15/6/2005
” المدبوح” قرية مصرية بمحافظة البحيرة توفى واصيب فيها بالامس24 طفل وطفلة باصابات وجروح خطيرة وتوفت فتاتان وهم ” حلاوتهم حمدون عبد العزيز 16 سنة وسعدية حمدون عبد العزيز 17 سنة اثناء عبور سيارة نصف نقل كانت تقلهم الى مزارع المشمش بالدلنجات عبر مزلقان البستان حيث دهس القطار سيارة الأطفال فنجا 22 طفل وطفلة من الموت بأعجوبة .
حادثه فتيات وفتيان ” المدبوح” ليست الاولى ولا الاخيرة خاصه فى محافظه البحيره فاثناء زيارة باحثى المركز بالامس للقرية كانت مشاهد الموت والحوادث المتكررة للاطفال على جانبى الطريق ” السيارات النصف نقل يركب فيها ما لا يقل عن خمسين طفلاً وطفلة ذاهبين فى ترحيله الموت الى المزارع والمتوقع حدوث أى حادثة لهم فى أى وقت حيث تتطوح السيارات يميناً ويساراً فى طرق ضيقة وعرة تحدها الترع والمصارف من الجانبين ويكاد الاطفال يتطايروا من السيارات ولكنهم يمسكون ببعضهم خوفاًً من ان يقع احدهم ” مشاهد تخلع قلوبنا ومن الممكن وقوع الحوادث فى أى وقت ، ” لا يمر اسبوع الا وتقع حادثة يكون ضحاياها ارق ما فينا زهورنا (الاطفال) فى هذه المنطقه فى مصر المحروسه “.
ومازال بعض الأطفال بمعهد دمنهور الطبى حالتهم خطيرة وهم ” احترام فايز راغب و سمية بسيونى حميدة وحسن احمد أبو على و نصرة عبد النبى و محمود محمد خليفة ”
وفى مدخل قرية ” المدبوح” يلف الحزن الشوارع وعويل الامهات يملئ البيوت وكانت هناك شهادات كثيرة اهمها : شهادة الحاج / راقى كامل الوليد
عندما ذهبنا الى مكان الحادث فى مزلقان البستان فى الدلنجات وجدنا السيارة محطمة تماماً والمزلقان محطم وسيارات الاسعاف تحمل ما تبقى من جثث عيالنا المصابين وقالوا انهم ذاهبين بهم الى مستشفى الدلنجات . وكان هناك قوات شرطة كثيرة جداً .وذهبنا الى مستشفى الدلنجات ووجدنا اولادنا المصابين فى الشارع وعندما سألنا عن السبب قالوا ان ادارة المستشفى طردتهم ولم تعطهم فرصة للعلاج واجبروا الأهالى على التوقيع على اقرارات بخروج الاطفال وعلاجهم بالخارج على نفقاتهم .
ويتسائل المركز كيف يتم خروج الاطفال من المستشفى دون أن يستكملوا علاجهم ؟ اهذه هى سياسيات الاصلاح الجديده لوزارة الصحة 0
واشار الحاج راقى لنا انظروا الى الاطفال الذين خرجوا ،” كان يوجد ما لا يقل عن عشرة اطفال وجروحهم ظاهرة بالوجه والرأس والارجل كانوا تعبانين للغاية ولا ندرى من سيعالجهم”.
ويتساءل المركز كيف جرؤ مديرى المستشفيات الثلاثة الى طرد هؤلاء الاطفال دون علاج الا يحتاجوا حتى الى الرعاية والملاحظة لمدة اربعة وعشرين ساعة على الاقل كما يقول الاهالى ؟ اننا نتوجه بسؤالنا هذا وبلاغنا للسيد النائب العام ووزير الصحة للتحقيق مع مديرى مستشفيات الدلنجات ، وابو المطامير ، ودمنهور العام نتيجة اهمالهم فى الرعاية الصحية لهؤلاء الاطفال .
شهادة نهى جابر عبد المنعم
وصلنا الى مزلقان البستان وكنا حوالى 25 بنتاً وولداً وكلنا من قرية المدبوح والقرى المجاورة وكنا ذاهبين لجمع محصول المشمش فى الدلنجات . وعند المزلقان كان يوجد ثلاثة رجال وكانوا نائمين ونزلنا وايقظناهم وسألناهم … متى يأتى القطار ؟ قالوا لنا بعد ربع ساعة من الان فركبنا وقبل ان نمر من فوق القضبان وجدنا القطار يأتى بسرعة ويأخذ السيارة مسافة كبيرة يجى كيلو ورأيت مقدمة السيارة تتهشم وهدوم العيال زمايلى تتطاير من فوق السيارة وكل اللى يقع من السيارة لا يقوم ورأيت ثلاثة رجال تبع المزلقان بيكسروا السور بحديد كان معهم وجاءت بعد ذلك سيارات الاسعاف واخذتنا الى المستشفى وخرجت بعد ما شتموا وهددوا ابويا بكتابه اقرار بالخروج واستكمال العلاج فى البيت مع ان رجلى مكسورة ومقدرش اقف عليها واحنا ناس على قد حالنا .
واكدت حنان مسعود الفيومى كلام نهى واضافت اغلبنا فى المدرسة وبعد الاجازة نذهب ونعمل فى المزارع لكى نساعد انفسنا واهلنا ونقوم بعد صلاة الفجر ويتم تجميع كل الاطفال ثم نذهب جميعاً الى المزارع حيث نقوم بتجميع محصول المشمش أو الخوخ او التفاح وفى اخر النهار قبل صلاة المغرب نعود بنفس الطريقة الى قريتنا بدون فتره راحه ويوميه النفر منا 7 جنيه من الشمس للشمس وفى الاخر لو حصلت حادثه زى ديه راح العمر على الفاضى .
