14/4/2008
الأرض الزراعية المؤجرة للفلاحين باعتها وزارة الأوقاف للداخلية باعتبارها أراضى بور
لإقامة منشآت سكنية لثلاثة من أجهزة وزارة الداخلية.
اعتصام فلاحى العزبة و زئيرهم:
” مش حنسلم مش حنبيع / مش حنسيب الأرض تضيع ”
لإقامة منشآت سكنية لثلاثة من أجهزة وزارة الداخلية.
اعتصام فلاحى العزبة و زئيرهم:
” مش حنسلم مش حنبيع / مش حنسيب الأرض تضيع ”
على الطرف الشرقى لمدينة الإسكندرية .. خلف كبائن شاطئ المعمورة وعلى مسافة أربعين مترا من محطة الإصلاح إحدى محطات قطار أبو قير يعيش عدة آلاف من الفلاحين على زراعة 317 فدانا بالقمح والجوافة استأجروها من وزارة الأوقاف من ستينات القرن الماضى .
- المساحة المذكورة كانت ضمن 1162 فدانا استولى عليها الإصلاح الزراعى بالقرار رقم 17 فى يوليو 1960 وتقع ضمن أراضى خصصها خديوى مصر الأسبق إسماعيل باشا وأوقفها لأعمال البر الخيرية فى القرن قبل الماضى.
- كان الفلاحون يدفعون فى بداية التسعينات مئات قليلة من الجنيهات لاستئجار الفدان ، وبتطبيق قانون العلاقة بين المالك والمستأجرعام 1997 رفعت وزارة الأوقاف إيجاراتها ورغم ذلك استمروا فى زراعتها وفى دفع إيجارها
- فى الأسبوع الماضى فوجئ الفلاحون بعدد من ضباط الشرطة يعاينون الأرض المزروعة ويقيسونها .. ويحددون مواقع المنازل المتناثرة المقامة عليها .. ويحصلون من موظفى الجمعية الزراعية على أسماء الفلاحين الذين يحوزونها.
- توجّس الفلاحون.. وبطريقتهم عرفوا أن هناك عددا من القرارات جاهزة لإزالة سبعة عشر منزلا، كما عرفوا أن جمعيتين للقضاة وضباط الشرطة وعددا من نوادى الإسكندرية ورجال الأعمال علاوة على ثلاثة أجهزة من لوزارة الداخلية ( الأمن العام، الأموال العامة، أمن الدولة) قد اتفقوا مع وزارة الأوقاف على شراء مساحة 90 فدانا من أرض العزبة كمرحلة أولى يستكمل بعدها التهام باقى الأرض على مراحل تبعا لتطورات اغتصاب المساحة الأولى.
- هرع الفلاحون لأعضاء مجلس الشعب والشورى وبعض الشخصيات العامة -الذين حاول بعضهم استطلاع الأمر مع وزيرالأوقاف- مطالبين بإنقاذهم مما يدبر لهم فى الخفاء لقطع أرزاقهم وإزالة المنازل التى تأوى بعضهم وأرسلوا عددا من برقيات الاستغاثة لكبار المسئولين بالذات فى وزارتى الداخلية والأوقاف.
- المثير للإهتمام أن وزارة الأوقاف تتصرف كمالك كبير يبحث عن أكبر ريع لهذه الأرض .. وترى أن بيع الأرض كمبان أربح لها من استثمارها فى زراعة القمح والجوافة والحصول على إيجارها.
لا يهمها أن تكذب مدعية أن الأرض بور ولا يشغلها تحويل أرض زراعية لأراضى بناء رغم كل الشعارات المنادية بالحفاظ على الأرض الزراعية، ولا يطرف لها جفن وهى تشا رك فى الإطاحة بفلاحين بسطاء إلى قارعة الطريق وحرمانهم من مورد رزقهم الوحيد وتشريد أسرهم دون ذنب وهدم منازلهم بلا سبب، ولا يقض مضاجعها عدم مساواة فلاحى عزبة الهلالية ( وهذا اسمها) بأهالى عزبة الرحامنة الملاصقة لها والتى تضم بقية مساحة وقف اسماعيل باشا رغم أنها وافقت على تمليك أهالى الرحامنة الأرض التى كانوا يستأجرونها بنفس الأسعار والشروط المطبقة على أهالى عزبةالهلالية فى الجزء الآخر من أراضى ذلك الوقف الخيرى.- وفى صباح اليوم الإثنين 14 إبريل 2008 احتشد عدة آلاف من فلاحى العزبة حول مقر الجمعية الزراعية منددين بشروع الشرطة فى اغتصاب أراضيهم التى يزرعونها منذ الخمسينات ورددوا هتافا واحدا يقول “مش حنسلم مش حنبيع / مش حنسيب الأرض تضيع” .
- وحيث هرع عدد من الصحفيين إلى العزبة لتغطية أحداث الاعتصام قامت قوات الشرطة ومباحث أمن الدولة التى حضرت بمصادرة أدوات الصحفيين وآلات تصويرهم وأوقفت عمليات التصوير التى شرعت فيها قناة الجزيرة الفضائية ، كما قامت بفض الاعتصام دون صدام.
- إن ما يتم الإعداد له فى منطقة المعمورة بتكتم شديد يكشف عن حقائق جديدة .. تضاف إلى الحقائق التى تكشفت فى أراضى قطاع آخر من الفلاحين بالقرب من الإسكندرية فى منطقة برج العرب التى يتملكها فلاحو المنطقة بعقود بيع مسجلة ومشهرة منذ عام 1921.. حيث شرعت الدولة من خلال جهاز مدينة برج العرب فى اغتصاب أراضيهم وذلك بتغيير طبيعة الأرض وإحالتها إلى مستودع لمياة الصرف الصحى ولنواتج حفر منشآته الجديدة وسياراته القديمة والمكهّنة واستئصال نخيلها وأشجارها المعمرة والمثمرة ومحاصيل الحبوب المزروعة فى وحشية غير مسبوقة بالمخالفة لكل القوانين التى تحمى أملاك الفلاحين الصغار من الاغتصاب وتحافظ على حياتهم واستقرارهم وأمنهم، وهى حقائق لا تختلف عما تكَشّف من ناحية أخرى فى بعض قرى النهضة التى تسعى عصابات السطو المنظمة لانتزاعها من فلاحين اشتروها من الدولة ويحملون عقود ملكيتها.
- إن الهدف الذى تسعى له الدولة هو أن يتم اغتصاب شريط الأرض المتاخم للساحل الشمالى.. ليتحول إلى ظهير استثمارى زراعى وصناعى وعمرانى للصفوة التى استولت على واجهة مصر الشمالية المطلة البحر المتوسط.
- لذا لجأ الفلاحون للقضاء أملا فى مساواتهم بجيرانهم فلاحى عزبة الرحامْنة فى تملك الأرض التى يزرعونها منذ الستينات.