1/12/2007
ولأن شر البلية ما يضحك لم يكن غريبا أن تتعاقد وزارة الشباب والرياضة ” في ذلك الوقت ” من عام 1997 مع أكثر من 400 عامل وموظف للعمل بمراكز الشباب بمحافظة الدقهلية , علي أن يتم تجديد التعاقد معهم كل ثلاثة أشهر , والغريب أنه علي مدار أكثر من 10 سنوات لم ترتفع أجور هؤلاء المتعاقدين مليما واحد , فالعامل المؤقت محروم من كل شيء ومن كل ما يتمتع به العامل المعين من علاوات دورية وحوافز وتأمين صحي … إلخ , وعلي سبيل المثال فإن مرتب من يحمل منهم مؤهلا متوسطا يتقاضى 80 جنيها , أما مؤهلا فوق المتوسط فيتقاضى 95 جنيها شهريا , أما أصحاب المؤهلات العليا فالمرتب لا يتجاوز 113 جنيها , أما العامل الذي لا يحمل مؤهلا فيتقاضى 70 جنيها شهريا …!هذه مرتبات العاملين المؤقتين في مراكز الشباب في عام 2007 وبعد عشر سنوات من الخدمة …! وليت الأمر توقف عند هذا الحد بل إن هذه المرتبات ” الميكروسكوبية ” لا تصل إليهم بانتظام , فالعاملون بمركز شباب دنديط مركز ميت غمر محافظة الدقهلية لم يحصلوا علي رواتبهم منذ بداية عام 2007 إلا في شهر أكتوبر الماضي …! وكأن هذه المرتبات أصبحت ” بقشيشا ” يرسله إليهم المجلس القومي للشباب كما يتراءى له أو حين مسيرة …!
ولكي تكتمل المأساة فقد أرسل المجلس القومي للشباب منذ عام كشوف بأسماء من سيتم تثبيتهم بمديرية الشباب بالدقهلية , وقد حاول الكثير من العاملين تتبع إجراءات تعيينهم دون جدوى … ولا يدري أحد منهم أين يجدون الأوراق الخاصة بهم هل في المجلس القومي للشباب أم في التنظيم والإدارة أم في وزارة المالية أم في وزارة التنمية المحلية , وكانت النتيجة أن ضاع أمل العشرات منهم في دهاليز الوزارات والمؤسسات الحكومية …!
يقول سامي حسن محمد خضر ” عملت في مركز شباب دنديط منذ عام 1997 , أحمل مؤهلا عاليا وبالرغم من ذلك فإن مرتبي الشهري 113 جنيها , متزوج وعندي طفلان , صبرت كثيرا علي هذا المرتب الضئيل أملا في التثبيت , وعندما أرسل المجلس القومي للشباب كشوف أسماء من يحق لهم التثبيت ووجدت أسمي ضمن هذه الأسماء أحسست بسعادة غامرة , فأخيرا ستضحك لي الدنيا , ولكن هذه الفرحة سرعان ما انطفأت حين ضاعت أوراق التثبيت الخاصة بين الوزارات وتفرق دمنا بين القبائل , ولست أدري الآن ماذا أفعل ”
ويقول حمدي حامد محمد ” لم أكن أعرف أن مرتب العامل الحاصل علي مؤهل فوق المتوسط لا يزيد عن 95 جنيها شهريا إلا عندما عملت في مركز شباب دنديط من عام 1997 , 95 جنيها شهريا يجب أن أصرف منهم علي بيتي وأن أوفر لأسرتي كل متطلبات الحياة …! والغريب أنهم يقومون بتجديد عقد العمل كل ثلاثة أشهر حتى يتسني لهم الاستغناء عنا في أي لحظة , أما الأغرب فإن هذا المرتب علي ضآلته لا يصرفونه لنا بانتظام ولكن قد يتأخر الصرف عدة أشهر , ويبدو أن المجلس القومي للشباب يظن أننا من الأثرياء الذين لا يحتاجون إلي مثل هذا المرتب , وأن عملنا في مراكز الشباب ما هو إلا لذر الرماد في العيون …!
- من جانبنا … فإن أولاد الأرض تري أن ما يحدث لأكثر من 400 عامل وموظف بمراكز الشباب بمحافظة الدقهلية هو أمر يسيء للإنسانية كلها … فعقود الإذعان التي يتم تجديدها كل ثلاثة أشهر أمر يؤكد أن المجلس القومي للشباب يري أنهم في مرتبة أدني من العبيد …!
- إن أولاد الأرض تطالب رئيس المجلس القومي للشباب بتثبيت العمالة المؤقتة في مراكز الشباب وإعادة الحد الأدنى من الإنسانية لهؤلاء الشباب الذين دفعتهم ظروفهم أن يعملوا بشروط لا تليق بالبشر …!