3/12/2005

مرحلة الفرصة الأخيرة انتهت جولتها الأولي وقد فاز الحزب الوطني بثمانية مقاعد وحزب الوفد بمقعد واحد أما الإخوان المسلمين فقد تلقوا إنذارا شديدا في أن مكاسبهم لابد أن تتوقف عند هذا الحد وأن جولة الإعادة التي ستجري يوم الأربعاء القادم في 67 دائرة من المحافظات التسع (( الدقهلية – الشرقية – سوهاج – أسوان – كفر الشيخ – البحر الأحمر – شمال سيناء – دمياط )) علي 127 مقعدا ستشهد صراعا دمويا ظهرت مقدماته في الجولة الأولي من تلك المرحلة التي سقط فيها المواطن جمعة سعد الزفتاوي قتيلا بالرصاص المطاطي كما أصيب 70 آخرين في تلك المعركة التي وقعت في بلطيم وبالتحديد في الدائرة الرابعة ” الحامول ” بمحافظة كفر الشيخ مما يؤكد أن جولة الإعادة في المرحلة الأخيرة ستشهد المزيد من الضحايا ..فأي ديمقراطية تلك … وأي مجلس هذا الذي يقتضي الوصول إليه أن تدوس علي جثث الناخبين , وباليقين فإن كلمة السر في تلك المرحلة هي الرقم ” 148 ” هذا الرقم اللعين الذي من أجلة استخدم الحزب الوطني كل الوسائل غير المشروعة حتى يعوق وصول المعارضين إلية …! ومن أجل هذا الرقم تحولت الانتخابات إلي معارك حربية وسكبت الدماء والأموال واستخدمت كل الحيل , ووصلت المأساة ذروتها بالاعتداء علي القضاء في المرحلة الثالثة وأيضا في الجولة الأولي من المرحلة الثالثة فقد تم الاعتداء علي 9 من القضاة في أتميدة وبلقاس والمنزلة بالدقهلية وفي أبو حماد بالشرقية …! فالهدف الحقيقي للحزب الوطني ألا يصل المعارضون إلي الرقم ” 148 ” حتى يضمن ثلثي مقاعد مجلس الشعب بما يضمن له تمرير كل القوانين دون معارضة ,

وقد شهدت الجولة الأولي من تلك المرحلة مظهرا جديدا من مظاهر التجاوزات وهو فرض قيود شديدة عل عمل المراسلين الأجانب الذين يقومون بتغطية سير العملية الانتخابية , فقد تم منع مراسلي قناة أبو ظبي من أداء عملهم وتحطيم الكاميرات الخاصة بهم بدائرة العدوة بمحافظة الشرقية , كما صادرت الشرطة شريطي قناتي سي إن إن , بي بي سي , وتعرض مراسل قناة الجزيرة ” عمرو الكحكي ” للمنع من التصوير ومصادرة كاميرات القناة بمحافظة كفر الشيخ , وفي محافظة الدقهلية تم منع مراسلي قناتي العربية والحرة من التصوير وطردهم من منطقة اللجان وعدم السماح لهم بالوقوف أمام أي لجنة انتخابية !

وعلي صعيد الانتهاكات والتجاوزات التي تمت في الجولة الأولي من تلك المرحلة فقد كان أشدها ما حدث في بلطيم بمحافظة كفر الشيخ , فقد قام أنصار الحزب الوطني بغلق اللجان ومنع الناخبين من الوصول إليها للتصويت وشبت معركة دامية أسفرت عن مصرع المواطن جمعة الزفتاوي وإصابة حوالي 70 شخصا , وتم إلقاء زجاجات المياه الغازية علي الناخبين وتحطيم واجهات المحلات التجارية , كما قام الأمن المركزي بالصعود علي أسطح البيوت لتهديد الناخبين في حين رد عليهم الشباب بإلقاء الحجارة عليهم مما تسبب في إصابة العديد من الأطفال والنساء , وفي محافظة الشرقية شهدت دائرة التلين انتهاكات خطيرة من أنصار مرشح الحزب الوطني اللواء يحيي عزمي الذين كانت تساندهم قوات الأمن ,

