25/7/2007

تلّقى مركز سواسية لحقوق الإنسان ومناهضة التمييز ببالغ القلق المعلومات التي تؤكد أن المجلس القومي لحقوق الإنسان قد قام بتمويل معسكر شباب الحزب الوطني في الإسكندرية من أموال مشروع نشر ثقافة حقوق الإنسان الممول من هيئة المعونة الأمريكية والبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة.

وأفادت تحقيقات المركز أن المعسكر قد بدأ الشهر الحالي ويشارك فيه قيادات الحزب الحاكم، ولم تتضمن المحاضرات والجلسات فيه أي إشارة عن مفاهيم حقوق الإنسان حتى الآن.

ويتساءل المركز: لماذا شباب الحزب الوطني تحديدًا الذين استفادوا من أموال هذا المشروع؟ وألا يوجد هناك بدائل أخرى للوصول إلى الشريحة العظمى من الشباب وطلاب الجامعات في البلاد من أجل تعليمهم ثقافة حقوق الإنسان؟!.

وإذا كانت بعض الآراء تعذر المجلس في هذه الخطوة بالقول أنها تمثل سعيًّا من جانبه من أجل التعاون مع الحكومة فإن الواقع يؤكد أن الحكومة نفسها منذ إنشاء المجلس ظلت صامتة إزاء مطالبه وتوصياته بما يعني عدم رغبتها في التعاون, فضلاً عن أنه يوجد فرق واضح بين الحكومة وبين الحزب السياسي حتى ولو كان هذا الحزب هو حزب الحكومة ذاتها.

ويرى المركز أنه كان من الأولى أن يتعاون المجلس مع منظمات المجتمع المدني دون إهمال أو تهميش أي منها بسبب توجهات أعضائه؛ طالما أنهم يسعون لتحقيق هدف مشترك وهو تعزيز ثقافة حقوق الإنسان في مصر. ويدعو إلى التركيز على التعاون بين المجلس وبين منظمات المجتمع المدني في مصر على اعتبار أنه لوحظ في السنوات الماضية أن المجلس عقد اجتماعات قليلة جدًّا مع هذه المنظمات بالمقارنة بحضور لقاءات مع الدبلوماسيين والوفود الأجنبية التي زارت مصر، مما يعني أن ثقل العمل الفِـعلي للمجلس، كان في اتجاه الرد على الاتهامات بانتهاك حقوق الإنسان في مصر، وليس تحسين وتطوير هذه الحقوق بالفعل.

وإذ يؤكد أن المجلس القومي يُعَدُّ مبادرة طيبة في الاتجاه الصحيح فإن المركز يطالب بالعمل المستمر على تفعيل دوره ومدِّه بأسباب النجاح، ومن ذلك تعديل بعض مواد القانون رقم 94 لسنة 2003 الذي أنشىء بموجبه المجلس وأهمها ما يتعلق بتبعية المجلس لمجلس الشورى على اعتبار أن ذلك يخل باستقلاليته، لأن هذا الأخير يسيطر علي تشكيله الحزب الحاكم.

ويطالب أيضًا بأن يكون المجلس القومي أكثر تمثيلاً، فكما أنه يضم نقيب المحامين ونقيب الصحفيين، يجب أن يضم ممثلَ العمال، وممثلين آخرين لمنظمات حقوق الإنسان، إضافة إلى متخصصين في الاجتماع والاقتصاد نظرًا لخطورة هذين الملفين على حقوق الإنسان في مصر.

وللمزيد من الأخبار طالع أبواب الموقع علي
http://www.sawasya.com
القاهرة:
11 رجب 1428هـ
الموافق الأربعاء 25 يوليو 2007م