فبراير 2010
تعريف ومدخل عام: تمهيد: 3- ويتناول هذا التقرير أهم الإنتخابات التي راقبها المرصد والتي جرت خلال الأربع سنوات الماضية خلال الفترة من سبتمبر 2005 وحتى سبتمبر 2009، وتشمل: إنتخابات الرئاسة في سبتمبر 2005، إنتخابات البرلمان بمراحلها الثلاثة والتي بدأت في أكتوبر 2005 وانتهت في ديسمبر 2005، إنتخابات التجديد النصفي لمجلس الشورى والتي عقدت في 2007و أخيراً إنتخابات المجالس الشعبية الشعبية المحلية والتي عقدت في عام 2008. أولاً: إنتخابات الرئاسة المصرية (سبتمبر 2005): انعدام تكافؤ الفرص وعدم المساواة أ- جاء تعديل المادة 76 من الدستور والذي سمح بتعديل نظام إنتخابات الرئاسة من نظام الإستفتاء إلى الإقتراع السري المباشر ليشدد من شروط الترشح على إنتخابات الرئاسة حيث حرم المستقلين الغير منضمين إلى الأحزاب السياسية من الترشح على المنصب، حيث اشترط تزكية وتوقيع 250 عضواً على الأقل من المنتخبين بمجلسي الشعب والشورى والمجالس الشعبية المحلية، على ألا يقل عدد الموقعين عن 65 موقع من مجلس الشعب و25 من مجلس الشورى، وهما المجلسان اللذان يسيطر عليهما الحزب الحاكم. وكذلك جاء الاستفتاء الذي أجري من أجل موافقة المواطنين على تعديل المادة 76 مثالاً قوياً للتدخلات الادارية والأمنية حيث تم تزوير البطاقات في صناديق الاقتراع وتم الاعتداء على النشطاء السياسيين الذين دعوا المواطنين لمقاطعة الاستفتاء، وجاءت نسبة المشاركة المغالى فيها التي أعلنتها اللجنة العليا المشرفة على الإنتخابات لتصل إلى 23% من مجموع من لهم حق التصويت . ب- نظم القانون 174 لسنة 2005 إنتخابات الرئاسة المصرية وهو القانون المفسر للمادة 76 من الدستور وقد شكلت المادة 5 ، 6 ، 7 ، 8 من القانون بشأن تشكيل لجنة إنتخابات الرئاسة وكيفية إجتماعها واختصاصاتها. وقد نص القانون على أن قرارت اللجنة نهائية ولايجوز الطعن عليها بأى طريقة و أمام أى جهه وعدم جواز التعرض لقرارتها بالتأويل أو وقف التنفيذ. أى أننا أمام لجنة تمتلك صلاحيات مطلقة تتسع لكل شىء يخص العملية الانتخابية وهو ما يجعل اللجنة فوق النقد ويفتح لها الباب أمام التدخل في أعمال الإنتخابات. ت- فى مرحلة فتح باب الترشيح هناك آلية تحديد رموز للمرشحيين فى الإنتخابات التي تجرى بين أكثر من مرشح لتفشي الأمية بين فئات المجتمع وكانت لجنة انتخابات الرئاسة قد أعلنت أن إختيار الرموز والأرقام بأسبقية الحضور وقد انحازت اللجنة لمرشح الحزب الوطني وأعطت له رمز الهلال وهو أهم وأشهر رمز. ث- أصدرت اللجنة المشرفة على الإنتخابات قراراً بوضع قواعد منظمة للدعاية من أبرزها حظر إستخدام المباني والمنشآت الحكومية ووسائل النقل المملوكة للدولة أو لشركات قطاع الأعمال والمرافق العامة والمدارس والجامعات فى الدعاية وألزمت وسائل الإعلان المملوكة للحكومة بعدم الانحياز لأى من المرشحين وهو ماتم خرقه من قبل مرشح الحزب الحاكم الذي انتشرت الدعاية الخاصة به على جدران كافة المؤسسات العامة واستخدم الحزب الأموال