في الوقت الذي قامت قوات الأمن بفرض حصار أمني حول لجان قري المحمدية والخرس وأبو طوالة وذلك بهدف عرقلة الناخبين الذين يعتزمون الإدلاء بأصواتهم لمرشح الجبهة الوطنية ونائب رئيس حزب الوفد محمود أباظة حيث تم منع الناخبين من الدخول للتصويت بحجة أنهم لا يحملون بطاقات انتخابية , وفي قرية الزنكلون قام البلطجية بإحراق إطارات الكاوتشوك عند مدخل القرية وتجمعوا بكثافة أمام اللجان لمنع الناخبين من دخول اللجان , وفي قرية بيسنة عامر تم السماح لعمدة القرية بالتواجد داخل اللجان وذلك لصالح مرشح الحزب الوطني, أما في قرية الربعماية فقد شهدت لجنة الشئون الاجتماعية وجود البلطجية متسلحين بالشوم لإرهاب الناخبين المعارضين, وفي لجان قرية بندق منع رؤساء اللجان دخول مندوبي أولاد الأرض لحقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدني وقام بلطجية تابعين لمرشح الحزب الوطني بالاعتداء عليهم في أكثر من لجنة ..! كما قام رئيس اللجنة رقم ” 50 ” بالمعهد الديني بقرية ميت باشا بحث الناخبين علي التصويت لمرشح الحزب الوطني .

وفي مدينة الزقازيق شهدت لجان المعهد الفني التجاري ومدرسة الناصرية الابتدائية وجمال عبد الناصر أعمال بلطجة استخدمت فيها السنج والسيوف وقام أحد البلطجية بالتهجم علي المستشار أحمد الديب رئيس لجنة مدرسة الناصرية, كما قامت بعض السيدات المسجلات في قضايا بلطجة بإفتعال مشاجرة أمام نفس اللجنة بهدف دفع الشرطة إلي إغلاق اللجنة وهو ما حدث بالفعل , كما ظهرت الرشاوى الانتخابية وشراء الأصوات أمام لجنة مدرسة عبد الله فكري وارتفع سعر الصوت الواحد من 20 جنيها في الصباح إلي 50 جنيها في الرابعة مساء وذلك لصالح مرشح الحزب الوطني , أما في قرية السعادات بمركز بلبيس فقد قامت الشرطة بمحاصرة القرية منذ الصباح الباكر لمنع وصول الناخبين إلي اللجان خاصة ولأن تلك القرية هي مسقط رأس مرشح حزب الوفد محمود أباظة مما أدي إلي تجمهر الناخبين بشكل مكثف أمام اللجان ولما فشلت الشرطة في مواجهتهم قامت بإطلاق الرصاص المطاطي علي الناخبين وأهالي القرية مما أدي إلي حدوث اشتباكات بين الأهالي والشرطة , وفي محافظة سوهاج وفي دائرة البندر فقد تم القبض علي ثمانية من مندوبي اللجان لمرشح الإخوان وحدثت مشاجرات بين أنصار المرشحين , كما قامت قوات الأمن بغلق لجنة الإعدادية الجديدة وتم فتحها بعد ساعتين بسبب أحداث بلطجة بين أنصار مرشح الوطني أحمد أبو حجي والمرشح المستقل مازن أبو النور .

ولأول مرة في سوهاج قام المرشحون بدفع رشاوى ماليه للناخبين من أجل التصويت لصالحهم حيث قام الدكتور عربي المدني المرشح المستقل بدفع 200 جنيها لكل ناخب للتصويت له ورد عليه أبو حجي بأن قام بدفع 100 جنية و”أربعة كيلو سمك لكل ناخب , وقامت قوات الأمن بالقبض علي 8 أشخاص من أنصار المرشح المستقل ببندر جرجا أثناء توزيعه 50 جنيها لكل ناخب أمام لجنة مجلس مدينة جرجا …!

وفي محافظة دمياط فرضت أجهزة الأمن حصارا علي مقار اللجان الانتخابية بمدينة دمياط وتم إغلاق المداخل الموصلة إليها لمنع الناخبين من التصويت وكثفت قوات الأمن تواجدها أمام اللجان ذات الثقل الانتخابي لمرشحي المعارضة والإخوان وانتشرت السيدات المسجلين أمام لجان السيدات لإرهابهن وإجبارهن علي التصويت لمرشحي الحزب الوطني , وشهدت لجنة السيدات بالمعهد الديني العديد من أحداث العنف .

أما في محافظة الدقهلية وفي دائرة نبروه فقد قامت قوات الأمن بإغلاق اللجان بقرية درين مسقط رأس فؤاد بدراوي مرشح الوفد والجبهة الوطنية للتغيير ولم تسمح للناخبين بالتصويت في لجان تلك القرية والتي تبلغ 11 لجنة إلا علي فترات متباعدة مما أدي إلي ضعف عملية التصويت , وقد شهدت تلك الدائرة تسريب بطاقات التصويت وتداولها بين مندوبي بعض المرشحين وهو ما فتح الباب أمام تزوير الانتخابات بطريقة ” البطاقة الدوارة ” خاصة وان بعض المرشحين لجأ إلي شراء الأصوات بأسعار بدأت ب 50 جنيها وارتفعت إلي 250 جنيها للصوت الواحد …!

