14/11/2006

انتخابات لا يشرف عليها القضاء إشرافا كاملا ماذا نتظر منها …! كان من الطبيعي أن ترصد أولاد الأرض الكثير من الانتهاكات والتجاوزات التي شابت انتخابات النقابات العمالية حتى نكاد نجزم أن الاستبعاد والتزوير والتلاعب في كشوف المرشحين والناخبين صار قاعدة أما النزاهة والحيدة والشفافية فقد صارت استثناء …. وقد تجلت احتجاجات العمال علي تلك الانتخابات في يوم الثلاثاء الموافق 7 نوفمبر أي قبيل إجراء الانتخابات بيوم واحد فى تظاهر مئات العمال من مواقع مختلفة أمام وزارة القوى العاملة احتجاجا على استبعاد المرشحين المعارضين والمستقلين وعلى عدم الإشراف القضائي على العملية الانتخابية , وعدم احترام أحكام القضاء التى صدرت خلال هذا الأسبوع والتي وصلت إلى 53 حكما قضائيا لصالح العمال من محكمة القضاء الادارى بمجلس الدولة , وفى محافظة أسوان وقنا وسوهاج وأسيوط والمنيا وبنى سويف والفيوم تظاهر أكثر من 400 مرشح يوم الاثنين الموافق 6 نوفمبر احتاجا على عمليات الاستبعاد والتعسف التى مورست ضد بعض المرشحين وهدد 14 مرشحا لعضوية اللجنة الفرعية لنقابة البريد بالأقصر بالإضراب بعد صدور قرار استبعادهم , وانتقد المتظاهرون نتيجة الانتخابات النقابية بمديريات القوى العاملة والتي أجريت يوم الأحد 5 نوفمبر والتي أسفرت عن فوز 283 مرشحا نجح منهم 126 مرشحا بالتزكية ,

وفى اللجنة النقابية للعاملين بشركة الحديد والصلب المصرية بحلوان جاءت كشوف المرشحين الواردة من القوى العاملة بعد استبعاد العديد من المرشحين الذين تقدموا بأوراق ترشيحهم كاملة , وفي مصانع الدلتا للصلب بشبرا الخيمة تم تعليق كشوف المرشحين والناخبين وقد شابها الأخطاء والتشويش , وفي شركة النصر لصناعة السيارات بوادي حوف جاءت كشوف المرشحين خالية من 11 مرشحا بعد استبعادهم وهو ما حدث أيضا في كشوف المرشحين بالشركة الهندسية لصناعة السيارات والشركة المصرية لوسائل النقل الخفيف وشركة النصر لصناعة المواسير وشركة مصر حلوان للغزل والنسيج وشركة الفيوم وشركة النصر لصناعة الكوك , أما في بني سويف فقد حاصرت أجهزة الأمن مقر مديرية القوي العاملة واعتقلت المرشحين الحاصلين علي أحكام من القضاء الإداري قبل ساعات من بدء الانتخابات أثناء سعيهم لتنفيذ تلك الأحكام القاضية بإدراج أسمائهم في كشوف المرشحين وقد تم بالفعل إلقاء القبض علي كل من محمود ميهوب وشريف عويس ومحمد عبده طه وهم من المرشحين المستبعدين والحاصلين علي أحكام قضائية من ضمن 27 مرشحا تم استبعادهم أيضا .

وفي الإسكندرية والتي بلغ عدد المرشحين بها إلي 2000 مرشح للمرحلة الأولي فوجئ أكثر من 165 مرشحا بشطبهم من جداول المرشحين صباح يوم الانتخابات فقاموا بالاحتجاج أما مديرية القوي العاملة بسموحة , أما في شركة الورق الأهلية فقد أكد المستبعدون لباحثي أولاد الأرض أن اثنين من زملائهم أدرجت أسماؤهم في اللحظات الأخيرة بناء علي وساطة مسئول كبير اتصل تليفونيا , وفي شركة مصر للكيماويات تم استبعاد 4 مرشحين وشركة النحاس 4 أيضا , والبتر وكيماويات 3 والمطاحن 5 وفي الداخيلة 200 مرشحا وتوزيع الكهرباء والزيوت المستخلصة 4 مرشحين , وقد شهدت محافظة الإسكندرية 200 دعوي قضائية ومئات الاستشكالات في شطب المرشحين و 70 دعوي قضائية تطالب بالإشراف القضائي الكامل علي الانتخابات النقابية وأكثر من دعوي تطالب بإيقاف الانتخابات ومئات الدعاوى التي حسمت لصالح المرشحين ببطلان شهادة الصفة النقابية وعدم اشتراطها ضمن أوراق الترشيح , وقد شهدت الإسكندرية أيضا ضغوطا أمنية ما بين محاصرة مديريات القوي العاملة ومنع المرشحين المعارضين من تقديم أوراقهم وشطب العشرات ممن يقفون ضد الخصخصة وبيع الشركات .

وفي قليوب تجمهر أكثر من 30 عاملا بالسكة الحديد أمام مركز شرطة قليوب لتقديم بلاغ ضد رئيس النقابة العامة للعاملين بالهيئة لقيامه بشطب أسمائهم من كشوف الناخبين في اللجنة المنعقدة للانتخابات بمحطة قليوب حتى لا يتمكنوا من الإدلاء بأصواتهم لصالح مرشحين آخرين ….!