ويقول الاب / مسعود الفيومى والد المصابة
عندما ذهبت للمزلقان فى البستان وجدت ثلاث رجال عرفت بعد ذلك انهم عمال المزلقان يقوموا بتكسير المزلقان بقطع حديد وعندما ذهبت وسألتهم لماذا تفعلون ذلك قالوا حتى نحمى انفسنا وذهبت الى مستشفى دمنهور حيث يرقد الاطفال لم نجد أى عناية تذكر ولم نرى اى دكتور يكشف على الاطفال انها أسوأ مستشفى وأسوأ معاملة فى محافظات مصر كلها . وقد جاءوا الينا وطلبوا مننا ان نكتب اقرارات لأخذ الاطفال ونستكمل علاجهم فى الخارج والا عيالنا حتموت وبعد ان اخذنا الاطفال وجدنا ان اصابه بعضهم خطيره فماذا نفعل ومن المسئول عن ذلك ؟ وقال بحرقة حسبى الله ونعم الوكيل على البلد واللى فيها .
بقى ان نعرف انه توفى فى الحادث حلاوتهم حمدون عبد العزيز من عزبة الخمسين المتاخمة لعزبة المدبوح كما توفت فى الحادث صباح فايز عبد الجليل من عزبة الخمسين وكانت فى المدرسة فى الصف الثالث الاعدادى . وكانت منتظرة نتيجة الامتحانات حيث كانت احلامها كبيرة كما تذكر والدتها فجاء الموت وخطف الحلم وصاحبته ـ ولطمت ملعون ابو الشغل والفقر نعمل ايه يا رب .
التقرير الطبى الصادر من المستشفى للمتوفاة حلاوتهم جثة هامدة لفتاة حوالى 16 سنة ترتدى عباية رصاصى وقميص احمر وايشارب ازرق وتعانى من كسر بعظام الفخد الايسر وجرح بفروة الرأس وكسر بالجمجمة . التقرير الطبى للمتوفاة سعدية يذكر انها جثة هامدة تعانى من نزيف بالاذنين وكسر بالجمجمة
يقول كارم وهو طالب فى مدرسة صنايع بدمنهور سمعت ان فيه حادثة وقعت لاخوتى واطفال القرية ذهبت للمزلقان ووجدت الاسعاف نقلت كل الاطفال الى المستشفيات وعندما سألت عن اخوتى لكى اطمئن عليهم وهم صباح واحترام وعمر وجدت ان صباح توفيت واحترام ذهبت الى مستشفى الدلنجات ثم تم تحويلها الى مستشفى دمنهور لانها مصابة باصابات كبيرة .
اما اخى عمر فهو مصاب فى رأسه (17 غرزة) وتم تحويله من مستشفى الدلنجات الى مستشفى ابو المطامير واخوتى جميعاً فى المدارس ويعملون فى الاجازة لان الاب متوفى والحياة صعبة وكما ترون الفقر فى كل مكان فى القرية فليس هناك اى خدمات تذكر فنحن نعيش معزولين عن العالم كما ترى والطرق ضيقة ايضاً لا يمر يوم الا وترى حادث هنا أو هناك فى القرى القريبة ومن يحاسب من فى هذه البلد ، السائقين مخالفون ، عمال المزلقان نايمين ، الدكاتره مهملين . نقول ايه البلد والبيت خربوا … فقرا وراضين قله شغل وراضين لكن كمان موت نعمل إيه ونروح لمين !!
“و فى رحلة العودة يذكر باحثى المركز كان الخوف مسيطر علينا بسبب وعورة الطريق وكثرة الحوادث حيث الظلام الكثيف ولا أى شئ غير الترعة والمصرف على اليسار واليمين والطريق غير ممهد وأحسسنا ان الموت يحيط بنا من كل جانب “.
ومن جانبه تقدم مركز الأرض بشكاوى الاهالى الى الساده المسئولين والوزارات المختلفه لصرف اعانة فورية قدرها عشرين الف جنيه لكل اسرة متوفي ومبلغ عشرة الاف جنيه لكل اسره مصاب وذلك لسد احتياجات هذه الاسر كما يطالب وزارة الصحة بمعالجة المصابين على نفقتها والتحقيق مع المسئولين فى مستشفيات محافظه البحيره الذين طردوا الاطفال المصابين دون إستكمال علاجهم .
والمركز اذ ينعى أسر واهالى الضحايا ويتقدم للمسئولين بهذه الشكاوى للتحقيق فى الموت المبكر للاطفال العاملين فى المزارع ومعالجه اسباب الاهمال فى رعاية هؤلاء الاطفال وتوفير الضمانات المختلفة للحد من حوادث الطرق ،وسرعة صرف مبالغ الضمان الاجتماعى لأسر الاطفال يناشد كافة مؤسسات المجتمع المدنى بالعمل معاً من اجل حماية حقوق الاطفال فى الحياه والامان ووقف ايذاءهم وكفالة حقوقهم فى النماء والتعليم والحياة الكريمة اللائقة 000
—————————————————
لمزيد من المعلومات يرجى الاتصال بالمركز
العنوان : 122 ش الجلاء برج رمسيس القاهرة
تليفون وفاكس / 5750470
البريد الإلكتروني:Lchr@thewayout.net – lchr@lchr-eg.org
Website www.Lchr-eg.org