وفي دائرة أجا وفي منية سمنود مسقط رأس رأفت سيف مرشح الجبهة الوطنية ونائب رئيس حزب التجمع رفض رئيس اللجنة رقم 113 السماح للناخبين بالتصويت إلا لمن يحمل بطاقة الرقم القومي فقط , وعندما تجمهر المواطنون هددهم بالسلاح الذي كان بحوزته – هذا ما أكده لنا شهود العيان أبو زيد الحنفي أبو العينين , سيد إسماعيل , وفي اللجنة رقم 123 بمدرسة منية سمنود الثانوية رفض رئيس اللجنة دخول المراقبين تماما , كما رفض رئيس اللجنة رقم 119 السماح للناخب إبراهيم أحمد منصور الإدلاء بصوته بالرغم من أنه كان يحمل بطاقة الرقم القومي والبطاقة الوردية وقال له ” تعال الساعة 6 … ” وعندما عاد الناخب الساعة السادسة وجد شخصا آخر وقد أدلى بصوته في الكشوف ..! أما في اللجنة رقم 89 بقرية ميت دمسيس فقد تم السماح للناخبين بالإدلاء بأصواتهم من خلال التعارف لصالح مرشح الإخوان المسلمين حسين سبع وهو أيضا ما حدث في قرية ميت العامل مسقط رأس مرشح الحزب الوطني فقد تم التصويت عن طريق التعارف وخاصة لجان السيدات …!

وفي قرية صهرجت الصغري تم إغلاق اللجان ومنع الناخبين من الإدلاء بأصواتهم نظرا لوجود كردونات الشرطة حتى الساعة 12 ظهرا , وقد لاحظنا أن الكشوف الانتخابية في قرية سمنود المعلقة علي جدران اللجان ليست متطابقة مع تلك الكشوف الموجودة بداخل اللجان …! وقد ظهرت في دائرة أجا ظاهرة شراء الأصوات من خلال مرشح الإخوان حسين سبع الذي كان يوزع مظروفا مكتوبا عليه ” صوتك لله يا أخي ” وبداخل المظروف 20 جنيها …!

وهو ما قام به أيضا مرشح الحزب الوطني عبد الفتاح دياب الذي كان يشتري الصوت الواحد ب 30 جنيها , الغريب في الأمر أيضا أن عملية الفرز لدائرة أجا تمت بشكل عشوائي وفي أماكن متفرقة لأن الخيمة المعدة لذلك كانت صغيرة والإضاءة بها ضعيفة , الأغرب … أنه في الساعة الثالثة صباحا وبعد انتهاء عمليه الفرز بساعات تم إدخال ثلاثة صناديق تحمل رقم 29 , 48 ولم نتمكن من معرفة رقم الصندوق الثالث وبرر لنا رئيس اللجنة ذلك بأنه كان يتم فرز تلك الصناديق في فصول المدرسة …! وتأخر إعلان النتيجة بعد الفرز بما يقرب من 6 ساعات , وقبل إعلان النتيجة بساعة كاملة طلب رئيس اللجنة إبعاد المرشحين للتداول وإعلان النتيجة

أما في دائرة اتميدة فقد رصد مندوب أولاد الأرض أن اللجنة رقم 59 بقرية كوم النور لم تفتح إلا الساعة العاشرة صباحا وانهت أعمالها في السادسة مساءا ..!” أما في اللجنة رقم 55 وبعد حلول المساء فقد انقطع التيار الكهربائي فجأة مما دفع بمرشح الحزب الوطني بإحضار ماكينة كهرباء للإنارة إلا أن رئيس اللجنة اعترض علي صوت الماكينة المزعج وقرر إيقافها ولذا لم يتمكن أغلب الناخبين من الإدلاء بأصواتهم في هذه اللجنة …! وفي قرية المقدام لم يسمح بدخول وكلاء المرشحين وتعمدت الشرطة تعطيل التصويت وذلك بالسماح لاثنين فقط من الناخبين بالدخول إلي اللجان كل 15 دقيقة …!