المموكة للدولة فى الدعاية له كما سمح له باستخدام وسائل الإعلام المملوكة للدولة للدعاية له، من صحف وإعلام مرئى ومسموع. ج- اليوم الإنتخابى لم يلتزم مرشح الحزب الوطنى بقواعد منع أعمال الدعاية قبل الإنتخابات بـ 48 ساعة واستمرت أعمال الدعاية حتى أمام صندوق الاقتراع، كما تم حشد موظفي الحكومة وقطاع الأعمال والفلاحيين فى القرى كما سُمح بالتصويت بدون البطاقة الإنتخابية والحبر الفوسفرى في لجان أطلق عليها لجان الوافدين. ثانياً: الإنتخابات التشريعية (أكتوبر 2005): إستغلال نفوذ، عنف وتزوير فج: ب- شهدت مرحلة الدعاية تجاوزات من قبل مرشحي الحزب الوطني حيث خرق مرشحي الحزب قرارات اللجنة المشرفة، حيث استخدموا المنشآت المملوكة للدولة والقطاع العام وقطاع الأعمال والمؤسسات الدينية والمدارس الحكومية في الدعاية كما تم استخدام أموال تلك المؤسسات الحكومية في الدعاية لمرشحي الحزب. كما سمح لهؤلاء المرشحين بتوزيع مواد دعائية ومنشورات انتخابية واستخدام مراكز الشباب المملوكة للدولة في الدعاية لهم. بينما رفضت الجهات الأمنية اقامة سرادقات لمرشحي المعارضة وتم القبض على عدد من أنصار مرشحي المعارضة. كما انحاز المحافظين ورؤساء الأحياء والقرى والمدن لمرشحي الحزب الحاكم. ت- شهدت أعمال الإنتخابات عنف غير مسبوق أدى إلى قتل 13 مواطناً مصرياً نتيجة للطوق الأمني المشدد الذي فرضته قوات الأمن المركزي على مقرات الاقتراع لمنع المرشحين من الوصول إليها، إلى جانب أنها سمحت للمرشحين من الحزب الحاكم والمستقلين وخاصة من رجال الأعمال باستخدام البلطجة، دون أي ادخل في منعها. ث- جاءت نسبة المشاركة 20% من إجمالي المقيدين ، حيث جرت الانتخابات وفقاً لاشراف قضائي وهو ما أدى الى توقف عملية التسويد أو التزوير المباشر. ج- شهدت أعمال الفرز وإعلان النتائج تدخلات ادارية وأمنية قوية، حيث أعلنت نتائج مخالفة للواقع في دوائر بندر دمنهور، مدينة نصر والدقي. كما شهدت المرحلة الثالثة واعادة المرحلة الثانية تجاوزات وتدخلات فجة. وتم الإعتداء على القضاة المشرفين على العملية الإنتخابية في دائرة بولاق بالقاهرة ودائرة الرمل بالإسكندرية. ح- تعمدت الجهات الادارية واللجنة المشرفة على الانتخابات تجاهل تنفيذ الأحكام القضائية في عدة دوائر وسمحت للمرشحين بالاستشكال والطعن أمام محاكم غير مختصة حتى يتم اجراء الانتخابات وفقاً للقواعد القانونية الباطلة. كما عطلت الانتخابات في ستة دوائر انتخابية حرمت من التمثيل في البرلمان حتى أواخر عام 2008 حيث خشيت الجهات الادارية فوز المعارضة اذا عقدت الإنتخابات فيها. ثالثاً: إنتخابات مجلس الشورى 2007: تزوير بالجملة في غيبة الإشراف القضائي: ب- شهدت مرحلة فتح باب الترشيح انتهاكات حيث فرضت قوات الأمن طوقاً أمنياً على مقرات فتح باب الترشيح واعتدت على مراقبي منظمات المجتمع المدني. وانفردت الأجهزة الإدارية والأمنية للسلطة التنفيذية بإدارة تلك المرحلة وشددت في قبول أوراق ترشيح المستقلين وقوى المعارضة وتساهلت