23/10/2007

في دراسة أجراها الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء علي 4040 قرية مصرية أكدت أن 10.3 مليون مواطن يعيشون في أفقر ألف قرية منهم نحو 51.8% فقراء وأن هناك 4.9 مليون شخص يعيشون في أفقر 500 قرية يزيد الفقراء منهم عن 60% وأن هناك 100 قرية يسكن فيها 715 ألف مواطن من بينهم 76% يعيشون تحت خط الفقر ..!

ويقينا فإن ازدياد معدل الفقر في الريف المصري تسير معه بالتوازي زيادة وتيرة العنف بين الفلاحين مع ظهور ما يمكن أن نسميه بظواهر جديدة كانت بعيدة كل البعد عن المجتمع الزراعي وما يتسم به من هدوء وقدرة علي الاحتمال والصبر تطبيقا للمثل الذائع ” اصبر علي جارك السو لحد ما يرحل لوحده ” ولأن سياسات الحكومات المتعاقبة تسير من سئ إلي أسوأ وأن رحيل حكومة والإتيان بحكومة أخري لا يعني بالضرورة التغيير إلي الأفضل ..! كانت النتيجة الحتمية أن يفقد الفلاح المصري أي أمل في التغيير وألا يجد بدا من الاحتجاج بالاعتصام والتجمهر والتظاهر في مواجهة المظالم التي يتعرض لها بشكل دائم , ففي محافظة الدقهلية قام الفلاحون في قرية الدراكسة مركز منية النصر بالاعتصام احتجاجا علي رفع إيجار الأراضي الزراعية بنسبة 50% عن العام الماضي وأكد المزارعون أن إدارة الأوقاف قامت برفع إيجار الأراضي الزراعية من 800 جنيه للفدان في عام 2006 إلي 1250 جنيها للفدان هذا العام بالرغم من حالة الغلاء وارتفاع أسعار الأسمدة والتقاوي ومستلزمات الإنتاج , وفي محافظة الشرقية اعتصم المزارعون في قرية شلشلمون التابعة لمركز منيا القمح احتجاجا علي تجاهل وزارتي الري والزراعة إصلاح الماسورة التي تنقل مياه الري من ترعة بحر أبو الأخضر إلي أكثر من 500 فدان مما هددها بالبوار وتشريد ما يزيد عن 200 أسرة بعد تلف محصول الأرز لنقص مياه الري أما في محافظة القليوبية فقد تجمهر ما يزيد عن 500 مزارع من قرية أبو زعبل أمام شركة أبو زعبل للأسمدة بسبب التلوث الذي ينتج عن تشغيل المصانع وانبعاث سحابة كثيفة من الدخان والغازات تسبب في اختناق الكثير منهم وإصابة أطفالهم بالعديد من الأمراض وعلي كل فإن ما حدث في شهر سبتمبر من احتجاجات ما هو إلا حلقة من حلقات الانتفاضة المستمرة للفلاحين منذ بداية عام 2007 مما يشكل ظاهره جديدة علي الريف المصري …!ولم يكن غريبا أن يشهد شهر سبتمبر 9 حوادث عنف بين فلاحين سقط من جرائها 9 قتلي كما أصيب 6 آخرين .. أما الأغرب في تلك الحوادث فهو ما حدث في قرية ميت البيضا التابعة لمركز الباجور بمحافظة المنوفية وبالرغم من عدم سقوط ضحايا في تلك الحادثة إلا أنها تشير بوضوح إلي ما آل إليه حال الريف المصري , فقد حاول أفراد من عائلة شهاب الدين الحصول علي الخبز بشكل استفز أصحاب المخبز وهم أقارب عضو مجلس الشوري الراحل فهيم مهدي عفيفي , تحولت المشادة إلي معركة واستعان أبناء شهاب الدين بأقاربهم لتأديب أصحاب المخبز , لكنهم فوجئوا بأحد أبناء صاحب المخبز يمطرهم بدفعات من بندقية آلية فوق رؤسهم ففروا هاربين …! الحادثة تطرح التساؤل … من حول الريف المصري من منتج للخبز إلي مستهلك … ومن أطفأ نار الأفران في كل بيوت الفلاحين …ومن أضاع بهجة يوم ” الخبيز ” في الريف المصري , سؤال لا يعرف إجابته غير الحكومة ….!ومن معارك الخبز ينتقل بنا شهر سبتمبر إلي القتل لأتفه الأسباب , فقد لقي المزارع عبد القادر سحاب مصرعه وأصيب أيضا المزارع مصطفي شحاته عبد السيد بإصابات خطيرة إثر تعرضهما لإطلاق نار من سلاح آلي , تعود الحكاية إلي وجود خلاف بين المجني عليهما وبين المزارع محمد عبد الغفار حسين والمشرف الزراعي جلال أحمد عامر , بسبب قيام المجني عليهما بغرس شجرة علي جسر الترعة المقابل لمسكن المتهمين , فتربصا بهما واستغلا قيامها بري الأرض الخاصة بهما ليلا وقاما بإطلاق وابل من الرصاص عليهما وفرا هاربين حدث ذلك في كفر نجع مملا بالحجيرات بقنا …. ولا تعليق …!

