26/11/2005

تحت شعار انتخابات مصرية حرة نزيهة وعادلة ، قامت اللجنة المصرية المستقلة لمراقبة الانتخابات المكونة من 16 منظمة أهلية مصرية يقودها مركز ابن خلدون بتأهيل و اعداد اكثر من 5000 مراقب لمراقبة الانتخابات التشريعية من أجل ضمان نزاهة و مصداقية العملية الانتخابية . و يراقب المرحلة الثانية من الانتخابات 1500 مراقب موزعين على تسع محافظات تحتوى 68 دائرة انتخابية يجرى التنافس فيها على 121 مقعدا بين أكثر من 242 مرشحا.

تقييم مرحلة التصويت

مع الأسف فقد استمر منع معظم مراقبى اللجنة المستقلة من مراقبة عملية التصويت ، حتى مع حمل بعضهم لتصريحات الدخول المعتمدة من وزارة العدل . و تشير المعلومات المبدئية ان نسبة كبيرة من المراقبين المخصصين لمراقبة عملية الفرز وعددهم 250 مراقب سوف يتم منعهم . واللجنة المستقلة تتوجه الى السلطات المعنية لسرعة التدخل لتطبيق القانون و اتاحة الفرصة أمام مراقبيها للمراقبة الكاملة لأعمال الفرز .

ان اللجنة لا تستطيع ان تصف العملية الانتخابية بالنزاهة و العدالة و الحرية اذا لم يتمكن المواطنون من مراقبتها و التأكد بأنفسهم من صحة تعبير النتائج عن خيارات الناخبين فى كافة مراحلها. ولهذا تصبح مراقبة الانتخابات فى عملية التصويت فقط غير ذات معنى اذا لم يتمكن المراقبون من التأكد من الاجراء التالى للتصويت وهو الفرز.

ان اللجنة المستقلة لازالت تسجل تراجعا مستمرا و ملحوظا فى العملية الانتخابية من خلال تزايد أعمال العنف المنظم و تحيز السلطات الأمنية والتهميش المتعمد للمعارضة ، خصوصا للإخوان المسلمين . وقد بدا واضحا من الانتهاكات و الخروقات التى رصدتها اللجنة اليوم ان هناك تخطيط منظم من اجل منع أصوات المعارضة من التعبير عن نفسها بحرية و أمان.

عمليات واسعة من منع التصويت :

كنتيجة للتعليمات الجديدة التى أصدرها وزير الداخلية الأخرى بتشديد الحراسة و تأمين مقرات الاقتراع لمنع العنف أثناء الانتخابات فقد امتلئت مقرات الاقتراع بتواجد مكثف لقوات الأمن الذين قاموا بعمل كاردونات مكثفة حول مراكز الاقتراع ، و لكن هذه التواجد لم يعمل لصالح تأمين و نسهيل العملية الانتخابية كما كان مفترض له ولكن تم استخدامه من أجل تحقيق مكاسب مباشرة للحزب الوطني. فقد شهدت الدوائر التى يتنافس فيها الاخوان المسلمون مجموعة كبيرة من الانتهاكات و الخروقات المتصاعدة حيث قامت قوات الأمن ، يساعدها بعض المسئولون التنفيذيون والحكوميون بالتدخل لمنع المراقبين من دخول اللجان ، خصوصا من مؤيدو المعارضة و الأخوان المسلمون وعندما تدخل بعض القضاة لايقاف ذلك قامت السلطات الأمنية باهانتهم . مما جعل القضاة يعلنون ايقاف التصويت فى هذه اللجان. وقد تكرر ذلك فى دوائر مثل ، طنطا بالغربية ، كفر الدوار بالبحيرة ، ابشواى بالفيوم والعامرية بالاسكندرية .

ونتيجة لعملية منع أنصار الاخوان المسلمين من التصويت طوال اليوم فقد انتشرت المظاهرات و المسيرات الاحتجاجية لهم طوال اليوم مما أعطى الفرصة سانحة لقوات الأمن لقمع و اعتقال العشرات منهم من اجل حفظ النظام .

