الطفل نعيم من فيلم “بحب السيما”
24 اغسطس 2004م
آثار فيلم بجب السيما جدلا واسعا وصل إلي حد رفع دعاوى قضائية ضده أمام المحاكم والمطالبة بمصادرته، قد سبقت هذه الحملة ضد الفيلم حملات أخرى ضد أعمال إبداعية أخرى أخرها رواية نوال السعداوى “سقوط الأمام” وكتاب إقبال بركة “الحجاب” وكتاب ” تحيا اللغة العربية…. يسقط سيبوية ” لـ شريف الشوباشى، فالحملة ضد الفيلم هي جزء من سلسلة طويلة من الهجوم على الإبداع والمبدعين ضد حرية الرأي والتعبير والإبداع. إن استمرار هذه الحملات لأكثر من ثمانون عاما (كتب الشعر الجاهلي لطه حسين) وازديادها بشكل ملحوظ خلال الحقبتان الأخيرتان يؤكد أنها انعكاس للمناخ غير الديمقراطي في بلادنا الذي يؤسس لمعدات حرية الرأي والتعبير والحق في الإبداع. كما يؤدي إلى حالة من الاستقطاب داخل المجتمع وتعبئتهم في حملات مقدسة بدعوى المحافظة على الدين أو التقاليد أو التراث، و يحرم المجتمع من إدارة نقاش جاد حول مشاكله الحقيقية يكون المواطن فيها هو صاحب الرأي والحكم في قضياه المختلفة.
هذا المناخ يؤدي إلى ترسيخ الفكر القمعي والاستبدادي داخل المجتمع فتظهر العنصرية وتثار النعرات الطائفية، ويتم تغييب المجتمع عن مناقشة قضاياه ومشكلاته وأهمها القهر السياسي والاقتصادي والاجتماعي للمجتمع والذي لا يفرق بين المصريين، و نؤكد هنا أن مشاكل مثل تلك التي تواجهها الأقليات و منها المسيحيون كان يمكن احتوائها في ظل مناخ مغاير يطلق حرية الرأي والتعبير يمكن في هذه الحالة طرح هذه المشكلات للحوار والتوصل فيها إلى حلول بدلا من أسلوب الكبت الذي يجعلها عرضة للانفجار مع أي حدث صغيرا كان أو ضخما. إن جوهر حرية الرأي والتعبير هو أن يكون من حق أي شخص التعبير عن رأيه دون قيد أو شرط، وأن يكون من حق الآخرين الاختلاف معه في الرأي دون الحجر عليه أو مصادرة رأيه. فالنقاش العام والفاعل هو الطريقة المثلي للاختلاف في الآراء وليس ساحات المحاكم. وعلى هذا فالرقابة بشكل عام والتي ترتدي منها الثوب المقدس على وجه الخصوص- سواء من جانب الأزهر أو الكنيسة- هي خطر يتهدد المجتمع ككل وليس فقط المبدعين والكتب والفنانين، وهو ما يفرض علينا أن نكون معاً من أجل :
” إطلاق حرية الرأي والتعبير والإبداع، وإلغاء كافة التشريعات التي تقيد هذه الحريات. ” تعديل المادة )98و( من قانون العقوبات الخاصة ب”ازدراء الأديان” والمصاغة بشكل غامض وفضفاض يسمح باستعمالها لتقييد حرية الفكر والرأي والإبداع ” إلغاء كافة أشكال الرقابة الرسمية والدينية على الفكر والإبداع.