15/7/2006

أن يصبح ألف شاب من شباب الخريجين وأسرهم في مهب الريح فتلك مأساة , أما أن يشارك مجلس الشعب في تشريدهم وطردهم من أرضهم بعد أن قاموا باستصلاحها وزراعتها وتكبدوا الكثير من المال والعرق حتى تجود عليهم بخيراتها فتلك جريمة لا يمكن السكوت عنها , الغريب في الأمر أن عضوين في مجلس الشعب تعمدا أن يقدما معلومات خاطئة ومغلوطة إلي لجنة الري والزراعة بمجلس الشعب وتمكنا من خلال هذا التدليس أن يحصلا علي قرار إزالة وطرد لشباب الخريجين لصالح حفنة من البدو وأصحاب النفوذ وهو الأمر الذي يلقي بظلال كثيفة من الشك علي دور هذين العضوين وهو ما يجب أن تبحثه وتناقشه لجنة القيم بمجلس الشعب …!

يقول أيمن أبو العطا إبراهيم أحد شباب الخريجين المتضررين لباحثي أولاد الأرض لحقوق الإنسان ” تبدأ الحكاية منذ عام 1990 حين أعلنوا عن توزيع أراضي علي الخريجين فتقدمنا بالطلبات إلي الإدارة العامة لمشروع شباب الخريجين في وسط وشرق الدلتا , وكان عدد المتقدمين يزيد عن خمسة ملايين شابا وبعد الاختبارات التي أجريت لنا نجح 4 آلاف فقط من بين المتقدمين , وفي شهر فبراير عام 1995 تم سحب القرعة فجاء نصيب ألف خريج في أراضي قرية الأماني التابعة للقنطرة غرب بمحافظة الإسماعيلية , حيث تم تخصيص 5 آلاف فدانا علي أساس أن لكل خريج خمسة أفدنه , وقاموا بتسليمنا المنازل في قرية الأماني وأرجأوا تسليم الأرض لمدة شهرين لحين افتتاح ترعة السلام , وانتظرنا كثيرا دون جدوي , حتى جاء الفرج بعد ثماني سنوات وأرسلوا إلينا في شهر فبراير من عام 2003 لاستلام الأرض بعد أن فتحوا المياه من ترعة السلام , وبالفعل أخذنا أولادنا ومتاعنا وذهبنا إلي هناك , واستلم كل منا خمسة أفدنه , وقمنا باستصلاح الأرض , ويكفي أن تعلم أن تكلفة غسل الأرض من الملوحة وزرعها بالشعير كانت تزيد عن ثلاثين ألف جنيها للخمسة أفدنه , ثم بدأت الأرض تأتي بالثمار بعد الكثير من الجهد والعرق والمال ” .

ويضيف عبد الغفار عمر عبده لباحثي أولاد الأرض لحقوق الإنسان ” بعد أن نعمنا بالاستقرار في قرية الأماني والتحق أولادنا فيها بالمدارس , ودخلت الكهرباء والتليفونات إلي منازلنا وأصبحت حياتنا في تلك القرية وفي الأرض التي نزرعها وبعد أن عشنا ثلاث سنوات في ذلك الحلم الجميل , فوجئنا في شهر فبراير من عام 2006 بالبدو يزحفون علي أرضنا كالتتار ويقطعون علينا الطرق حتى لا نصل إليها , وقاموا بإغراقها بمياه مصرف بحر البقر الملوثة بمياه الصرف الصحي والمخلفات الصناعية والكيماوية ودمروا البنية التحتية من ماكينات ومواسير للري , واستولوا علي الأرض في الليل , وفي النهار تعدوا علينا بالضرب والإهانات وسرقوا طلمبات الري والماكينات وهدموا البيوت المقامة علي رؤوس الحقول وضربوا الأعيرة النارية علينا وعلي أولادنا وزوجاتنا , ونهبوا محتويات الغرف والبيوت , فقمنا بعمل محضر بسرقة 13 ماكينة للري رقم 824 أحوال في 13/3/2006 بالقنطرة غرب غير أن وكيل النيابة قام بحفظ المحضر إداريا …. وحتى الآن لا نعرف لماذا ….؟

وقام فايز زكريا منصور المهندس بهيئة التعمير بشرق وسط الدلتا بعمل محضر رقم 19 أحوال في 11/5/2006 في القنطرة ضد أحد عتاة المغتصبين ويدعي شراويد سعيد عبد العال يتهمه فيه بإتلاف البنية الأساسية للزراعة بما يزيد عن 300 ألف جنيها وحتى الآن لم يتخذ أي إجراء في هذا المحضر” .

