43 اعتصاما و 32 إضرابا و 14 تظاهره وفصل 5302 عاملا حصاد الحركة العمالية في النصف الثاني من عام 2006

6/2/2007

بعيدا عن الاحتجاجات التي شهدتها انتخابات النقابات العمالية فقد شهد النصف الثاني من عام 2006 أعنف موجه احتجاجات بين العمال بعد أن أصبحت المعركة سافرة بين طرفي الصراع … العمال من جانب يحاولون باستماتة المحافظة علي المساحات المتبقية من حقوقهم … وسياسة الحكومة ورجال الأعمال علي الجانب الآخر في محاولة لالتهام ما تبقي من تلك الحقوق , ولعل ما حدث في شهر ديسمبر كان تجسيدا حقيقيا إلي ما وصلت إليه تلك المواجهة الشرسة , فعمال شركة مصر للغزل والنسيج بالمحلة الكبري ” 27 ألف عامل ” وعمال أسمنت طرة قاموا بأشد الاعتصامات تنظيما وإصرارا علي مدار العام كله ,

كما شهد شهر نوفمبر اعتصام 800 عامل بشركة موكيت ماك للسجاد التابعة للنساجون الشرقيون احتجاجا علي عدم صرف المكافآت والحوافز وسوء معاملة مشرفي الورادي ورؤساء الأقسام,وفي شهر أكتوبر قام أكثر من ألف عامل من العمالة المؤقتة بشركة خليج السويس بالاعتصام بمنطقة رأس شقير بسبب رفض شركة أيسكو للخدمات البترولية والتي تعمل كمقاول لشركة جابكو تنفيذ وعدها لهم بالعمل لمدة 14 يوما بمعدل 12 ساعة يوميا علي أن تكون المدة الباقية أجازه بأجر إلا أن الشركة تنصلت من ذلك في العقود الجديدة للعمال التي أرغمتهم علي توقيعها ,وفي الشهر ذاته قام أكثر من 500 من العاملين في جامعة عين شمس بالاعتصام أمام مقر رئيس الجامعة احتجاجا علي قيام الإدارة بتخفيض رواتبهم وخصم ما يقرب من نصفها مما يهدد مستقبلهم الوظيفي ,وفي شهر سبتمبر قام عمال الشركة الوطنية للمواسير بالعاشر من رمضان بالإضراب والاعتصام احتجاجا علي عدم صرف العلاوة الاجتماعية التي أقرها رئيس الجمهورية وحرمانهم من الأرباح .

وفي شهر أغسطس اعتصم أكثر من 3 آلاف عامل بشركة سيراميكا كليوباترا مصنع ” الدرادو ” بالعين السخنة احتجاجا علي عدم صرف العلاوة الخاصة ومقر صرفها علي البعض دون الأجر وكذلك عدم صرف نسبة الأرباح أسوة بالمناطق والشركات الصناعية المجاورة .

وفي شهر يوليو هاجمت جحافل الأمن المركزي عمال شركة السكر بالفيوم الذين أعلنوا اعتصامهم في مقر الشركة مطالبين بتحسين شروط العمل , وأجبرت قوات الأمن العمال المعتصمين والبالغ عددهم 300 عامل علي ركوب الأتوبيسات بالقوة بعد أن حاصرتهم في مقر الشركة علي طريق القاهرة أسيوط الصحراوي ومنعت عنهم الوجبات الغذائية وقامت بالاعتداء عليهم بالضرب مما أصاب العشرات من العمال بإصابات مختلفة .

كل الدلائل تؤكد أن المعركة ستزداد احتداما مع عام 2007 وأن سياسة الخصخصة التي تتبعها الحكومات المتعاقبة لن تمر دون مواجهات عاتية , فكل الأرقام خلال الستة أشهر الأخيرة من عام 2006 تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الحركة العمالية تستعيد قواها وتنهض من جديد لتتصدر المشهد السياسي بعد أن كانت علي هامشه …!

ففي خلال ستة أشهر فقط قام عمال مصر ب 43 اعتصاما و 32 إضرابا و 14 تظاهرة وتمثلت الخسائر لنفس الفترة في فصل 5302 عاملا وانتحار ثمانية ..!

ونظرة متأملة لتلك الأرقام سنجد علي سبيل المثال أن الاعتصامات خلال تلك الفترة توزعت ما بين 14 اعتصاما في قطاع الأعمال و 14 اعتصاما في القطاع الحكومي و 15 اعتصاما في القطاع الخاص , أما الإضرابات فقد انقسمت إلي 8 إضرابات في قطاع الأعمال و 13 إضرابا في القطاع الحكومي و 11 إضرابا في القطاع الخاص , في حين كانت التظاهرات ما بين 6 تظاهرات في قطاع الأعمال و 7 تظاهرات في القطاع الحكومي وتظاهرة واحدة في القطاع الخاص , وبالنسبة لفصل وتشريد العمال فقد تم فصل 2574 عاملا في القطاع الخاص و 2132 عاملا في القطاع الحكومي و 596 في قطاع الأعمال وهو ما يعني أن القطاع الخاص والقطاع الحكومي كان لهما النصيب الأوفر في فصل وتشريد العمال خلال النصف الثاني من عام 2006 .

دفتر أحوال :

خلال الستة أشهر الأخيرة من عام 2006 انتحر ثمانية عمال احتجاجا علي واقع شديد القسوة وذلك بعد أن أصبحوا عاجزين عن توفير متطلبات أسرهم الأساسية …!

بلا تعليق :

خلال عام 2006 استقبل مطار القاهرة الدولي 1500 جثة لمصريين يعملون فى الدول العربية خاصة السعودية والأردن , وبالرغم من أن عذاب الأهالي لا يتوقف عند موت ذويهم وتكلفة نقل رفاتهم فإنهم لا يحصلون على أي مبلغ تعويضي سعداء كانت الوفاة طبيعية أو غير طبيعية على الرغم من أن السفارات والقنصليات من صميم عملها الحصول على حقوق المصريين فى الخارج أحياء أو أمواتا ورفع ومتابعة قضايا التعويضات لأهالي الضحايا …!