وترى اللجنة المستقلة لمراقبة الانتخابات أن دور السلطات الأمنية لا يجب ان يتعدى بأى حال من الاحوال حفظ النظام العام للتدخل لصالح او ضد اى من الأطراف المتنافسة فى العملية الانتخابية.

ولكن فى نفس الوقت فإن اللجنة تعلن قلقها من توارد مجموعة خطيرة من الانتهاكات الواسعة التى أثرت على مصداقية و نزاهة العملية الانتخابية . وقد تضمنت هذه الانتهاكات : شراء الاصوات و تعديل متعمد لقوائم الناخبين .

نسبة مشاركة ضعيفة نسبيا:

بناء على ملاحظات المراقبين فى مختلف المحافظات فإن نسبة المشاركة فى مختلف جهات الجمهورية لم تتجاوز 18% من نسبة الناخبين المسجلين فى اللجان الانتخابية التى راقبتها اللجنة المستقلة حتى انتهاء أعمال التصويت فى تمام الساعة السابعة مساء . وترى اللجنة المستقلة ان معدل العنف المتصاعد و عمليات منع التصويت الواسعة مسئولة مسئولية مباشرة عن تدنى نسبة المشاركة لهذه الانتخابات.

انتهاكات عملية التصويت :

احتجاز المراقبين و منعهم من دخول اللجان

استمرت السلطات الانتخابية فى رفض السماح لمعظم راقبي اللجنة المستقلة بالدخول داخل اللجان خلال فترة التصويت خلافا لما حدث فى انتخابات المرحلة الأولى . و اللجنة تعيد تأكيدها على ان أية قرار يحد من قدرة المنظمات الأهلية على المراقبة الكاملة و المستقلة و الفاعلة لجميع أعمال العملية الانتخابية منذ الفتح ومرورا بالتصويت و انتهاء بالتصويت سيضر بصورة كبيرة بنزاهة و شفافية العملية الانتخابية.

وفى دائرة طنطا بالغربية بمدرسة الشهيد العريان قام اللواء / محمد أبو زيد بغلق اللجنة و قبض على ثلاث مراقبين تابعين للجنة بالرغم من حملهم لتصريحات وزارة العدل المعتمدة.

حالات عنف

بالاضافة الى حالات العنف التى رصدتها اللجنة المستقلة فى التقرير الصادر صباح اليوم فقد أفاد المراقبون التابعون للجنة بتزايد هذه الحالات التى تركزت فى المناطق التى تنافس فيها مرشحوا الاخوان المسلمون فى الاعادة.

بلجنة كفر الغتال بدائرة زفتى بالغربية يقوم انصار المرشح الحزب الوطني عبد الأحد جمال بالقاء زجاجات ينزين و جاز على أنصار مرشح الاخوان ولسد الشتامي . وفى دائرة المحلة الكبرى يقوم أنصار مرشح الحزب الوطنى باطلاق زخيرة حية لترويع الناخبين. وفى طنطا تم تفريق مظاهرة للاخوان المسلمين بمدرسة سعيد العريان بالقنابل المسيلة للدموع. ولجنة الجعفرية هناك مشاجرة بين مرشح الحزب الوطني شريف حازم ومشرح الاخوان ابراهيم زكريا و تم اعتقال مجموعة من البلطجية المشاركين فى المشاجرة.

بالبحيرة هناك مظاهرة كبيرة امام مركز رشيد يزيد تعدادها على الفين شخص احتجاجا على منع مؤيدي مرشح الاخوان المسلمين الدكتور عبد الحميد زغلول من التصويت . و فى دائرة كوم حمادة بلجنة رقم 11،12 تم اقتحام مدرسة السيدة صفية بواسطة بلطجية قاموا بالسيطرة على المكان . و فى لجنة مدرسة الخاوى بوادى النظرون تم تكسير جميع الصناديق فى 8 لجان من لجنة 55 الى لجنة 62 .