في أوراق الحزب الحاكم، كما منعت العديد من مرشحي المعارضة من تقديم أوراقهم. ت- شهدت إنتخابات مجلس الشورى ظاهرة لم تألفها الإنتخابات التشريعية في مصر منذ 1979، حيث تم القاء القبض على عدد من مرشحي جماعة الأخوان المسلمين أثناء تقديم أوراق ترشحهم، كما تم اعتقال عدد من المحامين ووكلاء المرشحين. ث- تميزت مرحلة الدعاية بمخالفة مرشحي الحزب الوطني للقواعد الدعائية، حيث تجاوز المرشحين الحد الأقصى للانفاق في الدعاية، كما تجاوزت الأجهزة الادارية من المحليات والمصانع والمنشآت الحكومية ووسائل الاعلام المملوكة للدولة وتورطت في الدعاية لمرشحين الحزب الحاكم وتم القاء القبض على أكثر من خمس مرشحين من جماعة الأخوان المسلمين. ج- تجاهلت اللجنة العليا أحكام محكمة القضاء الاداري وهي أحكام ترفض الإستبعاد الذي لحق بثمانية مرشحين من جماعة الأخوان المسلمين. ح- جاء إعلان النتائج بفوز الحزب الحاكم بـ84 مقعد، وحزب التجمع اليساري بمقعد واحد، وثلاثة مستقلين محسوبين على الحزب الوطني بثلاثة مقاعد، وهو ما يدل على تسويد السلطة التنفيذية وأجهزتها الادارية والأمنية لبطاقات إبداء الرأي. ونتيجة لإلغاء الإشراف القضائي على الإنتخابات. فليس من المعقول أن تفشل المعارضة في الحصول على أكثر من مقعد واحد بعد عامين فقط من انتخابات مجلس الشعب التي حصدت فيها أكثر من 20% من إجمالي مقاعد مجلس الشعب. رابعاً: إنتخابات المجالس الشعبية المحلية: التعيين في شكل انتخابات: 8- منعت الأجهزة الأمنية والإدارية للسلطة التنفيذية مرشحي المعارضة والمستقلين من التقدم بأوراق الترشحي واستخدمت البلطجة في ذلك وفرضت طوق امني مشدد علي مقرات تقديم أوراق الترشيح بل وأرغمت أعضاء الحزب الحاكم الراغبين في الترشيح علي عمل توكيلات خاصة للمحامين في الحزب لتقديم أوراق ترشيحهم وذلك لمنعهم من الترشح كمستقلين في حال عدم ادراج الحزب الوطني أسمائهم على كشوف الترشح على قوائم الحزب الوطني، ولم تعلن قيادات الحزب قوائم الترشيح إلا بعد إغلاق باب الترشيح وقد استخدمت العنف في مواجهة مرشحي جماعة الأخوان المسلمين ومرشحي المعارضة وألقت القبض علي عدد كبير منهم أثناء تقديم أوراق ترشيحهم. 9- حسمت السلطة التنفيذية إنتخابات المجالس الشعبية المحلية التي من المفترض إجراء الإنتخابات بها على 52.000 مقعد، حيث جاء عدد الفائزين من الحزب الوطني بالتزكية ما يقرب من 43600 عضواً، وهو ما حصر المنافسة علي 8400 مقعد فقط تقدم لها 1100 من أحزاب المعارضة بعد إنسحاب جماعة الأخوان، بينما ترشح 6900 من الحزب الوطني و400 من المستقلين. وهو ما يعني أنه حتي لو تركت السلطة التنفيذية الإنتخابات تجرى بدون تدخلات لن يمثل ذلك خطورة علي أغلبيتها في تلك المجالس التي لا تمثل في الأصل خطراً علي سلطاتها ومع ذلك احتكرت الفوز بنسبة 99.13 حيث فاز 51546 من الحزب الوطني لمقاعد المجالس المحلية. توصيات واستناجات: التوصية الثانية: التوصية الثالثة: الجمعية المصرية للنهوض بالمشاركة المجتمعية |