4/1/2006
بتسالوا إحنا هنا ليه و لابسين إسود على مين ؟
إحنا هنا عشان نترحم على أرواح أكتر من خمسين سوداني اتقتلوا الجمعة اللي فاتت الفجر على إيد البوليس ،هنا ف جنينة مصطفى محمود، الحتة دي كان فيها قبل إسبوع واحد بس حوالي 2500 لاجيء من السودانن، البلد الجار لينا طوالي واللي كنا متحدين معاه زمان، البلد اللي بيجي منه نهر النيل، البلد اللي ناسه بتحبنا و بتعرف اسامي كتابنا و ممثلينا، اللاجئين دول هربوا من الحرب و الموت اللي في بلادهم وجونا على مصر اللي بالنسبة ليهم “مصر المؤمنة ” زي ما الاغنية المشهورة بتاعتهم مابتقول،ماكنوش عايزين يزاحمونا في الشغل و لا حاجة ،كانوا طالبين بس من الأمم المتحدة اللي هيه أكبر منظمة ف الدنيا إنها تساعدهم يعيشوا مستورين ف أمان لحد ما الحرب عندهم تخلص، أو يهاجروا أي بلد يعيشوا لهم اللي مقدره ربنا ليهم من عمر ، الامم المتحدة قالت لهم من شهر ستة السنة اللي فاتت”لأ مافيش مساعدات و اللي عايز يرجع السودان براحته لأن الحرب خلصت ف الجنوب”، بس نسيوا ان في ألغام هناك و مافيش أي تنمية و لا شغل و ان الغرب و بالتحديد منطقة اسمها دارفور بدا فيها حرب تانية بيقوم بيها عصابات اسمها الجنجاويد و معناها “جني جاي راكب جواد- يعني حصان” ، عصابات بتهل على الحصنة و العربيات و فجأة بيقتلوا و يحرقوا القرى باللي فيها.
و على فكرة الناس اللي في الغرب ناس مسلمة لكن جدودهم أصله من مئات السنين جاية من بلاد تانية ف أفريقيا، عشان كده لونهم بيبقى اكتر سواد من السودانيين اللي ف الشمال مثلاً، اللون ماهواش شيء نقتل الناس بسببه، بلال كان إسود،اهالي دافور مسلمين و عايشين في قرى صغيرة بسيطة جدا و فقيرة خالص لأن الحكومة هناك ما بتعملمش ليهم اي خدمات زي الكهرباء و الصرف و المصانع، الجنجاويد دول كانوا بيهجموا على القرى، و يتقلوا الرجالة و الأولادو يحرقوا البيوت و يسرقوا القمح و الدرة اللي الناس الغلابة مخزنينوا عشان يعملوا بيه عيش زي العيش الفلاحي الملدن بتاعنا في الريف كده، أما الستات … فكانوا بيغتصبوهم ، اغتصاب عشان يذلوهم و عشان لو حصل حمل يبقى من الابن موش إسود قوي زي أهالي دافور
دي اسمها عملية تطهير عرقي يعني يخلصوا على الشباب و يغتصبوا الستات و اللي ينفد بجلده بيدور على أي بلد تلمه، من هنا بيلجأ للأمان و الاستقرار ، من هنا بيبقى اسمه “لاجيء”.
اللاجئين السودانيين في مصر عندهم مطالب و لما الأمم المتحدة طنشتهم من سنة و نص عملوا الاعتصام ف الجنينة التابعة للامم المتحدة،و الامن جه بالليل و قتل و ضرب اللاجئين،زي ما قتل و ضرب الناس ف الانتخابات، وزي ما بيقتل و يضرب الناس ف السجون و إقسام البوليس.
موش لازم نسكت على الذل ده، كرامة الناس اتداست تحت الجزم،و أرواحهم طلعت .. و الجرايد خصوصا بتاعة الحكومة و التلفزيون بيقول أكاذيب، بس الحقيقة الوحيدة ان البوليس في مصر فجر و بيبلطج على الكل،مصري و سوداني، قريب و غريب، رجل و ست ،كبير و صغير، طبعا ما أهالينا قالوا ” يا فرعون من فرعنك…قال مالقيتشي حد يلمني ”
يد – تجمع المستقلين و مدونون مصريون