وفي قرية البوها سمح بالانتخاب من خلال التعارف ودون تحقيق الشخصية وكان كافة المندوبين عن مرشحي الحزب الوطني , الغريب في الأمر أننا لم نعثر علي أثر لرجال الشرطة في تلك القرية …! وفي قرية سنتماي تم تقفيل صناديق الانتخابات بالكامل من خلال السماح للناخبين بالإدلاء بأصواتهم عن طريق التعارف .

وفي قرية سنفا مسقط رأس د . محمد منصور مرشح الوفد والجبهة الوطنية للتغيير منعت الشرطة وصول الناخبين ” إلي مقرات الاقتراع من خلال الكردونات الأمنية التي فرضتها حول اللجان مما أدي إلي تجمهر عدد كبير من الناخبين ورددوا شعارات تندد بتزوير الانتخابات فأطلقت الشرطة عليهم القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي مما أدي إلي إصابة المواطن إبراهيم ابن عم الدكتور محمد زارع مرشح حزب العمل , وقد تقدم د . محمد منصور بشكوى إلي رئيس اللجنة ولكنه لم يحرك ساكنا ..!

أما مرشح الإخوان المسلمين شفيق الديب فلم يتم تنفيذ الحكم الصادر لصالحه بتحويل صفته من فئات إلي عمال … وجاءت صفته في بطاقة إبداء الرأي علي أنه ” فئات ” …! وقد لاحظ مندوبو أولاد الأرض التواجد الكثيف لأمن الدولة داخل لجنة الفرز بالإضافة إلي الكردونات الأمنية الشديدة..!

وكانت أجهزة الأمن قد ألقت القبض قبيل الانتخابات علي 14 مواطنا في دائرة أتميدة وهم صلاح محمد حسن من قرية كفر المقدام , وشاكر عطا ,يوسف عبد اللطيف ,أيمن أحمد السيد , عبد اللطيف محمد ,ناصر أنسي الغريب ,علي عبد المقصود ,فتحي البغدادي ,عاصم عبد المقصود من قرية كوم النور وضياء محمد محمد شرف الدين وشقيقه علاء وفتحي محمد الفطتري وحامد إبراهيم منهان ومحمد البيومي وهدان من قرية سنفا , وجميعهم من دائرة أتميده …!

أما في دائرة ميت غمر فقد ألقت أجهزة الأمن قبل الانتخابات بساعات علي الدكتور خالد الديب في عيادته وتم تحرير قضية حمل أسلحة بيضاء له وقررت النيابة حبسه 4 أيام علي ذمة القضية رقم 18773 لسنة 2005 وفي يوم السبت الثالث من ديسمبر قرر قاضي المعارضات إخلاء سبيله إلا أن الشرطة لم تخل سبيله حتى الآن , وقد تكرر نفس الأمر مع كل من عصام سيد أحمد عبد الرحمن وعلي عيسي وعماد معوض من قرية ميت ناجي وأيضا علي كل من خالد خميس ومحمود عليوة وحمد جمال سليمان ورضا محمد صبره من قرية صهرجت الكبري , وفي يوم الانتخاب ومن أمام اللجنة ألقت الشرطة القبض علي كل من محمد خالد الديب وعلي حسن عبد المقصود من أمام مدرسة رقي المعارف كما تم القبض علي كل من عاصم محمد عبد المقصود ومصيلحي صلاح عدس من أمام مدرسة السادات وعلي كل من علي مجدي أبو حسين وفتحي بغدادي وناجي أنسي محمد الغريب من مدينة ميت غمر …!

وقد شهدت دائرة ميت غمر الكثير من الانتهاكات والتجاوزات , فقد قام رئيس اللجنة رقم 133 بالمعهد الديني بمدينة ميت غمر بطرد مندوبي المرشحين بحجة ضيق المكان , كما قام بغلق اللجنة أثناء تواجد المرشح عبد الفتاح البحراوي فيها لمدة 15 دقيقة وبعد فتحها قام بنزع الستارة التي يدلي بالتصويت خلفها ووضعها علي باب اللجنة , وقد قدم فاروق حسين مرشح الجبهة الوطنية بلاغا بذلك إلي رئيس اللجنة …! , كما قامت الشرطة بحشد العديد من البلطجة والمسجلين الخطر أمام اللجان في مدرسة ميت غمر الثانوية العسكرية مما أدي إلي إرهاب وإعاقة دخول الناخبين , أما في مدرسة الصديق فقد رفض رئيس اللجنة دخول مندوب أولاد الأرض ملاك متري وذلك لعدم اعترافه بعملية المراقبة علي حد قوله , وفي لجنة مدرسة السلام قام رئيس اللجنة بالانتخاب بدلا من الناخبين لصالح المرشح المستقل عبد الفتاح البحراوي …!

