2/4/2006
كان علينا أن ندق أجراس الخطر بعد أن تواترت إلينا التقارير التي تؤكد أن … الطيور النافقة تتناثر في كل مكان في الشوارع والأزقة والمصارف والترع , رائحة العفن تفوح من كل الأرجاء , القطط والكلاب تنهش الدجاج النافق بلا انقطاع … كل شئ ينذر أن مصر علي أبواب كارثة قد تحصد الآلاف ن من الأرواح وقد تجلي الفقر والجهل في قري مصر في أبشع صوره في ظل إهمال حكومي, فبعد أن قضت أنفلونزا الطيور علي ثروتنا الداجنة وشردت الملايين من العاملين في تلك الصناعة إلا إن ذلك لم يكن شفيعا لأن تتحرك حكومتنا حتى لا يحصد هذا المرض اللعين أرواح البشر , مما يؤكد أن سقوط أمال وفاطمة ضحيتان لهذا المرض هو البداية … بداية لوباء سيكتسح في طريقه كل شئ … ولن يبقي علي شئ … وأغلب الظن أن الشعب المصري أصبح في قلب الخطر … ليس هذا مغالاة منا … أو محاولة للتضخيم لا تستند إلي واقع … فالمؤشرات تؤكد صحة ما توصلنا إليه ,
فقد أصبح عدد الحالات البشرية التي أصيبت بالمرض حتى اليوم أكثر من ثلاثين حالة موزعة علي عدة محافظات منها القليوبية والغربية ودمياط والمنوفية ونفق العديد من القطط في بنها وأصبح المرض علي أبواب كل الناس في ريف مصر , ففي محافظة الدقهلية وبالتحديد في قري دنديط وميت القرشي وميت الفرماوي وغيرها من القري في مركز ميت غمر ستجد المشهد يكاد يكون واحدا , الطيور النافقة في كل مكان ,
والأهالي يلقون بالدواجن الميتة والحية في الشوارع والمصارف والترع , هذا المشهد يتكرر في قري محافظات الشرقية والمنوفية والقليوبية والغربية وغيرها من المحافظات , ويصل الجهل إلي مداه حين تري الأطفال يلعبون بتلك الطيور النافقة , وهو الأمر الذي يدعونا أن نسأل عن دور وزارة البيئة التي أعلن وزيرها مرارا وتكرار علي صفحات الجرائد أن الوزارة ستقوم بعمل حملات توعية في المحافظات للمواطنين علي كيفية التخلص الآمن من الدواجن النافقة , ووعد أن تقوم الوزارة بتخصيص سيارات للمرور علي القري لجمع النافق منها , وأعلن رئيس جهاز شئون البيئة أن دور الجهاز الوحيد هو التخلص من الطيور النافقة وحماية البيئة في مصر ,
غير أن الواقع الذي نرصده يؤكد أن هذا الكلام لا أساس له , فلم تشهد القري حملات للتوعية ولم تمر سيارات جهاز شئون البيئة لجمع الطيور النافقة … وأصبح أهالي الريف وجها لوجه أمام الموت … ومن المؤكد فإن التليفزيون المصري كان لفشله الذريع في الوصول برسالته الإعلامية إلي البسطاء في القري وإخفاقه في توعيتهم أثره السلبي فيما ننحدر إليه الآن ,
والغريب أن الحملة الإعلامية بدأت بإرهاب الناس من خطر أنفلونزا الطيور حتى أثارت الفزع بين الجميع ….ثم بدأت تخفت حدتها شيئا .. فشيئا حتى انتهت إلي أن هذا المرض ليس خطيرا كما كانت تظن ولا يستدعي الخوف … هذا الخطاب الإعلامي الذي بدأ ملتهبا وانتهي باردا أصاب الناس في البداية بالذعر ثم البلبلة وانتهي بالتبلد … ونسي أساطين التنظير الذين يصفعون عيوننا علي الشاشة ليل نهار أن يتحدثوا بلغة بسيطة يفهمها الأمي قبل المثقف عن كيفية مواجهة هذا المرض وكيف يمكن التخلص من الطيور النافقة بطريقة آمنة دون انتظار لسيارات جهاز شئون البيئة التي لا تأتي …
” من جانبنا … فإن أولاد الأرض لحقوق الإنسان تري أن مصر مقبلة علي كارثة لا فكاك منها إذا لم نقم جميعا بمواجهتها , ويقينا فإن وزارة البيئة لن تستطيع وحدها أن تقوم بتلك الأعباء لذلك فإن أولاد الأرض تناشد السيد رئيس مجلس الوزراء باتخاذ إجراءات فورية لمنع وقوعها …
وتتلخص تلك الإجراءات في الآتي :
1. حشد جميع إمكانيات وزارات وأجهزة الدولة بالمرور في جميع قري مصر وجمع الطيور النافقة والتخلص منها بطريقة آمنة والتطهير الكلي للمزارع وأسطح البيوت حتى لو تطلب الأمر الاستعانة بالإمكانيات الضخمة للقوات المسلحة لإنجاز هذا العمل .
2. رفع حالة الطوارئ في المستشفيات العامة والحميات مع توفير العلاج اللازم .
3. قيام الإدارات المحلية والأوقاف بعمل التوعية اللازمة بين المواطنين .
4. إعدام ما تبقي من الدواجن القريبة من البؤر المصابة ولا يسمح ببيعها أو نقلها حتى يتم القضاء علي المرض تماما .