وشهدت الانتخابات العمالية في السويس مخالفات وتجاوزات صارخة وصلت إلي حد قيام قيادي بارز بالحزب الوطني بالسويس باقتحام مقر لجنة انتخابية فرعية أثناء عملية فرز الأصوات عقب تأكد سقوطه وحصوله علي عدد محدود من الأصوات علي مقعد مجلس الإدارة وحاول التعدي علي موظف مديرية القوي العاملة المشرف علي الانتخابات …! وأمسك بملابسه والدق بيديه بقوة علي مكتبه وطالبه بإعادة فرز بطاقات إبداء الرأي من جديد قبل انتهاء عمليه الفرز رافضا الاعتراف بعدم حصوله علي عدد ضئيل من الأصوات فرفض المشرف طلبه فما كان منه إلا أن قام بخلط الأوراق وبطاقات إبداء الرأي الموجودة فوق مكتب رئيس اللجنة وتمزيق بعضها , وانتقل المسئولون المعنيون إلي مكان المعركة وتم احتواء الموقف وتهدئه خاطر الموظف رئيس اللجنة وإخلاء المكان من الزحام وتجميع بطاقات الرأي المبعثرة واعتبار الممزقة باطلة وإعادة فرز الأصوات من جديد أعلن بعدها فوز قيادي الحزب الوطني بمقعد مجلس الإدارة وبعدد هائل من الأصوات وسط ذهول ودهشة الجميع …1 ولم يختلف الحال في معظم اللجان الفرعية التي لا يوجد بها إشراف قضائي , وشكا معظم العمال والمرشحين من الفوضى وكثرة موظفي وأتباع السلطة داخل وحول اللجان الفرعية وتعدد المخالفات والتجاوزات بداخلها .

وشهدت شركة معدات الغزل والنسيج بحلوان أحداث مؤسفة في الانتخابات التي أسفرت عن الإطاحة بعدد كبير من أعضاء اللجنة النقابية السابقة التي كان لها دور بارز في تحقيق خدمات كبيرة للعاملين , ولعب عنصر المال دورا بارزا في حسم المعركة وفقا لما أكد بعض العاملين لباحثي أولاد الأرض , فقد وصل سعر الصوت إلي مائة جنيه قام بدفعها أحد اللذين فازوا في هذه الانتخابات .

وفي شركة الصرف الصحي ومرفق المياه وإسكندرية للبترول والعامرية للبترول وإسكندرية للغزل وراكتا والكهرباء والنقل والهندسة قام مشرفو اللجان بطرد مندوبي المرشحين والمرشحين أنفسهم من داخل لجان هذه الشركات ووقف عمليه التصويت لمدة نصف ساعة في الصرف الصحي وقام موظفو القوي العاملة بالتلاعب في صناديق الناخبين داخل الشركة وشهدت الانتخابات عمليات متكررة لإخراج صناديق الانتخابات من الشركات بعد انتهاء فترة التصويت لفرزها في أماكن سرية خارج الشركة كما حدث في إسكندرية للبترول مما أدي إلي حدوث مصادمات بين العمال والأمن وتأخر عمليات الفرز 4 ساعات كاملة وتعرض أحد المرشحين المعارضين بإسكندرية البترول يدعي ” علاء الشريف ” للاعتداء وتدخل أنصاره وتشابكوا مع أنصار مرشحي الحكومة .

كما شهدت نتائج العامرية للبترول تلاعبا في النتيجة النهائية وقاموا بشطب 3 مرشحين يمثلون الإخوان المسلمين وهم صلاح الدين مدني وحسن علي أبو الحسن وهشام حسين وقام المرشحون الثلاثة وأنصارهم بالاعتصام داخل الشركة . وفي شركة الصباغة بالمحلة الكبري قام عدد من العاملين من التابعين للإدارة باستخدام التذاكر الانتخابية الخاصة بزملائهم المرضي أو المتغيبين في أجازات وقاموا بالتصويت بدلا منهم , وقد تم منع المرشحين من حضور الفرز الذي تم بمعرفة إدارة الشركة دون رقابة بل وبمساعدة قوات الأمن .

وفي اللجنة النقابية لشركة كهرباء جنوب القاهرة بلجنة المعادي ودار السلام تدخل نائب رئيس مجلس الإدارة أحمد الكفراوي لفرض ابن شقيقه علي الناخبين مما دفع بعدد من العمال إلي التذمر والامتناع عن التصويت وتجمع هؤلاء العمال أمام باب اللجنة اعتراضا فتدخلت قوات الأمن وألقت القبض علي 40 عاملا تم ترحيلهم إلي نيابة المعادي . وفي شركة القناة لتوزيع الكهرباء تم إعلان النتيجة في الخامسة والنصف أي بعد نصف ساعة من انتهاء الانتخابات فتذمر المرشحون واتهموا الإدارة بتزوير النتائج .

  • من جانبنا … فإن أولاد الأرض تري أن ما حدث من انتهاكات في الجولة الأولي من الانتخابات العمالية ما هو إلا حصاد مر لعدم إشراف القضاء علي تلك الانتخابات وأن الطريق الصحيح والأوحد يبدأ بتعديل قانون النقابات إذا كنا نريدها حقا انتخابات حرة ونزيهة …!