ويقول فايز فهيم عوض لكي يصبح الأمر أكثر وضوحا فإن أراضي الخريجين في قرية الأماني موزعة إلي أقسام , الزراعة الأولي مثلا مساحتها 95 فدانا والزراعة الثانية 450 فدانا والزراعة الخامسة 130 فدانا وتلك هي الزراعات التي تم التعدي عليها من البدو وأصحاب النفوذ , ويكفي أن تعلم أن البدو استولوا علي أراضى الزراعة الثانية والتي تبلغ مساحتها 450 فدانا وحولوها إلى مزرعة سمكية تابعة لجمعية سرور التي من بين أعضائها صلاح أبو رشاد رئيس مجلس مدينة الجمالية طه معاطي طه أحد المسئولين الكبار في الشركة العامة لاستصلاح الأراضي وشيخ العرب حسني سعيد عبد العال وساندهم عضوا مجلس الشعب احمد منسي وهشام الشعينى اللذان قدما طلب إحاطة في مجلس الشعب كل المعلومات به مغلوطة عن عمد , كما قاما بخداع اللجنة التي جاءت لمعاينة الأرض علي الطبيعة , فبدلا من أن تقوم اللجنة بمعاينة الأرض في قرية الأماني قامت بمعاينة أرض البدو في قرية شراويد علي أساس أنها الأرض المتنازع عليها في قرية الأماني وعلي أساس أن الأرض التي قاموا بمعاينتها هي أرض الزراعة الثانية حتى يتوافق تقرير اللجنة مع ما جاء في طلب الإحاطة , الأخطر من ذلك أن أرض الزراعة الثانية والتي تم تحويلها إلي مزرعة سمكية المصدر المائي الوحيد لها هو مصرف بحر البقر , أي أن الأسماك تتغذى علي ماء ملوث بالصرف الصحي والمخلفات الصناعية والزراعية والكيماوية ويتم بيع تلك الأسماك في الأسواق للمستهلك مما يعرض حياة المواطنين لأشد الأمراض فتكا , ولم بكن غريبا أن يظهر جليا ما يعيش فيه هؤلاء البدو من رفاهية فأغلبهم يعيش في قصور ويمتلكون السيارات الفارهة ومئات الأفدنه حتى أن أحدهم أنفق ما يزيد عن 250 آلف جنيها في ليلة زفاف ابنه , الغريب في الأمر أن عضوي مجلس الشعب قالا في طلب الإحاطة أن هؤلاء البدو يعيشون في فقر مدفع ولا يمتلكون من متاع الدنيا شيئا …

وتضم قائمة المعتدين علي أراضي شباب الخريجين بقرية الأماني كل من سليم سليمان شراويد – شراويد سعيد عبد العال – حسن سعيد عبد العال – السيد سليم عبد العال – السيد البجعة – إبراهيم حميد نتوشي – محمد محمد عايش – سليمان سلم عبد العال – سعيد سليم عبد العال – محمد محمود حمدان – شلبي شلبي الصبيحي – مستشار أحمد السماحي – سلامة سالم الرفيعي – خالد محمد عودة شحوت – سليمان أبو عيد – والمتأمل لتلك الأسماء سيجد أنهم ينتمون لعائلات معينة وعلي درجة بالغة من الثراء مما ييفند ما جاء في طلب الإحاطة الذي قدم إلي مجلس الشعب , أما أسماء شباب الخريجين المتضررين والذين تم الاستيلاء علي أرضهم بالقوة والبلطجة فسنوردها أيضا حتى يتسنى للمسئولين أن يبحثوا الحالة الاجتماعية لهؤلاء المشردين الذين وجدوا أنفسهم فجأة علي قارعة الطريق وأصبح أولادهم مهددين بالضياع ,

