تلقى التحالف العربي من أجل دارفوربقلق بالغ الأنباء الواردة هذا الاسبوع التي تفيد بمقتل 250 مدنيا في اشتباكات قبلية في مناطق نائية بولاية جنوب دارفور.
وبحسب قوات حفظ السلام المشتركة بين الاتحاد الافريقي والأمم المتحدة فإن هؤلاء قد لقوا حتفهم ضمن اقتتال بين جماعتين من قبيلة جيمير حول قرية سيسبان الى الغرب من عد الفرسان جنوب دارفورفي صراع على مناصب إدارية.
ويرى التحالف أن استمرار احتراب القبائل الاصلية في الإقليم أيا كانت مسبباته، وبالإضافة لما يخلفه من قتلى وجرحى وتدمير للموارد الطبيعية، فإنه من شأنه تعطيل أعمال الإغاثة للنازحين من الإقليم بسبب العمليات العسكرية وغارات ميلشيا الجنجويد على المدنيين، كما يضيف عبئا جديدا على أجندة المصالحة في الإقليم المضطرب منذ العام 2003.
حيث أسفر الاقتتال الأخيرفي أيامه الأولى عن فرار خمسة آلاف مدني بعد إحراق ديارهم ليضافوا لما يزيد عن 2 مليون لاجيء ونازح من الإقليم.
وبدأت عمليات العنف الخميس الماضي وأردت ما بين 70 و150 شخصا في هجوم على قبيلة الهبانية العربية، فيما قالت تقارير أخرى أن نحو 500 من أفراد قبيلتي الفلاتة والسلامات هاجموا قرية وادي هجام التابعة لقبيلة الهبانية بالقرب من بلدة في جنوب دارفور قريبة من الحدود مع جنوب السودان وجمهورية افريقياالوسطى.
ويناشد التحالف القبائل بوقف الاقتتال المتبادل فورا وعدم استهداف المدنيين. معتبرا ان مثل هذه الأحداث تعطي مسوغات للنظام السوداني لرفض تسوية عادلة لاحلال الاستقرار بالاقليم. كما تصرف الانظار عن جانب رئيسي لازمة الإقليم وهو الهجمات التي تنفذها ميليشيات الجنجويد ضد المدنيين من أبناء القبائل غير العربية بالإقليم.
ويتطلع التحالف العربي من أجل دارفور الى حركة العدل والمساواة بتوضيح لما تناقلته الأنباء عن تحالفها مسبقا مع قبيلة جيمير، وعما إذا كان ممكنا لدى الحركة أن تقوم بجهودها لدى قبيلة جيمير لتعلن التزام ضبط النفس وعدم مواصلة القتل.وبحسب المتحدث باسم القوات المشتركة بالاقليم فإن الهجوم الاخير جاء انتقاما لهجوم سابق من جانب قبيلة الهبانية على قرية يوم الرابع من ديسمبر كانون الاول عام 2008 أسفر عن مقتل نحو 20 شخصا.”
ويهيب التحالف بحكومة الخرطوم بحكم كونها الدولة ذات السيادة وصاحبة الحق القسري في استخدام القوة أن تتدخل لبسط الأمن في مناطق الاقتتال تلك، ولا تقف مكتوفة اليدين لمجرد أن الاقتتال لا يطول بالأساس المنتسبين لها، رغم أنه بالفعل قد قتل 6 من عناصر الشرطة في هذه الأحداث.
ويرى التحالف ان حكومة الخرطوم التي طالما رفضت التدخل الدولي في دارفور بحجة السيادة مطلوب منها ممارسة هذه السيادة وفرض الأمن واثبات جديتها في احلال السلام بدارفور، خاصة أن الأحداث الأخيرة جزء من كرة العنف التي بدأتها ميلشيات الجنجويد التي تلقت دعما ولو بالصمت من حكومة الخرطوم لتبدأ اعتداءاتها على المدنيين بالإقليم.
يذكر أنه وبعد خمس سنوات من القتال في دارفور فقد خلف 200 الف قتيل وأكثر من 2.5 مليون للفرار من ديارهم.
وترجع جذور العديد من الصراعات القبلية في دارفور الى السيطرة على مراع وحقوق تقليدية أُخرى.
وتنفي حكومة السودان اتهامات أن قواتها تحالفت مع ميليشيات تنفذ أعمالا وحشية على نطاق واسع في دارفور منها قتل جماعي واغتصاب. وتقول ان عشرة الاف فقط قتلوا في الصراع وتتهم وسائل الاعلام الغربية بالمبالغة في حجم الصراع