8\3\2010

بمبادرة من التحالف العربي من أجل دارفور وبمشاركة 70 منظمة غير حكومية عقد في مدينة بوزنيقة بالمغرب في يومي 6 و7 مارس 2010 المؤتمر الموازي للقمة العربية التي ستعقد بمدينة سرت الليبية في نهاية مارس. وعلي مدار يومين تدارس المؤتمرون الاوضاع في السودان ككل والأزمة الانسانية في دارفور بوجه خاص وخاصة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقرر اجراؤها في 10 أبريل القادم والاستفتاء علي مستقبل السودان ومفاوضات السلام الشامل في كل من دارفور والسودان بوجة عام وما يتلوها من عمليات اعادة البناء والتنمية في الاقليم والسودان عموماً.

يؤكد المشاركون للقاده العرب ان العنف ما يزال مستمرا في دارفور حيث يعيش النازحون للعام السابع في المعسكرات. ومازال 4.7 مليون متضرر في حاجة للمساعدة. فقد أكدت الأمم المتحدة بداية هذا الشهر أن العنف وانعدام الأمن ما يزال سائدا في ولايات دارفور الثلاثة نتيجة للإشتباكات بين قوات الحكومة والحركات المسلحة، والإشتباكات بين الحركات المسلحة فيما بينها. وما تزال أعمال الخطف مستمرة. وقد نتج عن العمليات العسكرية في جبل مره حوالى 000 40 نازح جديد، مع تعذر الوصول للمتضررين و أن ما يقدر بمائة ألف شخص لا يجدون الخدمات الأساسية في شرق الجبل.

أما في جنوب السودان فهذا العام هو الأسوأ من حيث اندلاع أعمال العنف منذ توقيع إتفاقية السلام الشامل في عام 2005. وقد نتج عن هذا العنف موجة جديدة من النزوح تقدر بحوالى 36000 نازح، مع ارتفاع عدد الذين يواجهون نقص الغذاء هذا العام بحوالى 4.3 مليون شخص. فجنوب السودان لم يستفيد من عملية السلام بعد، وما يزال حوالى 90% من النساء يعانون من الأمية، وطول الطرق المرصوفة لا يزيد عن 60 ميلا في كل أنحاء الإقليم.

وفي ضوء المعلومات السابقة فاننا نحذر من اي أوهام تتعلق بانتهاء الحرب في دارفور فالعنف والبؤس مستمران في دارفور وفي تزايد مطرد في الجنوب
وفي هذا السياق وجة المؤتمرون الي القمة العربية رسالتهم مطالبين الزعماء والملوك والرؤساء العرب بالاتي:
: بالنسبة للانتخابات العامة والاستفتاء

– يدعو المؤتمر القمة العربية الي المطالبة بضرورة اجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية السودانية في شفافية وحرية ونزاهه والتزام كافة الاطراف، خاصة السلطات الحكومية، باحترام ارادة الناخبين ودعم جهود مراقبة الانتخابات محلياً واقليميا ودولياً وتسهيل مهمة المراقبين وتهيئة المناخ المناسب لاجرائها بعيدا عن االتهديد والعنف؛

وناشد المؤتمرون حكومة الوحدة الوطنية وحكومة جنوب السودان باستكمال المتطليات القانونية والسياسية لاجراء الاستفتاء المنصوص عليه في اتفاقية السلام الشامل كما يدعو كافة الاطراف الاقليمية والدولية الي احترام ارادة أهل جنوب السودان بغض النظر عن نتيجة الاستفتاء؛

مناقشات ومفاوضات السلام
يرحب المؤتمر بالجهود المبذولة من كافة الاطراف الدولية والاقليمية والعربية لاحلال السلام في السودان ودعم اتفاقية السلام الشامل ويناشد طرفي الاتفاقية ياحترام بنودها والتعاون بشفافية من أجل استكمال المرحلة النهائية؛

ويثمن المؤتمر جهود كافة الأطراف والوسطاء الاقليميين والدوليين وعلي رأسهم الوسيط المشترك للاتحاد الافريقي والامم المتحدة وحكومات قطر وليبيا وتشاد ومصر لدعم العملية السلمية في الاقليم، ويعرب المؤتمر عن قلقه من روح التنافس التي لأحظها المراقبون بين هؤلاء الوسطاء ويدعوهم الي تنسيق الجهود من أجل انهاء معاناة المدنيين في دارفور.