وفي مدرسة نبيل بكر وفي اللجنة رقم 48 بقرية صهرجت الكبري رفض القاضي دخول المراقبين بل وهددهم بالاعتقال إذا اقتربوا من اللجان مرة أخري …! وفي لجنة المعهد الديني بقرية ميت ناجي منع الأمن الناخبين من التصويت لمدة ساعة ونصف بحجة التزاحم والتجمهر …!

وقد شهدت لجنة الفرز في دائرة ميت غمر الكثير من العجائب والتي بدأت بغلق صناديق الاقتراع في اللجان رقم 118 , 119 , 120 , 121 بمدرسة قاسم أمين الساعة السادسة والنصف مساء , الغريب في الأمر أن صناديق هذه اللجان خرجت فارغة تماما من بطاقات إبداء الرأي حيث تم وضعها في أكياس سوداء اعترض مندوبه فاروق حسين مرشح الجبهة الوطنية علي ذلك هددها رئيس اللجنة بالاعتقال إذا تكلمت معه في ذلك الأمر مرة أخري …!

وأمام باب لجنة الفرز رأي مندوب أولاد الأرض الشرطة وهي تلقي القبض علي محمود إسماعيل علي وكيل المرشح الحنفي صدقي والذي يحمل استمارات إبداء الرأي الخاصة باللجنة رقم 33 بقرية ميت ناجي في ” ظرف أصفر ” …!

وعندما استفسر مندوب أولاد الأرض عن هذا من وكيل المرشح قال له ” أنا مالي …. رئيس اللجنة هو اللي إداني الظرف وقال ليه ودية للجنة الفرز …! ” وقد حاول الأمن منع دخول المراقبين إلي لجنة الفرز ولكنه سمح لبعضهم بالدخول بعد إصرارهم علي ذلك , وقد تبين لنا بعد الدخول أن عملية الفرز قد بدأت في غياب أغلب المرشحين أو مندوبيهم …!

أما أغرب ما حدث في لجنة الفرز هو وجود الصندوق رقم واحد من لجنة انتخابية بقرية سنفا , وهي القرية التابعة لدائرة أخري ولا تتبع دائرة ميت غمر , ولم يتم اكتشاف هذا الأمر إلا بعد فرز الصندوق في لجنة دائرة ميت غمر وذلك في الساعة الحادية عشر مساء وقد تم إرسال الصندوق بعد ذلك إلي لجنة فرز دائرته …! وقد لاحظ مندوب أولاد الأرض أنه لا يتم الإعلان عن نتيجة الأصوات في كل صندوق علي حده فتقدم بطلب موقع من 17 مرشح إلي رئيس اللجنة مطالبا فيه بإعلان نتيجة كل صندوق علي حدة إلا أن رئيس اللجنة رفض ذلك تماما … ولم تعلن النتيجة إلا في الخامسة صباحا …! ولم تنتهي الغرائب عند هذا الحد فقد لاحظ مندوبو أولاد الأرض أن عدد الأصوات الصحيحة التي تم الإعلان عنها هي 59131 صوتا حصل منها المرشحين الفئات جميعهم علي 69728 صوتا أما العمال فقد حصلوا جميعهم علي 48553 صوتا بما يعني أن الفارق بين الفئات والعمال وصل إلي 21175 صوتا وهو أمر نادر الحدوث أو يستحيل حدوثه … أما الأغرب في أن ما حصل عليه الفئات والعمال يزيد عن مجموع الأصوات الصحيحة ب 19 صوت فمن أين جاء رئيس اللجنة بتلك الأصوات …!

تلك كانت بعض الانتهاكات التي تم رصدها في الجولة الأولي في المرحلة الثالثة وهو الأمر الذي يشير بوضوح عما يمكن أن يحدث في جولة الإعادة من معارك دامية للفوز بالبقية الباقية من مقاعد مجلس الشعب …!

” من جانبنا … فإن أولاد الأرض لحقوق الإنسان إذ تؤكد … أن الحزب الوطني سيستخدم كل الطرق المشروعة وغير المشروعة في جولة الإعادة للحيلولة دون وصول قوي المعارضة إلي الرقم 148 فإنها في الوقت ذاته تحذر من أن تلك الممارسات غير الشريفة ستؤدي في النهاية إلي يأس الجماهير من الإصلاح عن طريق صناديق الاقتراع مما يفتح الطريق إلي الفوضى وخراب هذا الوطن …!