10/12/2005
شهدت جولة الإعادة للمرحلة الثالثة مهازل غير مسبوقة في تاريخ الانتخابات البرلمانية المصرية، إكتملت الأحداث بانتهاء الجولة الثانية من المرحلة الثالثة والتى تميزت هى الأخرى بوقوع تجاوزات تجاوزات فاقت الانتهاكات والتجاوزات التي حدثت في المرحلة الأولى والثانية تبين من خلاله فشل اللجنة العليا للانتخابات فقد جرى تعطيل متعمد للعملية الانتخابية وغاب الحياد الأمني والادارى تمثل فى تدخلات أمنية وادارية سافرة واستخدام سياسة الترهيب والترغيب مع المواطنين لانتخاب مرشحي الوطني، ومنع مراقبي المنظمات المدنية من دخول اللجان ، وصدرت احكام بالغاء الانتخابات في دوائر بالشرقية والمنصورة وقنا كما رصد المراقبون قيام بعض القضاة بالتأثير على إرادة الناخبين وتوجيهم نحو الإدلاء للوطني. وكما هى العادة سوف نلقى الضوء على أهم الظواهر التى تلفت النظر فى هذه المرحلة وذلك على النحو التالى
غياب الحياد الأمني والإداري
تعطيل متعمد للعملية الانتخابية فى بعض الدوائر
قامت قوات الأمن المركزي بمحاصرة أغلب اللجان فى بعض الدوائر
ففى دائرة بندر ومركز دمياط تم إغلاق حوالى90% من اللجان بالدائرة أمام مندوبى المرشحين والناخبين والمراقبين من قبل الأمن واللجان التى تم غلقها تماما من الساعة السابعة صباحا هى لجان مجمع مدارس الخياط ومجمع المعهد الأزهري سيدات ومدرسة عز الدين الشامى سيدات ومدرسة جمال الدين شيحه سيدات ومدرسة عمرو بن العاص ومدرسة اللوزى سيدات مدرسة المنيا بمنية دمياط ومدرسة الجمرك ولجان التدريب المهنى ومدرسة التجارة المشتركة وبسبب شدة التطويق الأمني لم يتجاوز عدد من أدلوا بأصواتهم في هذه اللجان عشرون ناخباً وهناك لجان لم يدلى فيها ناخب واحد بأى صوت حتى الساعة الخامسة مساءا. وفى ذات الوقت قام بلطجية بإلقاءِ مياه النار على الناخبين لإبعادهم عن اللجان
إطلاق الرصاص الحى والقنابل المسيلة للدموع على الناخبين
وفيما شهدت الجولة الأولى 6 قتلى وعشرات المصابين فان اللجان فى الجولة الثانية تحولت إلى ثكنات عسكرية ففى عزبة اللحم بدمياط تم غلق اللجنة منذ السابعة صباحا ومنع مندوبى المرشحين والناخبين والمراقبين من قبل الدخول وقام الأمن بإطلاق الرصاص الحى لتفريق الناخبين المحتشدين للتصويت مما نتج عنه إصابة المواطن تامر المصرى بطلق نارى فى الرأس ونقل الى المستشفى وحالته حرجة للغاية . كما نتج عن ذلك إصابة المواطن محمد صابر عيد برصاصتين فىالقدم ونقل إلى المستشفى
وفى المنصورة أصيب عشرون مواطناً أثناء المصادمات التي حدثت بين الأهالي بمنية النصر المركزي بينهم اثنين في حالة سيئة هما: وليد ممدوح مجاهد ومحمد زكريا مهران ونقلا لمستشفى الطوارئ بالمنصورة.
في قرية عزبة اللحم بدمياط فقد استخدم الرصاص الحي منذ البداية “بحسب شهود عيان مما أسفر عن مصرع مواطن وإصابة حوالي 150 منهم حوالي 20 في حالة خطرة تم نقلهم إلى مستشفى دمياط التخصصي، والبعض أنتقل إلى مدنية المنصورة (جنوبي دمياط) لحاجته لرعاية طبية مكثفة.
الإعتداء علي المرشحين
وقع اعتداء علي رئيس الحزب العربي الناصري ضياء الدين داود المرشح في دائرة فارسكور بدمياط ومنعه من الادلاء بصوته أمام لجنة الروضة كان ضياء الدين داود قد حاول دخول احد مراكز الاقتراع مع بعض انصاره، وفوجئ باحد رجال الامن يوجه له لكمة قوية في صدره .
كما تعرض احمد حسن امين عام الحزب الناصري للاعتداء اثناء اعتراضه علي اغلاق اللجان نتيجة قيام أحد الجنود بناء على أوامر ضابطه بضربه ببندقيته، وقد نتج ذلك أن كسرت قدمه اليسرى وعلى إثرها نقل إلي مستشفى فارسكور العام للعلاج. وحاصرت قوات الأمن قرية الروضة مسقط رأس داود والقري المجارة لها، ومنعت الناخبين من دخول مراكز الاقتراع .
كما أصيب رضا رضوان مرشح الإخوان بدائرة طما محافظة سوهاج إصابة بالغة فى رأسه نتيجة ضربه بعصى رجال الأمن فسقط علي الارض.
