرلمانى أضف شرعية علي بعض التشريعات غير المنضبطة من خلال اعتراضهم علي التشريع قبل عرضه ثم المشاركة في مناقشاته وهو ما يعطي انطباع بأن أسباب اعتراضهم عليه قد أزيلت رغم أن هذا لم يحدث ، وبرر عبد الجواد هذا الأداء للإخوان بأنه سعي وراء الشهرة الإعلامية وإحداث فرقعة إعلامية بعيدا عن الأداء البرلماني الحقيقى أخيراً عدد ابوكب ايجابيات الأداء البرلماني للإخوان في التنظيم الجيد والوصول للإعلام بصورة قوية واستخدام التكنولوجيا في ذلك .
في بداية حديثه دافع صبحي صالح عن أداء الإخوان وقال أننا نسعى لمصلحه الشعب المصري ونحن أكثر الكتل البرلمانية نشاطا واستخدامنا الوسائل البرلمانية كاملة وتقدمنا بألف استجواب وطلب أحاطه وحصلنا علي إقرارات علاج لأبناء دوائرنا بأكثر من 10 ملايين جنيه ، وقال : فى مجال التشريع تقدمنا بمشروع قانون لتطوير الكادر وتم الموافقة عليه ووافقنا على ثلاثة قرارات بقوانين حول استقلال القضاء وإصلاح مرافقه وناقشنا قضايا اجتماعيه مثل الخبز وقدمنا حلول منها ما أخذ به كإسناد المسألة لجهاز الخدمات العامة للقوات المسلحة ، وقال : بالنسبة لقانون الطفل عن معارضتنا لختان الإناث ورفضنا أن يكون جريمة وهو ما حدث بالفعل لان هناك أراء فقهية تقول انه مستحب وكذلك عارضنا نسب ابن الزنا وقال اعتراضنا سببه أن هذا القانون يعد إملاء غرب امريكي وقد حدث فتوى تجيز ختان الإناث من الأزهر وتم تعديلها بعد التدخل الامريكى وقال اعتراضنا علي قانون الطفل وقضايا المرأة لا يتعارض مع اهتمامنا بحقوق الإنسان .
وأكد صالح أن اهتمام الإخوان بقضية فلسطين لا يعني خروج علي القضايا الوطنية أو تأييد لحركة حماس فقط وإنما لان فلسطين بالنسبة لمصر هو قضيه امن قومي وحماس هي الباقية علي عهد الشعب الفلسطيني وهي الموافقة على حقوقه بعد ما تخلت عنها حركه فتح ، دافع صالح عن نفسه فقضية هاني سرور وقال ما ذكر عن دفاع رموز إخوانية في البرلمان عن هاني سرور حقيقي ولكن أنا هاجمته وقلت أن ما حدث هو جريمة مكتملة الأركان يجب محاكمة هاني سرور عليها
وحول سؤال عن دور الإخوان في الفتنة الطائفية قال صالح الإخوان هم الذين قاموا بدور الدولة في إحداث الفتنة بالإسكندرية وحلوا المسألة بعد فقدان المواطنين الثقة في الأمن وحول سؤال عن علاقة الكتلة البرلمانية للإخوان بمكتب الإرشاد قال صالح الكتلة البرلمانية هي احد أجنحة الإخوان ويشرف عليها احد أعضاء مكتب الإرشاد ونحن نتفق مع المكتب حول القضايا الإستراتيجية الأ أن الممارسة اليومية للنواب تتم بصورة طبيعية لان مكتب الإرشاد ليس متفرغ لمسائل النواب
من جانبه أشار المهندس اشرف بدر الدين أن النواب الإخوان كان لهم دور مهم في مناقشة الموازنة العامة للدولة وقال رغم أن الحكومة كان لديها عجز 2 مليار جنيه فإننا تقدمنا بتعديل ونقل من ميزانية بعض أبواب الموازنة الى ميزانية أبواب اخرى بما يحقق مزيدا من العدالة الاجتماعية ويجعل بالميزانية العامة فائض 10 مليارات جنية الأ أن الحكومة رفضت ذلك ، وقال : لقد تبني نواب الإخوان كافة القضايا الاقتصادية ودافعوا عنها واعترضنا علي أن يحصل بعض رجال الأعمال علي 2 مليار جنيه دعم للصادرات في حين أن مليون أسرة مصرية يحصلون علي مليار جنية فقط كمعاش اجتماعي وقال لقد طالبنا بزيادة ميزانية صيانة المنشآت دون جدوى وقال لقد أوقفنا بيع شركة سيد للأدوية وكان لنا موقف قومي في قانون منع الاحتكار والمحاكم الاقتصادية وتصدير الغاز وطالبنا بإلغاء كافه اتفاقيات الحكومة لبيع الغاز .
في كلمته هاجم شريف هلال أداء الإخوان المسلمين البرلماني واتهمهم بالتناقض الشديد فى العديد من القضايا وقال لقد اعترض الإخوان علي معاهدة القضاء علي التمييز ضد المرأة واعترضوا علي القانون الطفل برغم تغنيهم ليل نهار بحقوق الإنسان واحترام المواثيق الدولية وقال لقد اعتاد الإخوان علي الأخذ بالاتفاقيات الدولية عندما يكون ذلك فى مصلحتهم ومهاجمتها ووصفها بأنها ضد الشرع والعادات التقاليد أذا اختلفت مع توجهاتهم .