31/3/2008
أكثر من أحد عشر عاما وما زال مصير 1500 مستأجر بقرية كفر البطيخ بمحافظة دمياط غامضا , فمع بداية عام 1997 قامت هيئة المجتمعات العمرانية باقتحام ” حوض حلاوة ” والذي تبلغ مساحته ألفي فدان والمؤجر للفلاحين بقرية كفر البطيخ وأتلفت المحاصيل وقامت بالاستيلاء عليه ومنعت الفلاحين من النزول للأرض وزراعتها .. والغريب أن تلك الأراضي تابعة لهيئة الأوقاف والتي قامت بتأجيرها للمزارعين .. غير أن هيئة المجتمعات العمرانية وبمساندة الشرطة ضربت بكل ذلك عرض الحائط وقامت بطرد الفلاحين ..!
يقول إبراهيم البيومي ” أحد المتضررين ” وضعنا أيدينا علي الأرض منذ فترة طويلة وقامت هيئة الأوقاف بتشكيل لجنة لتسليم واضعي اليد وتحرير عقود إيجار لنا وذلك طبقا لأحكام القانون رقم 247 لسنة 1953 والقانون رقم 272 لسنة 1959 وبموجبه أصبحت وزارة الأوقاف ناظرة علي أعيان الوقف , وعلي ضوء ذلك تم التنبيه علينا بعدم التعامل مع أي جهة حكومية أو أفراد سوي هيئة الأوقاف التي ألت إليها الأرض بموجب الحجة الشرعية الصادرة من محكمة المحلة الكبري في عام 1008 هجرية ” وقف الأمير مصطفي عبد المنان ” وتم تحرير عقود إيجار لنا مقابل قيمة إيجارية سنوية .
ويضيف محروس الجوهري ” أحد المتضررين ” مع بداية عام 1997 قامت هيئة المجتمعات العمرانية باقتحام أراضينا واحتلالها وأتلفت المحاصيل بواسطة البلدوزورات , وعندما اعترضنا ألقت الشرطة القبض علي عدد كبير منا وأخلت النيابة سبيلنا حين قدمنا لها عقود الإيجار المبرمة بيننا وبين هيئة الأوقاف وبالرغم من ذلك لم نستطع الذهاب إلي حقولنا لنزرعها بعد أن وقفت لنا قوات الأمن بالمرصاد والتي مازالت تساند هيئة المجتمعات العمرانية علي طول الخط دون سند من القانون وتمنعنا حتي اليوم من النزول إلي الأرض وزراعتها وكان طبيعيا بعد أن طردنا من الأرض أن نفقد مصدر رزقنا الوحيد وأن نعجز عن دفع القيمة الايجارية لهيئة الأوقاف .. والغريب أن هيئة الأوقاف تضامنت معنا في البداية ثم تقدمت بقضايا ضدنا لعدم سدادنا القيمة الإيجارية ..!
ويقول عزت الحضري ” لقد قامت هيئة المجتمعات بتبوير أرضنا التي استصلحناها بعرقنا وحفرنا بها الترع والمصارف علي حسابنا , كما قامت بتجريفها حتي تعطي انطباعا كاذبا بعدم صلاحيتها للزراعة وذلك بالمخالفة لقرار الحاكم العسكري رقم 1 لسنة 1996 والخاص بحظر تبوير الأرض الزراعية أو إقامة مبان أو منشأت عليها , وقد حاولت هيئة الأوقاف التفاوض وديا لمنع تعدي هيئة المجتمعات العمرانية علي أراضيها المستأجرة لنا بحوض حلاوة بقرية كفر البطيخ لكنها فشلت , فقامت برفع دعوى قضائية رقم 2650/97 أمام محكمة كفر سعد الجزئية ذكرت فيها أن هيئة المجتمعات العمرانية دأبت علي التعرض للمستأجرين الأصليين والصادر لهم عقود إيجار أطيان زراعية من هيئة الأوقاف المالك الأصلي
وتقول نادية عبد الحليم ” أكثر من 11 عاما ونحن مطرودون من أرضنا , لقد سدت في وجوهنا كل أبواب الأمل , ولم نعد ندري إلي من نذهب .. ومن يعيد إلينا أرضنا , الجوع تربع في بيوتنا وأصبح أولادنا لا يجدون ما يسد الرمق , في كل صباح أنظر إلي حقلنا البعيد والذي لا أستطيع الاقتراب منه وأبكي .. هناك كانت السنابل تخضر علي أكفنا .. ويقف علي أكتافنا الطير بلا خوف .. اليوم أنظر فلا أجد غير البوار والخراب .. حتي الخراب يخشي أن يقترب ”
• من جانبنا .. فإن أولاد الأرض تؤكد أن انتزاع ما يقرب من ألفي فدان كان يزرعها ما يزيد عن 1500 مستأجر هو أمر ينافي كل المواثيق والمعاهدات الدولية لحقوق الانسان وذلك لأن الحق في الأرض وفي فرصة عمل هما من الحقوق الأصيلة التي لا يمكن التفريط فيها ..
لذا فإن أولاد الأرض تطالب رئيس مجلس الوزراء بالتحقيق الفوري في تلك الوقائع ومحاسبة المسئولين عنها وإعادة الحق لأصحابه ..