أحكام بالغاء الانتخابات في دوائر بالشرقية والمنصورة وقنا
قضت محكمة القضاء الإداري بالإسماعيلية بإلغاء انتخابات مجلس الشعب وبطلانها وتحديد موعد أخر لإعادتها بالدوائر الأولى بالزقازيق والخامسة بأبوحماد والثانية عشرة بأبوكبير والرابعة عشرة بالحسنية بمحافظة الشرقية.
كما قضت محكمة القضاء الإداري بالمنصورة بإلغاء نتائج الانتخابات البرلمانية في 6 دوائر بالدقهلية،وكذلك قضت المحكمة بإلغاء انتخابات الاعادة التى أجريت7/12/2005. شمل القرار دوائر دكرنس وبلقاس وبني عبيد وأجا وطلخا والمنزلة.
وكانت محكمة القضاء الإداري في قنا قضت الاثنين بإلغاء الانتخابات في الدائرة الأولى بمحافظة البحر الأحمر ومقرها قسم شرطة الغردقة وإعادتها بين جميع المرشحين
أحكام لم تنفذ
كان قد صدر حكم من المحكمة الإدارية العليا يوم الثلاثاء 6/12/2005 بإلغاء الانتخابات فى دائرة اتميدة بالدقهلية، ورغم ذلك لم ينفذ الحكم ! وأجريت الانتخابات وسط أجواء مخيفة خاصة في قرية كوم النور مسقط رأس شفيق الديب مرشح الإخوان “عمال” وتم منع الناخبين اللذين يصل تعدادهم إلى 19 ألف صوت موزعين على 17 لجنة فرعية وتحولت القرية بالفعل إلى ثكنة عسكرية محاطة بكردون أمني ومئات من قوات الأمن المدعومين بالبلطجية اللذين يرتدون زي كاكي !! وطافوا شوارع القرية وأرهبوا الأهالي هناك وأصابوا بعضهم ومن بين المصابين زوجة مرشح فيما تركت قرية شمائ مسقط رأس عبدالرحمن بركة مرشح الوطني للتصويت بحرية تامة.
وأحكام نفذت
الدائرة الوحيدة من بين ثمانية دوائر في الدقهلية الصادر لها أحكام قضائية والتي تم تنفيذها وتم وقف انتخابات الإعادة فيها ورفض الحزب الوطني تقديم استشكال في الحكم الصادر لإيقاف الانتخابات من أجل مرشح الحزب عبد الفتاح دياب والذي وصل للإعادة مع ليلى التليس المتقدمة عليه في الأصوات وهي المرشحة المستقلة لمقعد الفئات هناك وخوفاً من انتزاعها المقعد منه في جولة الإعادة وتم إيقاف الانتخابات هناك ويأتي ذلك أيضاً لإنقاذ مرشح الوطني أحمد الفقي أمام حسين سبع مرشح الإخوان العمالي الذي وصل للإعادة معه وكاد أن يتقدم عليه.
فشل اللجنة العليا للانتخابات
أبدت اللجنة العليا للانتخابات فشلاً ذريعاً في ادارتها للعملية الانتخابية ، حيث لم توفر الحماية للقضاة كما أنه لا تملك لجان متحركة تحظى بآليات العمل على الأرض.فقد حدث تحرش بالقضاة مثل الذى حدث بالدائرة الثانية بالعريش قد منع الأمن القضاة رؤساء اللجان الفرعية المسئولين عن المرور على اللجان من الدخول اليها ومن تمكن منهم من الدخول بالتحايل سمع شكاوى من القضاة مشرفى الصناديق بمنع المواطنين من الدخول واجتمع رؤساء اللجان الفرعية برئيس اللجنة العامة وجرت المطالبة من القضاة بالانسحاب من اللجان احتجاجا على التدخل الأمني السافر غبر أن رئيس اللجنة العامة رفض الاستجابة لطلب القضاة وقد حدث نفس السيناريو فى أكثر من دائرة عامة أخرى ولم يتحرك أحد لحماية القضاة وتأمين عملهم .
موقف القضاة
كان موقف القضاة مشرفا فى أغلب اللجان غير أن رؤساء اللجان العامة منهم كانت استجابتهم للشكاوى التى قدمت اليهم دون المستوى المنتظر كما حدث بعض التجاوزات من بعض مشرفى الصناديق مثالها كالآتى
ففى سوهاج :- فى ساقلتة الدائرة السابعة.رئيس اللجنة 89 كان يقوم بتوجيه الناخبين للتصويت لصالح المرشح المستقل فارس الجعفرى .
فى لجان نزلة القاضى من اللجنة 71 الى 75 يتواجد أنصار مرشح الحزب الوطنى عمال محمد أبو سديرة بكثافة دون التدخل من رؤساء اللجان وقوات الأمن ، كما يتم السماح بالتصويت الجماعى دون التأكد من وجود البطاقة الانتخابية أو الشخصية ، ولا يهتم مشرفى الصناديق بغمس الأصبع فى الحبر الفسفورى .