ويؤكد المؤتمر علي ضرورة ان تكون عملية السلام في الاقليم شاملة وتضم كافة الفصائل الدارفورية والاخذ بعين الاعتبار مطالب الدارفوريين العادلة؛ والضغط علي كافة الاطراف للإنضمام الي الأتفاقية مع وضع ضمانات لتنفيذها في أسرع وقت

يدعو المؤتمر القمة العربية الي تفعيل توصيات تقرير لجنة حكماء افريقيا الخاص بالسودان والوضع في دارفور وايجاد اليات عملية لتنفيذ هذه التوصيات ، خاصة دعم استقلال القضاء السوداني وإنشاء المحكمة المختلطة وفق أفضل الممارسات الدولية خاصة ضمان استقلالها وعدم خضوع أحكامها للمراجعة المحلية، وإنشاء لجنة للحقيقة والمصالحة، ومحاسبة كل من ارتكبوا جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في دارفور، مهما كانت صفاتهم أو هوياتهم وتطبيق برنامج لجبر الضرر والاصلاح الجذري للمؤسسات الخاصة بانفاذ القانون؛

ويشدد المؤتمر على رعاة عملية السلام في دافور، وبالاخص القمة العربية، الي ضرورة احترام حقوق الضحايا من المدنيين العزل والعمل علي اعادة اعمار الاقليم واعادة توطينهم في قراهم التي هجروها بسبب النزاع وتمليكهم الاراضي والاسراع في عمليات التنمية في الاقليم؛

وفي كل الاحوال يطالب المؤتمر القمة العربية ان تكون القري النموذجية تعبيرا عن احتياجات اهالي دارفور الحقيقية بعيدا عن الاهداف السياسية والاعلامية والتأكد من تحقيق التوازن المناسب بين الاحتياجات الانسانية والاعمار والتنمية. وعودة النازحين الي قراهم وفقاً لاليات القانون الدولي وضمان توفير الخدمات الأساسية لهم وتعويضهم عن كل الاضرار التي لحقت بهم جراء الأعتداءات عليهم.

الحماية والمساعدات الانسانية
يطالب المؤتمر كافة مؤسسات الاغاثة الانسانية العربية الى الاسراع في اغاثة الضحايا اعتماداً على تقدير حقيقي ومحايد للاحتياجات وتطبيق مبدأ الجودة في تقديم الخدمات والاعلان بشفافية عن حجم المتضررين المستحقين لهذه المعونات واعدادهم من خلال تقارير مستقلة ومعلنة تصدر دورياً وبصفة منتظمة ؛
ويدعو المؤتمر القمة العربية ان تطالب حكومة جنوب السودان للقيام بمسئولياتها لاحتواء العنف الأهلي في الجنوب وبطالب حكومة الوحدة الوطنية وبعثة الامم المتحدة في السودان الي مساعدة حكومة الجنوب في حماية المدنيين والتصدي لعمليات جيش الرب التي راح ضحيتها المئات من المدنيين خلال العام الماضي، خاصة في المحافظات الاستوائية؛

يواجه السودان عاما حاسما بسبب الانتخابات في أبريل القادم والاستفتاء في مطلع 2011. وأمام القادة العرب فرصة كبيرة للقيام بدورهم وتحمل مسئولياتهم في إنهاء أزمات السودان. إننا ندعوهم إلى التحرك بجدية وبتنسيق الجهود بينهم حتى يتحقق السلام الشامل والعادل في السودان.

التحالف العربي من اجل دارفور
54 منظمة غربية غير حكومية
70 منظمة مشاركة في المؤتمر