وفى السويس بمدرسة سامي البارودى يتم منع الناخبين و احتجاز مجموعة من النساء بواسطة مجموعة من البلطجية . وهناك تبادل وتراشق بالألفاظ بين الشرطة و مؤيدو الاخوان المسلمين امام مدرسة صلاح نسيم.

وفى بورسعيد بالدائرة الثالثة يقوم أنصار المرشح سيد متولى المدعوم من الحزب الوطني باستخدام العنف ضد مرشح حزب الوفد محمد شردى.

وفى دائرة نجح حمادى بقنا هناك تبادل لاطلاق النار بين أنصار المرشحين فتحى قنديل و عبد الرحمن الغول.

اعتقالات واسعة لمؤيدي المرشحين و مندوبيهم فى الاسكندرية بدائرة غبريال وأمام مدرسة السلام تم اعتقال ما يقرب من 200 من أنصار الاخوان المسلمين ، منهم 50 سيدة، و ذلك اثر اشتراكهم فى تظاهرة سلمية احتجاجا على منعهم من التصويت.

وفى ابشواى بالفيوم تم اعتقال مرشح الاخوان عبد الرحمن حسن عبد الرحمن و معه قرابة 100 من أنصاره و التحفظ عليهم فى مركز ابشواي .

فى بورسعيد بالدائرة الأولى شرق تم القبض على 35 من أنصار مرشح الاخوان احمد الخولاني أثناء مروره أمام اللجان الانتخابية.

وفى دائرة قوص بقنا تم اعتقال 20 من أنصار مرشح الاخوان هشام أحمد .

وفى البحيرة بدائرة وادى النطرون تم القاء القبض على مرشح الاخوان محمد شتات و مجموعة من أنصاره و مندوبيه بعد احتجاجات قام بها المرشح نتيجة منع الآلاف من أنصاره من التصويت .

وفى دائرة بسيون تم القبض على خمسة من أنصار الاخوان المسلمين.

انتهاكات أخرى

فى معظم الحالات سجل المراقبون حدوث أنشطة دعائية و تأثير على ارادة الناخبين بالترهيب و الترغيب قام بها جميع المرشحين من الحزب الوطني و المعارضة و المستقلين داخل و خارج اللجان . وتؤكد اللجنة ان هذه الانشطة الدعائية هى المحرك الرئيسي لاشعال الشجارات واحداث العنف بين المرشحين خلال الانتخابات . كما لوحظ استهداف مؤيدوا الاخوان المسلمين بصورة أكبر فى عمليات الترهيب و التهديد على أبواب اللجان.

مازالت الشكاوى من المواطنين حول أخطاء فى قوائم الناخبين فى جميع الدوائر مستمرة فى هذه الجولة من الانتخابات. وتزايدت معدلات الشكاوى من تعديل قوائم الناخبين ، او عدم اكتمالها . حتى ان البعض اشتكى من عدم قدرته على ايجاد اسمه فى الكشوف رغم ايجاد اسمه و قيامه بالتصويت فعلا فى الجولة الأولى من المرحلة الثانية.

كما سجل المراقبون حالات عديد من منع مندوبي مرشحى المعارضة و الاخوان المسلمين من الدخول الى اللجان، و حالات متعددة من شراء الأصوات وتعديل قوائم الناخبين . ففى دائرة المطامير بالبحيرة يقوم مندوبي مرشح الحزب الوطني حمدي قريطم برشوة الناخبين بصورة علنية . و فى دائرة الأربعين بالسويس يقوم أنصار مرشح الحزب الوطني رمضان ابو الحسن بعرض مبلغ 20 جنيه و وجبة مجانا لكل من يصوت له وفى دائرة قطور بالغربية يعرض مرشح الحزب الوطني سعيد عطية برشوة الناخبين.

وفى الدائرة الأولى بقنا بمدرسة الحلفاوى بحرى يتم التصويت بدون التأكد من هوية الناخبين ولا يتم احترام سرية التصويت.

اللجنة المستقلة لمراقبة الانتخابات