28/6/2008
في الوقت الذي تزعم فيه الحكومة عن قرب انتهاء ازمة الخبز بعد ان اتخذت عدة إجراءات من بينها فصل انتاج الخبز عن التوزيع, وكذلك توزيع الخبز علي الاسر التي تم تسجيلها فقط في المدن والقرى .
يعاني أهالي اكثر من 70 قرية وكفر ونجع بمركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية من مجاعة حقيقية تسببت فيها تلك الاجراءات , فقبل ازمة الخبز الاخيرة كان اهالي تلك القرى يعتمدون اعتمادا كليا علي شراء الخبز من مخابز مدينة ميت غمر القريبة ولكن بعد تطبيق الاجراءات التي اتخذتها الحكومة اصبح من العسير علي الاهالي شراء الخبز من المدينة بعد ان اصبح انتاج مخابزها لسكانها فقط..!
ففي قرية دنديط وميت ابو خالد وميت الفرماوي وكفر الوزير وتفهنا الاشراف وسنتماي واوليلة وكوم النور وميت ناجي وميت القرشي وغيرها من القرى اصبح نصيب اكبر اسرة من الخبز 8 ارغفة توزع كل يومين أي بمعدل 4 ارغفة يوميا في حين يقل نصيب الاسر الصغيرة عن هذا المعدل الي 4 ارغفة كل يومين أي بمعدل رغيفين كل يوم للاسرة الواحدة..!
في حين بلغ سعر إردب القمح ما يقرب من 400 جنيها وهو ما ادي الي عجز معظم الأسر عن شراء القمح وخبزه بمعرفتها وهو ما ادي الي تفاقم الازمة , وفي تصريح غريب لمحافظ الدقهلية الجديد اعلن انه لاوجود لأي مشكلة في كمية الدقيق المتاح للمحافظة والتي تصل 27700 طن شهريا بالاضافة الي الدعم المقدم للمحافظة والذي يصل الي 1500 طن علي مدار 4 اشهر ” زيادة علي الرصيد” لحل الازمة, واضاف المحافظ ان الطوابير لاتعكس حجم الازمةلان المواطن لا يكتفي بالشراء مرة واحدة ..! وان تسجيل الاسماء “هيزعل الحرامية” وبرر ازمة الخبز الي وجود ناس عندها عقد نفسية ولا تجد العلاج سوى ان تضع رصات الخبز امام عينها وتنظر لها لتعاند الحكومة ..!
ويبدو ان محافظ الدقهلية اراد ان يصل بتلك الملهاة الي منتهاها فقال ان التلاعب لايتم في تهريب الدقيق فقط ولكن ايضا في الخبز لان اصحاب المخابز شغلوا ناس عندهم يجمعوا الخبز مرة اخري من الاكشاك ويعودون به الي المخابز لاعادة بيعه” ..!
ويقينا فإن محافظ الدقهلية الجديد لم يستطع بعد ان يلم بواقع محافظته وخاصة في القرى فإنه لو علم ان اكثر من 70 قرية في مركز ميت غمر تتعرض لمجاعة ولا يجد الاهالي بها ولو القليل من الخبز ما صرح بهذا الكلام المضحك..! ومن جانبنا.. فقد قامت أولاد الأرض بدراسة ” حالة” لاحدي تلك القرى وهي قرية دنديط كمثال واضح وصارخ لتلك الازمة ..!
• قرية دنديط هي احدي قرى مركز ميت غمر , تقع في شرق الدلتا علي بعد خمسة كيلومترات من مدينة ميت غمر عاصمة المركز علي طريق ميت غمر – الزقازيق, يصل عدد سكانها 40 الف نسمة طبقا لتعداد عام 2006 أي ان عدد سكانها الأن يزيد عن ذلك , وتبلغ المساحة الحقلية بها الي 2060 فدانا وعدد الحيازات الزراعية 4070 حيازة موزعة كالتالي ..
3289 حيازة لمن يمتلك اقل من فدان واحد
394 حيازة لمن يمتلك اكثر من فدان وحتي فدانين
366 حيازة لمن يمتلك اكثر من فدانين وحتي خمسة افدنة
19 حيازة لمن يمتلك اكثر من 5 افدنة وحتي 10 افدنة
1 حيازة لمن يمتلك 10 افدنة وحتي 20 فدان
1 حيازة لمن يمتلك اكثر من 20 فدان وحتي 30 فدان
ويقينا فإن بيان تلك الحيازات يؤكد ان ما يقرب من 70% من الملاك لايمتلكون سوى بضعة قراريط لا تصل الي الفدان الواحد وهو ما يعني ان اكثر من 70% من اهالي قرية دنديط يقعون تحت خط الفقر , وتزيد تلك النسبة اذا اضفنا فقراء مدينة ميت غمر الذين نزحوا الي قرية دنديط ويقدرون بخمسة الاف نسمه , بعد ان عجزوا عن توفير متطلبات السكن في المدينة..!