بلجنة 74 بنزلة القاضى يسمح رئيس اللجنة بتواجد أكثر من مندوب لمرشح الحزب الوطنى عمال على خلاف المسجلين فى محضره
الشرقية :- فى التلين الدائرة الرابعة
– لجنة السيدات يتم التعارف على الناخبات من خلال قسايم الزواج وبطاقات التموين .
تدنى نسبة المشاركة في الانتخابات
انخفضت نسبة مشاركة الناخبين في عملية التصويت فى المرحلة الثالثة الى أدنى مستوى ، والتي تؤكد استمرار عزوف نسبة كبيرة جدا من الناخبين عن المشاركة وكانت نسبة المشاركة لم تتعد 10% من مجموع المسجلين في كشوف الناخبين.
ويرجع هذا الانخفاض الى التجاوزات الأمنية و كشوف الناخبين الفاسدة وظاهرة الرشاوي الانتخابية..
التعدى على مراسلى القنوات الفضائية
بدمياط اعترضت قوات الأمن طاقم قناة الجزيرة الفضائية وداهمت محطة الإرسال وقطعت الأسلاك للحيلولة دون بث وقائع ما يحدث في المدينة حاولت الشرطة الحصول على شريط للجزيرة لكنها لم تفلح وفى دمياط تم الاعتداء على مراسلي قناة الجزيرة وسحب الكاميرا الخاصة بالقناة تطور الأمر بمدرسة التجارة بنات سيدات بدمياط قامت الناخبات اللآتى منعن من الدخول بعمل مظاهرة احتجاجا على منعهم وقام الأمن بالتعدى عليهن وعند قيام مراسل احدى القنوات الفضائية بتصوير وقائع تعدى الأمن على المتظاهرات قام رجال الأمن بالتعدى على المصور ونحطيم الكاميرا الخاصة به واتضح بعد ذلك أنه مراسل قناة النيل للأخبار المصرية الحكوية
الكشوف الانتخابية
نظرا لأن هذا الموضوع يمثل أهم ظاهرة تؤثر على العملية الانتخابية ورغم أن هذه الظاهرة كانت موجودة فى المرحلتين الأولى والثانية الا أننا نرصدها كذلك فى المرحلة الثالثة لأهميتها البالغة فلايزال مسلسل أخطاء الكشوف متواصلا
ففى الدائرة العاشرة بفاقوس
هناك أخطاء بالكشوف الانتخابية حيث يوجد تكرار فى الأسماء ويوجد أسماء لمتوفين ، كما يوجد إختلاف بين الكشوف الإنتخابية التى بحوزة رؤساء اللجان والكشوف المعلقة أمام مقار التصويت .
وفى الدقهلية:
– في شربين الدائرة الثامنة الكشوف الانتخابية بها أخطاء حيث تتكرر بعض الأسماء ، وهناك بعض الناخبين لا يجدوا أسماءهم في الكشوف الانتخابية المقيدين بها ، وهناك تضارب بين الكشوف التي في حوزة رؤساء اللجان والكشوف المعلقة خارج حجرة التصويت ، وهناك كشوف انتخابية مع مندوبى الحزب الوطني أمام اللجان
وفى أسوان الدائرة الأولى:
ومن الجولة الأولى توجد أخطاء بالجداول مما إضطر العديد من الناخبين للعودة وعدم الإدلاء بأصواتهم. فى الجعافرة لجان 1،2،4،لايوجد بها كشوف الناخبين ويسمح فيهم بالتصويت وطلب المراقبين من رؤساء اللجان بالاطلاع على الكشوف هم ومندوبى المرشحين ولكنهم رفضوا اطلاعهم عليها . توقف التصويت فيهم بحجج واهية مثل اختلاف الكشوف وعدم وضوح الاسماء مما ادى لتجمهر الناخبين امام اللجان
وفى ميت غمر الدائرة 16
وعلى حد قوله السى دى الذى تسلمه مرشح الاخوان عن جدول الناخبين بقريته يوجد به 4000 اسم فقط بالرغم أن أخر انتخابات كان جدول الناخبين بالقرية يزيد على 11000 صوت
الحصاد النهائى نتائج المرحلة الثالثة
فقد أسفرت نتائج الجولة الثانية من المرحلة الثالثة عن فوز 30 للوطني و20 للمستقلين وفوز حمدين صباحي وكيل مؤسسي حزب الكرامة، ومحمود أباظة نائب رئيس حزب الوفد و12 فوزاً و20 خسارة للإخوان وفى النهاية فان المحصلة 87 مقعدًا للإخوان من 435 مقعدًا؛ وما زالت الانتخابات متوقفةً في 6 دوائر على 9 مقاعد، ولهم فيها 9 مرشحين أمام 9 آخرين من الوطني والمستقلين. بينما حققت أحزاب المعارضة 15 مقعدا للوفد والكرامة والتجمع والغد “المنشق”.
صدر اليوم السبت الموافق 10/12/2005
المسئول الإعلامى مقرر لجنة الحريات
مجدي عبد الحليم منتصر الزيات
المحامى المحامى وعضو مجلس نقابة المحامين