والمتضررون هم : أحمدأحمد أبو العنيني – فايز يوسف رمضان – فتوح علي محمد غازي – أيمن محمد يوسف إبراهيم – طه سلامة السعيد – أحمد علي سليمان أحمد – عبده جمال الدين – خالد بيومي إبراهيم – صبحي حامد أحمد – السعيد فرج عباس – تناظر عبد اللطيف عبد المحسن – عطيات محمد محمود – صلاح ياسين السيد عبده – أحمد النبوي أحمد – موعظة عكاشة العراقي – سميرة السيد محمد حسان – مجدي أحمد محمود – محمد عبد الحليم بسيوني – منيرة نجاح السيد – محمد عبد الحميد حسين – السعيد رمضان محمد – حسن محمود سيد أحمد – سعد أبو المكارم – جلال الدسوقي يونس – التميمي حسن حسين – السعيد محمد المرشدي – أماني محمد رياض – أحمد وحيد أحمد عوض – صفاء أبو الفتوح محمد – صلاح محمد جمعة يونس – عزمي السعيد محمد – عبد الغفار عمر عبده – فرج الله إبراهيم – عواطف السيد علي – احمد محمود علي – أسماء يونس إبراهيم – هاني عوض عبده – سهير رشاد احمد – نعيم فؤاد رمضان – زهور احمد محمد خليفة – السيد محمد أبو سيف احمد محمد سيد احمد – مصطفي احمد سيد احمد – محمد العشري – نورد تلك الأسماء حتى يعرف المسئولون أنهم بالفعل مواطنون من لحم ودم تم اغتصاب أرضهم ومورد رزقهم الوحيد في وضح النهار وبمباركة مجلس الشعب ….

يقول صبحي حامد أحمد لباحثي أولاد الأرض ” قمنا بعمل تجمهر أمام وزارة الزراعة في شهر فبراير عام 2006 فأصدر السيد وزير الزراعة القرار رقم 156 في 13/2/2006 بإزالة تعديات البدو علي قرية الأماني وتسليم الأرض لشباب الخريجين و الغريب في الأمر أنه تم تنفيذ قرار الإزالة علي البيوت التي أقامها البدو علي أرضنا فقط ولم يتم تسليم الأرض لنا , وعندما شكونا مرة أخرى للسيد وزير الزراعة قرر في يوم 25/6/2006 بسرعة تنفيذ الإزالة والإفادة العاجلة , وحتى اليوم لم يتم التنفيذ وهو ما يؤكد أن مصالح أصحاب النفوذ في تلك المنطقة أشد تأثيرا من قرارات وزير الزراعة وقادرة علي عرقلتها وعدم تنفيذها ,, ويبدو أن هناك حكومة في الظل تفعل ما تشاء وتقوم بما تريد وتضرب بقرارات حكومة النور عرض الحائط دون أدني خوف من المساءلة ”

  • من جانبنا …. فإن أولاد الأرض تري أن ما حدث من اغتصاب لأراضي شباب الخريجين في قرية الأماني بالقنطرة غرب بمحافظة الإسماعيلية ما هو إلا حلقة من حلقات التحالف المشبوه بين رأس المال وأصحاب النفوذ وهو الأمر الذي يدعونا أن نطالب من وزير الزراعة بالتدخل الشخصي والفوري لإزالة التعديات عن تلك الأراضي وتسليمها لشباب الخريجين حرصا علي مستقبل أسرهم من التشرد والضياع , كما نطالب وزير الزراعة بالتحقيق ومحاسبة المقصرين في تنفيذ قراره رقم 156 بتاريخ 13/2/2006 حتى يكونوا عبرة للعابثين علي جانب آخر تقدمت أولاد الأرض لحقوق الإنسان ببلاغ إلي النائب العام للتحقيق في هذه التجاوزات .