وفي دار السلام بمحافظة سوهاج لم يكن الأمر أفضل حالا , فقد قام مندوب الشرطة أبو المجد عبد الوهاب محمد من قوة مركز دار السلام بإطلاق النار من سلاحه الميري علي ابن عمه رشاد عبد العظيم محمد فأصابه في مؤخرته , كانت قد حدثت مشادة بين المجني عليه والمتهم تطورت إلي مشاجرة واشتباك بالأيدي بسبب الخلاف علي الحد الفاصل بين الأرض الزراعية لكل منهما , حاول مندوب الشرطة إرهاب ابن عمه بالسلاح الميري وأطلق عليه النار مما تسبب في إصابته في ” إليته اليسري ” …!

وفي الكيلو 17 طريق مصر – إسكندرية الصحراوي لم يكن الخفير يدري أنه بيديه سوف يقتل صاحب الأرض , كان الحاج متولي العمدة ” صاحب الأرض ” قد قرر أن يذهب إلي أرضه فجأة بعد تناول السحور إلا أن الخفير ” طه ” الذي صحا من النوم فجأة علي دبيب خطوات صاحب الأرض حمل سلاحه وأطلق رصاصة لاعتقاده أن هناك لصا يحاول الاعتداء عليه …! استقرت الرصاصة في قلب صاحب الأرض ولقي مصرعه في الحال

. وفي أبنوب بمحافظة أسيوط حدثت مشاجرة بين المزارع أحمد كامل محمد وشقيقه مصطفي وبين أبناء عمومتهم صلاح جاد عثمان وشقيقة أحمد بسبب الخلاف علي مسقي المياه بين أرضهم الزراعية تطورت المشاجرة إلي معركة بالأعيرة النارية نتج عنها مصرع أحمد كامل محمد وإصابة شقيقه مصطفي وابن عمهما أحمد ..!

وفي سمالوط بالمنيا لقي المزارع صالح مفتاح أبو بكر مصرعه إثر إصابته بطلق ناري بالصدر بعد أن قام ابن شقيقه عمر بإطلاق النار عليه بسبب الخلاف علي امتلاك قطعة أرض زراعية كان المجني عليه يقوم بحراستها ملك ضاحي محمد وبعد أن تفاقمت المشكلة أطلق المتهم عدة أعيرة نارية استقرت إحداها في جسد عمه …!

وفي قرية شرشابة بمحافظة الغربية حاول خمسة مزارعون تهريب أحد المتهمين المقبوض عليهم في حملة قادها معاون مباحث مركز رفتي فقاموا بضربة بالشوم والعصي مما اضطره إلي إطلاق أعيرة نارية فأصابت أحدهم … نقل المزارع المصاب والضابط المصاب إلي المستشفي , وتواصل النيابة التحقيق …!

وفي سوهاج قضت محكمة الجنايات بالإعدام شنقا علي كل من المزارعين عبد الحميد الحملي ومحمد عبد الحميد ومحمود قاسم من جزيرة شندويل وذلك لأنهم قاموا بقتل المزارع محمود أحمد محمود وإصابة ابن عمه عبد المنعم محمد إسماعيل بعد أن أطلقوا عليهما وإبلا من الرصاص بسبب الخلاف علي الحدود بين الأرض الزراعية …!

وفي قرية البربا بمحافظة أسيوط لقي المزارع إبراهيم أمين حسين مصرعه عند عودته إلي منزله بعد أن قام خصومه من عائلة ” الضباعة ” بإطلاق النار عليه أخذا بالثأر , اتهم أهالي القتيل كلا من محمد عبد الستار وأشرف أمين الحفني ويحيي زكريا … تم القبض علي المتهمين وتواصل النيابة التحقيق …!