يوجد بقرية دنديط مخبزان كان دورهما هامشيا في توفير الخبز قبل احتدام الازمة فقد كان معظم الاهالي يقومون بشراء الخبز من مخابز مدينة ميت غمر القريبة, ولكن بعد حدوث الازمة اصبح من العسير شراء الخبز من المدينة واصبح اعتماد اهالي القرية علي ما ينتجه المخبزان ويتم توزيعة من خلال 4 منافذ للتوزيع..!
يتم توزيع الخبز من السابعة صباحا وحتي العاشرة صباحا علي الاسر التي قامت بتسجيل اسماء افرادها في الوحدة المحلية حيث تم تقسيم هذه الاسر الي قسمين بما يعني ان كل اسرة لاتحصل علي الخبز الا كل يوميين بمعدل 4 ارغفة لليوم الواحد او 8 ارغفة لليومين..!
اي إن الأسرة المكونة من 6 أفراد مطلوب الاياكل الأب والام خبزا علي الاطلاق في سبيل توفير رغيف واحد لكل طفل في اليوم الواحد..1
وقد ازدادت الازمة حدة بعد حصاد القمح هذا العام وذلك بعد ان عجز معظم الأهالي عن شراء القمح بعد ان وصل سعر الإردب الي 400 جنيها بما يعني ان الشريحة التي كانت قادرة علي شراء القمح وطحنه وخبزه في الاعوام الماضية اصبحت غير قادرة علي شرائه واصبحت تعتمد ايضا علي ما ينتجه المخبزين..!
ويبدو ان هذا الامر كان بعيدا عن خاطر وزير الزراعة الذي اعلن ان المطاحن ستقوم باستلام القمح من المزارعين بسعر 380 جنيها للاردب هذا العام بدلا من 165 جنيها في العام الماضي وذلك في محاولته لتمرير رفع سعر الاسمدة بنسبة 100% دون معارضة من المزارعين فكانت النتيجة ان ارتفع سعر الاردب من 165 الي 400 جنيها لتتفاقم ازمة الخبز اكثر ..!
يقول محمود المنسي احد اهالي قرية دنديط ” انه من العار علي الحكومة ونحن في العقد الاول من الالفية الثالثة ان يتضور الناس جوعا , ماذا اقول عما يتعرض له اهلي وناسي في قريتي من مهانة امام منافذ توزيع الخبز كل يوم.. وليت الامر يستحق كل هذه المهانه.. فالمتاح هو اربعة ارغفة فقط للاسرة في اليوم ..! وهذا المحافظ الجديد الذي لا يعلم بعد شيئا عن المحافظة يعلن ان كمية الدقيق كافية..
ربما لو نام ابنه جوعانا لليلة واحدة لادرك ان مئات الالاف من اهالي القرى في محافظته لا يجدون ما يسد الرمق, اما الموظفون في الوحدة المحلية او المحتسبون الجدد فهم يتعاملون مع الناس وكانهم من كوكب اخر .. يشتمون ويهينون الناس وهم يشرفون علي طوابير الخبز وكانهم مبعوثو الحاكم بامره , ويعودون الي بيوتهم وهم يحملون ما يكفيهم من خبز فهذا مايهم في نهاية الامر فالجوع كافر, انني لا اصدق حتي الان ان الامر وصل بنا ان يكون همنا الوحيد هو الحصول علي بضعة ارغفة.. أي انحدار هذا واي مستقبل ينتظرنا في ظل تلك المهانة .. ان الحكومة التي لاتستطيع ان تطعم شعبها عليها ان ترحل.. والحكومة التي تدفع شعبها الي حد الجوع والموت يجب ان يحاكمها الشعب ويعاقبها..!”
. من جانبنا .. فإن أولاد الأرض تري ان ازمة الخبز في قرى مركز ميت غمر وصلت الي حد المجاعة مما يشكل تهديدا خطيرا علي حياة الناس وحقهم في حياة تليق بالبشر..
لذا .. فإن اولاد الارض تطالب بزيادة حصة الدقيق لتلك القرى بما يوفر الحد الادني من الخبز لكل اسرة والذي لايقل بأي حال من الأحوال عن 20 رغيفا في اليوم للأسرة الواحدة بما قيمته جنيه واحد..!